بسم الله الرحمن الرحيم جمل ما فى المقالة الثانية عشر ذكر هية اعضاء التناسل المقالة الثانية عشر من كتاب عمل التشريح انا واصف لك فى هذه المقالة هية اعضاء التناسل ومعنى قول اصحاب التشريح اعضاء التناسل الاعضاء التى جعلت لتوليد الاولاد وهى الارحام والٔانثيين والقضيب من الذكورة والفزج من إلاناث ومجارى المنى فان هذه اعضاء موجودة فى ذكور الحيوان واناثه وان كان قد قال قوم ان الاناث ليس لهن أنثيين فهذا اول ما ينبغى لنا ان نذكره فان هذا الراى ليس هو من الاراء التى انما تصح بحجة منيعة لكنه يصح من شى يرى عيانا وهو امر قد يفعله أمم عرافة اليونانيين ويفعل ايضا عندنا فى بلاد شتى فى بلاد قبدقيا وفى بلدان أخر وذلك ان اهل القرى ياخذون الخنازير الاناث فيشدونها على السلاليم ثم يقطعون من الجانبين اعنى الجانب الايمن والايسر فى موضع الخاصرتين قطعا بطوليهما بمقدار ما يمكنهم أن يخرجوا منهما البيضتين عارفا بموضعهما كيما لا يكون القطع طويلا فان من ضرب يده الى ذلك وهو لم يرتاض فى هذا العمل لم يامن ان يقطع فوق الموضع الذى ينبغى او اسفل منه فيضطره الامر الى ان يزيد فى الشق لتتبين ايضا البيضتان وتظهر حسنا فاذا فعل ذلك اتسعت الجراحة وعظمت فيعرض من ذلك بسبب ما يحدث من الورم ان تلتحم شفتى الجراحة فان تهيا ان تلتحم الجراحة عندما يتعهد لكل ما يحتاج اليه تعهدا جيدا فان الخزيرة التى كانات قبل انثى لا تبقى انثى كما لا يبقى الخزير الذكر اذا قطعت أنثياه ذكرا والحيوان يقال له باليونانية اوداطرن وتفسيره لا ذكر ولا انثى والمستحق لهذا الاسم على الحقيقة ليس هو الحيوان الذى قد قطع منه الانثيين لان التانيث والتذكير انما يجب فى الحيوان من قبل الٔانثيين وبين الانثيين و الانثيين فى خصوصية الجوهر فرق ليس بيسير وذلك ان أنثوى الحيوانات الاناث شبيهتان باللحم الرخو الذى يسند العروق والشريانات فى مواضع تقسمها ويدعمها وذلك انها ظاهرة بالكثافة والصلابة وأنثوى الحيوانات الذكورة على خلاف ذلك اعنى انهما رخوتان متخلخلتان مملوتان رطوبة بيضاء فى مثال الثديين واصحاب التشريح يسمون هذا الجنس من الاجسام باليونانية اداناس وهو اللحم الرخو وذلك انهم يقصدون من البدن الى اجزايه التى قلة الدم فيها كثيرة او تكاد ان تكون عديمة الدم واذا نظر اليها الناظر راها منحازة فى حيز يجدها فيه خاصة ومنظرها منظر الاجسام اللحمية الا ان الدم فيها اقل منه فى اللحم فيسمونها اداناس على ان الذى هو بالحقيقة من البدن عديم الدم انما هو الشحم الا انه بما فيه من الرطوبة واللين والبياض مخالف الرخو مباين له مباينة كثيرة جدا وكذلك يخالفه ايضا الشحم فى جوهره وانما تراه فى مثال الزيت الجامد واللحم الرخو عديم اللزوجة والدسومة ليس فيه من المتانة والعلوكة شى وخاصة ما كان منه يسند العروق والشريانات فى مواضع تقسيمها وذاك ان النوع الاخر منه الذى هو اشد رخاوة واكثر امتلاء من الرطوبة اذا ما سمن وخصب بدن الحيوان رايت فيه رطوبة دسمة وقد يمكنك ان ترى عيانا انه يتصل ويلتحم بهذا النوع من اللحم الرخو عروق وشريانات ظاهرة للحس وما كان منها اعظم فانك تجد انه يتصل ويلتحم به مع ذلك عصب ويتصل ويلتحم ايضا بهذا اللحم الرخو فى مواضع كثيرة مجارى جواهرها عرقية وشريانية ومجارى أخر منشاها من اللحم الرخو نفسه وهى التى فيها يكون مخرج الرطوبة التى تجتمع فى ذلك اللحم الرخو ولهذه العروق خصوصية فى جرمها وهى ان جرمها فيما بين جرم العروق والشريانات والٔانثيين لحم رخو من مثل هذا اللحم الرخو وذلك انه يتصل بها عروق وشريانات عظام جدا وينبت ايضا من كل واحدة منهما مجرى اخر تجرى فيه الرطوبة التى تتولد فيها والذى يتولد فى الٔانثيين فى جميع الحيوانات رطوبة بيضاء قوية الا انها ليست فى جميع الحيوانات على حال واحد بل قد تختلف اختلافا كثيرا فى الزيادة والنقصان وقد اقر واجمع على اكثر الامر جميع اصحاب التشريح خلا لوقوس بأن للحيوانات الاناث أنثيين واقروا واجمعوا ايضا بان العروق والشريانات التى تاتيهما تنبت وتنشو من تلك المواضع باعيانها التى منها منشاها ومنبتها فى الذكورة الا ان هذه العروق والشريانات فى الاناث اقل طولا منها فى الذكور كثيرا جدا وذلك لان أرحامهن موضوعة داخل فى الغشاء المستبطن لعضل البطن المعروف بالصفاق والٔانثيين منها موضوعتين فى موضع اعلى من عنق الرحم بكثير فمن اراد ان ينظر نظرا شافيا الى جميع ما فى الارحام فليفصل اولا على ما وصفت قبل العظمين المعروفين بعظمى العانة ويقلب ويرد كل واحد منهما مع ذلك الى الناحية التى هو موضوع فيها أما الذى هو منهما فى الجانب الايمن فالٕى الجانب الايمن واما الذى فى الجانب الايسر فالٕى الجانب الايسر فانه اذا فعل ذلك نظر نظرا شافيا بينا الى مشاركة الارحام للاعضاء القريبة منها وتبتدى بالنظر الى المثانة فان المثانه هى اول شى يظهر للبصر بعد العلاج الذى ذكرناه قبل فينبغى لك ان تخلصها وتفصلها من المواضع التى هى معلقة بها مع الارحام وتكشف عن الرحم من جميع النواحى حتى تدعه عاريا ثم تنظر الى عنقه نظر يثبت كيف هو وكيف ينتهى فى الفرج والقبل من الانثى فاذا انت فعلت هذا وصارت المثانة لا تعمى شيا مما تحتاج اليه فى تشريح الرحم امكنك ان تنظر الى مشاركته للمعاء المعروف بالمستقيم وهو المبعر وذلك انه كما ان المثانة موضوعة على الرحم كذلك الرحم موضوع على المعاء المستقيم فاذا انكشف لك الرحم من كل موضع امكنك أن تنظر نظرا شافيا