[book 9] كتاب جالينوس فى عمل التشريح ما لم يبق منه فى اللغة اليونانية
المقالة التاسعة من منتهى النص اليونانى الى آخرها
Страница 1
فاذا انت الآن عاودت تحريك ذلك الجرم الذى يغطى المجرى وشلته مع تحريكك اياه قليلا رايت الطرف النافذه الى البطن الموخر من طرفى المجرى ينغلق وينطبق بالشعبة الشبيهة بالدودة التى من خلف كانها طبق له عندما تذهب بجملة الجرم الذى على المجرى الى خلف وينفتح عندما يذهب هذا الجرم الى قدام وانفذ ايضا فى هذا الوقت خاصة من البطن المقدم الى البطن الموخر آلة من آلالات الحاضرة عندك مستديرة ملساء ويكون مقدار غلظها على مقدار فتح المجرى خشبا كانت الآلة ان نحاسا ام حديدا ام فضة ام ذهبا فان كانت خشبا فلتكن من خشب العرعر خاصة فان هذا الخشب خشب كثيف أملس وجميع الآلات التى صنعتها هذه الصنعة يسميها اليونانيون اميال على ما جرت به عادتهم يريدون بذلك اسم الجنس واما أنا فقد أدخلت فى بعض الاوقات فى هذا المجرى من البطن الوسط عندما لم يحضرنى شى آخر القلم الذى يكتب به ولم ادخل منه الطرف المبرى الذى به يكتب لان هذا حاد لكن ادخلت طرفه الاخر المستدير ولم ازل ادسه قليلا قليلا حتى أخرجته الى البطن الخلف من غير ان اثقب شيا مما حوله وفى هذا الوقت تفطن وانظر خاصة الى هذا الذى اصفه لك وهو ان البطن الخلف عار فى الموضع الذى يضام فيه اول منشاء النخاع ليس له جرم موضوع عليه كما للثلثة البطون الأخر والاجزاء المضامة من هذا البطن الرابع للمجرى المشترك بينه وبين البطن الوسط واما الجزء الذى من هذا البطن عند راس النخاع فهو ايضا معرى من كل جرم شبيه الجوهر بهذا غير انه مغطى بالغشاء الغليظ وحده فاذا انت رايت هذه الاشياء كلها فاقلع حينئذ جملة الجرم الذى له شعبتين شبيهتين بالدودتين بعد ان تتحرى سلامة الغشاء الموضوع على المجرى كيما تراه روية بينه وانت تقدر حينئذ اكثر من المرة الاولى ان تدخل فى المجرى إن شيت شيا تنفذه منه وتقدر ايضا ان تفتحه بأنبوب واذا انت فعلت ذلك فقد حان لك ان تقطع الغشاء أو تفتحه كيما يظهر لك المجرى مكشوفا فيدلك ما تراه من صلابة سطحه الداخل على طبيعته ومنفعته وترى ايضا فى هذا الموضع مجرى آخر متعرجا ذاهب الى اسفل والى قدام تحتاج بعد قليل الى ان تشرحه وتعلم ان ينتهى واما فى هذا الوقت فاقلع الصنوبرة وارفعها عن المجرى ثم خذ بيدك وتفرس وتفطن فيها وانظر اليها وهى لحم رخو كاللحم الرخو الموجود فى كثير من الاعضاء ويقال له الغدد الذى جعل وطاء وحشو يسند العروق المنقسمة فى تلك الاعضاء ويدعمها وهى جزء من الدماغ اكثف من جميع جوهر الدماغ وانظر كيف ترى فى جوفها شيا صلبا شبيها بالنواة أو بالغضروف ليس بموجود فى ساير اللحم الرخو وهذا الشى تجده وجودا بينا فى الحيوانات العظيمة الابدان اعنى فى الفرس والثور والحمار وغير ذلك مما اشبهه فاستفد هذا على رايك وطريقك فانه امر خارج عن جملة التشريح واما الامر الذى ينبغى لك ان تقصد النظر اليه بعناية فهو اشتراك الاربعة البطون التى فى الدماغ فانك اذا عنيت بذلك رايت الجزء الذى شبهوه اهل التشريح بالطرف المبرى من القلم قد جعل شبيها بمسل يصب الى النخاع وترى من فوق هذا الجزء البطن الخلف ينفذ منه مجرى ممتد الى البطن الوسط وترى البطنين المقدمين مفتوحين نافذين الى البطن الوسط على ما وصفت قبل وترى الطرف الاسفل من كل واحد من البطنين المقدمين ياتى واحد من المنخرين وهو شبيه بقرن مجوف يبتدى من اعلاه واسع ثم لا يزال يضيق دايما فينبغى لك الآن ان تكشط وتقلع جميع ما حولهما ولا تزال تمر معهما حتى تنتهى الى منتهاهما وهذا المنتهى أهب الاشياء اليك أن تراه فى دماغ حيوان هرم مهزول قد اضربه الجوع والتعب فصغر لانه ضمر بسبب مرض فان النظر اليه تحتاج معه الى ان يكون جوهر الدماغ أصلب وأيبس ما يكون وقبل هذا ان شيت فانطر نطرا باستقصاء الى المنافذ التى تنفذ من البطنين المقدمين الى الجانبين واكشط عنها جميعا جميع ما حولهما من الاجرام كيما تنظر نظرا شافيا الى المجرى الحادث عن طرف كل واحد منهما كيف ينحدر الى مسافة بعيدة على مثال مبداء النخاع غير ان ذلك المجرى لا يشبه راسه راس القلم الذى به يكتب وليس لهذا فى هذا الموضع شى من التحديب لكن كل واحد من البطنين لا يزال هو نفسه يضيق ويفنى حتى يحدث عنه المجرى وتجد ههنا الى جانب هذا المجرى جزء من الدماغ خاص مباين لساير اجزاء الدماغ بتخطيط وانحياز يفرده من غيره فاعمد الى هذا الجزء واكشط عنه ما حوله واقف أثره الى قدام فانك تجده هناك مدمج متصل متحد بعصبتى النظر ومما يعينك على وجود اتصالها واندماجها سريعا ان تمد هاتين العصبتين من اسفل الى راسهما وأصلهما نفسه الى فوق ولم اذكر ذلك بعد واذكر من امر أصلهما شى فيما بعد حيث احتاج الى اعادة هذا الكلام لكن سوف اخرس بالحال فيه واما الان فتفرس وانظر فى هذا الموضع كيف يمتد طرفى البطنين المقدمين الى المنخرين والتمس الوقوف على ذلك من نفس البطنين على ما اصف لك اعمد الى الجزء الذى عنده حتى يمتد كل واحد من البطنين الى قدام يضيق فأدخل فيه راس ميل غليظ فان الموضع نفسه عند منشاه واسع واذا فعلت ذلك فمده الى فوق بعض المد ثم اقطع أو اخراق الجزء الذى يمتد الى فوق وامض الى قدام اولا فاولا حتى تبلغ الى مبداء الأنف حيث العظام التى يسميها اصحاب التشريح الشبيهة بالمصافى فانك اذا كشفت على هذه الصفة عن هذه الشعبة كلها تبين ما تراه من صلابة سطح المجرى وترى الدماغ فى هذا الجزء ارطب واشبه بطبيعة المخاط وقد لقيت مرارا شتى عندما اردت ان استقصى معرفة طبيعة هذا الموضع غيب ليس بيسير وترى غبيا ومشقة شديدة وذلك انه لم يكن يمكنى ان انظر عيانا هل كل واحد من ذينك التجويفين ينتهى الى منفذ واحد كما ينتهى تجويف الموضع الذى يقال له البركة ام ينتهى كل واحد منهما مصمت مسدود ام فيه ثقب ومنافذ دقاق فان نفس طبيعة الامر يوحب ان يكون ليس بمسدود كما ترى مرارا كثيرة مخاطا غليظا كثيرا جدا ينحدر من الدماغ الى المجرى النافذ فى كل واحد من المنخرين وكان هذا المخاط لا يمكن ان يخرج ويستفرغ دفعة من غير منفذ ذى قدر ولكن ليس قصدى ههنا ان استخرج العلم بطبيعة الامر الذى اريد معرفته بالقياس لان ليس غرض التشريح هذا الغرض بل انما قصدت لاقتص الاشياء التى تظهر للعيان وليس يمكن ان تنظر عيانا الى منتهى المنافذة من الدماغ الى المنخرين كيف هو وذلك لان الامر على ما وصفت من ان الدماغ فى هذا الموضع لين وليس اظن ايضا ان فم المنفذين واحد لانك ترى عيانا ان ما يحوى ذلك التجويفين جرم الدماغ يجتمع بعضه الى بعض فى كل واحد من الجانبين اليمين والشمال على مثال واحد وقد تفرست فيه مرارا شتى وتفطنت اليه فى مواضع ضوية ولم ازل افعل ذلك حتى قاربت ان اكون قد احسسته حسا بينا يمكنى معه ان اقضى ثباتا بان منتهى كل واحدة من الشعبتين مثقوب ثقبا كثيرة غير ان الحاوى لهذا هو الغشاء الرقيق من غشاء ى الدماغ وهذا الغشاء بعينه هو فى الوسط فيما بين الشعبتين يجوز كل واحد منهما ويحده ويفرق بينه وبين الاخر تفريقا بينا وهذا الجزء الوسط من هذا الغشاء الرقيق ينتهى بحذاء الجزء الذى فى هذا الموضع من الغشاء الغليظ الذى يتغلغل ويغوص هو ايضا فيما بين هاتين الشعبتين مع عظم رقيق جدا فهذه اشياء قد رايتها عيانا مرارا شتى روية بينة ولما كشطت وقطعت عن العظام ما فى هذا الموضع من الغشاء الغليظ ثم مددته بيدى الى ناحية ضو الشمس رايت روية بينة ان بعض اجزاء هذا الغشاء ينفذ فيه الضوء نفوذا اكثر كان فيها مجارى دقاق وبعضها ينفذ فيه اقل وهذه ايضا اشياء نتج فيها الرجل بالحدس إنتاجا صوابا بان طرفى التجويفين لهما ثقبين الا ان هذين المنتهايين على ما وصفت بغير وقوع النظر عليهما فاما المجرايين الاخرين اللذين فى البطن الوسط فانت تقدر ان تنظر فيهما الى هذا الذى هو منهما نافذ من المجرى الواصل بين البطن الوسط والبطن الخلف الذى قلت انه يمر الى ناحية اسفل والى قدام على وراب فانت تقدر ان تنظر اولا الى اتصالهما تنظرا شافيا ثم تنظر بعد ذلك كيف يقبلهما المجرى العام الذاهب مستقيم الى اسفل الذى يفضيان اليه ثم تنظر بعد ذلك كيف يحوى ذلك الغشاء الرقيق المجرى من خارج ثم بعد هذا النظر كيف هذا الغشاء ايضا مثقوب فى الموضع الذى ينتهى فيه اولا الدماغ ويمكنك ان ترى فيه الغشاء الغليظ موضوع تحت قاعدته فاجعل مبداء نظرك الى هذه الاشياء ان تدخل الميل من المجرى المعرج تنفذه الى المجرى المنحدر من البطن الوسط ثم تمده كما شئت الى فوق باشد ما تقدر عليه حتى ينقطع جميع ما فوق المجرى المورب ويصير كله مكشوفا الى الموضع الذى يتصل فيه بالمجرى الذاهب الى اسفل على استقامة فانه اذا كشفت هذا الكشف تبين عيانا ان صلابة السطح الداخل منه ليست شى حادث بسبب مدنا نحن لتلك الاجرام التى مددناها بل هى شى قد كان قبل ذلك على هذا من الحال والمجرى ايضا الذى يفضيان اليه هو يدلك على امر نفسه دلالة اكثر ويحقق عندك تصديق محقق أمر ذينك وذلك ان الذى يحويه هو الغشاء الرقيق وعلى الغشاء من خارج زوج موضوع من الشريانات يرتقيان من قاعدة قحف الراس فاذا انت تبعت تقسم هذا الشريانين رايت جميع الاجزاء الخارجة من اجزاء الدماغ مملوة شريانات شبيهة بهذه مربوطة بالغشاء الرقيق على مثال رباط العروق وشريانات أخر تغوص الى قعره وأخر تذهب الى النسيجة الشبيهة بالمشيمة التى ذكرها أخذت فيه قبل وترى انه كما ان شريانين يرتقيان من اسفل فى كل واحد من الجانبين واحد ويصيران الى الدماغ وهما متصلان متحدان بالموضع المسمى بركة او حوض كذلك تجد فى ذلك الموضع اجزاء أخر كثيرة بعضها فى الاجزاء التى من قدام وبعضها فى الاجزاء التى من اسفل وبعضها من الجانبين وذلك ان المجرايين اللذين ياتيان العينين فان قوما يسمون العصبتين اللتين تاتيان العينين بهذا الاسم اعنى مجرايين بسبب ان فيهما وحدهما دون ساير العصب ثقبين محبوسين تجدهما فى الجزء الذى عنده يريدان يدخلان فى عظم القحف يضام احدهما الآخر ما يلى الاجزاء القدام من اجزاء البركة أو الحوض على انهما من فوق يجتازان من منبتين مختلفين على ما وصفت قبل والزوج ايضا الاخر وهما العصبتان الصلبتان اللتان تاتيان العينين ومضام للبركة موضوع تحته لحم رخو إسفنجى شبيه الشكل والمقدار بشكل حبة الترمس ومقدارها وذلك فى راس الثور واما فى راس غيره من الحيوانات فشكله هذا الشكل واما مقداره فحسب مقدار بدن الحيوان والنسيجة الشبيهة بالشبكة ايضا المولفة من شريانات المحيطة به تجدها من خلف تمتد الى موضع كبير ومن قدام ومن الجانبين تاخذ موضعا يسيرا والعظم الذى على الحنك الذى هو اللحم الإسفنجى مستقر متوكى عليه تجد فيه ثقب محبوسة فهذه الاشياء كلها فى هذا الموضع واول ما تراه انت منها المجرى الذى قلت لك انه ينحدر من الدماغ ويحويه الغشاء الرقيق ههنا شبيه بشكل المصفى أو الراوق الذى يروق ويصفى به الشراب الكدر اعنى بذلك جميع الشى المسمى المصفى او الراوق ثم انك ترى بعد ذلك فى الموضع الذى يذهب فيه هذا المجرى غاير الى العمق فى الغشاء الغليظ المثقوب على مثال ثقب الغشاء الرقيق اللحم الرخو الشبيه بحبة الترمس والى هذا اللحم يفضى منتهى البركة أو الحوض فاذا انت صرت الى هذا الموضع فاقطع الجزء الذى ههنا موضوع من الغشاء الغليظ تحت موضع الدماغ وفوق اللحم الرخو الشبيه بحبة الترمس وجوهر هذا اللحم الرخو متحلحل وحوله كما يدور النسيجة التى يقال لها الشبيهة بالشبكة التى فيها شريانات لا يحصى عددها منسوج بعضها مع بعض بضروب من الانتساج مختلفة وذلك انها ليس بشبيهة بشبكة سادجة بسيطة بل انما شبيهة بشبابيك كثيرة مركب بعضها على بعض ومع تركيبها هى منتسجة مضفورة بعض مع بعض وجملة ذلك تتولد من الشريانين اللذين فى العنق اللذين يسميان عرقى السبات وانا ذاكر لك صفة التقب الذى ينفذان منه فى قحف الراس والى اى موضع منه يميلان فى نفوذهما فى الموضع الذى اذكر فيه من كلامى هذا علاج تشريح أثقاب قحف الراس فاما ههنا فحسبك ان تبلغ فى تشريحك الدماغ خارخا عن قحف الراس الى هذا الموضع الذى بلغته وتعمد فى تعرف امر منابت الاعصاب التى لا بد لى ضرورة من ذكرها بعد قليل بكلام اشد استقصاء من هذا اذا انا صرت الى صفة الوجه الذى به ينبغى ان تشرح الدماغ وهو فى موضعه من بدن حيوان ميت فانك تحتاج فى ذلك العمل الى ان تتبع جميع منابت الاعصاب عند خروجها من قحف الرس فاما ههنا فحسبنا ان نذكر منابت العصب إن الزوج الاول منها تجده زوج العصبتين العظيمتين اللتين كل واحدة منهما موضوعة على احدى جانبى التجويفين اللذين ياتيان من الدماغ الى المنخرين ثم تجد بعده الزوج الثانى زوج العصبتين اللتين تنقسمان فى عضل العينين وتجد هذا الزوج بحسب ما يفوق الزوج الاول فى الصلابة يقصر عنه فى العظم ثم من بعد هذا الزوج زوج اخر ثالث تراه فى اول منبته ساعة يبرز شبيه بضفيرة من اعصاب دقاق كثيرة الا ان هذه الاعصاب ليس تنتسج وتنضفر وتلتف وتتشبك بعض مع بعض على مثال الضفاير التى هى ضفاير بالحقيقة بل هى الى ان يكون مركب بعضها على بعض اقرب والجملة الملتامة من اجتماعها اعظم من عصبتى الزوج الاول وترى الزوج الثانى يكون مقدار غلظه واحد من اربعة او من خمسة من مقدار غلظ هذا الزوج وهذا الزوج الثالث ساعة يطلع بعد منبته يغوص فى الغشاء الغليظ حتى تظن به اذا رايته انه مبادر الى النفوذ فى قاعدة قحف الراس والذهاب الى المواضع المتسفلة من البدن واما الزوجان الاولان فتراهما يذهبان الى قدام حتى يبلغان الى قعر موضع العينين والزوج الثالث ايضا ليس ينفذ من قحف الراس بحسب مبادرته فى الذهاب الى اسفل ولا ينفذ ايضا فى جميع ثخن بدن الغشاء الغليظ فضلا عن القحف لكنه يقسم ثخن بدن الغشاء الغليظ بنصفين بالطول فيجعل احد النصفين وطاء وفراشا تحته ويجعل النصف الاخر شبيها بالأقبية والجنة له ويمر فيما بينهما ذاهبا الى قدام حيث يصير الى أصل العينين واعنى بقولى اصل العينين الموضع الذى فيه قحف الراس مثقوب بقدر مقدار مطابق لمقدار غلظ كل واحد من عصبتى النظر وهما