============================================================
وأما كيفية وفاته رضي الله عنه، فهو ما ذكر في الصواعق (4)، أنه لما طال النزاع بينه وبين معاوية رضي الله عنهما، انتدب ثلاثة من الخوارج، عبد الرحمن بن ملجم المرادي والبرك وعمرو التميميان، فاجتمعوا بمكة، وتعاهدوا ليقتلن عليا ومعاوية وعمرو بن العاص، ويريحون العباد منهم، فقال ابن ملجم أنا لكم بعلي، وقال البرك أنا لكم بمعاوية، وقال عمرو أنا لكم بعمرو، وتواعدوا على أن يكون ذلك في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان ثم توجه كل منهم إلى مصر صاحبه، فقدم ابن ملجم الكوفة، فلحق أصحابه من الخوارج، ووافقهم شبيب بن عجرة الأشجعي، فلما كانت ليلة الجمعة السابعة عشرة من شهر رمضان سنة أربعين استيقظ علين سحرا، وقال لابنه الحسن رأيت الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا ارسول الله ما لفيت من أمتك؟ فقال أدع عليهم فقلت اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم، وأبدلهم لي شرا منهم، ثم أقبل عليه الأوز وقد كن في بيته يصحن بين يديه فطردهن بعض من كان لديه، فقال دعوهن فانهن نوائح، وكان رضي الله عنه يعلم السنة التي يقتل فيها والشهر الذي يقتل فيه والساعة التي يقتل فيها، وفي تلك الليلة، كان رضي الله عنه يكثر الخروج إلى فناء الدار والنظر إلى السماء، كأنه ينظر للموعود، وجعل يقول، والله ما كذبت ولا كذبت، وانها الليلة التي رعدت وبينما هو كذلك، إذ دخل منادي الصلاة عليه ينادي الصلاة، فعندما سمع رضي اثله عنه النداء خرج طاهر الباطن والظاهر يقصد الصلاة وثب عليه شبيب فضربه بالسيف فوقع سيفه وضربه ابن ملجم فأصاب جيهته إلى قرنه ووصل دماغه، فرجع رضي الله عنه مجروحا إلى دار الإمارة وهرب شبيب ودخل متزله فدخل عليه رجل وقتله، وأما ابن ملجم فشد عليه الناس من كل جانب وأتوا به الى حضوره فقال احبسوه، فإذا أنا مت فاقتلوه كما قتلني، وإن سلمت رأيت فيه رأيي، وقال الحاكم في المستدرك سبب قتله رضي الله عنه أن ابن ملجم خطب امرأة حسناء يقال لها قطام، وكان رضي الله عنه قتل (2) الصواعق المحرفة ص79
Страница 56