============================================================
فيا هذا سترحل عن قريب إلى قوم كلامهم السكوث ال وأما علمه رضي الله عنه فغزير، وغني عن التحرير، قال في الصواعق(4) أخرج الحاكم وصححه عن علي أنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت يا رسول الله، بعشتني وأنا شاب اقضي بينهم ولا أدري ما القضاء فضرب صدري بيده، ثم قال اللهم اهد قليه وثبت لسانه، فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين، وقال فيه أيضا روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا في جماعة من أصحابه فجاءه خصمان فقال أحدهما يا رسول الله إن لي حمارا وإن لهذا بقرة، وإن بقرته قتلت حماري، فبدأ رجل من الحاضرين فقال لا ضمان على البهائم، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم، إقض بينهما يا علي، فقال علي لهما أمرسلين كانا أم مشدودين، أم أحدهما مشدود والآخر مرسل فقال كان الحمار مشدودا والبقرة مرسلة وصاحبها معها، ققال علي على صاحب البقرة ضمان الحمار، فاقر رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمه وأمضاه، وفيه أيضا أن سبب قوله صلى الله عليه وسلم فيه رضي الله عنه أقضاكم علي هو هذه الوقفة، ومما وقع له من الغرائب في العلم أن رجلا من أهل زمانه كانت له زوجتان فولدتا معا في ليلة مظلمة فاتت إحداهما بصبي والأخرى بأنثى، وكل منهما تقول ان الصبي لها فتخاصمتا إلى علي فأمر كل امرأة أن تحلب من لبنها شيئا ثم وزن الحليبين فرجح أحدهما على الآخر، فحكم بأن الصبي لصاحبة اللبن الراجح، فقيل له من أين أخذت هذا، قال من قوله تعالى للذكر مثل حظ الأنشيين، وكان رضي الله عنه يقول على ما أخرجه ابن سعد عنه والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيمن نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، إن ربي ال وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا، وروي عن أبي طفيل الصحابي أنه قال: قال سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم (1) الصواعق المحرقة ص 23، والخبر في طبقات ابن سعد 2/ 150.
Страница 46