وعمد حمزة إلى الركن فوضعه موضعه اليوم، فلم يفرغ ابن الزبير من صلاته حتى فرغ منه حمزة، وأنصرف ابن الزبير. وأمر حمزة بمال فنثر عليه، وأرضى من تكلم. وقال ابن الزبير: لا أقلعه بعد ما عمله. فثبت حتى اليوم حدثنا الزبير قال، وحدثني مصعب بن عثمان قال: كان ابن الزبير قد جعل محمد بن المنذر بن الزبير على قتال من جاء من المأزِمَيْنِ، وجعل حمزة بن عبد الله على قتال من جاء من المسعى، وجعل هاشم بن عبد الله على قتال من جاء من الردم، فقال في ذلك بعض أصحاب عبد الله بن الزبير:
جعلنا سِدادَ المأزِمَيْنِ محمّدًا ... وحَمْزَةَ للمسعَى، وللرَّدْم هاشمُ
حدثنا الزبير قال، وحدثني عبد الملك بن عبد العزيز قال: أحتاج عبد الرحمن بن فطر، مولى أبن وأبصة المخزومي، إلى ألف دينار سلفًا، وكان سريًا. فأرسل يوسف بن محمد مولى آل عثمان، إلى حمزة بن عبد الله يستقرضه أياها، وكان يوسف بن محمد سَرِيًا. قال يوسف بن محمد: فجئت حمزة وهو في قصره بالحياة، فسلمت عليه ثم قلت له: أرسلني إليك مولاك عبد الرحمن بن فطر يستقرضك ألف دينار إلى أن يأتيه شيء ينتظرهز قال: فأمر ببُخْتِيَّةٍ له مري فحلبت في عس، وأمر بجراب في شق البيت فيه سكر
1 / 48