عصبتا الزوج الاول بغاية الاستقصاء فى المطابقة فاذا صار الزوج الثالث الى هذا الموضع فدعه فانه ليس راينا ههنا أن يثقب لك قحف الراس وتنفذه بل إنما تريد ان تتبع كل واحد من الازواج منذ اول منبته الى ان تبلغ به العظم وتكتفى منه بذلك فى هذا الوقت م من بعد هذا الزوج وهو الثالث تجد هناك زوجا اخر مضاما له ادق منه يكاد ان يكون فى غلظه قريبا من الزوج الثانى ومنبته ومنشاه من جزء قاعدة الدماغ الخلفانى كمنشاء الزوج الثالث ومنبته قبله يتحد من ساعته مع ذلك الزوج وينفذ معه من الغشاء الغليظ وتراهما كليهما روية بينة اذا انت قطعت كل ما هو موضوعليهما من هذا الغشاء م من بعد هذه الازواج على الولاء اذا مررت فى تشريحك الى خلف وجدت زوجا اخر من العصب كل فرد منه طاقين ولكن لما كان منبت كل عصبة من طاقى كل فرد قريب المواضع من منبت الاخرى صار مارينوس بهذا السبب يعد هذه الاربعة الاعصاب زوجا واحدا على أنا نجد عيانا انه ياتى كل واحد من جانبى الراس اليمين والشمال عصبتين بحذاء الأذن وتدخلان فى ثقبين احدهما من قدام وهو مجرى السمع والاخر فى العظم الشبيه بالحجر والموضوع فى الاجزاء الخلفانية من هذين الزوجين هو زوج عصبتى السمع فاما الزوج الاخر الذى يدخل فى الثقت الأعمى فانه كان فيما مضى يظن به الناس انه لا ينفذ الى خارج وكذلك كان ظنهم بالثقب نفسه وبهذا السبب سمى ايروفيلوس واصحابه هذا الثقب الأعمى وستعلم انت ان هذا الثقب ليس بأعمى وان العصبة تنفذ منه الى خارج فيما يستانف من الكلام اذا نحن صرنا بك الى عمل تشريح الدماغ وهو موضوع فى جملة البدن فاما فى هذا القول الحاضر فاقتصر على ان تسمى انت ايضا هذين الزوجين على مثال ما يسمونهما الاطباء الحديثة زوجا خامسا بأن تعدهما كليهما واحدا كيما لا يظن احد ممن يقرا كتابنا هذا من اهل التوانى والكسل بأنا غير موافقين لمارينوس فيما نذكره من امر هذا العصب من قبل أنا لم نقل ما قلنا من ان ازواج العصب النابت من الدماغ لا سبعة كما قال أوليك بل ثمانية من طريق الخلاف فى نفس طبايع الامور فان خلقا كثيرا من الاطباء لا يعلم بان مارينوس انما ذكر فى كتابه فى أصول العصب تلك الأصول التى ذكرها ايروفيلس باعيانها غير ان مارينوس زعم ان الازواج سبعة وايروفيلس قال انها اكثر من سبعة فضلا عما سوى ذلك ومن لا يعلم ذك فهو بمنزلة ما يقال فى المثل شبيه بملاح انما يعمل عمل الملاحة من كتاب فهو كذلك يقرا كتب التشريح غير انه يكسل عن النظر الى كل واحد من الاشياء التى يقراها فى ابدان الحيوان عيانا وبسبب هولاء نحن قايلون على مثال ما قاله اصحاب مارينوس ان الزوج الخامس ياتى مجرى السمع والمجرى الأعمى وكذلك الزوج السادس من ازواج العصب ليس كل واحد من فرديه ايضا عصبة واحدة تنبت من كل واحد من جانبى الدماغ بل كل واحد من فرديه ثلث عصبات ينبتن من ثلثة اصول الا انا نحن نعده ههنا كما عددنا عصب الزوج الخامس زوجا واحدا على حسب ما راى مارينوس ونعد هذا العصب زوجا واحد اشبه واكثر إقناعا من ان نعد عصب الزوج الخامس زوجا واحد وذلك لان ثلث عصباته تنفذ فى ثقب واحد من اثقاب قحف الراس ولان الثلث العصبات كلها محصورة معا فى الغشاء الغليظ كانها عصبة واحدة وقد بقى علينا من ازواج العصب النابت من الدماغ زوج واحد وهو الزوج الذى ياتى زايدتى الراس الداخلتين فى حفرتى الفقارة الاولى اللتين يسميهما بعض الناس الشبيهتين المنقرين فليكن منتهاك فى هذا التشريح الاول الذى امرتك ان تعالجه والدماغ خارج عن بدن الحيوان الى هذا المنتهى ثم خذ فيما بعد وهذا موضع ينبغى ان اصف لك فيه السبيل فى التشريح اجزاء الدماغ وهو فى موضعه من بدن الحيوان وأفضل ما يعالج هذا التشريح فى القرود ومن القرود القرد الذى وجهه مدور على اكثر ما يمكن ذلك فى القرد فان القرود المدورة الوجوه من اشبه شى بالناس واذا انت أعددت لنفسك قردا على هذه الصفة قد مات فاقطع اولا قطعين ذاهبين على الاستقامة فى طول الراس الى جانب الخط الذاهب من الجزء الذى هو اعلى موضع فى الراس على استقامة الى وسط المنخرين فان الدرز الوسط موضوع على هذا الخط كما ان الدرزين الشبيهين بالقشرين يذهبان فوق الأذنين بقليل وانا آمرك ان تجعل هذا القطع فيما بين الدرزين واسلخ مع الجلد جل الغشاء المحيط بقحف الراس حتى تكشف عن القحف وتعريه من جميع ما عليه من الاجسام ما امكن ذلك وافعل ذلك حتى تبلغ الى الدرز الذى فى الوسط والى ضلعى الدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين فان هذا الموضع يشترك فيه الغشاء المحيط بالقحف للغشاء الغليظ مشاركة ليست باليسيرة ويتبين اشتراكهما واتصالهما تبينا ظاهرا فى ملتقى كل عظمين وملتام بينهما درز فدع القحف فى هذه المواضع وحدها غير مكشوف ولا عارى ثم اقطع جميع العظم الذى فيما بين الدرزين وهو العظم المسمى يافوخ وهو عظم واحد من الجانبين كليهما ويحده ويفصله اربعة خطوط خطين منها ذاهبين فى طول الراس وخطين فى عرضه اما الخطين اللذين فى الطول فالدرز الوسط والدرز الشبيه بالقشرة واما الخطين اللذين فى العرض فالدرز الشبيه باللام والدرز الإكليلى فان انت قطعت هذه العظام على ما قد جرت به عادتك بقطعها عند ثقبك قحف الراس إما بالمثقب وإما بالآلة التى يقال لها العدسة فانك اذا تفطنت وجعلت ذهنك فيما تراه رايت الغشاء الغليظ ساقطا على الدماغ فى ذلك الموضع كله كما يدور وتراه مضاما للقحف فى موضع الدرز الذاهب على الاستقامة فى الطول وان كان الحيوان مع هذا حيوان قد طعن فى السن رايت ايضا الجزء من الغشاء الغليظ الذى قلت انه ساقط على الدماغ منحط عن الجزء المضام منه للدرز الذى فى الوسط انحطاطا كثيرا وعلى هذا المثال ان انت قطعت جميع الجزء الذى من القحف بعد الدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين بعد ان تحفظ فى هذا الموضع الغشاء على مضامته للقحف رايت ساير اجزاء الغشاء كلها منحطة عن الجزء منه الذى عند الدرز ولكن هذا اول علاج تعالجه من التشريح لتقف به على ان الدماغ اقل مقدارا من الموضع الداخل من القحف فاما العلاج الثانى الذى تقف به على هذا وهو اصح وأبين من العلاج الاول فليكن على هذا السبيل اكشط ما فوق القحف كله ولا تدع شيا يتصل به خلا ما هو من الغشاء المحيط به عند الدرزين فقط اعنى الدرز الذاهب على الاستقامة فى الطول والدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين ثم اقطع القحف مع الغشاء الغليظ بالطول فوق الدرز الشبيه بالقشرة وبعد ذلك مد قليلا الجزء العالى منه الى فوق ثم أدخل تحته الراس العريض من الميل الشبيه بالملعقة وتعرف به كم مقدار انحطاط الدماغ ههنا عن العظام الموضوعة فوقه التى يضامها الغشاء الغليظ وقد يمكنك ايضا ان تستقبل بالقطع ضوء الشمس وتمد العظم الاعلى قليلا الى فوق على ذلك المثال فتعرف الموضع الخالى الذى فيما بين القحف والدماغ لا بالمجسه فقط لكن بالنظر بالعين ايضا وأبين ما ترى هذا اذا عمدت الى الجزء الاعلى من العظم الذى قطعته وفرقته من تحته بالآلة المكسرة للعظام التى تسمى العدسة بمنزلة الآلات التى رايتها مهياة عندى معدة لمثل هذه الاعمال وانا اعد هذه الآلات واتخذها لعمل اخر وهو أقدم فى العناية من هذا وهو انى اثقب بها عظم الراس المكسور ولانه قد ينبغى ان يكون كتابى هذا ينتفع به ممن يقراه ليس اصدقاءى واخوانى فقط لكن جميع محبى العلم على ما قلت قبل لست اكسل ولا انكل عن صفة خلقة هذه الآلات وصورتها فانا واصف لك ذلك فاقول افهم عنى وصور فى نفسك هذه الآلة المكسرة للعظام التى قد جرت العادة باستعمالها وجميع الناس يعرفها وتوهم ان منتهاها من قدام الذى يقطع به خط مستقيم ثم توهم على ان منتها احد طرفى هذا الخط شى شبيه بشكل العدسة خارج ياتى عن جميع الخط الذى يقطع وهو على غاية الاستدارة أملس كيما اذا دخل فى شقوق القحف المكسور أوصل مكسر العظام ووداه من غير ان يثقب شى فأدخل من هذه الآلة الى اسفل فى موضع شق القحف وقلعه الجزء المستدير الأملس الذى قلت انه شبيه بالعدسة حتى اذا احسست بهذا الجزء فى روس الناس الذين يثقت عظم القحف منهم الغشاء الغليظ وفى راس الحيوان الذى يشرح دماغه هذا التشريح الذى نحن فى صفته نفس الدماغ فإياك ان تدفع بعد ذلك الجزء المحدب من الآلة الى اسفل لكن اقلبه واجعل جزءه العريض الاملس يلقى ما تحته من الأجسام ويستقر متوكيا عليها ليقوم لك مقام الآلة المعروفة بحافظة الغشاء الغليظ واما الجزء القدام المدور من الشكل الشبيه بالعدسة فادفعه الى قدام مع جملة الحديدة وليكن دفعك اياه بدق الحديدة بالمطرقة التى قد جرت العادة باستعمالها فان هذا وجه يمكنك به أن تنحت من القحف ما شيت كيما يوسع للبصر مكان تنفذ منه حتى تتعرف به تعرفا بينا المسافة بين الغشاء الغليظ والدماغ ومن بعد ان تتقدم فتروض نفسك فى هذا العمل فى بدن حيوان ميت فليس يعسر عليك ان تجوده وتصلحه فى حيوان حى فى جل عظم القحف على الاستدارة من غير ان تقلع مع عظم القحف الغشاء الغليظ فانك اذا فعلت ذلك رايت ان هذا الجزء من الدماغ مع الغشاء منحط عن ارتفاع القحف كثيرا حتى تتوهم ان هذا الانحطاط كله الذى انحطه هذا الموضع انما عرض عند وقوع الغشاء وسقوطه على الدماغ سيما متى تكسل ان تتعرف التجارب اختلاف حالات ما يظهر للعيان من هذا الامر بفعلك هذا الفعل فانك اذا فعلته فى حيوانات قريبة العهد بالولاد وجدت القحف مملوا الاقليلا واذا فعلته فى حيوانات مهلوسة هرمة وجدت هناك موضع كبير خالى وساصف لك عن قريب ما يظهر للعيان من ذلك والحيوان حى واما الحيوان الميت فانت ترى عيانا فى هذا التشريح الذى نحن فى صفته جميع ما قلت قبل انك تراه والدماغ خارج عن القحف وترى مع هذا كيف يخرج كل واحد من الاعصاب من القحف وترى ايضا البطن الخلفانى تجد منتهاه على مثال القلم الذى يبرا ليكتب به الا على ما قال قوم انه ينحدر الى الفقارة الثالثة فانه ليس يمكن احد من الناس ان يتبين ان هذا البطن ينحدر انحدارا ظاهرا الى الفقارة الثانية فضلا عن الثالثة لكنه ينحدر فى بعض الحيوانات الى موضع منقرى الراس وفى بعضها الى الموضع الذى فيما بين الفقارة الاولى والراس وهو الموضع الذى يضرب فيه القوم الذين يقال لهم ذباحو البقر بالسكاكين الصغار وفى اليسير جدا من الحيوانات يوجد هذا البطن يبلغ الى الفقارة الاولى الا انه يتجاوز هذه الفقارة فيصير الى الفقارة الثانية والامر فى انه ينبغى لك ان تقطع جميع ما فى هذا الجزء من الراس من العظام معلوم وذلك بعد ان تكون قد تقدمت فرضت نفسك فى تشريح قحف راس قرد ميت واذا قطعت هذه العظام فتفطن تفطنا بليغا فى ذلك الموضع حيث الغشاءين وحدهما موضوعين على منتهى البطن الخلف فان ذلك من انفع الاشياء لك فيما تريد ان تفعله من التشريح فى بدن حيوان حى وتفطن ايضا فى البطن الوسط الذى يغطيه الشى الشبيه بالقبة وبالأزج وموضع هذا البطن فى المواضع العالية من الراس وانظر ايضا الى البطنين الموضوعين من قدام الى جانب الدرز الممدود بالطول نظرا شافيا بعناية وتفقد واحفظ ما تراه من موضعهما واذا رايت ايضا صعود عصبتى البصر الى البطنين اللذين فى المقدم روية مستقصاة كيف يكون ذلك من جانبهما فاحفظهما فى ذكرك فانك تحتاج ات تبحث عما يعرض عند الضغط أو بقطع كل واحد من هذه الاجزاء فى بدن حيوان حى فى هذا العمل الذى وصفته لك وانت ترى على طريقك عن غير قصد منك فى هذا التشريح الذى وصفته لك قبيل انه يخرج عروق من الدروز فى مواضع كثيرة وتتصل وتتحد غاية الاتصال والاتحاد بالعروق التى خارج فاذا انت رايت هذه الاشياء كلها فخذ فى ثقب القحف كيما تتعلم نفسا الى اى عضو يصير كل واحد من ازواج العصب التى ذكرناها ولكن لما كنت انا قد رايت من الراى ان اجعل سنن كتابى هذا وترتيب الاشياء التى اذكرها فيه على حد وسنن كتاب منافع الاعضاء وترتيب الامور التى يجرى فيه ذكرها وهو كتاب يتلوه هذا وياتى بعده وكانت المقالة الثامنة من ذلك الكتاب يجرى فيها اقتصاص ما فى الدماغ من الاجزاء والمقالة التاسعة يجرى فيها أمر الشعب النابتة منه قد ظننت بهذا السبب ان الاجواد ههنا ايضا ان ازيد فى هذه المقالة ما يظهر للعيان فى نفس الدماغ التشريح والحيوان حى كيما يكون الكلام فيها فى الدماغ وحده ويكون كلام تام فاقول انه ينبغى ان تعد لهذا العلاج إما خزير وإما جدى كيما يجتمع لك بذلك أمران احدهما ان تفلت وتستبرئ من سماجة منظر القرد اذا شرح وهو حى والآخر ان يكون الحيوان الذى يقع به التشريح يصيح بصوت مرتفع جدا فان ذلك مما ليس بموجود فى القرد وعالج هذا العلاج الذى أريد ذكره لك فى حيوان فتى طرى السن ثم عالجه فى حيوانات هرمة فانك تجد بين الحيوان الفتى والحيوان الهرم فى ذلك بونا بعيدا واختلافا كثيرا واما التشريح نفسه فليكن فى الحيوانين كليهما يجرى على نحو واحد بعينه فى جميع الخصال وهو ان يكون كل قطع تقطعه يجرى على استقامة كما يجرى فى الحيوان الميت وليكن القطع بلا شفقة ولا رقة يبلغ الى العمق حتى تكشف عن قحف راس الحيوان وتعريه فى ضربة واحدة وذلك يكون بأن تقطع مع الجلد الغشاء المحيط بالقحف وربما كان فى هذا القطع من انفجار الدم امر يمكن فيه ان يهول من الاعادة له بالتشريح وتفرغه واما انت فليس ينبغى ان يهولك ذلك فان انفجار الدم من هذه المواضع يمكن ان يقطع باهون سعى وذلك ان تمد حاشيتى الجلد الذى يقطع الى فوق والى الجانبين مع انك تقدر ايضا ان تضبط باصابعك العرق الذى منه ينفجر الدم بأن تمد الجلد وتقلبه الى جانب ومما تنتفع به فى ذلك ايضا خادم يمسك معك ويضبط لك ما تحتاج الى ضبطه على ما وصفت لك ومما يصلح له ايضا صنارة تعلق بها الجزء الذى منه ياتى الدم المنفجر وتقلبه بها ويمكنك ايضا ان لا تقتصر فى مثل هذا التشريح على هذا فقط لكن تقلب وتلوى ايضا الموضع وتقلفه او تزيله او تفعل به غير ذلك اى شى شيت وهذا امر يمكنك ان تفعله بالصنارة فعلا ليس بدون ما تفعله باصابعك فاذا انت هيات حاشيتى الجلد الذى تقطعه هذه الهية التى وصفتها لك فخذ واقشر ما حول القحف من الغشاء عن العظم واستعمل فى ذلك