الى هذه العروق والشريانات فقط التى تاتى ألانثيين من اين تاتى وكيف يتصل ويلتحم بعضها بألانثيين نفسهما ويعضها ينبث ويتفرق فى الرحم نفسه بعد ان ينقسم الى اقسام كثيرة ولكن تنظر ايضا مع ذلك الى العروق والشريانات التى اسفل من هذه سوى مشاركتها للأنثيين تتصل وتلتحم بجرم الرحم نفسه وتتقسم تقسما ظاهرا فى جميع الجزء الاسفل منه الى عنقه وقد يمكنك ان تسمى هذا العضو الذى فيما بين القبل والفرج من ألانثى وبين تجويف الرحم عنق الرحم ورقبة الرحم واذا نظرت الى هذا وحده خيل لك ان الرحم واحد على مثال تجويف الوعائين المسمى كل واحد منهما مثانة اعنى المثانة اللازمة للكبد وهى المرارة والمثانة التى يجتمع فيها البول حتى اذا انت فصلت وخلصت منه الغشاء المحيط به من كل ناحية ظهر لك تجويفين ينفصل احدهما من الاخر باهون سعى بغير سكين بالعلاج الذى يسميه ايروفيلوس كشطا وسلخا بمنزلة ما يفرق بين الجلد المحتوى على جميع البدن وبين ما تحته لان الاجرام التى تخلص بعضها من بعض بالكشط والسلخ مربوط بعضها الى بعض برباطات شبيهة بنسج العنكبوت ولعل بعض الناس من اهل التعبير بالاسماء والتنتيج عليها لا يوافقنا على ان نسمى هذه رباطات فليس ينبغى ايضا ان نسميها معاليق لان الافضل ان نسمى معاليق الرحم على نحو ما يسمون اصحاب التشريح ما كان جامعا للطول والقوة معا فانا نجد هذه تتمدد من العضل الذى فى المراق رباطات تبلغ الى الرحم قياس العضل الذى ياتى ألانثيين فى ابدان الذكور بعينه وقد ذكرت هذا العضل فى الموضع الذى ذكرت فيه تشريح العضل وانا ذاكره ايضا فى الموضع الذى اذكر فيه تشريح الذكور واذ كان الامر فيما يظهر بالتشريح على ما وصفت فقد يمكنك ان تسمى كل واحد من هذه الاعضاء كيف شيت فاما انا فكما اوضحت وشرحت كلامى فى كل واحد من الامور ألاخر كذلك الخص وابين كلامى فى الرحم فاقول انه من بعد ان تكشط وتسلخ عنه الغشاء الخارج المتحد المتصل من جميع نواحيه بالصفاق وانما هو شعبة من جوهره يمكن ان تفرق بين الرحمين وتخلص احدهما من الاخر بسهولة حتى يصيران الى عنق عام لهما موضوع منهما فى الطرف الاسفل وبهذا السبب صار الرحم يسمى على ضربين احدهما مخرجه مخرج العدد الذى يسميه النحويون فرد فيقال رحم والاخر العدد الذى يسمونه جمع فيقال ارحام ولا اعلم احدا ممن عرفته سبق بقراط الى تسمية الرحم بضربين ارحام على طريق الجمع ورحم على طريق الإفرد وتبع بقراط فى ذلك افلاطون اذ قال فى كتابه المسمى طيماوس هذا القول فاما الاعضاء المسماة من اعضاء النساء ارحام فإنها بهذا السبب لما كان حيوان مشتهى لتوليد ألاولاد صار متى بقى بلا ثمرة دهرا طويلا مجاوزا للوقت الذى ينبغى يشتد عليه ذلك ويعسر عليه احتماله وينزق ويغضف فانت يا هذا تجد هذا الرجل ايضا فى هذا الوقت الواحد قد ذكر الرحم على طريق الجمع فقال ارحام ثم اجرى ذكره على طريق الٕافراد فقال رحم وقد سماه ايضا فى آخر كلامه رحم على طريق إلافراد فقال فيه هذا القول ايضا اذا هم حصدوا بمنزلة ما يخضم الثمرة من الشجرة وألقوا فى الرحم بمنزلة ما يلقى البذر فى الارض المحروثة واذ كان الامر فى الرحم على هذا فقد يجوز لك انت ايضا ان تسميه باسم يدل على الواحد الفرد فتقول رحم بسبب عنقه وبسبب الغشاء الذى خارجه فان بسبب هذا الغشاء ليس يعلم خلق كثير ان الارحام رحمين وتسميه ايضا باسم يدل على الكثير فتقول ارحام لانه بالحقيقة رحمين يعمهما ويشملهما لباس وجلال واحد وهو الغشاء النابت من الصفاق ولهما ايضا عنق عام وهو الذى منه يخرج ويولد الجنين الذى خلق فى احدهما فاذا انت كشطت جلالهما العام رايت جوهرهما الخاص جرما له ليف مختلف الوضع اعنى بقولى ان له ليف مختلف الوضع انه تجد فيه ليفا يذهب على تاريب وهو اكثر ما فيه وليف آخر بعضه كانه يذهب عرضا وبعضه قايم منتصب على الاستقامة وهذا امر موجود ايضا فى جرم المثانة اذا انت كشطت عنه ايضا الصفاق وقد ينبغى لك ان تعلم ان فردية الارحام التى صارت بسبب الغشاء الحاوى للرحمين من خارج ليست من الامور الموجودة فى جميع الحيوانات بل الذى يوجد فى القرود وفى الحيوانات الشبيهة بالقرود اعنى الحيوانات المسماة ستيرو والمسماة لنجاس والمسماة قونوقافالو وكذلك فى النعاج والمعز والبقر قبل ان تكشط الجلال المغشى للارحام من خارج ان الرحم يرى واحد فرد على ما هو فى الناس واما فى الخنازير والكلاب وعلى اكثر الامر فى جميع الحيوانات الناتية الٔاسنان الكثيرة الاولاد فان الرحم يرى رحمين وذلك انهما يفترقان على المكان من العنق فيذهب واحد الى ناحية الخاصرة اليمنى وواحد الى ناحية الخاصرة اليسرى ولست أدرى كيف اعتاد اصحاب التشريح ان يسموا اجرام هذه الاعضاء التى هى آلات انفسها طبقات فانهم قد قالوا ان المعدة والامعاء كل واحد منهما مركب من طبقتين واذ كانوا قد سموها كذلك فلا بد لنا نحن ايضا ضرورة من ان نستعمل الاسماء التى قد جرت بها العادة وان كانت لم توضع على الحقايق لان هذا امر قد جرى بين الناس ليس فى هذه الاعضاء فقط بل هو امر موجود كثير جدا فى جميع ما يتصرف فيه الناس فى حياتهم والناس يستعملون امثال هذه الاسماء من غير ان يخطر ببالهم أكانت اسماء وضعت على حقايق او على غير حقايق فأطعنى انت ايضا وأطع قيلى افلاطون وتهاون بقراط العناية بالبحث عن الاسماء التى افرط فى استعمالها ايروديقوس وغيره ممن تشبه باخده ولتكن عنايتك بخلة واحدة فقط وهى ان تستفيد معرفة الامور انفسها باستقصاء على نحو ما ترى انى