وذلك أنه متى وقعت الحيرة بين قولين هما من الشناعة على مثل ما عليه هذان القولان، فإنه يكاد قول ميلسيس أن يكون أقرب إلى العقل.
وذلك أن الشىء الذى ادعاه فى أصل قوله منذ أول الأمر ليس يعود فينقضه فيما يأتى به من بعد، كما يفعل هؤلاء.
وذلك أن هؤلاء أدعوا أن اسطقس الأشياء وأصلها واحد. ثم عادوا بعد ذلك فكرروا أن له استحالة. فجعلوا الأشياء الموجودة أربعة.
والأجود كان أن يدعوا أن ذلك الواحد لا يستحيل، ولا يتغير، إن كان بالحقيقة واحدا. وذلك أنه إن كان يستحيل، ويتغير، لم يكن واحدا.
فبالواجب قال بقراط: إن جميع هؤلاء الذين يزعمون أن الماء هو اسطقس الأشياء، واصلها، أو هو الهواء، والماء، والنار، والأرض قد يصوبون قول مالسيس، على أن قوله شنيع جدا، مخالف لجميع ما يظهر فى المشاهدة ، والعيان، حتى لا يحتاج إلى مناقضة.
Страница 60