السكين الشبيهة بورقة الآس ثم اقطع من القحف العظم الذى على اليافوخ من غير ان تثقب الغشاء الغليظ ثم ضع ذهنك فيما تراه يظهر للعيان مما يعرض فى الدماغ مع الغشاء فانك ترى ما دام الحيوان لا يصبح ان الدماغ كله يرتفع ارتفاعا يسيرا وينخفض انخفاضا يسيرا بحركة شبيهة بنبض جميع العروق الضوارب وهى الشريانات واذا صاح الحيوان رايت الدماغ يرتفع ارتفاعا اكثر حتى يظهر للعيان ظهورا بينا انه أعلى وارفع من العظم وانما يخيل للبصر ان ارتفاعه وعلوه قد زاد لسببين احدهما ان الناظر اليه ينظر الى حاشيتى العظم ولا يفهم ان العظم الذى قطع كان أعلى وأرفع منهما والآخر ان مبادرة الدماغ ومصيره الى الموضع الذى يقبله اسهل عليه وقبل ان تقطع العظم انما كان حده الذى ينتهى اليه ويقف عنده القحف وقد وصفت لك السبب الذى هو سبب هذا الامر حقا بإيجاز ولكنى اعلم انه يعرض مرارا شتى ان يكون إيجاز الكلام واقتصاره ينقص شيا من تحقيق المعنى الذى يراد به فلذلك قد ينبغى ان ازيد فيما ذكرته من امر هذين الشيين فاقول ان جملة عظم الراس من خارج محدب ومن داخل مقعر فيلزم من ذلك ان يكون كل جزء يقطع منه اعلى وارفع من الجزء الذى يبقى بمقدار ما سطح الكرة اشد تحدبا من السطح المسطوح فبهذا السبب لا يظهر للعيان ان حواشى العظام اكثر ارتفاعا من الجزء الذى كشفت عنه من اجزاء الغشاء ولان الدماغ بسبب ما هو عليه من اللين يرتفع عند صياح الحيوان فيلقى اجزاء القحف التى لم تقطع بعد ويصاكها تضغطه تلك الاجزاء وتدفعه الى الموضع الذى يقبله ويجعل له موضعا وفى ذلك الوقت إنما يقبل الدماغ الموضع الذى كان فيه الجزء الذى قلع من القحف وحده واذا اجتمع الى هذا الموضع بالضغط من ساير الاجزاء كلها وجب ان يظهر للعيان فى وقت بعد وقت ان الدماغ اعلى وارفع من القحف ايضا فى الحيوان الذى يصبح ولا سيما فى الحيوانات الفتية الطرية السن بحسب ما الدماغ فيها يملا تجويف القحف كله اكثر من دماغ غيرها وذلك ان فى الحيوانات الهرمة بسبب ان الدماغ اقل بكثير من ان يملا تجويف القحف لا يكون اصلا اعلى وارفع من العظام التى حول القطع ولو انه يزيد وارتفع بالصياح فليكن هذا آخر عملك ومنتهاه ثم ابتدى بعده بعمل آخر على هذا الوجه أدخل الصنارة فى الغشاء الغليظ ومده الى فوق ثم اقطع اولا الجزء الذى ارتفع منه كيما لا تلقى ما تحته من اجزاء الدماغ ثم أدخل صنارتين من كل واحد من جانبى الصنارة الاولى واحدة من طرفى حاشيتى القطع ومد بهما ايضا الغشاء الغليظ الذى فوق واقطع الجزء الذى ارتفع منه كله من غير ان تمس شيا من اجزاء الدماغ الموضوعة تحته وان انت فعلت هذه الاشياء فعلا جيدا امكنك ان تدخل اصابعك ايضا تحت الاجزاء التى قطعتها من الغشاء الى فوق وتقطعه حتى تكشف عن جميع ما تحته من الدماغ فانه مفارق له على ما وصفت فى كل اجزايه ما خلا فى مواضع الدروز التى ذكرتها حيث يصير الغشاء مطوى بطاقين كما قلت لك وينحدر متغلغلا فى اجزاء الدماغ الموضوعة تحتها الى مسافة ما وقد قلت لك ان عظم اليافوخ هو فى تلك المواضع من كل واحد من الجانبين واحد وان فى المواضع التى من وراء الدرز الشبيه باللام فى كتاب اليونانيين جميع ما هناك من الدماغ وهو ما يسمى منه الدماغ الخلفانى ودماغ موخر الراس فهذه الثلثة الاجزاء من الغشاء يمكنك ان تقطعها وتكشف عما تحتها من الدماغ وجزءين من هذه الثلثة هما فى المواضع الموضوعة تحت عظم اليافوخ والثالث هو الجزء الموضوع على الدماغ الخلفانى واذا انت فعلت ذلك فتفرس وتثبت هل يعدم الحيوان التنفس ام الصوت ام الحركة ام الحس اولا يظهر فيه شى من هذه الآفات لا فى وقت وقوع القطع ولا بعد بقليل فان ذلك قد يكون اذا اتفق ان يكون الهواء حارا فاما اذا كان الهواء باردا فبمقدار ما يعرض من سيل البرد على الدماغ يضعف كل واحد من هذه الافعال التى ذكرناها ويبقى الحيوان مسبوتا الى وقت ما ثم يموت ولذلك صار أجود الامور أن تكشف الغطاء الغليظ عن الدماغ فى وقت الصيف او إن انت فعلت ذلك فى وقت آخر اى الاوقات كان أسخنت البيت الذى تريد ان نشرح الحيوان فيه وجعلت هواء حارا فان التشريح اذا كان كذلك امكنك بعد ان تكشف الدماغ وتعريه من الغشاء الغليظ ان تضغط اولا الدماغ فى كل واحد من اربعة بطونه وتنظر الى ما يعرض للحيوان من الآفات وانا واصف لك ما يظهر دايما فى وقت هذا التشريح وقبل التشريح ايضا فيمن يثقب عظم قحف راسه عندما يضغط الدماغ بالآلات التى يقول لها المتقدمون حافظة الغشاء الغليظ وهو ان الدماغ إن ضغط فى البطنين المقدمين كان ما يعرض للحيوان من السبات مقدار يسير وإن ضغط فى بطنه الوسط كان سبات الحيوان اشد وان ضغط فى البطن الذى فى الدماغ الذى فى القفا سبت الحيوان سباتا شديدا قويا جدا وكذلك يعرض ان انت قطعت بطون الدماغ الا انك اذا قطعت هذه البطون لم يرجع الحيوان الى الحال الطبيعية على مثال ما يرجع اذا ضغطتها لكنه على حال قد يرجع فى هذا الوقت الى الحال الطبيعية اذا ضم القطع ورجوعه الى الحال الطبيعية اذا كان القطع فى البطنين اللذين من قدام اسهل واسرع واما اذا كان القطع فى البطن الوسط فرجوعه اقل سهولة وسرعة واذا كان القطع فى البطن الرابع وهو البطن الخلف فقل ما يرجع الحيوان الى الحال الطبيعية مع انه اذا كان القطع فى هذا البطن الرابع فالحيوان يرجع الى الحال الطبيعية متى لم تجعل القطع عظيما وبادرت ايضا وجعلت عجلة فى شد الجراحة بضرب من الضروب فان شدها يعبر وخاصة فى المواضع التى لا يكون فيها موضوع على هذا البطن جزء من الدماغ لكن يكون الغشاء هناك وحده وترى الحيوان يغمض عينيه وخاصة متى ادنيت من عينيه شيا ولو انك كشفت عن البطن لخلف وان انت عمدت الى الحيوان وهو فى هذه الحال وضغطت جزوا من البطنين المقدمين اى جزء كان فى الموضع الذى قلت ان فيه اصل عصبتى البصر أمسك الحيوان عن تغميض عينيه ولو انك ادنيت من حدقتيه شيا ويصير جملة بصر العين التى فى الجانب الذى فيه البطن الذى ضغطته من بطون الدماغ بمنزلة عيون العميان من الناس وقد اتينا من هذا الباب بما فيه كفاية فان ظن ظان انه قد بقى علينا منه شى فليعلم ان الذى بقى يظهر ظهورا بينا مع الاشياء التى ذكرناها بمنزلة ان الغشاء الرقيق اذا ثقب أو قطع لم ينال الحيوان من قبل ذلك آفة كما لا يناله اذا قطع الدماغ دون ان يبلغ القطع الى واحد من بطونه وقد يتبع ما تقدم من قولنا ويتصل به ذكر النخاع فليكن تشريحك اياه على هذه الصفة اتخذ سكينا عظيمة قوية واتقدم اليك فى أن يكون هذه السكين معمولة من حديد جيد افضل لانى احب ان يكون جميع ما تتخذه من امثال هذه الآلات من حديد جيد وليكن الحيوان الذى تشرحه ليس بكثير السن كيما يسهل عليك قطع عظام الفقار وذلك ان عظام الحيوانات المستحكمة الكاملة يعسر قطعها لصلابتها فليكن الحيوان صغير السن ويمد مبسوطا على وجهه على لوح ويكون قوايمه مضبوطة إما بربط وثيقة على حسب ما تعلمون انى افعل على لوح مثقوب وإما بايدى قوم من الخدم واقطع بعد ذلك قطعا بالطول من فوق الى اسفل الى جانب شوك الفقار من الجانبين ثم اقطع بصدر السكين اللحم وانحته الى الجانبين وضع على اللحم الذى ينكشف إسفنجة مبلولة بماء بارد كيما ينقطع الدم منه سريعا ثم اقطع بعد ذلك بالآلة التى يقال لها المكسرة للعظام عند أصول الشوك من كل واحد من جانبى الفقارة الجزء الذى هناك فانك اذا فعلت ذلك ظهرت فى بعض الاوقات اللفافة الملفوفة على النخاع من فوق الغشاء الصلب الشبيه بهذا الغشاء فى غلظها ولونها وصلابتها الا أن ما يحيط بالنخاع من الغشاء الغليظ متصل متحد بالغشاء الغليظ المحيط بالدماغ كما يتصل ويتحد ما عليه من الغشاء الرقيق بالغشاء الرقيق الذى على الدماغ وذلك ان للنخاع غشاءين منشاهما من غشاءى الدماغ ويحيط بهما من خارج ملفوف عليهما الجسم الثالث الذى هو للنخاع بمنزلة الواقية واللباس والجنة ومداء نبات هذا الجسم ومنشاه من الراس وطبيعته طبيعة الرباط لانه ينبت من العظام كنبات ساير الرباطات وهو ايضا مع هذا يربط الفقار من قدام بأن يدخل فى المواضع التى فيما بينها مطوى فاذا انت قطعت العظام من خلف فى الموضع الذى قلت ان فيه اصل شوك عظم الصلب ورايت هذا الرباط مشكوفا ظاهرا فأدخل فى ذلك الموضع الذى كشفته شيا عريضا بمنزلة الآلة التى يقال لها سبتى فيما بين الواقية الثالثة التى قلت انها فى جوهرها رباط وبين الفقرة التى تحويها ثم ألق عليها الآلة التى تسمى مكسرة العظام فانك اذا فعلت ذلك قطعت من اى فقرة شيت الجزء الذى يبلع منها الى قاعدتها قطعا سهلا سريعا حريزا واعنى بقول قاعدة الفقارة ما هو منها مايل الى قدام حيث قلت ان الرباط ينطوى ويدخل فيما بين الفقار وتنبت ههنا فى انتظام الفقار من جانبيه وتخرج منابت الاعصاب فى ثقب مستديرة غاية الاستدارة وسعة كل واحد منها بمقدار غلظ العصبة التى تخرج منه وكون هذا الثقب فى فقار العنق من فقرتين فى كل واحدة منهما تقوير نصف دايرة وهو نصف الثقب وفقار العنق فى جميع الذوات الاربع من الحيوان سبع عدد على مثال ما هو فى الإنسان واما فى الصدر فالفقارة الاولى اكثر تقويرا من السفلية بقليل ثم يزيد ذلك فى القطن حتى تصير العصبة انما تخرج جملتها فى الفقارات الاقاصى من الثقب الذى فى الفقارة العليا فقط وذلك الثقب موجود ابدا فى اصل الزايدة التى من جانب كل واحدة من الفقار فاذا انت كشفت عن النخاع هذا الكشف فى اى فقار شيت أدخل فى الرباط الذى وصفته صنارة فى ظاهره وحده الى فوق كيما تقطعه وحده سهولة من غير ان تقطع شى من الغشاء الذى تحته واجعل القطع كيف شيت إما طولا وإما عرضا وإما فى الجهتين كلتيهما وقطع هذا الرباط ليس يضر بالحيوان فى شى كما لا يضره ان انت مددت الغشاء الصلب على ذلك المثال وقطعته فاترك الآن انك قد فعلت هذه الاشياء التى وصفتها لك وظهر لك النخاع موقى بالغشاء الرقيق وحده وهذا الغشاء ضام له ضم شديد مستقصى فيه عروق كثيرة على مثال ما فى الغشاء الرقيق المحيط بالدماغ وانت ترى هذه العروق روية بينه تغوص وتغلغل فى جرم النخاع فى الحيوانات الكبار الى عمقه ولو انك ايضا كشطت هذا الغشاء كما يدور لم ينل الحيوان من ذلك آفة وكذلك لو انك قطعت النخاع نفسه فى طوله لان العصب ينبت كل واحد منه من عند ملتقى الفقار من الجانبين العصبة التى من الجانب الايمن من الجانب الايمن والعصبة التى من الجانب الاخر من اليسار فمتى اردت ان ترخى الموضع الذى اسفل من الجزء الذى يقطع وتبطل حركته فاجعل القطع عرضا واقطع النخاع كله قطعا يبته حتى لا يبقى لاجزايه شى من الاتصال وهذا أمر انت قادر على ان تفعله من غير ان تقطع العظام وذلك فى الاجدى المولودة والكلاب والخنازير وليكن معدة لك السكين الذى يقال لها المنسبتة والسلائية وتكون قوية واذا انت ادخلتها وهى منتصبة على الاستقامة فيما بين الفقار من خلف الى النخاع فاقطعه عرضا وقدر غاية التقدير ان تجعل ادخالك هذه الآلة فى ملتقى الفقارتين وانما تصل الى ذلك بأن تجعل ذهنك وفطنتك فى منتهى شوكة كل واحد من الفقارتين فان ملتقى الفقارتين انما هو فى وسط هذا الموضع بالحقيقة فاذا انت قطعت هذا ووصلت الآلة الى موضع النخاع فينبغى لك حينئذ ان تحركها تحريكا يكون معه غمز من يديك عليها الى العمق وتخضخض لها الى اليمين والشمال حتى لا تدع من النخاع شيا لا تقطعه والامر فى ان جميع الاعصاب التى الى اسفل من موضع القطع يكون بعد القطع قد ذهبت منها القوتان كلتاهما اعنى قوة الحس وقوة الحركة وصار سيها جميع الاعضاء التى تنقسم فيها من بدن الحيوان عديم الحس وعديم الحركة فان ذلك واجب بين معلوم وان انت قطعت النخاع فى العنق فيما بين فقارتين انقطع العصب الذى منشاه ومنبته من ملتقاهما واما فى القطن فانك ان قطعت النخاع وحده من غير ان تمس قليلا الجانبين من موضعه لم يقطع العصب فان انت ذهبت بالسكين فى العرض قليلا الى خارج من الفقارة قطعته لان العصبة انما تمر على الوراب الى اسفل فان انت لم تدخل السكين فى ملتقى الفقارتين على ما قلت لك انه ينبغى ان تفعل فى الحيوانات القربية العهد بالولاد وادخلتها فى حيوان كبير فالحيوان الكبير يحتاج لا محالة الى ان يقطع منه شى من الفقارات فينبغى بعد ان ينكشف لك النخاع ان تجعل قطعك اياه فوق منشاء العصب بقليل فانك اذا فعلت ذلك فسد الحس والحركة من العصب الذى ينبت بعده فان كنت إنما تريد ان تتبين فى استخراج فعل من الافعال ما يعرض اذا قطعت فقارة واحدة فحسبك إما ان تجعل القطع بسكين وإما أن تقطع الفقاره على نحو ما قلت لك وان كنت انما تريد ان تنفرد برياضة نفسك وتجمع مع ذلك استخراج الحق ووجوده فقد يمكنك ان تفعل ذلك فى فقارات كثيرة بمقدار احتمال الحيوان وصبره واجعل مبداك ح من ملتقى العظم المعروف بالعظم الاعظم والعظم العريض وهو العجز مع الفقارة الآخرة حيث تنبت شعبة عظيمة من شعب العصب وتتفرق فى الرجل ثم اصعد بعد ذلك الى الفقارة التى قبل هذا ثم فوق هذا فانك ترى فى كل واحد منها كما ذكرته لك ان اول ما يصيبه الاسترخاء تبطل منه الحركة منتها الرجلين والثانى بعد المنتهى الاجزاء التى قبله ثم اجزاء الفخذين والوركين ثم اجزاء المتنين فاذا انت صرت الى فقارات الصدر فاول ما يصير ترى الحيوان يناله الفساد فى نفخته وفى صوته والآفة والفساد الذى يناله يكون يسيرا عندما يقع القطع عند ضلوع الخلف ويكون اكثر اذا وقع القطع فوق ذلك ويكون الآفة والضرر كثيرا جدا اذا وقع القطع فوق هذه المواضع وتناله غاية الضرر اذا وقع القطع فوق الاضلاع الاولى وليس ينال شيا من اجزاء بدن القرد اللتين هما فى ساير الحيوانات القايمتين القدام ضرر عندما يقطع النخاع دون ان يبلغ القطع الى اول موضع من المواضع التى فيما بين الاضلاع فانك ان قطعت النخاع بعد الضلع الاول من اضلاع الصدر اضر ذلك بكفى القرد واذا كان القطع بعد الضلع الثانى من اضلاع الصدر لم يضر ذلك باليدين الا ان الجلدة التى على الإبط والاجزاء الاولى من الموضع الإنسى من العضد يصير عديم الحس كما انك ان جعلت القطع بعد الضلع الثالث رايت ان الذى يذهب من حس المواضع التى