ايضا اصرف عنايتى فى جميع كتبى المتقدمة وفى هذا الكتاب ايضا ومن بعد ان تكون قد تبينت وتفرست فى جميع جوهر الرحم الذى لا حمل فيه وفهمته فتجاوز ذلك الى النظر الى الرحم فيه حمل والتثبت فى الجنين كيف هو فيه فكيف اغشيته التى تحويه ومما معلوم انه ينبغى لك على ما قد جرت عادة اصحاب التشريح ان تخلع الرحم الذى فيه حمل وتخرجه عن بدن الحيوان ثم تصير بعد ذلك الى تشريح ما ذكرته لك وقد يمكنك ان تنظر فى التشرحين كليهما الى شى عام وهو الحال فى مجارى المنى واوعيته التى تتصل وتلتحم بقرنى الرحم بفمين ظاهرين للحس غير انها ليست فى الاناث على مثل ما هى عليه فى الذكورة توجد على المكان من عند الانثيين واسعة بل هى فى نبتها ومنشاها فى الاناث من الانثيين كانها اقرب من طبيعة الاغشية ولذلك تنخرق وتنمزق سريعا متى نفذ الميل الدقيق فى تجويف وعاء المنى فان هذا الوعاء عند اتصاله والتحامه بقرن الرحم له من داخل سعة كبيرة وكلما يمر ذاهبا الى ناحية البيضة فهو لا يزال يضيق دايما اولا فاولا والجزء من جنس الاغشية وهو الذى عند البيضة ينشق سريعا حتى انه إن عصر إنسان ما فى ذلك الوعاء من الرطوبة المستوية الى المنى المختفية فى وعاء المنى خرجت من هذا الجرم الذى من جنس الاغشية فاما جرم الرحم نفسه فلا يزال يزداد رقة ويصير ارق مما كان ما دام الجنين ينمو ويعظم وذلك لانه يتمدد تمددا يتسع به الى كل ناحية فاذا كان بعد الولاد فان تجويفه يقل ويصغر عما كان عليه فى وقت الحمل ومقدار غلط جرمه وثخنه يزيد بحسب ما ينقص من عظم مقدار تجويفه وهذا ايضا من الاشياء التى تدعوا إلانسان الى التعجب من امر الخلقة كيف ضيق فم الرحم حتى صار لا يدخله طرف الميل الا بكد فانه لولا أنا نعلم يقينا ان الجنين منه يخرج لما صدقنا ان فم الرحم الذى كان منضما منطبقا يبلغ من انفتاحه أن يخرج منه حيوان تام واذا اردت ان تشرح رحما فيه جنين وهذا التشريح قد جرت عادتنا بأن نفعله فى المعز فينبغى لك ايضا ان تهيى أنبوبا صغيرا يكون طوله بمقدار قدم ومنتهاه ضيق كيما يمكنك أن تدخله مرة فى فم عنق الرحم ان شيت ذلك ومرة فى احد قرنيه عندما تكشف منتهاه فانك ان احببت ان تنفخ فيه كما ينفخ الصايغ النار بآلة شبيهة بهذه وهى المنفاخ ان انت فعلت ذلك فى عنق الرحم اتسع الموضع الذى فيما بين المشيمة والرحم وان فعلت ذلك فى قرنى الرحم اتسع الغشاء المسمى الشبيه بالنقانق فاذا كان ذلك كان امر التشريح اسهل واهون لانك تهدى وتستدل بالاعضاء التى انتفخت استدلالا بينا على تخليصها من الاعضاء التى تماسها وان شيت بعد ان تشرخ على هذه الصفة مرتين او ثلث مراة أن تشرح فى اول الامر من غير ان تنفخ وجدت الامر فى هذه الحال ايضا إن استقصيت عليه وليكن اول ما تبتدى به من هذا التشريح أن تقطع الرحم وحده وتشقه بسكين من غير ان ينال المشيمة من ذلك شى اذ كانت متبرية منه مفارقة له من كل جانب وانما اتصالها ومضامتها اياه بالحفاير فقط والحفاير تكون فى بعض الحيوانات فى امثال الزوايد المتحجرة التى تتولد على افواه العروق التى تنفخ فى الدبر وفى فرج ألاناثى وفى بعض الحيوانات تكون هذه الحفاير لحمات مترهلة مقدار عظمها مقدار صالح فاذا انت قطعت الرحم وشققته فى الموضع الذى فيما بين هذه الحفاير واسهل ما يكون ذلك اذا نفخته فان انت ايضا لم تنفخه لم يعسر عليك فينبغى لك ان تخلص الحفاير وتبريها من الرحم باصابعك حتى تبقى معلقة بالمشيمة ثم تخلص بعد ذلك الطبقة المسماة الشبيهة بالنقانق من الطبقة المسماة امنيوس وهى الطبقة التى تحتوى على الجنين وتحصره قال حنين إن القوم كانوا اذا ذبحوا حيوانا يلقوا دمه بآلة ياخذونه فيها ويسمون تلك آلالة بهذا الاسم ويسمون هذه الطبقة باسمها لمشابهتها اياها فى المثال فاما الطبقة المسماة الشبيهة بالنقانق فهى التى تجلل هذه من خارج فى اجزايها السفلية المحدبة وهى ايضا أضيق من المسماة امنيوس كثير واطول منها واقاصيها تنتهى الى قرنى الرحم فان نهيا ان يكون فى كل واحد من الوجهين جنين كان أحد طرفى الغشاء الشبيه بالنقانق يبلغ الى القرن من الرحم الذى فى ناحيته وطرفه الاخر يضام قال حنين وجدنا فى نسخة اخرى يونانية مكان طرف الغشاء الشبيه بالنقانق الذى للجنين الاخر الذى يصير الى تلك الناحية فطرفى هذا الغشاء يصيران الى الموضع الذى وصفناه واما وسطه فمثقوب بثقب ظاهر للحس ينفذ الى مثانة الجنين والامر على ما وصفت من ان تخليصه من الغشاء المسمى امنيوس يكون اسهل واخف اذا هو نفخ وذلك عند ما ينفخ طرفه حيث تضام مجرى المنى وذلك انه محوى محصور من خارج فى جوف المشيمة وهو يحوى ويحصر الغشاء المسمى امنيوس فى الموضع الذى ذكرته فاذا كان الامر كذلك فساير اجزاء الغشاء المسمى امنيوس يلقى المشيمة ويماسها فهى لذلك تحتاج الى مثل التخليص الذى خلص به الغشاء الشبيه بالنقانق من هذه وكما ان الثقب الذى فى وسط الغشاء الشبيه بالنقانق ينفذ الى مثانة الجنين كذلك جميع الشريانات والعروق التى فى المشيمة يتصل ويلتحم بالجنين فى موضع واحد بعينه ومبلغ جميعها اربعة وهذه الاربعة بمنزلة صوق الشجر التى تجتمع من اصول كثيرة واثنين منها شريانين واثنين عرقين على مثال الشريانات والعروق التى فى الجداول التى حول الامعاء وذلك ان المشيمة اذا نظرت اليها وحدها مفردة من غير حفاير وجدتها شبيهة بالجدول التى حول الامعاء وفى مثاله عروق وشريانات مربوطة باغشية رقاق فاذا ما يولد من جميع العروق والشريانات التى فى المشيمة