قيل له: هو الاستسلام لله، والانقياد له بالطاعة، والإقرار بها، والمسلم هو المستسلم لأمر الله وطاعته. وقوله: {إن الدين عند الله الإسلام} وهو الاستسلام لأمر الله، والإخلاص له بالطاعة، كقوله: {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. وقال: {إلا من أتى الله بقلب سليم} هو سليم من الذنوب، ومسلمون مخلصون لله بطاعته كما أمر، /128/والمقر لله بدينه مسلم، والمسلم هو الصالح.
فإن قال: فالإسلام والإيمان واحد؟
قيل له: نعم؛ وقد قال الله في كتابه ما يدل على ذلك: {قولوا آمنا بالله ومآ أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}، فقال في أول الآية {قولوا آمنا بالله}، وتمام الكلام {ونحن له مسلمون}.
وقال: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، فجعل الإيمان بالأنبياء، وما أنزل إليهم إسلاما. وقال أيضا: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق}.
وقال: {فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد}، فجعلهم في إيمانهم وإسلامهم مهتدين، وقد اهتدوا وجعله هدى لهم.
Страница 178