ذكرناها مقدار يسير فان انت قطعت النخاع بعد الفقارة الخامسة من الراس حتى تقطع منشاء العصب الذى بعدها استرخيا اليدان وبطلت حركتها جملة وان انت قطعت بعد الفقارة السادسة فان اجزاء العضد كلها الا اليسير تبقى فيها قوى العصب محفوظة على حالها واما القطع الذى يقع بعد الفقارة السابعة فانه يجعل الساعد عديم الحس عديم الحركة وبالجملة اقول قولا وجيزا ان الامر على ما وصفت قبل من انه يعرض ان ما يسترخى وتبطل حركته من اجزاء بدن الحيوان الاجزاء التى اصل العصب الذى ياتيها وراسه اسفل من قطع النخاع ولذلك قد يسهل عليك ان تتعرف من تشريح العصب ما يعرض للحيوان من الآفات بسبب انقطاع النخاع فى كل جزء منه وعلى هذا المثال اذا انت قرات كتاب اسباب التنفس وقرات كتاب الصوت عرفت كم مقدار ما ينال التنفس والصوت من الضرر عند قطع كل واحد من الفقارات فانا قد بينا فى ذينك الكتابين ان النفخة تكون من العضل الذى فيما بين الاضلاع وبينا ان النفخة تكون مادة وآلة للصوت فان الحيوان يدخل الهواء بالاستنشاق بلا استكراه بالحجاب وحده حتى اذا هو أدخله باستكراه استعمل مع الحجاب العضل الذى فيما بين الاضلاع واذا كان الاستنشاق أعظم ما يكون استعمل مع ذلك العضل الفوق الذى ينحدر من العنق الى الاجزاء الاولى من الصدر وهذا العضل اذا انت علمت من التشريح من اين يبتدى عصبه عرفت يقينا متى يسترخى كل عضلة منه واما انا فانى ازيد فيما ذكرته ههنا هذا المقدار الذى اقوله وهو انه ان قطع النخاع الذى يكون فيما بين الراس والفقارة الاولى أو قطع الغشاء الموقى لطرف البطن الموخر من بطون الدماغ يجعل بدن الحيوان كله من ساعته عديم الحركة وفى هذا الموضع ترون الثيران القطع فى الهياكل يقطعها القوم الذين يقال لهم ذباحى الثيران واما القطع الذى يكون بعد الفقارة الاولى فانه ليس يجلب على الحيوان هذه الاعراض باعيانها لانه يجرد البطن الاول لكن لانه يرخى قوايمه ويعطل تنفسه كله وهذا هو شى موجود ايضا فى القطع الذى يكون بعد الفقارة الثانية والثالثة والرابعة اذا انت استقصيت فى القطع حتى تقطع العصبة التى تنبت من ملتقاها مع الفقارة الخامسة فاما الاجزاء الاولى من العنق فهى تتحرك فى الحيوان الذى يقطع على هذا من الحال واما قطع النخاع الذى يكون من بعد الفقارة الخامسة فهو يرخى ويعطل حركة جميع اجزاء الصدر الباقية لكن الحجاب يكاد ان يسلم معه من الآفة وكذلك شى يسير من العضل المرتفع من عضل الصدر فاما القطع الذى يكون بعد الفقارة السادسة فانه يضر بالعضل المرتفع من عضل الصدر على ذلك المثال وينال الحجاب منه من المضرة اقل مما ناله من الذى قبله فاما القطع الذى يكون بعد القفارة السابعة ولاسيما القطع الذى يكون بعد الفقارة الثامنة فان جميع حركة الحجاب يسلم به من الضرر أكثر من سلامتها مع القطع الذى يكون فى الفقارة السادسة فى اكثر الامر وقد يسلم من الضرر حركة العضل المرتفع وحركة جميع العنق الا ان حركة العضل الذى فيما بين الاضلاع لا تسلم معه وذلك ان حركة هذا العضل يبطل ويذهب كلها متى كان القطع فى جميع فقار العنق وقطع الدماغ الموخر كله من الفقارة الاولى من فقار الصدر ومما يحقق ذلك ان فعل العضل الذى فيما بين الاضلاع يذهب ويبطل بتة اذا قطع النخاع قطع يبينه كله من بعد الفقارة الاولى من فقار الصدر ويسلم من هذا الفعل مقدار يسير اذا كان القطع بعد الفقار الثانية ثم على هذا القياس بعينه فيما يتصل بذلك دايما يكون العضل الذى فيما بين الاضلاع ارفع موضعا من موضع القطع يفعل فعله والعضل الذى اسفل من موضع القطع يبطل فعله تمت المقالة التاسعة من كتاب جالينوس فى عمل التشريح والحمد لله PageV01P03 1
[book 10]
Страница 32
بسم الله الرحمن الرحيم المقالة العاشرة من كتاب جالينوس فى عمل التشريح فى هذه المقالة ذكر امر العينين واللسان والشفة والازدراد قد وصفنا فى المقالة السالفة قبل هذه من امر اجزاء الدماغ الخاصية واجزاء النخاع الخاصية وما يوقع بهما من الآفات ما فيه كفاية للمعرفة بالسبيل الذى اذا سلكه الرجل فى تشريحها نظر عيانا الى تلك الاجزاء وتلك الآفات اجود ما يكون أما ما يوقع من الآفات ففى الحيوانات الاحياء وأما الآخر فبعضها فى الحيوانات الموتى فقط وانا وصفت فى هذه المقالة علاج تشريح اجزاء الوجه واجزاء جميع الراس مع الاعراض التى تظهر عيانا فى كل واحد منها وأجعل مبداءى فى ذلك من الاجزاء التى تتبعها وتلحقها الاعراض عند ما تقطع أو ترض أو تشد برباط أو تمسك بالاصابع أو تلوى أو تمدد باكثر مما ينبغى فان الاعضاء التى ينالها هذه الاشياء يبطل فعلها إما جملة وإما على التبعيض فلنضع الان ايضا ان الدماغ مكشوف قد تجتنب عنه العظام التى حوله كما وصفناه قبل ثم تاخذ بعد ذلك فى العمل فتقطع اولا العظم الذى يقال له الزوج ثم تخلص من قحف الراس عضلة الصدغ حتى تصير الى العصبة التى تاتى القحف وان كنت لم ترها قط اذا انت قصبت جميع ما بعضلة الصدغ من المنابت من فوق تجوز الى الدماغ وترجع فى الطريق الذى فيه تسير كل واحد من عصبتى البصر من الموضع العام الى الجنانبين فانه فى تلك الطريق تجى من غير ان تميل الى هنا والى ههنا حتى تصل الى العين فالموضع الذى تراها فيه تاتى القحف ففى ذلك الموضع بعينه اقطع القحف بالآلة التى يقال لها كاسرة العظام ولتكن قوية قطعا يذهب من فوق الى اسفل حتى تلقى العصبة والثقب الذى فيه تجى هذه العصبة هو يوديك ويوصلك الى موضع العين وتجد القحف فى قعر ذلك الموضع من داخل مثقوب ثقب مدور والاجود ان يكون قدامك اذا اردت هذا العمل قحف راس قرد عتيق بال لم يبق فيه بقية من عصب ولا من عشاء ولا من عرق ولا من رباط وانما بقى جوهر العظام مفردا عاريا قد تعفنت وبليت جميع ما فيه من الاعضاء وقد رايتم عندى جماجم كثيرة على هذه الصفة بعضها تام وبعضها قد قلع منه الجزء الاعلى على مثال الجماجم التى ههنا لتشريح الدماغ فان نظرك الى قحف عتيق بال يكون موضوعا قدامك يوديك الى موضع عصبة البصر حتى تخرج منه والاجود ان تكون تنظر نظر متثبت الى عين خارجة من القحف فانك ترى فيها تلك العصبة كانها اصل لجملة العضو فاذا انت رايت ذلك ايضا ظننت باصحاب التشريح قد اجادوا فى تشبيههم شكل جملة العين مع العصبة بغلاف الخشخاشة فاذا انت قطعت العظم الذى حول هذه العصبة وخاصة من اجزايه العالية فانظر الى اتصاله بالعضل المحيط بالعين برباطات فى جميع ذلك الموضع الغاير حتى تاتى اصل الجفنين فان ههنا ليس من منابت العضل شى لكن غشاء ينبت من اصلهما ويجلل العضل كله كما يدور من خارج ويتصل به وهو الغشاء المحيط بالقحف لانه متصل به متحد معه بجوهر الجفنين ولكن دع هذا حتى تنظر اليه فى آخر الامر واما الآن فاكشف عن العضل العظام ثم التمس ان تجد ثقبا اخر موضوعا بالقرب من الثقب الذى ذكرناه تخرج منه عصبة صلبة أصغر من العصبة الاولى وتاتى العضل الذى ذكرناه وقلنا انه محيط بالعين فانه ياتى موضع العين من هذين الثقبين اللذين يماس احدهما الاخر عصبتين اعظم كثيرا من قياس مقدار الموضع فانظر فى هذا الوقت الى اتصال هذا العصب كيف يتصل بالعين حتى تنظر بعد ذلك كيف ينقسم فيها فى عين اخرى عظيمة قد أخرجت من بدن الحيوان وقد قلت قبل قولا إنا نذكرك به ههنا وهو ان بعض الاعضاء هيتها فى ستة اجناس الحيوان هية واحدة بعينها وبعضها تكون هيتها فى بعض هذه الاجناس غيرها فى بعض وهذه المباينة تكون إما كثيرة وإما قليلة فالعين من الاعضاء التى تكون هيتها على مثال واحد ولكن لما كنا قد يضطرنا الامر مرارا كثيرة الى ان نقطع من بدن إنسان عظم القحف فى هذا الطريق الذى وصفناه من اجل ذلك انا آامركم ان تروضوا انفسكم فى ابدان القرود واما فى تعرف قوة العصب الذى ياتى العين فجميع الحيوان فى الموافقة والصلاح كذلك سواء فبعد أن تقطع عظم الحاجب حتى تبلغ الى العمق تلقاك العصبتان اللتان تاتيان العين فان انت قطعت العصبة العظمى منها عطلت حاسة البصر من ذلك الحيوان وان انت قطعت اصغر العصبتين رايت العين على المكان تبقى بلا حركة وذهاب حركة العين امر تقف عليه وتعرفه باهون سعى وأما أن الحيوان لا يبصر فى مثل هذه الآفة التى أنزلتها به فذلك امر انما تعرفه بالقياس من انك تجد الحيوان لا يغمض عينه من شى تدنيه اليها كانك تريد ان تنخسها به ففى الحيوان الحى اشياء تحتاج فى تشريح العين الى شى من علاج التشريح خلا هذا العلاج وحده واما فى الحيوان الذى قد مات فانت تنظر الى الشريان والعرق الذى يخرج من كل واحد من الثقبين والشريان ينقسم فى العضل المحرك العين واما العرق فانه مع تقسمه فى هذا العضل يتقسم فى الجرم الحاوى للرطوبة الشبيهة بالزجاج الذايب وهو الجرم الذى اشتق له اسم من شكله فسمى الطبقة الشبيهة بالشبكة وستنظر الى هذا الجرم فى آخر الامر عند ما تشرح العين خاصه منفردة فاما ما دامت العين متصلة بالقحف فانت ترى الشريان والعرق ينحدران مع العصبة الى العين وترى عروقا كثيرة تاتى الجفنين وتاتى الغشاء المجلل للعين من خارج المتصل بها من الاجسام المحيطة العين ومن ماقيها وهذا الغشاء المجلل لجميع عضل العين المتصل به ياتى العين من العظم المحيط بها ولذلك سموه افراد من الناس الغشاء المحيط بالعظم كما سموه قوم اخر الغشاء المحيط بالقحف وبعض الناس اكتفى بان يسميه باليونية ابيبافوقوس وتفسيره المجلل والمتصل والمعنى الذى منه اشتق كل واحد من هذه الاسماء ظاهر فقد وصفت لك مشاركة العين لما يحويها من الاجسام وينبغى ان تروض نفسك فى تعرفها والعينين موضوعين فى مكانهما من البدن واما اذا قلعنا العينين فينبغى لك ان تتثبت فى طبيعتهما بعد ان تتبعض وتجد اولا الغشاء الرقيق المجلل للعضل المتصل به وتتبعه حتى تراه ياتى العين ويتصل بها والموضع الذى ياتيه ويتصل به هو الموضع الذى يلقى فيه الجسم الابيض المحيط بالدايرة العظمى الذى فيها من خارج هذه الدايرة العظمى وانما قلت الدايرة العظمى لان فى العين دايرة اخرى صغيرة داخل من هذه وهذه الدايرة التى يرى منها الصورة الناظر الى العين وتسمى الحدقة فاما الدايرة التى حول الدايرة العظمى فهى فى كل عين بيضاء الا ان بياضها ليس فى كل عين على مثال واحد لكن قد يكون بياضها اكثر واقل واما تلك الدايرة فهى فى كل عين ليس بيضاء لكنها تكون ملونة باصناف من انواع الالوان كثيرة مختلفة فى بعض الناس وفى بعض الحيوانات الأخر وذلك ان هذا الجزء كله من العين يكون فى بعض الناس والحيوانات أسود وفى بعضهم أشهل وأزرق وفى بعضهم يكون ينقص عن اللون الاسود شى يسير وما كان من الاعيان لونه هذا اللون فكثير من الناس يسمونه بالعادة عين العز واما الخط الذى يفصل بين هذه الدايرة وبين الجرم الابيض المحيط فاصحاب التشريح يسمونه قوس قزح وإكليل ويسمونه دايرة على انه ليس دايرة لكن خط محيط بدايرة وليس يضرك شى إن انت سميته دايرة كما سماه أوليك وهذا الخط ان انت شيت ان تسميه دايرة وان شيت ان تسميه خطا حاوى لدايرة اذا بلغ اليه الغشاء المجلل لعضل العين المتصل به وقف عنده ولم يجاوزه واتصل بالطبقة الموضوعة تحته فى القوس قزح وبعض الناس لا يسمونه غشاء لكن يسمونه طبقة على مثل ما يسمون الطبقات الأخر التى للعين وانا أشير عليك فى أمر الاسماء ههنا بما أشير به عليك دايما وهو ان تستخف بها ولكن لما كانت معانى الامور إنما تتعرف ضرورة بالاسماء فقد ينبغى لك ان تستعمل الاسماء على ما استعملها جل الاطباء وجميع من وضع الكتب فى التشريح سموا كل وحدة من الجنن الموقية للاجرام الرطبة التى فى داخل العين طبقة ولان الطبقة الموضوعة من قدام فى وجه جميع تلك الدايرة التى ذكرناها قبل شبيهة بالقرون وتتبع ذلك فى عادة اصحاب التشريح وما دامت هذه الطبقة ممدودة حول الطبقة التى بعدها من داخل التى تحوى الرطوبة الشبيهة بالزجاج الذايب والرطوبة الشبيهة بحبة البرد فليس تعرف بالحقيقة اى الالوان لونها فاما إن هى كشطت عنها فانها ترى بيضاء ولكن افعل انت ذلك بها بعد قليل اذا انت شرحت جميع العضل المحيط بالعين وهذا العضل صغير واحد فى اصل العين يغطى العصبة كما يدور وهو إما ثلث عضلات متحدة وإما عضلة واحدة ثلث طاقات ويظن فى بعض الاوقات انها ليس ثلث طاقات لكن طاقين فاذا انت كشطت هذه العضلة من حول العصبة فصر الى العضل الباقى وخلص ما بين العضل من الشحم واكشطه وان بقى غشاء رقيق يحوى بعض هذا العضل فاكشطه هو ايضا كيما يظهر استقامة ليف كل واحدة من العضل فان هذا الليف هو الذى يوديك الى تخليض بعض العضل من بعض والتفريق بين بعضه وبعض فيما ينبغى ان تمد العضل الى الراسين كليهما اعنى الراس الذى يتصل بالعين عندما ينتهى الى وتر والراس الموضوع مقابل هذا الذى هو مبداء كل واحد من العضل وهو الذى قطعته من منبته الاول حين قطعت العين من الحفرة التى فى القحف الى كانت تحتوى على العين لما كانت العين على حالها الطبيعية فاذا انت وجدت هذا الموضع الذى تجذب وتمد اليه العضلة كلها ح يضح لك الامر وضوحا بينا فى تخليص العضلة كيف تخلصها باسهل الوجوده من الاجرام المعلقة بها وتنظر اليها على الانفراد فى اى موضع تتصل عندما تتغير وتصير وترا وكما تجد فيما بين العضل شحما كذلك تجد فيما بينه لحما رخوا فى جوفه رطوبة يسير اللزوجة بمنزلة بياض البيض وتجد هناك ايضا جرما متطاولا أجوف شبيها بجرم العرق اذا خلا من الدم ينبت من هاتين اللحمتين الرخوتين فان هذا اللحم الرخو وهو الغدد يكون على اكثر الامر لحمتين أو غدتين وكذلك الجرم الشبيه بالعرق الذى منشاه منه هو اثنان وهذان العرقان يصبان الرطوبة المختفية فيهما الى الطبقة المجللة لعضل العين المتصلة به من فمين لهما مقدار ظهورهما للحس مقدار ما يمكن ان يدخل فى كل واحد منهما شعرة خزير وم يذكر احد من اصحاب التشريح هاتين اللحمتين الرخوتين أو الغدتين ولا الالعرقين الخارجين منهما كما لا يذكرون الثقب الذى فى الجفنين واذا انت شرحت هذا العضل وخلصت بعضه من بعض على ما وصفت لك وجدت كل واحد منه ينتهى الى وتر رقيق الا انه اغلظ من الغشاء ويتصل بالقرب من الإكليل الذى قلت ان عنده ينتهى