عرقين عظيمين وشريانين اجتمعت اربعتها واحتوت على المجرى النافذ فيما بين الغشاء الشبيه بالنقانق وبين المثانة وصار هذا المجرى فى وسطها فيصير الشى المركب من خمستها الشى المسمى سرة وبعض الناس يزعم ان هذا ليس هو السرة بل انما السرة زعموا الموضع الذى فيه يتصل ويلتحم هذه الخمسة المجارى تحت جلد الجنين واما انت فدع المشايحة والمشاجرة فى الاسماء لغيرك وخذ فى تشريح الجلد المحيط باتصال هذه الجمسة المجارى والتحامها ثم تشرح بعده العضل الموضوع تحته حتى تبلغ الى الصفاق فانك اذا فعلت ذلك رايت الشريانين يلتقيان على المثانة ويستديران حولها من كل واحد من جانبيها واحد حتى يضامان الشريانين اللذين ياتيان الرجلين فى الموضع الذى عنده اولا انقسم الشريان المستبطن للصلب ويولد الشريانين اللذين ياتيان الرجلين من قسميه وقبل ان يتصلان ذينك الشريانين ويلتحمان بهذين تنشعب منهما شعب تصير الى المثانة والى الانثيين واما العرقين فتراهما يتحدان ويتصلان حتى يصيران عرقا واحدا ويصير ذلك العرق الواحد الى الكبد قيتصل منها بموضع اعلى قليلا من العرق الذى يسمى فى الحيوانات الكاملة باب الكبد فان احببت ان تتبع هذا العرق وتقف على تقسيمه فى الكبد وجدته شبيها بعرق مضام العرق الاجوف والعرق الذى يقال له فى الحيوان بعد ما يولد باب الكبد وذلك لكيما تكون تلك العروق التى فيها يكون نفوذ الغذاء وممره من المعدة والامعاء فى الحيوانات الكاملة هى التى ينفذ فيها ايضا الدم ويصل الى بدن الجنين فاما نفوذ الغذاء من العرق الاجوف ووصوله الى جميع البدن فهو على حال واحدة فى الحيوان الكامل وفى الجنين وكما يوجد هذا الامر الذى وصفته لك فى ابدان الاجنة خاصة دون غيرها كذلك ايضا يوجد فى القلب شى خاص فى اتصال العرق الاجوف والشريان الاعظم وذلك ان العرق الاجوف مثقوب الى الشريان العرقى الذى منشاه من التجويف الايسر من تجويفى القلب والشريان الاعظم مثقوب الى العرق المعروف بالشريانى النابت من التجويف الايمن من تجويفى القلب وليس يبقى شى إلا علامات من هذه الامور التى ذكرناها كلها ودلايلها لابثة محفوظة توجد فى جميع ألاسنان وانما يوجد منها فى باقى ألاسنان كلها أن رايت هذين الشيين فقط اعنى ما يدل على العرق الذى ياتى من السرة الى الكبد وما يدل على المنفذ بين الشريان الاعظم والعرق الشريانى فاما المنفذ والثقب الذى بين العرق الاجوف والشريان العرقى فليس يبقى منه بقية ذات قدر يعتد به فى جميع الٔاسنان مع انه ايضا ليس يذهب ويدرس ساعة يولد الجنين لانك تجد الثقب والمنفذ فى الٔايام الاولى ينسد قليلا قليلا وذلك بان الغشاء الذى فيه كان الثقب والمنفذ يتصل ويلتحم بجرم القلب فاما الثقب والمنفذ الذى بين الشريان الاعظم والعرق الشريانى فانه انما يكون فى نفس جرم العرق والشريان وهو فى الاجنة كبير حتى اذا ولد الجنين لا يزال كلما طال مكثه يعمى وانضم وجف بمنزلة العرق الذى ياتى من المشيمة الى الكبد وبمنزلة الشريانين اللذين يستديران حول المثانة ويحيطان بها فيصير هذه الشريانات والعروق اذا جفت كثيرا شبيهة بجرم العصب وكذلك الامر فى المجرى الساكب للبول فان هذا ايضا يجف ويصلب ووينضم ويفنى ويتقلص وقد كان فى الجنين يتصل ويلتحم بقعر مثانته ويفضى اليها بفم ومنفذ ظاهر للحس كيما اذا انعصرت الرطوبة المختفية فى قعر المثانة التى تحويها نفذت فى المجرى الساكب للبول ثم اذا عصرتها ايضا المثانة عايدة مرة ثانية مصعدة فى المجرى الساكب للبول صارت الى الطبقة المسماة الشبيهة بالنقانق فقد وصفت لك الان على اكثر الامر جميع ما يظهر للعيان فى الجنين الميت وينبغى ان اضم الى ذلك وازيد عليه ذكر ما يظهر للعيان فى الجنين الحى فاقول انه ينبغى ان تكون العنز فان من عادتنا أن نعالج هذا التشريح خاصة فى هذا الحيوان مهياة بهذه الهية تربط وتستوثق منها وهى ملقاة على قفاها وراسها مرتفع الى فوق قليلا ويحلق ما على مراق بطنها من الشعر كيما اذا شققته بعد يمر القطع فى ضربة واحدة فى المراق كلها حتى يبلغ الى الصفاق وليكن القطع فى الموضع الذى فيما بين العروق والشريانات المنحدرة من القس والعروق والشريانات التى ترتقى من اسفل التى هى مشتركة للثديين والارحام وهذه العروق والشريانات المشتركة ممتدة الى جانب العضل المنتصب من عضل البطن الذى ملتقاه حد يفصل بين الجانب الايمن والجانب الايسر فليكن الان القطع فى هذا المكان فى الجزء الذى فيه قعر الرحم واسفله الذى فيه الجنين ومما لاخفاء به عليك انه ينبغى لك ان تحذر وتتوقى فى القطع أن لا يدخل السكين كثيرا فيقطع مع الصفاق الرحم فان الرحم فى وقت الحمل بسبب ما يناله من الانتفاخ يقرب من الغشاء المعروف بالصفاق ويضامه وانت على كل حال تحتاج الى ان تقطع الرحم بعد قليل فعساك تظن بهذا السبب ان حذرك وتوقيك من قطعه فى الضربة الاولى عبث وباطل ولكن فكر فى انك لا تعلم ان وقع القطع على واحد من الحفاير ولذلك صار الاجود أن تكشف اولا عن الرحم ثم تقطعه بحذر وتوقى فى الموضع الذى بين الحفاير لان القطع اذا وقع على الحفاير حدث من ذلك ابتعاث الدم واما قعر الرحم واسفله الذى ينبغى ان تقطع القطع عليه فانتفاخ البطن ونتوه يدلك عليه وليكن مقدار طول القطع مقدار يمكنك ان تدخل يدك فيه وتقلب الجنين فان صلبه الى فوق وسرته الى اسفل فانت انما تحتاج أن تكشف عن السرة لتتعرف الحال فى نبض الشريانات التى فيها فانك فى هذا الوقت الى هذا أحوج لتعلم بذلك هل نظام حركات