249

وقد أمر الله بقتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله وأوجب على المسلمين ذلك، وإذا بغت الفئة ثم امتنعت عن الرجوع إلى الحق والفيئة إلى أمر الله قوتلت قتالا لا قصاص فيه بينهم وبين المسلمين في حال القتال، فمن فاء من بغيه قبل منه، ولا يحل منه غير ذلك كما أحل الله، ولا تسبى ذريته ولا نساؤه، ولا يؤخذ ماله، ولا تحرق منازله، ولا تقطع نخله وشجره، ولا تقطع مثمرة، ولا تخرب عمارة.

وكذلك المرتد يقاتل إن قاتل، ويقتل إن قدر عليه ولم يتب، وقاتل النفس يقتل بالقصاص، وإن امتنع بما يجب عليه صار باغيا يقاتل حتى يفيء إلى أمر الله لا يستحل منه غير ذلك، وكل من امتنع بحق يجب عليه فطلب منه أن يعطيه وامتنع وقاتل عليه صار باغيا يقاتل حتى يفيء إلى أمر الله، ويعطي ما وجب عليه من حق الله الذي أوجب فيه قتاله، لا نهاية لذلك إلا: إما الفيئة إلى الحق من بغيه -كما قال الله- والدخول في الحق، وإعطاء ما وجب عليه من ذلك، أو ضرب رقبته، وعلى ذلك قاتل علي طلحة والزبير ومعاوية، ومن قاتل معهم، واستحل دماءهم على البغي، ولم يستحل منهم غير ذلك، ولا يقاتلوا حتى يدعوا إلى الفيئة من بغيهم، والدخول فيما خرجوا منه، والخروج مما وجب عليهم من الحق، فإن فاءوا قبل منهم وأقيم عليهم حكم ما أصابوا، وإن امتنعوا صدا عن الحق قوتلوا بإذن الله قتالا لا قصاص فيه بينهم وبين المسلمين، ولا ولاية لهم.

Страница 249