الغشاء الذى حول العظام غير ان ذلك الغشاء يتصل بالإكليل ايضا محكما فاما منتهى كل واحدة من هذه الاوتار فيصير الى قريب من هذا والواحد منها ياتى العين من المواضع المرتفعة والآخر موضوع مقابل هذا وواحدة من هاتين العضلتين وهى اعظمهما تمد العين الى فوق والاخرى تمدها الى اسفل وههنا عضلتين أخراتين تتصل كل واحدة منهما عند واحد من ماقى العين على ذلك المثال والواحدة منهما تذهب بالعين الى الجانب الوحشى والاخرى تذهب بها الى الجانب الإنسى الى ناحية الأنف وهذا الاربع العضلات تحرك العين حركاب مستقيمة وفى العين عضلتين أخراتين تحركانها حركات معرجة كانك قلت على قوس من دايرة وذلك انهما تحيطان بالعين كما تدور على وراب ولا تتصلان بها على استقامة كما يتصل الاربع العضلات الاخرى وكل واحدة منهما تجذب العين الى ناحية راسها ومبداها وتديرها فالواحدة تديرها الى ناحية فوق والاخرى الى ناحية اسفل وتتصلان عن جنبى الماق الاصغر اتصالا ارفع موضعا من موضع اتصال الاربع العضلات التى تقدم ذكرها اعنى قولى موضعا بقياس الإكليل وذلك ان تلك تصير الى قريب من الإكليل وهاتين تتصلان بالبعد منه قليلا فاذا انت قطعت هذه الست العضلات رايت العين تشبه بالحقيقة خلقة قسرة الخشخاشة وقبل ان تقطع العضل انظر الى العصبة الصغرى التى تاتيها من من الدماغ كيف تنقسم مع عرق وشريان ثم خذ فى البحث بعناية وتفقد عن جوهر الطبقة التى تحوى جملة العين كما تدور اى جوهر هى وهى طبقة مدمجة فى نفسها وأجزاها لا تشبه بعضها بعضا ومن أجل ذلك قال قوم انها طبقة واحدة وقال قوم انها طبقتين وهى مثقوبة من داخل فى الموضع الذى فيه عصبة البصر بمنزلة اصل جملة العين والعصبة تنفذ فى ثقبها وتدخل الى داخل وهذه العصبة متصلة متحدة بالطبقة المحدقة بها اتصال واتحاد حقيقى يعسر انتقاضه وهذه الطبقة صلبة غضروفية وبهذا السبب سموها قوم الغضروفية وقوم اخر سموها البيضاء وهى على هذه الصفة الى الإكليل ومن حد الإكليل يصير الجزء المقدم منها فى طبعه ألين ويسمى على وصفت الطبقة الشبيهة بالقرن وقد قلت مع ما قلت ان جميع الموضع الداخل من الإكليل يرى إما أشهل وإما أزرق وإما أدكن وإما أكحل ولعل بعض الناس ممن يرى هذه الطبقة فى حيوان حى يظن انها على هذه الصفة كلها الى السطح الخارج منها وليس الامر كذلك بل كما ان القرون التى تقطع صفايح رقاق والمهاة والحجارة التى توضع فى وجوه الكوى تنظر منها الى لون ما داخلها كذلك تنظر من هذه الطبقة الى لون الطبقة التى وراها فاذا كشطت وقلعت عما تحتها من الاجسام رايتها بيضاء بمنزلة القرون التى تقطع قطعا رقاقا قليلة الثخن والعمق ولذلك سميت هذه الطبقة الشبيهة بالقرن وليست فى الرقة على مثال حال الغشاء المجلل العضل الذى قلت ان كونه من الغشاء المحيط العظم بل قد يمكن ان تقسم هذه الى اربعة اغشية فى مثل تلك الرقة وينبغى لك ان تتدرب اولا فى ان تكون فى اول مرة تضع السكين تقطع منها بمقدار غلظ الغشاء المحيط بالعظم وليكن القطع على خط مستقيم يمر على مركز الدايرة ويبلغ الى اقاصيها ثم مد حاشيتى القطع مدا بصنارتين حادتين ثم اسلخ واكشط بالسكين وافصل ذلك الجزء على حدته مفردا وليكن ذلك بسكين مهياة لهذا العمل طرفها حاد رقيق والاجود ان يكون شكلها شكل ورقة الآس واسهل الوجوه فى كشط هذا الجزء الاول من هذه الطبقة الشبيهة بالقرن ان تقطع قطع ثانى يمر على مركز الدايرة ويقاطع القطع الاول على زوايا قايمة فتصير جملة الدايرة تنقسم على اربعة الاجزاء متساوية فانك اذا مددت كل واحد من هذه الاربعة الاجزاء من طرفه الذى عند المركز وهو راس اتحاد كل واحد من الاربعة الاجزاء سهل عليك كشطه من ساير المواضع وكما انك فصلت هذه القشرة التى كانها غشاء من الطبقة القرنية وعزلتها على حدة كذلك قد يمكنك ان تكشط منها قشرة ثانية على هذا المثال ثم قشرة ثالثة بان تخلص فى كل قشرة تكشطها الاجزاء كلها الى الإكليل فاما الجزء الباقى من الطبقة الشبيهة بالقرن فانك ان ضربت فيه السكين على ذلك المثال ورمت ان تقطعه قطعا يبته كله انخرق على المكان واذا هو انخرق سالت منه رطوبة حالها فى الحيوان الحى مثل حال الرطوبة التى فى البيض التى نستعملها فى مداواة وجع العين وهذه الرطوبة تكون فى الحيوانات التى قد ماتت غير اللون فاذا سالت هذه الرطوبة رايت الطبقة الشبيهة بالقرن موضوعة على طبقة اخرى لونها مثل لون الدايرة قبل ان تشرح العين واذا انت مددت هذا الجزء الرابع من الطبقة الشبيهة بالقرن وأبعدته عن الطبقة الموضوعة تحته وجدت هذه الاربعة الاجزاء مباينة واحد للآخر فى جميع اجزاء الدايرة وتجدها لازمة جدا فى القوس ونحن نسمى هذه الاربعة الاجزاء من الطبقة القرنية صفايح اذ كان من تقدمنا من الاطباء قد راى ان يسميها كذلك من مشابهتها لصفايح القرون وسمى ايضا الطبقة الثانية الشبيهة بالعنبة فانها شبيهة بحب العنب فى ملاستها من خارج وزئبرها من داخل وبعض الناس لم يسمها بهذا الاسم لكن سموها المثقوبة من قبل ان وسطها مثقوب وثقبها فى بعض الحيوانات على مثال ما هو فى الناس مدور وفى بعضها متطاول على مثال ما هو فى القر وفى هذا الثقب ترى الرطوبة الشبيهة بالجليد وانما سميت كذلك من مشابهتها فى منظرها للجليد فانك اذا لمستها وجدتها ألين من الجليد بكثير وترى الطبقة الشبيهة بالعنبة انما هى لازمة للطبقة الشبيهة بالقرن متصلة بها فى القوس وحده واما ساير اجزايها كلها فمتبرى منها على ما وصفت والرطوبة الشبيهة بالجليد ايضا لازمة لهما متصلة بهما فى القوس وكما ان الطبقة التى من خارج وان كانت مركبة من اجزاء لا يشبه بعضها بعضا فانها مدمجة متصلة فى نفسها كلها كذلك الطبقة الثانية التى تحويها تلك الخارجة قد عدها كلها قوم طبقة واحدة فصار من هذا الوجه بعض يقول ان الطبقات التى تحوى رطوبات العين اربع وبعض يقول انها طبقتين وقد وصفنا جميع ما جرى من هذا الاختلاف ومثله فى موضع اخر فجزوها الذى من قدام وهو الذى تحت الشبيهة بالقرن مباين للشبيهة بالقرن اصلا واما جزوها الذى بعد الإكليل الى العصبة فهو مربوط معها بليف وخيوط دقاق اشد سوادا من سواد جملة هذه الطبقة بقليل ولم ازل ارى دايما هذه الخيوط والليف الدقاق فى اعين البقر لان هذا الحيوان اسود العين واما اتصالها بالقوس فاتصال محكم عسر الانتقاض فان الطبقات ليس اتصالها فى هذا الموضع بليف وخيوط دقاق الواحدة منها متبرية من الاخرى وقد يمكنك ان تخلص هاتين الطبقتين ههنا واحدة من الاخرى بسكين حادة وتحفظ الطبقة الثانية وتستبقيها سليمة من الآفة ويمكنك ان تفعل ذلك من الجانبين وأن تكشف على ضربين فمرة تجعل عملك من الطبقة الشبيهة بالقرن ومرة من جزوها الصلب الغضروفى الذى من وراء الإكليل الى موضع اتصال العصبة وليس تقدر ان تقسم ذلك الجزء الى اجزاء كثيرة مثل ما قسمت الجزء القدام وهو الشبية بالقرن وحسبك ان تقطع قطعا من موضع اتصال العصبة الى الإكليل وكيما لا تقطع مع الطبقة الاولى الطبقة الثانية اجعل القطع على وراب قليل لاعلى استقامة الى العمق فان القطع اذا كان على الاستقامة الى العمق فمن عادة السكين ان تدخل منحدرة الى قصاء الموضع دفعة وتقطع مع الطبقة الاولى لا الطبقة الثانية فقط لكن والطبقة الثالثة ايضا الشبيهة بالشبكة واما اذا ميل القطع وجعل اشد ورابا فانه يكون أحرز وآمن عاقبة فلتكشط الان الطبقة الاولى كلها من الطبقة الثانية السوداء وليظهر الطبقة الثانية مدمجة وفيها ثقب واحد فقط فى اجزايها القدام منه ينظر الناظر فى العين الى مثاله فى الرطوبة الجليدية كما ينظر فى المرآة فانك اذا بلغت من التشريح الى هذا الموضع امكنك ان تكشط الطبقة الثانية ايضا من الطبقة الموضوعة من وراها فاذا انت مددتها من الثقب الى فوق كما تدور فاقطع جزءها الذى يبلغ الى الإكليل كله فانها فى هذا الموضع ليس تتصل بما هو موضوع تحتها اصلا كما لا تتصل فى اجزايها الخارجة حيث هى تلتقى الطبقة الشبيهة بالقرن فاذا كشطت من قبل هذه الطبقة الثانية الى الإكليل يتبين ح الاتصال فى نفس الإكليل ويمكنك عند ذلك اذا ذكرت الرطوبة التى سالت بعد كشط الصفيحة الاخيرة من صفايح الطبقة الشبيهة بالقرن ان تبحث عن الموضع الذى كانت فيه تلك الرطوبة مجتمعة اى موضع هو تراها كانت مجتمعة فى الموضع الذى فيما بين الطبقة الاولى والطبقة الثانية وفى الموضع الذى بين الطبقة الثانية والرطوبة الشبيهة بالجليد فان الطبقة الثانية كلها فى اجزايها التى من قدام الى الإكليل تراها متبرية من الجسم الشبيه بالجليد ومن الطبقة الشبيهة بالقرن فهى فى هذا الموضع بلا عملك ولا علاجك قد تبرت وتخلصت من قبل الطبع فاما اجزاها التى من الإكليل والى موضع اتصال العصبة فهى متصلة بالطبقة الاولى بخيوط دقاق مباين بعضها لبعض وينبغى لك ان تذكر فى ضربى تشريح العين الملتزقة بالعظام انه ينبغى لك اذا انت تبعت العروق التى تتصل بالطبقة الاولى أن تلتمس تخليص العرق صحيحا لم ينقطع منه شى وإن كان يجى من خارج ما فى الطبقة الاولى الى الطبقة الثانية فان انت لم تصل الى غرضك فى اول الامر فافعل ذلك مرة ثانية وثالثة رجاء للوصول الى ذلك فى وقت ما والتمس ان تفعل ذلك فى حيوان قريب العهد بالموت لم يستفرغ دمه جملة فاذا تهيا فى بعض الاوقات ان ينفق فرس لا علة به من مرض بسبب ركض كثير فان ذلك كثيرا ما يعرض فح التمس فى ذلك الفرس أن تخلص هذه العروق فانه ان لم يكن فيها دم غابت عن البصر منزلة العروق التى فى هذا وقد تظهر للبصر مرارا كثيرة فى الرمد ظهورا بينا فان كنت ممن يجب النظر الى هذه الامور بقصد لمعاينة الافعال الطبيعية فاخنق انت حيوانا بنفسك فى بعض الاوقات إما بوهق وإما بماء وتتثبت فى تلك العروق الصغار فى اى جزء شيت من اجزاء ذلك الحيوان فان تهيا ان يكون موت ذلك الحيوان الخنق كانت العروق الصغار التى فى جميع الراس اشد امتلاء وهذه العروق كلها التى تتصل بالعين هى ما منها اعظم وفى مواضع العين انفسها اصغر ومنشاها ومجيها من العروق التى فى الدماغ وبهذا السبيل بعينه من سبل بحث العين ينبغى لك ان تحفظ العرق الذى ياتى العين مع العصبة وذلك ان هذه العصبة وحدها دون ساير العصب فيها مجرى طريق نافذ ظاهر للحس وهى مركبة من ثلثة اجزاء كتركب ساير الاعصاب الأخر والجزء الاول منها هو جرمها نفسه المتصل بالدماغ والجزء الثانى منها هو الغشاء الرقيق الملفوف عليه والجزء الثالث من خارج من بعد هذا هو الغشاء الصلب لان الغشايين الحاويين للدماغ كليهما ينبتان مع الاعصاب أما الصلب منهما فنبات ليس بخفى وأما الغشاء الرقيق فنبات خفى حتى انه مرارا كثيرة لا يظهر للبصر وإن انت قدرت ان تخلصهما جميعا من جرم العصبة رايت ان الغشاء الغليظ الصلب متصل الطبقة الاولى وان الغشاء الرقيق الذى تحته متصل بالطبقة الثانية وان الشى الذى داخل من هذا وهو جوهر العصبة نفسها ينحل ويعرض ويصير شبيها بطبقة مفروشة داخل من الطبقة الثانية واكثر ما يوآتيك هذه الاشياء إن انت شرحت الحيوان ساعة يموت وينبغى لك اذا انت فعلت ذلك ان تكشط هذه الطبقة المفروشة داخل من تلك الطبقة الثانية وتبتدى فى ذلك من اتصال العصبة فانك ترى العصبة قد صارت من العرض فى حد صارت معه جرم واحد مدمج يجرى عرضا وحده فى غاية الدقة فهذا الجرم والطبقة الحاوية له التى قلت ان جزوها الداخل منها باذنجانى اللون تتصل بالقوس لان هذا الموضع رباط لجميع ما فى العين من الطبقات وذلك ان جزوى الطبقة الاولى يتصلان ويتحدان فى هذا الموضع وكذلك جزوى الطبقة الثانية والطبقة الثالثة التى سميت الشبيهة بالشبكة فان العصبة التى انحلت يصير شكلها شكل الشبكة والغشاء ايضا الحاوى لعضلات العين من خارج يتصل بهذا الموضع على هذا المثال فان الجرم الشبيه بالحليد هو ايضا متصل متحد فى القوس بما حوله من الاجرام وينبت ايضا من الطبقة الثانية خيوط شبيهة بطاقات شعر العين المسمى أشفار وتمتد الى الرطوبة المحتواة من الطبقة الشبيهة بالشبكة وتتصل بها اتصال والتحام جيدا وتربطها مع هذه الاجرام المحيطة بها وهذه الرطوبة سميت بسبب لونها وقوام جرمها الشبيهة بالزجاج لان قوام جرمها شبيه بجرم الزجاج الذايب ولونها لون زجاج محض واما الرطوبة الشبيهة بالجليد فهى اشد بياضا من الرطوبة الزجاجية بحسب ما الجليد اشد بياضا من الزجاج وشكل هذه الرطوبة كرى خلا جزءها المقدم الحاوى للنصف من الرطوبه الجليدية والرطوبة الجليدية ايضا شكلها على مثال شكل كرة مرصوعة الى العرض ما هى ولذلك سماها قوم من اصحاب التشريح الشبية بالعدسة ازادوا بذلك ان يشبهو شكلها شكل حبة من العدس والامر المعلوم بانها اذا كانت على هذه الحال فى شكلها فلها الوسط دايرة على اعظم دوايرها وليس لها كما للكرة الخالصة دواير لا نهاية لها وبهذه الدايرة العظمى تتصل هذه الرطوبة بالإكليل وفى هذه الدايرة يبتدى غشاء رقيق يحويها من ناحية خارج وبعض الاطباء يعدون هذا الغشاء طبقة من طبقات العين وذلك لانه يحوى هذا الجرم الشبيه بالجليد ويغطيه وبسبب ما عليه هذه الطبقة من الدقة سماها قوم الشبيهة بنسيج العنكبوت وسماها قوم اخر الشبيهة بنفاخة الزبد وذلك لان النفاخات الحادثة فى الزبد انما تمتد جوهر رقيق ما هى على الريح البخارية المختفية فيها والاصوب ان تقول ان الجوهر الذى هذه صفته انا يمتد فى الرطوبة الجليدية حول اجزايها التى تلقى بها الرطوبة الشبيهة بالزجاج وأن تسمى غشاء رقيق ما كان عن الثقب الذى فى الطبقة الشبيهة بالعننة وهو الذى اذا نظرنا فى عين من يقرب منا نظرنا فيه صورتنا كما ننظر اليها فى المرآة وكذلك ايضا الرطوبة الشبيهة بالزجاج ليس السطح الذى هو نهايتها من خارج على مثل ما عليه ما هو من جوهرها فى عمقها فى كثافته وذلك ان منتاها الخارج كله تراه اشد تلززا واكتنازا من عمقها وبهذا السبب قد يظن الانسان بهذا السطح انه انما هو بمنزلة تكاثف من نفس جوهرها لا من طيبيعة اخرى مبانية لها فى جنسها كله بمنزلة الغشاء الحاوى للرطوبة الشبيهة بالجليد من اجزايها القدام فى ثقب الطبقة الشبيهة بالعنبة فى الموضع الذى ترى فيه صورة الحدقة