الشريانات فى الجنين وفى حاملته نظام واحد او بينهما فرق فى شى فح˜ كما كشفت من الرحم عن الجزء الذى فيه الجنين كذلك افعل ههنا بان تضبط أصول الحفاير باصابعك مما يلى الرحم واغمز معها على جملة المشيمة ثم اضف الى ذلك وزد عليه أن تقطع جرم الرحم نفسه فيما بين الحفاير كيما لا يحدث شى من انبعاث الدم لان العروق والشريانات التى فى المشيمة منشاها من ذلك الموضع حتى اذا كشطت وقلعت الجزء من الرحم الذى فى موضع السرة امكنك ان تحس باصابعك احدى يديك الشريانات التى فى السرة وباصابعك يدك الاخرى تحس شريانات الحيوان الحامل على احد وجهين إما ان تحس منه الشريان المستبطن لعظم الصلب وإما ان تكشف عن الشريان الذى فى إبطه او الذى فى حالبه واذا انت وجدت ان الشريانات التى فى سرة الجنين تنبض على وجه غير الذى تنبض عليه شريانات حاملة الجنين سهل عليك الامر فى القياس والنتيجة فى تدبير الجنين كيف هو فان السوفيسطانيين يبحثون عن هذا الباب ويطلبون هل الولد جزء من حاملته ام انما هى حاملة له بمنزلة حمل الشجرة للثمرة او هو فيها على انه حيوان فاذا رايت ما يظهر لك من ذلك عيانا فقد يمكنك متى شيت ان تحرك الجنين وتستدعيه الى الوثوب والنهوض واذا استدعيته الى ذلك خرق ما عليه من الاغشية التى تحويه وترى من وراها مرة يحرك احدى قوايمه ومرة يحرك صدره ايضا على انه ليس يتنفس بتة بفيه فان ذلك ما يظهر للعيان وحركة صدره ليست كالحركة التى نتحركها نحن عندما نستنشق الهواء او نخرجه بالتنفس اذا ما انبسط الصدر فى استنشاق الهواء او انقبض فى اخراجه بالتنفس بل انما هى بمنزلة الحركة التى نحرك بها صدورنا عندما نغير الصدر من شكل ونصبة الى شكل ونصبة من غير تنفس وكما انك ترى صدره عيانا ينتقل ويتغير من شكل ونصبة الى شكل ونصبة انتقالا وتغيرا ظاهرا كذلك ايضا تراه روية بينة ليست بدون بيان غيرها يفعل ذلك من غير ان يتنفس بفيه او حنجرته لانك تجد عيانا ان الجنين يكتفى بانتقاله فى الرحم فقط اذ كانت عروقه وشرياناته مضامة لعروق حاملته وشرياناتها بالتزاقها بالعروق والشريانات التى فى المشيمة فاذا انت تقدمت فنظرت عيانا الى هذه الاشياء كلها كم مرة شيت ونظرت ايضا باستقصاء الى الحركات التى يتحركها الجنين برجليه او بصدره امكنك على ما قلت لك أن تستدعى الجنين متى شيت وتحركه الى الوثوب فان ذلك يكون بان تربط العروق والشريانات التى فى سرته ويعرض ذلك ايضا ولو انك اخذت هذه العروق والشريانات وضبطتها وضغطتها باصابعك حتى لا يصل الجنين شى مما ياتيه من المشيمة ويكون ذلك ايضا مرارا شتى عندما تمسك الشريانات وحدها بالاصابع خلوا من العروق فهذا ما يمكنك ان تراه عيانا فى الحيوانات الاناث الحامل منها وغير الحامل من امر الارحام وامر الاجنة فاما اللحم الرخو الذى تجده فى الذكورة عند مغرز القضيب عن جانبيه والمجارى التى منشاها من هذا اللحم وهى التى يسميها قوم بارسطاطيس شبيهة باللحم الرخو فانى لم اجده فى الحيوانات الاناث واما فى الحيوانات الذكورة ولا سيما فيما كان منها يدمن النزو فقد وجدت المجارى ظاهرة بينة جدا ووجدت اللحم الرخو عظيم فلنصف الان كيف ينبغى ان تشرح اعضاء التناسل من الذكورة فنقول انه ينبغى لك من طريق ما تتحزاه من حقيقة مشابهة الحيوان الذى تشرحه إلانسان أن تجعل ذلك الحيوان قردا واما من طريق ما تتحزاه من استبانة وجود وظهور ما كان من تلك الاعضاء صغير عسر ما يقع عليه النظر فينبغى ان تجعل الحيوان تيسا او كبشا او ثورا او فرسا او حمارا لانه ينبغى ان يكون لذلك الحيوان لا محالة كيس اعنى بالكيس الجلد المعلق الذى يحتوى على البيضتين فاما الحيوانات التى لها خصيتين لاصقتين بأصل الفخذين او غير ظاهرتين بتة فليس لها كيس بتة وقد بلغنى عن قواينطوس انه كان يعالج هذا التشريح فى تيس حى يقيمه قايم على انتصاب كيما يشبه فى هذه الحال إلانسان واما انا فأرى انه من الفضل ان اشرح خصيتى حيوان حى اذ كان ذلك مما لا منفعة فيه لا فى تعرف حال الاعضاء التى تظهر بهذا التشريح ولا فى استخراج شى من الٔافعال بل انما هو شى يزيد فى الامر صعوبة وعسر ومشقة فى تعرف الاعضاء التى يمكن ان تتعرف بسرعة واستقصاء وذلك لانه ضرورة من ان ينبعث الدم واذ كان ذلك كذلك فالافضل والاجود ان نعالج هذا التشريح فى بدن حيوان ميت ونعالجه بهذه الصفة ينبغى لك ان تقطع الجلد وحده من غير ان تقطع معه الغشاء المستبطن له الذى هو موضوع تحته ولاصق به على مثال ما هو فى الاعضاء ألاخر وهذا الجلد يخلص من الاعضاء التى تحته بالكشط والسلخ ومما يدلك على ذلك ان هذا الجلد المجلل للبيضتبن بستبطن الجلد المجلل للبطن غشاء وله لزوجة فى الحيوانات الخصبة الابدان وهذا الغشاء يخلص من الجلد بالسكين ويكشط ويسلخ عما تحته بالاصابع بسهولة فهذا الغشاء بعينه تراه عيانا ينحدر مع الجلد المجلل للبطن ويصير واحد من الاغشية التى يسميها الاطباء منكشطة ومنسلخة فينبغى الان ان تخلصه حسنا من الاجرام الموضوعة تحته كيما تعرف مبلغ عددها كلها ان كنت ممن له عناية بهذا الشان ايضا فان طلب العلم بذلك للاستعانة به فى معالجة الفتوق فضل لا يحتاج اليه فينبغى لك ان تكشف جميع الاجرام الغشايية التى تجدها بعد الجلد حتى تبلغ الى العضل الموضوع تحتها الذى تراه عيانا ياتى البيضتين بيان بين وينبعث حول المجرى او البربخ الذى يسمونه قوم مثعب واما روس هذا العضل فليس ينتفع بمعرفتها من يعالج الفتوق بعلاج الحديد واما من كان من اصحاب التشريح