قيل لهم: فكذلك من أراد منا ما يعلم أنه لا يكون إلا له متمنيا فاقضوا بذلك على الله، إذا زعمتم أنه أراد أن يكون ما علم أنه لا يكون، أو أراد ألا يكون ما يعلم أنه يكون.
6- باب:
مسألة: في الهدى
- وسأل فقال: هدى الله الكفار؟!
قيل له: نعم، هداهم أن بين لهم؛ لأن الهدى هو البيان والدلالة على الحق، وذلك قوله: {وأما ثمود فهديناهم}؛ معناه: بينا لهم.
وقد هدى الله بهذا الهدى كل مكلف من المؤمنين والكافرين، وبين لهم.
وقد قال أيضا: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم}، فدل أنه لا يضل أحدا إلا بعد أن يبين له، وقد بين الله لعباده كما قال: {وهديناه النجدين}.
ومن الهدى: هدى السعادة وهدى الثواب لا يعطيه إلا المؤمنين؛ لقوله: {يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور} /96/ من الكفر إلى الإيمان، وقوله: {ويهدي إليه من أناب}، وقوله: {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم * سيهديهم ويصلح بالهم * ويدخلهم الجنة عرفها لهم} فهذا هدى السعادة، والهدى على هذين الوجهين.
وقد قال الله لنبيه ^: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}؛ يعني: تدل وتبين. ومن دل على شيء فقد هدى له، والدال: هو الهادي إلى صراط مستقيم.
7- باب:
مسألة: في الضلال
- وسأل عن الضلال، ما هو؟
قيل له: إن الضلال قد يكون اتباع غير الحق، وقد يكون الإغواء والعمى عن الحق ضلالة. وقد قال الله تعالى: {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}.
Страница 135