فان الجرمين فى هذا الموضع تختلف اختلافا بينا وذلك لان الجرم الحاوى لها هو شى من انما جنس الاغشية والرطوبة نفسها شبيهة بالجبن الرطب واما جوهر الرطوبة الشبيهة بالزجاج فقوامه شبيه بقوام جبن أرطب وألين وكانه انما جمد نصف جمود فاما ما يحوى الرطوبة الشبيهة بالجليد من خلف فهو على مثال الشى الذى يسمونه اليونانيون ابيباقسس وتفسيره الجمود وقد رايناه مرارا شتى اغلظ من الشى الحاوى للرطوبة الشبيهة بالزجاج بقدر ما هو ارق من الشى الحاوى للرطوبة الشبيهة بالجليد عند الحدقة وراينا ايضا مرارا كثيرة شبيها بالجرم الناتى الذى يحتوى على نفاخه الزبد من خارجها وبهذا السبب قد يصيب من يسمى هذا طبقة شبيهة بالنفاخة ويسمى الذى من قدام غشاء رقيق شبيه بنسج العنكبوت فان الشى الذى يحتوى على النفاخة ارق من نسج العنكبوت جدا ومن اراد الاستقصاء فى الكلام فليعلم ان الشى المجلل للنفاخة ليس هو من الجواهر الثابتة المستكملة بل انما هو شى من نفس طبيعة الماء ممتد حول ريح بخارية ولعل إنسانا إن شبه تشبيها اجود قال ان السطح الخارج من الرطوبة الشبيهة بالزجاج هو على هذه الصفة واما ما قلت أنا من السطح الحاوى للرطوبة الشبيهة بالجليد من خلفها فالامر فيه على ما قلت وهذا السطح ليس يحيط بها وليس فيه الملوسة التى كانت فيما وصفنا من الطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت التى عند الحدقة وفى سطح الرطوبة الشبيهة بالزجاج ولا فى واحد من جانبيه ولا فى الجانب الذى يلقى به الرطوبة الشبيهة بالجليد ولا فى الجانب الذى يلقى فيه الرطوبة الشبيهة بالزجاج قال حنين قال جالينوس افهم قوله هاهنا سطح لا على ما جرت به العاده فى كلام المهندسين طول وعرض بلا عمق لكن على ما جرت عاده العامة من تسميتهم سطح الشى جزوه الظاهر وذلك لانه فى كلام المهندسين بالشى ليس يمكن يتوهم له جانبين والسطح فى كلام العامة يتوهم له جانبين من طريق انه جزء من الجسم ولذلك نجد جالينوس اذا رقق كلامه قليل سمى هذا الشى الذى سماه سماه هاهنا سطح جسم وذلك فى الموضع الذى قد وصف فيه هذه العلامة ووصفها هاهنا بعينها وعلى هذا المثال تجد ايضا الطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت انها من قدام ملساء خالصة الملوسة واما من خلف حيث تصام الرطوبة الشبيهة بالجليد فخشنة فالبحث والطلب عن هذا لجسم ما الذى ينبغى ان تظن به إن تراه أنه شى من الاغشية ام جمود ام سطح رطوبة كثيف وهو بحث وطلب عن نفس الامر وذلك ان الغشاء من جوهر صلب ولذلك قد يمكن ان تمدده تمديدا معتدلا من كل جانب من غير ان تثقبه واما الجمود الحادث على الاجسام المكتنزة فليس يحتكل ان يمدد أصلا فاما السطوح الكثيفة فانها لاتنغير عن الاجسام التى هى سطوحها الى نوع من جوهر اخر ولكن اذا كان الجسم الذى على الحدقة على الحال التى وصفت أن كان جوهره عليها قد عرفت معرفه بينة على اى الحالات هو واما الفرق بينه وبين الاجسام الأخر المحيطة بالرطوبات من خارج بعد فصار البحث والطلب الآن انما هو عن الاسم ومدلول الاسم لا عن نفس الامر متى بحثنا عن هل ينبغى ان نسمى هذا غشاء او طبقة او امتدادا كما قد سموه قوم وإن رايت أنا نحتاج ان نشرح معانى هذه الاسماء بعض الشرح قلنا ان اسم الغشاء يدل على جوهر واحد من الاجسام الأولى المشابهة الاجزاء بمنزلة اسم الحجر والخشبة والعظم والعصب واما اسم الطبقة فانه وإن كان يدل على اللباس والجلال فقد نقلوه الاطباء وصرفوه على الاجسام التى تقوم هذا المقام وتنفع هذه المنفعة والتسمية بنفسها ليس تنصرف على جوهر لكن نسبة الحاوى الى المحوى وان كان الامر كذلك فليس يدل هذا الاسم اعنى طبقة كل شى اكثر من اللباس والغطاء والجلال فالامر اذا فى تسمية جميع ما يحوى رطوبات العين من خارج وان كانت اشياء مختلفة فى جواهرها غير متشابهة طبقات لرطوبات العين تجده يجرى على صواب فيقال لجلال الرطوبة الشبيهة بالجليد الذى عند الحدقة طبقة وطبقة والرطوبة الشبيهة بالزجاج للعصبة التى عرضت وقد قلت ان هذا الجرم يقال له الطبقة الشبيهة بالشبكة وكذلك الامر فى الطبقات الأخر التى من الخارج من هذه اعنى الطبقة الاولى والطبقة الثانية اللتين بينت فى كتاب ما كان من الاختلاف بين اصحاب التشريح انه جايز لمن احب ان يعدها اثنين وان يعدها اربع فانى قد فصلت وميزت فى ذلك الكتاب اى الاشياء كان بين اصحاب التشريح الاختلاف فيها فى نفس العلم بالامور فصار احدهم يقال انه فى ذلك الاختلاف عارف بطبيعة الامر وآخر يقال انه عارف بها وانما وقع الاختلاف بينهم فيها فى الاسماء وفى مذهب التعليم فجميع ما هذا سبيله قد أتينا من ذكره فى ذلك الكتاب بما فيه كفاية واما ههنا فانى انما اقتص الاشياء التى تظهر فى التشريح واضم الى ذلك عمل التشريح فأبين اى الاعضاء كان سوء عمل التشريح سبب لان لم يعرف أصلا او لان لم يعرف على ما هو بالحقيقة فى جواهرها او لم يعرف مبلغها فى مقادير عظمها او ان كان من الاعضاء عضو لم يعرف المجرى فيه او لم يعرف خلقته او اتضاله او اتحاده او بالجملة مشاركته لما يقربه من الاعضاء ومن ذلك ما قد وجدناه فى عصرنا هذا ان من الاطباء واحدا بما كان مذهب تشريحه للعين كان يتبين لمن حضره ممن هو عنى فى معرفة التشريح ان الطبقة الشبيهة بالعنبة الغير مثقوبة وآخر قصد فى ذلك الى ان يتبين ان تجويفات القلب ثلث وآخر تبين ان الجنين خارج عن الارحام وقد وصفت قبل كيف سحر ذلك الرجل الذى بين ان فى القلب ثلاث تجويفات من حضر تشريحه واضله وسنبين فيما بعد اذا نحن صرنا الى الكلام فى عمل تشريح الاعضاء التناسل كيف اضل الرجل الذى بين ان الجنين خارج ارحام من حضر تشريحه واما ههنا فقد حان لنا ان نذكر كيف بين بعض الناس ان ليس فى شى من طبقات العين ثقب أصلا فاقول انك إن بدات من خلف فكشطت الطبقة الاولى والثانية ثم كشطت بعد الثانية الطبقة الشبيهة بالشبكة ثم أخرجت اولا الرطوبة الشبيهة بالزجاج بعدها الرطوبة الشبيهة بالجليد من غير ان تخرق الطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت لم ير فى العين ثقب بنفسه من ينظر اليها من خلف وذلك لان الجزء المثقوب من الطبقة الشبيهة بالعنبة يتغطى ويستتر أما من خلف فبالبطبقة الشبيهة بنسج العنكبوت وأما من قدام فبالطبقة الشبيهة بالقرن الا ان من سلك هذا المسلك فى الخديعة اذا وقع فى عمله مع انسان من أهل الغبا لم ير قبل ذلك عين تشرح امكنه ان يسحره ويضله بذلك حقيقا فاما متى وقع فى عمله مع انسان قد راى تشريح العين فليس يمكنه أصلا ان يضله فقد وصفت لك الى هذه الغاية على اكثر الأمر جميع ما فى العين من الاجزاء وهذا موضع ينبغى لى ان آخذ فيه ذكر الأجفان وما يتصل بها ويشاركها من خارج وانما يصح النظر الى هذه باستقصاء بعد ان تقطع عظام الحاجبين وقبل ان تقطع هذه العظام قد ينبغى ان تحفظ مشاركة الغشاء المحيط يالقحف مع الاجفان ولذلك أنا مبتدى بالنظر من فوق من مبداء الجبهة حيث ينتهى من الراس الجرم الذى فيه الشعر فاقول انه ينبغى لك ان تجعل مبداء عملك على ما اصف لك اقطع قطعا يذهب على خط موازى للخط الذى هو حد ينتهى عنده شعر الراس واحرص على ان يكون قطعك قطعا لا ينقطع معه الغشاء المحيط بالعظم ولذلك الاجود لك ان تقطع اولا قطعا فيه عجزة ثم تمد حاشيتى الجلد الذى قطعته بصنارتين وتقطع بعد ذلك باقى جرمه كله الى الغشاء المحيط بالعظم فان فيما لين هذا الغشاء والجلد جوهر شبيه بجوهر اللحم وهذا الجوهر فى موضع الجبهة كله وله ليف ممدود فى طول البدن من فوق الى اسفل من موضع الجزء الذى ينتهى فيه الشعر الى الحاجبين وجوهر هذا الليف على مثال جوهر الليف الذى فى العضل وكذلك فعله وذلك انه اذا تقصر الى فوق الى أصله ومبداه جذب معه الجلد المتصل به ويتصل به جميع جلد الجبهة الى الحاجبين ويتصل بهذا الجلد الجلد الذى يعلو الاجفان التى هى ايضا تتحرك بإرادة الحيوان وانت ترى عيانا روية بينة ان فى بعض الاوقات ينجذب الى فوق جلدة الجبهة من اصل الشعر الى الحاجبين من غير ان يتحرك معه الاجفان وتتحرك مرارا كثيرة الاجفان وحدها بإرادة الحيوان وجلدة الجبهة ساكن وذلك من طريق ان لكل واحد من جلد الجبهة وجلد الاجفان مبداء حركة له خاصة ويمكنك ايضا فى عمل تشريح تعمله فى بدن حيوان حى ان تقطع جميع ما على الجبهة من الجلد قطعا ذاهبا فى العرض يقطع الجلد وما تحته من طبيعة العضل فانك اذا فعلت ذلك انجذب الجلد المتصل بالجبهة الى ناحية اسفل ولم يقدر بعد ذلك الحيوان الذى يقع به هذا التشريح ان يمده الى فوق وقد عرض مثل ذلك مرارا شتى من جراحات وقعت فى هذا الموضع فبلغت الى الغشاء المحيط بالقحف وفعلت مثل ذلك وذلك انها لما اندملت بقى اصحابها لا يقدرون بعد ذلك على ان يمدوا حواجبهم الى فوق وفى هذه العلة ترى الحاجب الذى فى الجانب الذى وقعت به الآفة اغلظ من الحاجب الاخر لان الجلد ينجذب وينحط اليه مع ما تحته من طبيعة العضل على ان جميع العضل انما شانه اذا قطع بالعرض أن تنجذب العضلة المقطوعة الى طرفيها فيتفرق ويتباعد أحد الجزءين اللذين قطعا عن الآخر تباعدا كثيرا فهذه العضلة عريضة رقيقة موضوعة تحت جميع جلدة الجبهة متحدة متصلة بها غاية الاتحاد والاتصال وينبغى ان تقطعها فى حيوان قد مات مع الجلد الذى يعلوها من غير ان تقطع الغشاء الموضوع تحتها كيما يستبين لك اتصاله مع الاجفان وقد راينا فى بعض الحيوانات هذا الغشاء المحيط بالعظم يجى الى ان يبلغ العضو المحدب الغضروفى الذى للجفنين ويتصل ويلتحم هناك كله خلا اليسيروجزء منه يسير وهو الجزء الذى يلى ظاهر البدن يصير شبيها بنسج العنكبوت الرقيق ويجاوز عضو الجفنين الغضروفى وكما ان جل هذا الغشاء تراه عيانا يلتحم بالجزء الغضروفى من الجفنين كذلك ترى عيانا غشاء آخر شبيها بهذا ينبت من اجزايه السفلانية من بعد الالتحام ذلك الاول ومن هذا الغشاء الاخر يتولد الجزء الاخر من الجفن فيتصل ويتحد به من ساعته الجزء الذى يخلص مما يلى ظاهر البدن من الغشاء المحيط بالعظم وهو الذى يصل ما بين الغشاء الذى على الجبهة وبين الجفن وكون الجفن انما هو من هذا الغشاء الذى كونه من الجزء العام المشترك بينه وبين الشعبة التى تنبت من العظم الذى فى الجبهة اذا هو انطوى وذلك ان هذا الغشاء اذا صار الى شفرة الجفن اعنى بقولى شفرة الجفن منتهاه انطوى هناك ايضا واذا هو تركب طاق منه على الطاق الاخر والتحم من الجانب الاسفل حتى يتحد غاية الاتحاد صار منه جوهر الاجفان الخاص بها وينبغى لك ان تستعمل هاهنا سكينا حادة ينكشط بها جميع ما على الاجفان من الجلد الى منتهاه الذى منه تنبت الاشفار اعنى بالاشفار الشعر الذى فى الاجفان كما عنيت يقولى شفر الاجفان منتهاها الذى فيه ينبت شعر الاشفار وهذا الشعر الذى فى الاجفان مركوز فى شى طبيعته أصلب من طبيعة الجلد واصحاب التشريح يسمونه الشبيه بالغضروف وهو مطل على شفر الاجفان وبعض الناس يسميه غضروفا مطلقا وهذا الغشاء المطوى الذى منه ومن الجلد يكون الجفن اذا هو صعد من موضع شفر الجفن واتصل بطرف العضلة التى تمد الجفن كله الى فوق لم يبق بعد ذلك مطويا لكن يتفرقان جزءيه اعنى طاقيه وتباعد احدهما عن الاخر فالجزء الاسفل منهما ياتى الإكليل والجزء الاعلى ياخذ نحو الحاجبين والموضع الذى فيه يفارق احد الغشاءين الاخر فهناك توهم انه بمنزلة أصل وراس جوهر الجفن الخاص به وبهذا الراس يتصل ويلتحم وتر العضلة التى تحرك الجفن التى تكون العلة التى يقال لها النفاخة فى ظهرها فمرارا كثيرة اذا كان الحيوان سمين البدن استبان الشحم وحده لكثرته عندما يكشف عنه الغشاء الذى فوقه الذى قلت انه يتحدر من الحاجبين ومرارا شتى يستبين جوهر العضلة من نتحت الشحم لقلة الشحم فهذا الشحم اذا هو زاد زايدة يخرج بها عن الطبع تولدت منه العلة التى يقال لها النفاخة وقلع هذا الشحم الزايد الذى يقال له النفاخة سهل جدا لكنه كثيرا ما يقع فيها الخطاء الذى ليس بالسير بمنزلة ما يعرض ذلك فى فصد العرق من اليد فان هذا ايضا علاج اذا جرى امره على استقامتة وصواب لم يكن منه كثر مضرة واذا جرى مجرى ردى جلب على صاحبه ثلاث آفات وذلك انه يتقطع مع العرق الاوسط من العروق التى فى المابض وهو الأكحل عصبة هناك صغيرة ويتقطع مع العرق الكبير الداخل وهو الباسليق الشريان الموضوع تحته ويتقطع مع العرق الكتفى وهو القيفال راس العضلة العصبانية قال حين هذا الموضوع يحتاج فيه الى التوقف والنظر هل ينبغى ان تكون الترجمة على ما ترجمتها أنا من اليونانى ام ينبغى ان يكون الراس العصبانى من العضلة وكذلك الامر فى قلع الشحم الزايد وهو النفاخة وذلك انك اذا مددت جلدة الجفن الى كل ناحية وقطعت الجلده والغشاء الذى تحتها فى ضربه واحده صعد الشحم وطلع من موضع القطع الشريان كما قد يخرج اذا انت ضغطته باصابعك التى قد أوردتها حول الجلدة الى العزل وتكون يدك ممتدة حول الجفن الذى تقطعها وتضبطتها وان انت اذا قطعت هذا اكثر من حد الغشاء الذى فوقه وياتى القطع على بعض الشحم لم يضر ذلك وأما انت أدخلته الحديدة ونزلت فى موضع اكثر من هذا حتى تثقب العضلة عرض من ذلك فى بعض الاوقات أن يحدث هناك ورم حار ووجع فقط ومرة ان يصلب البقية التى تبقى من الورم الحار او ان ينقطع فى القطع الاول جزء من العضلة كبير فيصير العضلة بذلك ضعيفة مهينة لا تقدر على ان تشيل الجفن وترفعه على ما ينبغى فيكون فى ذلك على الطبيب خزى وعار وعلى صاحب العضلة مضرة عظيمة فهذا كلام قد أجريتة ههنا على سبيل المجاز وإن كنت اعلم انه ليس من الاختلاس فى هذا التعلم الذى نحن فيه ولكن كان كلام ليس بمطنب كثير وكانت منفعته عظيمة جدا الآن فيما كنا قصدنا له واقول ان هذه العضلة الصغيرة تنحدر الى موضع اتصال الغشاءين اعنى الغشاء الذى ينحدر من الحاجبين والغشاء الذى يرتقى ويصعد من الإكليل ولا مانع لنا فى صفة التشريح عنما نلتمس من ايضاح الكلام فيه من ان تقول فى الجزء الواحد بعينه مرة انه مبداء طبيعة العضو الذى يلخص ذكره فى القصة ومرة انه ليس بمبداه بل منتهاه على ما جرت به عادة ايروفيلس فى استعمال