فينبغى له ان يتعرف ذلك ايضا مع غيره لموضع ما يحتاج اليه فى كتاب منافع الاعضاء وهذا العضل الزوجين يصير كل عضلتين منه الى واحدة من البيضتين وأحد هذين الزوجين العضل منشاه من عظمى العانة والاخر من الزوج الثالث من ازواج العضل المجلل للبطن قال حنين تثبت وانظر انه قال هاهنا ان هذا العضل ينبت من الزوج الثالث كانه يقول فى موضع آخر انه ينبت من الزوج الثانى وقد قال قوم ان الذى ياتى كل واحدة من الخصيتين عضلة واحدة وانما غلطوا من قبل تشريح حيوانات أخر فاما فى ابدان القرود فانما الامر فى هذا العضل كمثله فى بدن ٕلانسان وهو أن يوجد فيه ياتى كل واحدة من الخصيتين عضلتين يقف عليهما ويراهما عيانا من كان يمكنه تمييزهما حسنا فى معالجة اصحاب الفتوق بعلاج الحديد وينبغى لك ان تقدم فتراهما روية بينة فى ابدان القرود كيما تعرفهما بسهولة فى ابدان الناس الذين يعالجون بالحديد من فتق او من غيره وذلك انه اذ كان قد فات اصحاب التشريح فى التشريح الذى يكون بالتعمد والقصد اشياء كثيرة فبالحرى أن لا تعرف كل ما تحتاج الى معرفته باستقصاء فى ساير ما يكون من التشريح بلا تعمد واما انا فانى اصف لك العلاج الذى اذا استعمله إلانسان نظر الى جواهر اعضاء التناسل وطبايعها نظرا شافيا بعد ان يتدرب فى ابدان القرود ولا يقتصر على التدرب فى ابدان التيوس او فى ابدان الكباش دايم كما اعتاد قوم أن يفعلوا ذلك كيما ينظرون الى جميع ما يريدون نظرا شافيا فى حيوانات عظيمة الابدان فان الواجب أن يتدرب إلانسان فى ابدان هذه الحيوانات كيما ينظر الى العروق والشريانات والاعصاب الدقاق ويتدرب ايضا فى ابدان القرود تدربا ليس بدون تدربه فى ابدان تلك لينظر ما الذى هو فى هذه وفى تلك واحد بعينه وما الذى ليس بواحد بعينه بمنزلة ما اختلف الامر فى هذا العضل الذى تراه فى ابدان الناس وفى ابدان القرود فى كل واحدة من الخصيتين عضلتين وفى ابدان التيوس فى كل واحدة من الخصيتين عضلة واحدة منشاها من تلك العضلة بعينها التى تجدها فى ابدان القرود تنبت منها وهذه العضلة تكشف بضربين من علاج التشريح مرة بان تبتدى بالتشريح من فوق ومرة بان تبتدى به من اسفل وذلك ان فى بعض المرار اذا ابتدى الرجل أن يشرح اولا العضل الذى على البطن كما وصفنا فى الموضع الذى ذكرنا فيه هذا العضل فعندما يصير الى الزوج الثانى من هذا العضل قال حنين انظر هذا الموضع الذى يقول فيه ان تلك العضلة التى قال فيها فوق ان منشاها من الزوج الثالث تنبت من الزوج الثانى يرى فى تلك المواضع الخارجة من البطن تنبت عضلة رقيقة تاتى الخصيتين كما انه يرى ايضا فى الاجزاء الداخلة حيث عظمى العانة منبت عضلة اخرى ثانية اصغر منها فتصيران هاتين العضلتين كلتيهما عندما تغوص تتبع كل واحدة منهما المجرى الى الخصيتين وتستديران حوله وتحيطان به كله وهو الذى يسميه بعض الناس مثعب فان كان الامر على هذا فلتبحث عن ذلك بالتشريح وقد قلت انه ينبغى اولا ان تكشط الجلد وبعده الاغشية اللاصقة به وان ذلك يكون بالضربين كلتيهما من العمل إما بان تبتدى من فوق وإما بان تبتدى من اسفل كيما ترى الجلد المنحدر من الجلد المجلل للبطن الذى يبقى مندمج على حاله للأنثيين ولا ينقطع حتى يبلغ منتهاه ويصير منه هذا الكيس الذى يحتوى على البيضتين وعلى العضل المجلل للبطن جرمين اخرين من جنس الاغشية يستبطنان الجلد ويمتدان تحته فينبغى لك ان تتفقد ايضا وتنظر اليهما كيف ينحدران مع الجلد فان هذين الجرمين ايضا ربما يريان فى الفتوق مرة بعد مرة ومن بعد قطع الجلد كله يكشطان بالعلاج بالاصابع ويسميان اغشية تنكشط واغشية منكشطة ثم يظهر بعد هذين الغشايين تينك العضلتين المحيطتين بهذا المثعب الى الخصية والمثعب يظهر بعد هذه الى مواضع اتصاله والتحامه بالخصية وبعد المثعب تظهر العروق والشريانات التى داخله وهى التى تغذون الخصيتين فهذه كلها تظهر ظهورا بينا فى ابدان القرود فاما الاشياء التى اذكرها لك بعد هذه فانها ايضا تظهر فى ابدان القرود لكن ظهور خفى ولذلك ربما احتجنا الى حيوانات عظيمة الابدان ومن ذلك ان ههنا عريق بموضع مجرى المنى به من الدقة ما لا يظهر معه ظهورا بينا فى الحيوانات العظيمة الابدان فضلا عن غيرها فاذا وقف عليه المتولى للتشريح ووجده مملوا دما وجد ذلك الدم ممدود فيه على خط مستقيم لا على السطح الخارج كما يكون مرارا كثيرة عليه منه لطخة لا يمكنك ان تغسله منها ولا ان تمسحه بل اذا انت عصرته رايت الدم يجرى الى هذه الناحية وهذه الناحية كما يكون ذلك فى غيره من العروق والشريانات ولا سيما اذا انت شرحت هذا العضو ساعة يموت الحيوان وبهذا السبب قد تعالج هذا التشريح مرة بعد اخرى فى حيوان حى لان العروق الصغار تتبين فى هذه الحيوانات الاحياء وبهذا السبب بعينه صار افضل الامور واجودها أن نعاود تشريح كل واحد من الاعضاء مرارا كثيرة كيما إن خفى عنا شى فلم نره روية بينة فى حيوان واحد او فى حيوانين رايناه فى الحيوان الثالث او فى الرابع او فى غير ذلك من الحيوانات التى نشرحها بعد فاما هذا العرق فليس يمكنا ان نخلصه من مجرى المنى ونفرق بينه وبينه لصغره واما ساير ما سواه مما فى المثعب فكلها يتخلص بعضها من بعض تخلصا بينا متى امكنك ان تخلص بسكين حادة الاغشية التى تربطها وهى اغشية رقاق وقد يمكنك على ما قلت لك ان تبتدى التشريح من فوق او من اسفل واما على حسب هذه الصفة التى اصفها لك ههنا فلا بد لك ضرورة من ان تبتدى من شى وتنتهى الى شى اخر ويمكن ان