188

Соединение между Сахихайн

الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم

Исследователь

د. علي حسين البواب

Издатель

دار ابن حزم

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Место издания

لبنان/ بيروت

قَالَ: إِن أَعْطَيْتنِي عهدا وميثاقًا لترشدني فعلت. فَفعل، فَقَالَ: فَإِنَّهُ حقٌّ، وَهُوَ رَسُول الله ﷺ، فَإِذا أَصبَحت فاتبعني، فَإِنِّي إِن رَأَيْت شَيْئا أخافه عَلَيْك قُمْت كَأَنِّي أريق المَاء، فَإِن مضيت فاتبعني حَتَّى تدخل مدخلي فَفعل، فَانْطَلق يقفوه حَتَّى دخل على النَّبِي ﷺ، وَدخل مَعَه، فَسمع من قَوْله وَأسلم مَكَانَهُ، فَقَالَ النَّبِي ﷺ: " ارْجع إِلَى قَوْمك، فَأخْبرهُم حَتَّى يَأْتِيك أَمْرِي " فَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأصرخن بهَا بَين ظهرانيهم، فَخرج حَتَّى أَتَى الْمَسْجِد فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله ﷺ. وثار الْقَوْم فضربوه حَتَّى أضجعوه، وأتى الْعَبَّاس فأكب عَلَيْهِ، قَالَ: وَيْلكُمْ، ألستم تعلمُونَ أَنه من غفار، وَأَن طَرِيق تجاركم إِلَى الشَّام عَلَيْهِم، فأنقذه مِنْهُم. ثمَّ عَاد من الْغَد بِمِثْلِهَا، وثاروا إِلَيْهِ فضربوه، فأكب عَلَيْهِ الْعَبَّاس فأنقذه.
وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن النَّبِي ﷺ قَالَ لَهُ لما أسلم: " يَا أَبَا ذَر، اكتم هَذَا وارجع إِلَى بلدك، فَإِذا بلغك ظُهُورنَا فَأقبل ". قَالَ: فَقلت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، لأصرخن بهَا بَين أظهرهم ... وَذكر نَحوه. وَقَالَ: وَكَانَ هَذَا أول إِسْلَام أبي ذَر.
وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم على مساقٍ آخر يُوجب إِيرَاده: عَن عبد الله بن الصَّامِت قَالَ: قَالَ أَبُو ذَر: خرجنَا من قَومنَا غفار، وَكَانُوا يحلونَ الشَّهْر الْحَرَام، فَخرجت أَنا وَأخي أنيس وَأمنا، فنزلنا على خَال لنا، فَأَكْرَمَنَا خَالنَا وَأحسن إِلَيْنَا، فَحَسَدنَا قومه، فَقَالُوا: إِنَّك إِذا خرجت عَن أهلك خَالف إِلَيْهِم أنيس، فجَاء خَالنَا فَنَثَا علينا الَّذِي قيل لَهُ، فَقلت: أما مَا مضى من مَعْرُوفك فقد كدرته، وَلَا جماع لَك فِيمَا بعد، فَقَرَّبْنَا صِرْمَتنَا فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وتغطى خَالنَا بِثَوْبِهِ، فَجعل يبكي.

1 / 258