الاسماء وهذا الاتصال هو راس جوهر الجفن الحقيقى لان كل ما هو من هذا الموضع والى جانب انما هو جعل للمكان ذلك فاذا انت رايت هذه الاشياء على ما وصفت لك فشق جزء الغشاء الاسفل وابتدى من الإكليل حتى تبلغ الى راس الجفن الذى ذكرته لك فانك اذا فعلت ذلك فعلا جيدا استبان لك العضل المحرك لجميع العين انه محوى فى غشاء فاذا رايت ذلك فعد ح الى الجفن فاكشفه كله كما يدور حتى تبلغ غايتيه وهما الماق الاكبر الذى عند الأنف والماق الاصغر القريب من عظم الزوج فانك اذا فعلت ذلك استبانت لك العضلة التى ترفع الجفن وتشيله ان لها راس ورباط من جنس الاغشية معلق بالعظم الذى يحوى العين الذى اليه ترتقى روس العضلات التى تحرك العين كلها وهى معلقة به برباطات من جنس الاغشية وبقدر ما عضلة الجفن وارق واصغر جدا من كل واحدة من تينك كذلك غشاها ارق واقرب من جنس الاغشية وانما تنظر الى هذه الاشياء نظرا شافيا بعد ان تقطع عظم الحاجبين وهذه العضلة وان كانت من الرقة والصغر فى حد بليغ فقد تجد ههنا عضلتين أخراتين ارق واضيف منها فى كل واحد من الماقين واحدة وليستا موضوعتين من خارج لكنهما مدفونتين فى موضع العين نفسه لا يقع عليهما البصر الا بكد وينبغى للملتمس النظر اليهما ان يقطع العظم الذى يحوى العين من اسفل ولا يقطعه كله لكن يقطع ما هو منه قريب من الماقين فان هاتين العضلتين الرفيعتين الضعيفتين تبتديان من ذلك الموضع ويصيران الى شفر الجفن الاعلى ويصير طرف كل واحدة منهما ضيقا جدا ومنفعتهما منفعة ذات قدر وان كانتا دقيقتين جدا وذلك ان كل واحدة منهما اذا جذبت الى نفسها الجزء الذى يتصل ويلتحم به من شفر الجفن الى اسفل والى جانب معا انجذب بهذا الفعل الجفن الاعلى كله الى اسفل حتى يلقى الجفن الاسفل ويماسه ويطبق العين ويغمضها لان الجفن الاسفل لا حركة له فهو بهذا السبب لا يقدر ان يفعل شيا عند انطباق العين وانفتاحها وانما يكون تغميضنا للعين وفتحنا اياها أن ينحط الجفن الاعلى فيلقى الجفن الاسفل ثم يرتفع فيتباعد عنه الا ان فتحنا العين يكون بعضلة واحدة وهى التى تنحدر الى راس الجفن واما تغميضنا لها فيكون بعضلتين تفعلان معا ومتى حدثت بواحدة من هاتين العضلتين فى وقت ما آفة صار الجفن أعوج أشتر لانه انما تجذبه الى اسفل غضلة واحدة فقط والآفة الحادثة بهما احدى آفتين إما استرخاء وإما امتداد فان استرخت العضلة التى فى الماق الاعظم ذهب الجفن الى العضلة المقبابلة لها فيرى الجفن مفروشا الى الماق الاصغر وان استرخت العضلة التى فى الماق الاصغر انجذب من الجفن الى الماق الاعظم الجزء الذى تتصل به منه فعلى هذا يجرى الامر فى اعوجاج الاجفان والتوايها عند استرخاء كل واحدة من هاتين العضلتين فاما متى تمددت واحدة منها تمددا يخرج بها عن الحال الطبيعية فالجزء المتصل بتلك العضلة الممتدة ينجذب الى العضلة نفسها واذا كان الامر على هذا فالبحق صار جميع الجزء من الجفن الذى انما هو من الغشاء المحيط بالعظم وحده حين انطوى لو انك هتكته او قطعته او شققنه لم يكن فى ذلك شى من المضار وصار متى قطعت واحدة من العضل المحرك للجفن حدث من ذلك ورم مشارك فى الوجع والتواء واسترخاء فى الجفن وفى وسط الجفن من هذا الجوهر شى كثير جدا اعنى بقولى وسط الاوسط الذى فيما بين الجزء الاعلى والاسفل من اجزاء الجفن لا الاوسط الذى فيما بين جزوه الذى يلى الماق الاعظم وجزوه الذى يلى الماق الاصغر فى طول شفر الجفن فان ذلك الغشاء المطوى هو من وسط هذا والى موضع التحام العضلة الصغرى واتصالها وعن جنبتى وسط شفر الجفن منتهى العضل الذى يجذب الجفن الى اسفل واما ما هو من هذا الموضع والى فوق اذا اخذت مصعدا الى ناحية الجفن فجميع ما هو منه بالقرب من ماقى العين ليس يماس العضلة التى تجذب الجفن الى ناحية فوق فكل ما يصعد منه فى الاجزاء العالية فهو يماس هذه العضلة من طريق أنها تتصل وتلتحم براس جوهر الجفن واما كل واحدة من العضلتين اللتين تجذبان الجفن الى ناخية اسفل فهى على خلاف هذا وذلك انها لا تبلغ الى راس الجفن ولكن لما كانت ممدودة على شفر الجفن متصلة ملتحمة به صارت تجذبه معها الى ناحية اسفل كل واحدة من جانب العين الذى هو فيه واذا كان ذلك كذلك فقد ينبغى لك انت اذا فى علاجك ما تعالج من الاجفان بالحديد من أن تعلم ان الجزء الذى يمتد الى العلو من وسط شفر الجفن ما مون لا خطر فيه الى ان يصل قال حنين ينبغى ههنا ان الى الموضع الذى يتصل به منتهى العضلة التى تفتح العين واما الاجزاء التى تكون فى مكان الجفن الذى عن جنبتى هذا الموضع الوسط الى ناحية الماقين فاعلم ان ما كان منها اقرب الى شفر الجفن فهو اشد خطرا مما هو عنه بعيد فقد اتينا من ذكر الجفن الاعلى بما فيه كفاية وبلاغ واما الجفن الاسفل فليس فيه ولا عضلة واحدة وانما الغشاء المحيط بالعظم وحده مطوى اذا هو صعد من الموضع الذى يقال له الوجنة على نحو ما وصفت انه ينحدر من الحاجب الغشاء المحيط بالقحف ويمد حتى تبلغ الى شفر الجفن ثم يرجع ايضا من هناك فينطوى على نفسه طاق على طاق ثم ينفرج ايضا بعد ذلك ويجلل العضل الى حد الإكليل فهذه اشياء تراها عيانا فى جميع الناس قبل التشريح وتراها ايضا فى تشريح الحيوانات بان تدخل فيها طاقة شعر وهذه الثقب مايلة قليلا الى الموضع الداخل ولذلك يقع البصر عليها اكثر اذا انت ميلت الماق الاصغر الى ناحية الموضع الخارج ومما ترى ايضا فى هذا الماق الاكبر الجسم الذى يقال له ذات الماق وهو لحمة عصبانية يقع البصر عليها فى جميعها قبل التشريح واما فى التشريح فانت ترى ههنا ثقب فى العظم القريب من الأنف وهذا الثقب الذى ذكرته لك ينفذ ويجوز الى الموضع الداخل من العظم وترى ايضا فى موضع العينين ثقب أخر صغار ليست على نظام بها يتصل ويتحد العروق والشريانات التى فى العين بالعروق والشريانات التى فى الدماغ فاذا انت رايت هذه الاشياء كلها فاكشف جميع الجلدة التى فى موضع الوجنة على الغشاء المحيط بالعظم ولهذه الجلدة ايضا جرم من طبيعة العضل رقيق ممدود تحتها على مثال العضلة التى فى الجبهة وهذا الجرم متحد متصل بالعضلة التى يقال لها فراش عضلى وهى التى زكرناها قبل وما تراه ايضا أن جلده الراس متصلة بالجلدة التى على الجبهة وان لها من تحتها جرم من طبيعة اللحم رقيق جدا واما جلدة الراس فتسلخ عن الغشاء المحيط بالقحف باسهل الوجوه اذا انكشف على هذه الصفة الغشاء المحيط بالقحف سهل عليك الامر جدا ايضا فى النظر الى مشاركة الغشاء المحيط بالقهف للغشاء الغليظ من غشاءى الدماغ فى دروز القحف فان الغشاء المحيط بعظم الراس انما يتصل بالغشاء الغليظ من غشاءى الدماغ بتوسط الدروز ويخرج مع الغشاء الغليظ من الدروز عروق دقاق فاما الاجزاء التى فى الوجه فعليها عضل قد ذكرناه قبل وذكرنا ايضا امر عظم الأنف فى كتاب العظام وقلنا ان فى طرفه الموضعين اللذين يقال لهما الورقتين وهما جرمتين من جنس الغضاريف وذكرنا ايضا العضل الذى يحركهما فى الموضع الذى ذكرنا فيه تشريح العضل فى المقالة الرابعة واذ كنا قد فرغنا من ذكر هذه الاشياء فقد حان لنا ان ناخذ فى ذكر اللسان فنقول ان جرم اللسان لحم رخو اشد بياضا واقل دما من لحم العضل ويتصل باللسان عضل بسبب الحركة الإرادية وانت تقدر ان ترخى هذا العضل والحيوان حى بعد وتجعله كله عديم الحركة فى جانبى اللسان كليهما بان تقطع عصبتى الزوج السابع من ازواج العصب النابت من الدماغ وممرها بين العضلتين اللتين تاتيان اللسان الى جانب الاجزاء الرقيقة من الخد الاسفل حيث الاضراس موضوعة وطريقهما فى موضع اسفل من اللحى وكما امرتك فى جميع اعمال التشريح التى تعالج فى ابدان الحيوان ان تكون تتعرف اولا طبايع الاعضاء ومواضعها فى بدن حيوان قد مات كذلك آمرك ههنا ايضا أن تفعل ومن حضرنى ورانى وأنا اكشف عن العصبة الصلبة من عصب اللسان والحيوان حى فى ضربة واحدة من السكين فهو يقدر أن يتمثل بعد أن يكون قد حفظ فى ذكره الموضع الذى يقطع اى موضع هو فاما من كان انما يتعلم ذلك ويتعرفه من قولى وصفتى فينبغى له اولا ان يروض نفسه فى بدن حيوان قد مات حتى يكشف فيه عن عصب اللسان الذى به يكون حركة عضلاته فان فيه اعصاب أخر تاتيه مارة فى عمق اللحى الاسفل وهى ألين كثيرا من الاعصاب التى تنقسم عضلاته فان العصب الذى ياتى عضل اللسان يكاد ان يكون اصلب من جميع الاعصاب النابتة من الدماغ ومره فى مجيه الى جانب العضلة الخاصية باللحى الاسفل وهى العضلة التى يسميها بعض اصحاب التشريح عصبانية الوسط لان هذه العضلة دون ساير العضل كله لها وسط عصبانى وجانبين لحميين وروس هذا العضل فى ابدان القرود ضيقة وكانها الى الاستدارة ما هى اكثر منها الى غير الاستدارة ولها ايضا شى من طبيعة الرباط اسفل من أصل الأذنين ووسطهن كلهن عديم اللحم فى الغاية وبين وسطهن وبين الرباط وبين الاجزاء الأخر التى هى وحدها خلوة من اللحم وان كانت هذه فى مثالها من عدم اللحم بون وفرق ويسير وذلك انك ترى وسطهن أصلب من الاوتار وألين من الرباطات وهاتان العضلتان وهما فى كل واحد من الجانبين واحدة يمتد كل واحدة منهما الى طرف اللحى الاسفل حيث الموضع الذى يقال له الذقن فى ابدان الناس ويتصل ولتحم آخرهما بنفس طبيعة عظم الذقن خاصة فيجب من ذلك ان يكون اذا صارت حال كل واحدة من العضلتين هذه الحال أن يلتزق طرفيهما واحد رالاخر ويصل ويربطهما ايضا ليف هناك بالعرض يمتد من واحدة الى اخرى واما فى الحيوانات الأخر فان العضل الذى يجذب من اللحى الاسفل لا يبلغ الى منتهاه لكن ينتهى وينقضى قبل ان يبلغ الى ذلك الموضع بكثير وذلك لان جميع الحيوانات الأخر لها لحى أطول من لحى الإنسان والقرد وكلما كان اللحى أكبر كان ما يبقى منه لا يتصل به هذه العضلة جزء اعظم وراس هذه العضلة ليس هو فى موضع واحد بعينه من ابدان جميع الحيوانات كما سنصف ذلك فى تشريحها واما الشى الذى هو فى جميعها مشترك عام وهو الذى ينتفع به فى هذا الكلام الحاضر فقد وصفناه قبل وانا واصفه ههنا فاقول ان من بعد هذه العضلة وضع عصبة عضل اللسان وينبغى لك ان تكشف عنه الجلد والفراش العضلى وحيث ما رايته بينا ظاهرا جدا فى بدن حيوان قد مات فينبغى لك ان تجعل ذهنك فى ذلك الموضع وتحفظه فى ذكرك حتى تقطع وتكشف عنه فى بدن حيوان حى فى ذلك الموضع بعينه وهذا الموضع هو حيث مبداء كون الجزء من اللحى الاسفل الذى يرتقى الى ناحية مفصله فان انت كشفت عن العصبة الصلبة من عصب اللسان فى هذا الموضع بعينه وهى فى كل واحد من جانبى اللسان واحدة ثم شددتها برباط او قطعتها سلبت اللسان كله الحركة ولم تسلبه الحس وذلك لان العصبة اللينة التى تمر بعظم اللحى الاسفل وتاتى اللسان هى التى تحدر اليه من الماغ حس المذاق من غير ان تنقسم فى عضلة واحدة او فى جوهره بل انما تنقسم فى الطبقة التى تحوى جميعه من خارج وهذه الطبقة متصلة مندمجة مع الطبقة التى تجلل تجويف الفم كله جميعها قطعة واحدة الى الحلق اعنى بقولى حلق الموضع الداخل من الفم الذى يصعد ويفضى اليه راس المرى وراس الحنجرة وهذه الطبقة بعينها تنحدر فى المرى وفى قصبة الرية مدمجة ومتصلة قطعة واحدة مختلفة الاجزاء لان جوهرها غير مختلف وانما تختلف فى مقادير غلظها ورقتها وذلك انها لا تزال تزيد غلظا ما دامت وتنحدر فى المرى الى المعدة واذا صارت المعدة كانت هناك اغلظ لان الطبقة الداخلة من طبقات المعدة هى هذه الطبقة المدمجة المتصلة مع الطبقة التى فى دخل الفم وكما ان هذه الطبقة تصير ههنا اغلظ مما كانت كذلك ترق اولا فاولا مادامت تنحدر فى الحلق الى قصبة الرية ولا خفاء عليك بان الذى فيما بين الحلق وبين قصبة الرية هى الحنجرة وفى الحنجرة تمر هذه الطبقة منحدرة الى قصبة الرية والامر فيها على ما وصفت من انها تعم وتشمل هذه الاعضاء كلها اعنى اللسان والفم كله والغلصمة والحلق والحنجرة وقصبة الرية والمرى والمعدة والاجود بسبب وضع هذه الطبقة أن تقطع اللحى الاسفل جملة من موضع الاتضال باللحى الاعلى وتقطع اتصاله الذى فى موضع الذقن وهذا الاتصال فى ابدان القرود عسر الانحلال حتى انك تراه كانه عظم واحد ليس فيه ولا وصل واحد يقع عليه الحس المهم الا ان تطبخه حتى يتهرى ثم تفكه قسرا واما فى ساير الحيوانات فانحلال اتصاله فى بعضها اقل سهولة منه فى بعض وذلك انه فى ابدان الكلاب ينحل سريع جدا فاذا انحل اتصال اللحى فى الذقن فينبغى لك ان تقطع جميع مايصل بينه وبين اللسان حتى لايبقى مربوط معه شى ثم تذهب بكل واحد من جزوى اللحى وتميله بشدة وعنف الى ناحية الموضع الخارج حتى ينفرج ويتفرق كثيرا وسيتبين الموضع الذى فى داخل الفم وينكشف للبصر فانك بهذا العمل تقدر ان تنظر الى الطبقة الممدودة داخلا من الاجزاء التى فى الفم كلها التى ذكرناها وتتحقق انها مدمجة قطعة واحدة فى هذه الاجزاء كلها وانها ممدودة على الاجزاء العليا من اللسان الى موضع اتصله باللحى ثم انها ترتقى من ههنا الى المواضع المشرفة من الفم فتجلل هذه الطبقة تلك المواضع كلها وترى ايضا كيف تمتد على الموضع الغاير الذى بعد الفم فى الموضع الداخل منه الذى هو اضيق من الفم بكثير وهو فى مثال الشى الذى يسمونه اليونانيون ايستموس يعنون بذلك أرضا فيما بين بحرين ومن اجل ذلك قد سموا قوم هذا الموضع بهذا الاسم وسموا بهذا السبب جنبتيه وهى النغانغ باسم مشتق من هذا الاسم وهو بارستميا وقوم اخر لم يسموا بهذا الاسم جانبى الحلق لكن الاورام الحادثة فيهما كما ان قوما اخر يسمون ذوات الحلق اللحمتين الرخوتين اللتين فى راس تجويف الحلق وقوم اخر سموا بهذا الاسم الورم الحادث فيهما وانت تقدر ان تنظر الى هذه و اللسان لاصق متصل باللحى بعد ان تقطع اللحى اولا فى موضع الذقن وتباعد كل واحد من جزويه الى جانب فاما الاجزاء التى فى الحلق فليس تقدر ان تنظر اليها نظرا شافيا دون ان تقطع اللسان من اللحى فان انت قطعت وأبنت جزوى اللحى الى ناحية المفصل الفارق أو قطعته او قلعته أصلا فانك ترى جميع ما فى الحلق من الاجزاء فان ههنا الغلصمة وبعدها فمى الطريقين المتشعبين من الطريق الذى ذكرناه وهو الذى بسمونه أهل