يكون الشى الذى وقع فى الصفة اوليا لا يقع فى التشريح اولا بل يقع ثانيا ايضا واذ قد وصفت لك الاشياء التى تاتى الخصية من فوق فقد ينبغى لك ان تبحث وتنظر عيانا بالتشريح كيف يتصل كلها ويلتحم من البيضة بجزءها اللاطى الذى هو فى قفاها حيث منشاء مجرى المنى فان المثعب انما يتصل ويلتحم بالبيضة فى هذا الموضع واما ساير اجزايه فمتبرية من البيضة مباينة لها بعيدة عنها وذلك انه اذا اتسع احتوى على البيضة كما يحتوى الغشاء المحيط بالقلب وهو غلافه على القلب وكما يجوز لنا ان نسمى هذا ولكن لان خلقا كثيرا من الاطباء قد تقدموا فسموه باليونانية اروطروايدس قد ينبغى ان نسميه نحن ايضا بهذا الاسم اذ كانت المشايحة والمشاجرة فى الاسماء امر لا ينتفع به فى أعمال الطب وفيه مع هذا انه يفنى عمر إلانسان فى العبث والبطالة فأما العلم بان الغشاء الذى منه يكون هذا المجرى والمنفذ الذى قد قلت ان بعض الناس يسميه مثعب موصول بالصفاق كليهما قطعة واحدة او شى آخر فهو امر ينتفع به من عرفه وكذلك العلم بانه قد يوجد عيانا انه يمر فى هذا المجرى والمنفذ حتى يصير الى راس البيضة العروق التى تغذو البيضة وتغذو العضو الاخر الذى يقال له ابيدودوميس والعلم بان وعاء المنى ومجراه انما ابتداوه من هذا العضو المسمى ابيدودوميس وانت تجد العروق التى تغذو البيضة والعضو المسمى ابيدودوميس فبل اتصالها والتحامها بها تلتف لفات كثيرة بعضها راكب على بعض وترى الدم يتغير لونه حتى يصير اشد بياضا لانه تعدده وتهيه ليكون منه منى ويمكنك إن انت خلصت تلك العروق التى تغذو أن تنظر فترى ان اتصالها والتحامها الاعظم انما يكون براس البيضة واتصالها الاصغر بالعضو الذى يقال له ابيدودوميس ويمكنك ايضا أن ترى عيانا الغشاء الذى يفرق بين البيضة اليمنى واليسرى ويمكنك ايضا ان تقطع البيضة نفسها وترى ان فى وسطها شيئا صلابته صلابة الاغشية وبعض الناس يظن ان ذلك انما هو يظن بالبيضة واما من خلف البيضة فترى العضو المسمى ابيدودوميس لاصق من البيضة بجزءها اللاطى والامر اليك فى تخليصه من البيضة حتى ترى ان فى كل واحد منهما شى محدود صلب يدل على انهما متضامين مضامة تسهل مباينتها وليسا بمتحدين وذلك ان عصب الدماغ وعصب النخاع كل عصبة منه انما هى فرع يتفرع من نفس جوهر الدماغ والنحاع والامر فى ذلك بين اذ كانت كل عصبة منشاها من احدهما فانما تنبت منه كما تنبت الاغصان من ساق الشجرة والقضبان والورق من الاغصان الصغار فاما مضامة ابيدودوميس للبيضة فانما هى مضامة لا يحدث لواحد منهما اذا فرقا جراحة بسبب التفرق بل يبقى كل واحد منهما بعد التفرق ملتام محدود فى نفسه وجميع هذه التى ذكرناها يلتف عليها فى ممرها ونفوذها فى المجرى والمنفذ الذى وصفناه غشاء رقيق يحوى جميعها جملة وكل واحد منها على حدته وكون هذا الغشاء من الصفاق من عند القطن وانت ترى منشاه وكونه روية بينة اذا انت صرت الى تشريح المواضع التى فوق المثعب حيث يضام مجرى المنى ووعاءه ذلك العرق الصغير الذى يسمونه اصحاب العلاج باليد الشبيه بطاقة الشعر وفى هذا العرق موضع تعجب أن كيف صار ينبعث منه دم شديد وكذلك من الوعاء والمجرى العرقى الذى فى الموضع المعروف بالضمامة الخلفانية وليس بمضامة الجلد فى هذا الموضع لما تحته شى يتصل به على مضامته لما تحت ساير اجزاء جلد الخصية لكن بسبب هذا المجرى والوعاء العرقى الذى كثيرا ما ينبعث منه الدم صار وايا مرون أن يخلص الجلد ههنا مما تحته ويسمون مضامته لما تحته هناك المضامة الخلفانية وبعض الناس انما يسمى عرق شبيه بطاقة الشعر الشريان الذى ذكرناه قبل الذى ياتى الخصية فى ابدان الاجنة ويجف فى ابدان المستكملين فاذا انت نظرت الى جميع ما فى الخصية وفى المنفذ والمجرى الذى ياتيها فارتق الى الصفاق وادخل فى ثقبه ميلا إما الميل المسمى سباتوميلى وإما الميل المسمى ديبورينى كيما اذا امتد راسه الى فوق من الجانبين كان ظهور ثقب الصفاق ابين ورايت انه يضيق قليلا قليلا كيما يصير منه منفذ ومجرى فى الموضع الذى عند الحالب ثم لا يزال ايضا بعد ذلك يتسع اولا فاولا حتى ينتهى الى البيضة ومن بعد نظرك الى هذه الامور ينبغى لك ان تتثبت حسنا كيف ينحدر مع العروق التى تعرف بالغاذية وتاتى ألانثيين اغشية رقاق منشاها من الصفاق من موضع القطن تجلل هذه العروق وتجلل معها مجرى المنى ووعاه فى منحدره وكيف يفارق هذا تلك الغاذية ساعة يجاوز راس المنفذ ويصير الى الجزء الاسفل من الصفاق وذاك انك تنظر الى العرق والعصبة التى تاتيان العضلة الكبرى من عضل الخصية ترتقيان حتى تبلغان الى الكليتين وتنظر الى وعاء المنى ومجراه ينحدر الى عنق المثانة وتراه فى كل واحد من الجانبين واحد وذاك انك تجد الاشياء كلها فى اعضاء التناسل فى كل واحد من الجانبين اعنى الايمن والايسر اشياء واحدة باعيانها ولكن لما كان على العظم العريض وهو العجز اجزاء كثيرة موضوعة هناك صار يعسر تخليص بعضها من بعض فاما فى اعضاء التناسل التى قصدت ههنا لذكرها فينبغى لك ان تتهاون وتستخف بساير ما تراه هناك وتتبع وعاءى المنى ومجراييه اللذين ياتيان من عنق المثانة اللحم الذى موضوع فيه بسبب العضلة التى تلتف عليه وتستدير حوله وهى التى يسمونها شرج كما يسمون العضلة التى فى طرف المعاء المستقيم لانهما كلتاهما انما خلقتا لمنفعة واحدة بعينها وذاك انهما ترخيان وتطبقان منفذى قصل الطعام والشراب فان وعاءى المنى ومجراييه انما يتصلان من عنق المثانة بهذا الموضع وذلك بعد ان يتسعان ويعرضان بمنزلة ما يتسع ويعرض العروق التى تحدث بها العلة التى يقال لها قرسوس ومن ههنا سماها ايروفيلس بارسطاطيس الشبيهة بالقرسوس ونحن ايضا نسميها كذلك اتباعا منا للعادة التى قد جرت قديما فى استعمال الاسماء فهذين المجرايين والوعاءين قد سماها ايروفيلس الشبيهين بالقرسوس وانما سماها كذلك بالاشتقاق من الشى الذى يعرض لهما وذلك انهما يتسعان ويعرضان بالقرب من موضع اتصالهما والتحامهما بعنق المثانة كما يتسع ويعرض العروق التى تصيبها العلة المسماة قرسوس وبالقرب من هذين مجرايين آخرين فى كل واحد من الجانبين واحد وايروفيلس سمى هذين المجرايين الشبيهين بالاداناس وهو اللحم الرخو انما سماها كذلك لان منشاهما من اللحم الرخو الذى يتصل فى هذا الموضع ايضا بعنق المثانة بالمكان الذى يتصلان به ذينك الوعاءين والمجرايين بعينه ومن شرح هذين البربخين ونظر الى جرمهما من داخل نظر تثبت وجد ان لجوهريهما خصوصية قريبة من خصوصية جوهر الاجرام التى منها منشاهما وكذلك الامر فى البربخين الشبيهين بالقرسوس وقد كنا قلنا ان منشاء البربجين الشبيهين بالقرسوس من الجرم المسمى ابيدودوميس وان منشاء البربحين الشبيهين بالاداناس هو اللحم الرخو الذى الى جانب عنق المثانة فاذا انت بدات من ههنا فصر الى تشريح القضيب ومنشاء القضيب من عظمى العانة من عند ملتقاهما وذلك ان فرج الذكر وهو القضيب انما يبتدى من الموضع الذى ينتهى فيه عنق المثانة وجميع ما هو من بدن القضيب دون موضع القلفة يقال له وحده قضيب فاما ما يستدير حول الموضع الذى منه يبتدى القلفة فيقال له الإكليل وهو الموضع الذى عنده يلتحم ويتحد الجلد المحتوى على القضيب براس القلفة وجميع اهل هذه يعلمون ان قول القايل قلفة انما يراد به الجلد المحتوية على طرف القضيب وان الشى المحوى المستدير بهذه الجلدة يقال له البلوطة والكمرة وهو الموضع الذى عنده ينتهى البربخ النافذ الى القضيب الموضوع تحت القضيب فى طوله وقد ظن قوم ظنا كاذبا بان هذا البربخ والمجرى يصير الى البلوطة والكمرة مار فى وسط القضيب وجوهره إنه انما هو شى لا نظير له فى اعضاء البدن وذلك ان منظره منظر عصبة لانه ابيض عديم الدم وفيه تجاويف ريح تزيد مقدار القضيب فى كل الجهات وصار اكبر مما كان قبل ذلك واذا ما استفرغت تلك التجاويف تقلص القضيب جملة وذيل وانقبض وللقضيب جنبيه فى كل جانب عضلة دقيقة طويلة جدا عسر ما يقع عليها البصر وعضلتين أخراتين عظيمتين فى الموضع الذى يقرب فيه من شرج المثانة وجملة جرم القضيب على اكثر الامر جرم متجوف وانما يقال انه عصبنى من مشابهته لجوهر العصب كما تجد ذلك فى اجرام أخر كثيرة جواهرها جواهر العصب ومن عادة الناس ان يسموها عصب رابط ولما كان القضيب جوهره هذا الجوهر صار فى طبعه لا حس له كما لا حس لغيره مما منشاه من العصب وهى التى يسميها جل اهل التشريح اعصاب تربط وياتى القضيب اعصاب وكذلك عروق وشريانات لما يجب من القيام بما يحتاج اليه من المنافع التى يقوم بها كل واحد من هذه فى اعضاء الحيوان وانت ايضا اذا ابتدات من العروق والشريانات والاعصاب التى تجدها مضامة للقضيب فارتق قليلا قليلا واتبعها حتى توصلك التى مباديها واصولها فانه ياتى القضيب عروق وشريانات واعصاب من موضع العظم الاعظم وهو العجز وانا واصف لك اى عروق وشريانات هناك فى الموضع الذى اصف فيه تشريح العروق والشريانات وواصف لك اى الاعصاب هناك فى الموضع الذى اصف فيه تشريح الاعصاب التى منشاها من النخاع وقد استتممت ما كنت قصدت لذكره من تشريح اعضاء التناسل خلا اليسير ولان الكلام فى الجنين الذى ذكر قوم انه وجد فى بطن العنز خارج عن رحمها قد كثر واستفاض قد كنت ضمنت فى المقالات السالفة قبل هذه ان اقول فى ذلك ما ينبغى الا ان تاوفراسطوس الطبيب بحث بعد ذلك فى سبب غلط هولاء القوم فيما ادعوا واوضحه فكفانى بذلك توريته ورفع عنى كل كلام طويل اذ كان قد يمكن من شاء ان يضرب يده الى كتاب تاوفراسطوس هذا فيقراه واما انا فانى آتى بجملة ما قاله تاوفراسطوس فى هذا فقط بقول وجيز فاقول انه قال ان الذى شق تلك العنز وشرحها جعل تشريحه وشقه لها فى الموضع الذى فيه المثانة موضوعة وهذا الموضع يسميه بعض الناس عانة فوجد فى ذلك الجرم الذى شقه بول فظن ذلك المتولى للتشريح والشق انه لم يشق المثانة بل انما شق الرحم فصرف من كان قد حضره لينظر الى التشريح لظنه بانه قد غلط فى امر العنز حين ظن بها انها حامل وبعد ذلك لما شقوا بطن العنز وجدوا جنينها فهذا ما قاله تاوفراسطوس فى هذا الباب مع انه قضى فى كتابه قضية ثبات انه لا يمكن ان يحمل شى من الحيوانات حملا ثقيلا خارجا من الارحام من غير ان ياتى عى ذلك بشى من البراهين فى كتابه وقد راموا والتمسوا أن يثبتوا ببراهين ان هذا مما لا يمكن ان يكون واما أنا فلست احتاج ان اقول فى هذا قول اولايك ولا قول هولاء شيئا اذ كان البحث عن أمثال هذه الاشياء انما يليق بالمسايل عن الاشياء القياسية المنطقية لا باقتصاص امر التشريح وكنت انا انما قصدت وجعلت غرضى فى هذا الكتاب ان اصف كيف السبيل الى عمل التشريح لمن اراد ان يتعرف من امر كل واحد من الاعضاء المركبة التى فى البدن وهى آلالات ومن امر عضو مفرد بسيط غير مركب أية اعضاء هى ومثل اى شى هى تمت المقالة الثانية عشر من كتاب جالينوس فى عمل التشريح ترجمه حنين ابن اسحق والحمد لله رب العالمين والصلوة على نبيه محمد واله وصحبه اجمعين PageV01P16 8
[book 13]
Страница 169