التشريح باسم تفسيره الحلق وذلك انه يرتقى الى راس المرى وراس الحنجرة وان احببت ان تتفقد روس عضل اللسان فابتدى بالتشريح من خارج اولا وان احببت ان تتفقد جميع مشاركة الطبقة المحيطة باللسان فتحتاج ان تشرح الحنجرة والمرى الى العمق واما ههنا فاذا انت نظرت كيف تمتد الطبقة المشتركة لجميع الفم على الغلصمة وعلى الحلق ورايت ان هذه الطبقة تبلغ الى راس المرى والى الراس الحنجرة فدع هذه المواضع فانك تقدر أن ترجع اليها وتعاودها مرة اخرى بان تنظر الى جميع ما للسان مما لم تره قبل واما ما هو خارج عن الفم حيث العظم الذى يسمى الشبيه باللام فى كتاب اليونانييون وهو هذا فانه يشارك اللسان بالعضل ويشارك ايضا الراس فى بعض الحيوانات بمنزلة ما هو فى القرود فان فى هذا الحيوان يرتقى الى ناحية اللسان من كل واحد من الجانبين عضلة منشاها من عظم الراس الى جانب الزايدة التى يسميها ايروفيلس الشبيهة بالمنارة واما انت فان هربت من ان تدعوه هذا الاسم فتسمى هذه الزايدة الشبيهة بالمسلة او الشبيهة بالإبرة فهذا هو مبداء كل واحدة من العضلتين اللتين خارج الحلق ومجيها من جانب من حيث العضلة الخاصية باللحى الاسفل التى قلت انها تسمى العصبانية الوسط فانت ترى روية بينة ظاهرة هذه العضلة التى تبتدى من قاعدة الزايدة الشبيهة بالمسلة تتصل وتلتحم باللسان اذا انت كشطت اولا العضلة التى بالعرض والعضلة الموربة فان عضلات اللسان كلها إن اردت ان تشرحها على حدتها فى بدن حيوان قد مات على ما اصف لك فاقول انه ينبغى أن تكشف اولا الجلد الذى حول الرقبة وحول الاجزاء السفلانية من اللحى ثم تكشف بعد ذلك العضلة التى يقال لها الفراش العضلى واذا انت تقدمت فنظرت الى هذه العضلة امكنك ان تكشطها مع الجلد واذا انت كشطت هذه ظهرت لك العضلة الخاصية باللحى التى هى عصبانية الوسط ويظهر لك معها اولا العضلة التى فى اللسان وهى العضلة الذاهبة فى العرض ان شيت ان تسميها عضلة واحدة طاقين وان شيت ان تسميها عضلتين مقتربتين متحدتين وإن مبداهما خط مستقيم ممدود على وسط اللسان وطرفا هذا الخط من الجانبين أما عند اللحى فراس الذقن وأما عند العنق فراس العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانييون فان منبت هذه العضلة الطاقين التى ذكرناها ومنشاها انما يكون من هذا الراس وعسى الافضل أن يطن بهذه العضلة انها عضلتان لجميعهما موضع عام تتصلان عنده وهو الخط الوسط من اللسان الممدود من راس العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين الى وسط اللحى فإنهما تتصلان وتلتحمان فى جميع طوله وتضامان فى هذا الموضع عضلتيه الخاصيتين به وهما العصانيتين الوسط ثم صر الى العضلة المربة التى منشاها ومنبتها فى القرود من الضلع المنخفض من اضلاع العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين فى كل واحد من جانبين واحدة واما فى ساير الحيوانات الأخر كلها فهى فى اكثر الامر تنبت من راس العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين من جانبيه ومن الجرم المضام لهذا الذى هو منهى لذلك الذى يدعمه ويقوم به فى كل واحد من الجانبين واحد وهذا ايضا هو فى خمسة اجناس الحيوان الباقية الخارجة عن جنس القرد مختلف غير متشابه فان القرد ليس له أصلا هذين الدعامين كما ليس للإنسان ايضا لكن بدلهما رباطين فى كل واحد من الجانبين واحد يقرنان منتهى الزايدة الشبيهة بالمسلة بعينها بالضلع المشرف من اضلاع العظم الشبيه باللام وهو ضلع دقيق غضروفى فهذه العضلة الموربة التى قصدنا لذكرها ههنا تبتدى على ما وصفنا قبل من عظم الراس وتصير الى جانب اللسان فان انت شرحتها مع العضلة الموربة التى ذكرناها نظرت ح الى العصبة الاخرى من عصبتى اللسان التى هى عصبة لينة وهى فى كل واحد من الجانبين واحدة تنقسم فى طبقته الخارجة وكل لسان حيوان من حيوانات الستة اجناس التى ميزناها قبل فله زوجين العضل اللذين ذكرناهما اعنى الزوج الذى يرتقى من اسفل وهما العضلتان اللتان كانهما جنبتان وزوج العضلتين الموربتين اللتين من العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين وليس منشاهما فى جميع الحيوانات من مبداء واحد وستعلم فيما يستانف من هذا الكلام اى شى هو منبت هذا العضل ومنشاه الذى ينبغى ان نجعله راسه فى كل واحد من هذه الستة الاجناس من الحيوان التى ذكرناها قبل والزوج الذى ذكرناه ايضا قبل وهما العضلتان الذاهبتان فى العرض طبيعتهما ومنشاهما فى هذه الستة الاجناس طبيعة واحدة ومنشاء واحد وقد بقى علينا زوج اخر واحد فى جميع الحيوانات منشاه من راس العظم الشبيه باللام ومصيره الى الذقن حيث رباط اللسان الذى ساذكره بعد قليل وهاتان العضلتان فى حيوانات كثيرة إنهما عضلة واحدة طاقين والخط الذى يحدهما ويفرز جوهرهما من غيره هو اتحاد العضلتين اللتين فى العرض اللتين ذكرناهما قبل فان هذا هو ايضا وسط جملة اللسان الذى هو كله متصل متحد الا انه يستحق أن يقال انه طاقين من قبل ان جميع ما يوجد ويرى فى جانبه الايمن قد تجده وتراه ايضا فى جانبه الايسر وهذا الزوج من العضل ممدود على طول اللسان وكان عضلتيه اشد استدارة وأقرب الى طبيعة اللحم بكلتهما بخلاف ما عليه العضلتين اللتين مما يلى ظاهره وهما اللتان قلت انهما تريان وتوجدان اولتين فان فى اكثر الامر تريان هاتين بخلاف تينك لان الليف الذاهب فى العرض وضعه خلاف وضع الليف الذاهب فى الطول ورقة العضل وعرضه خلاف استدارته وتخنه غير ان العضل الذاهب فى العرض يشارك العضل الذاهب فى الطول فى الخط الوسط الذى ذكرناه قبل من جملة اللسان والامر فى هذا العضل على ما وصفت من انه يظهر قبل الجميع ثم يظهر بعد ذلك على المكان العضل الذاهب فى الطول والمورب الذى منشاه غير منشاه هذا فى الحيوانات الأخر واما فى القرود فحال طبيعة هذا العضل الحال التى اصفها على هذا المثال قال حنين ضع ذهنك فيما يقول فانه يسمى ههنا العضل الذاهب فى العرض من العضل الذى له ليف يجرى عرضا العضل الذاهب فى الطول من العضل الذى ليفه ييجرى طولا وكذلك العضل المورب والعضل المجنب فاقول انه يخرج من الضلع المنخفض من اضلاع العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين وهو اعرض من الضلع الذى ارفع منه واقرب من طبيعة العظم شعبة لحمية تنبت منها عضلة جزء منها يتصل ويلتحم باللحى والجزء الاخر منها ينضم اليه شعبة اخرى مدمجة من الطرف الاعلى الذى فوق من اطراف الخط الوسط من خطوط العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين من جانب ويجى الى اللسان وبعد هذا الزوج من ازواج العضل زوج اخر وهما العضلتان المجنبتان اللتان تاتيان من الراس فيكون كلها اربعة ازاوج اذا انت عددت معها زوج العضلتين الذاهبتين فى العرض فان انت لم تعده معها زوج صارت ثلثة ازاوج واذا شرحت هاتين العضلتين اللتين ذكرناهما رايت زوجين اخرين من ازواج العضل ممدودين الى جانب الزوج الوسط طاقين متحدين بعض ببعض وان انت شرحت هذين ثم صرت الى اصل اللسان وتفقدت من اين منبتهما لم تظن بهما انهما عضل لكن تظن انهما اجزاء اللسان فانك لا تستطيع ان تجد جزء ما ينبت منه اللسان كمثل ما يكون لكل واحدة من العضل راس ينبت إما من عظم وإما لا محالة من جوهر ما ثابت متمكن لكن اذا انت كشطت عنه هذا العضل كله الذى ذكرناه ههنا لم يبق الا الطبقة المجللة له وحدها التى تصل بنفسها ما بين اللسان وبين ما يقرب منه من الاجسام التى هذه الطبقة متصلة بها وان انت قطعتها استبان لك مجرى الحلق الذى اليه كما قلت تصير من بعد وأما الساعة فلتكن عنايتك ان تتثبت اولا فى اللسان اذا كشطت عضله كيف هو رخو وما فيه من الدم مقدار يسير وجزوه الذى فى الفم أما من فوق فتستبين وترى كله وأما من اسفل فليس ترى كله بل انما ترى منه ما هو خارج عن رباطه مع اللحى الذى يكون فى الطبقة الخارجة منه وهذا الرباط قد يمتد مرارا كثيرة تمددا كثيرا ولا يدع اللسان يتحرك حركات مختلفة فيضطرنا الامر بهذا السبب الى قطع الرباط وإطلاق اللسان من بعد كيما اذا أنطق يمكنه ان يمتد ويبلغ الى اعلى الحنك والى جانبى الفم وتجد عن جنبتى هذا الرباط افواه عروق وتسمى ساكبة اللعاب ويمكن فى لسان الثوران يدخل فى الواحد من هذه الافواه ميل غليظ واما فى ألسن الحيوانات الصغار الابدان فيحتاج فى ذلك الى ميل دقيق ومبداء هذه العروق فى اصل اللسان حيث اللحم الرخو الذى للسان لان منشاء هذه العروق ومن ذلك الموضع ومنظر هذه العروق منظر عروق ضوارب وهى الشريانات ومرارا كثيرة اذا انت رايت شريان اللسان الذى فى هذا الموضع ظننت انك انما ترى هذه العروق وهذا على ان جرم هذه العروق طبقة واحدة ولكن ان انت وجدت اولا منتهاها الاول الذى من خارج عن جانبى الرباط فأدخل فيها ميلا دقيقا طويلا إما ميل خشب وإما ميل نحاس واتبع الميل وامض فى اثره الى ان تبلغ الى اللحم الرخو الذى ذكرته لك وأما ان انت احببت ان تجعل مبداك وتانيه من اللحم الرخو الذى ذكرته لك الموضوع فى اللسان ففرق بين ذلك اللحم وبين الغشاء المحيط بكل لحمة منه وانظر الى اصول تلك العروق التى تسكب اللعاب ومنشاها ذلك اللحم الرخو وهى بالحقيقة على مثال اصول كثيرة دقاق ينضم بعضها الى بعض ويتولد منها اصول أخر اعظم من الاصول الاولة فان انت فتشت وثبت أمر هذا اللحم الرخو تبين عناية وتفقد رايت انه يتولد من تلك الاصول الصغار اصلين عظمين واذا هما اجتمعا وضام احدهما الآخر صار منهما واحد بمنزلة ساق شجرة فرد منشاه واحد عن كل واحد من جانبى اللسان ساق واحد والعرق المسمى ساكب اللعاب فى كل واحد منهما على وصفت له اصلين عظمين وترى هذا اللحم الرخو الذى ذكرناه يتصل ويلتحم به عرق وشريان معا وهذا امر ينبغى ان تكون له ذكرا فى جميع اللحم الرخو الذى خلق لتولد رطوبة ما ينتفع بها الحيوان فانه امر يشمله كله عامة وطبيعة هذا اللحم الرخو ايضا الذى جعل لتولد الرطوبة غير طبيعة اللحم الرخو الذى جعل سندا ودعامة للعروق فى مواضع تقسمها وساصفه لك فيما بعد ايضا واما ههنا فينبغى ان تجعل فطنتك فى ان اللسان فيه شريانات اذا قستها الى مقداره وجدتها اعظم مما يستحق بكثير وفيه ايضا عروق عظام الا ان شرياناته على ما وصفت اعظم مما يستحق مقداره بكثير وفيه ايضا اعصاب لينة مقدارها ايضا اعظم مما يستحق مقدار الطبقة المجللة له التى فيها تنقسم بكثير فان هذه الاعصاب انما تنقسم فى الطبقة المحيطة باللسان وحدها من غير ان ترتقى الى الاجزاء المرتفعة من اجزاء الفم ولتلك الاجزاء ايضا اعصاب صغار جدا تاتيها خاصة لا من اصل العصب الذى ياتى الطبقة المحيطة باللسان بعينه وهذا العصب اللين مقداره يفضل على مقدارما تستحق الطبقة المحيطة باللسان فضلا كثيرا جدا واما جرم اللسان نفسه خاصه ففيه عصب صغار جدآ يبلغ من صغره ان يخفى عن جميع اصحاب التشريح فلا يعرفونه وعصب اللسان ايضا هذا الصغار انما يتصل ويلتحم بأصله فقط وينقسم فى ذلك الموضع بعينه من غير ان يمتد الى قدام بحسب ما يظهر للحس وساذكره ايضا فى صفة تشريح العصب النابت من الدماغ واما الان فاذ قد نظرت الى جميع ما فى اللسان نظرا شافيا فاستبقى المرى والحنجرة والحلقوم واقلع ما حولها من الاجزاء ثم اقطع الصدر بالطول من فوق الى اسفل وليكن قطعك اياه يجرى على الاجزاء الغضروفية منه على ما وصفت لك فى تشريح اعضاء التنفس ثم اقطعه بعد ذلك قطعا يجرى بالعرض وفرق بين الغضروف الشبيه بالسيف وبين ما يتصل به من الاعضاء ثم من بعد هذا اقلب القص الى فوق فانك بهذا تقدر ان تنظر الى مشاركة الطبقة المجللة للسان للطبقة المجللة للحنجرة ولقصبة الرية من داخل فان هذه الطبقة تنحدر فى الحنجرة وهى لينة وتجوز فيها من داخل وتجلل جوف قصبة الرية وهى الحلقوم ولا تزال تنقسم مع اقسام القصبة حتى تبلغ الى اقاصى الرية وكما انها لا تزال تزداد رقة فاولا فاولا فيكون كل جزء منها ارق من الجزء الذى قبله كذلك تراها فى جميع المرى والى ان تبلغ المعدة لا تزال تغلظ اولا فاولا فيكون كل جزء منها اغلظ من الجزء الذى قبله واذا صارت الى المعدة ايضا لا تزال دايما من فمها والى قعرها تزداد غلظا وتنظر الى ليفها يجرى فى اكثر الامر ممدودا كله من فوق الى اسفل كما ان الطبقة التى تحويها من خارج فيها ليف يجرى بالعرض على استدارتها وهذه الطبقة التى من خارج وهى اول شى يلقاك فى التشريح اقرب من طبيعة اللحم وأما الطبقة التى من داخل فهى اقل قربا من طبيعة اللحم لانها كان الدم فيها قليل ولانها اصلب والطبقة الخارجة الدم فيها اكثر وهى ألين وجوهرها قريب جدا من جوهر العضلة وترى راسها الذى من فوق منشاه من الراس من الاجزاء القدام من الدرز الذى فى الاجزاء السفلانية من اجزاء القحف وهو الدرز الذى يمر عرضنا ويجمع بين طرفى الدرز الشبيه باللام فى كتاب اليونانيين اعنى الطرفين اللذين منهما يخرج عصب الزوج السادس من ازواج العصب النابت فى الدماغ ومن بعد منشاها هذا تضام الحنجرة فى اجزاها القدام ويتصل ويلتحم بها ليف العضل الذى هو متحد بعض ببعض على الخط الوسط الذى يقسم المرى بنصفين من خلف فان هذا العضل انما يضام المرى فى هذا الموضع فاما فى الاجزاء القدام فاته يضام جنبتى الغضروف العظيم من غضاريف الحنجرة وهو الذى من قدام ويسمى الشبيه بالترس وقد ظن قوم ان هذا العضل اجزاء من المرى فلم يستقصوا البحث عن جوهره الخاص وقالوا فى جملة المرى انه عضلة وستعلم اذا صرت الى صفة تشريح الحنجرة من امر العضل الذى يضم المرى الى الغضروف الشبيه بالترس ويقرنه معه انه عضل بالحقيقة وما فعله واما ههنا فاجعل فطنتك فى هذا الذى اقوله لك وهو ان كل واحدة من طبقتى المرى والمعدة معا فان طبقتى هذا هما طبقتا تلك باعيانها متحدة فى نفسها متصلة مدمجة قطعة واحدة ومجرى الليف ايضا فى المرى وفى المعدة مجرى واحد بعينه وذلك ان الطبقة التى من خارج ليفها يجرى عرضا فى كلها كما ان الطبقة الداخلة ليفها ممدود بالطول من فوق الى اسفل وليس للمعدة ولا للمرى جوهر اخر خلا هاتين الطبقتين واذا نظرت فيما وضعوه اصحاب التشريح من الاسماء ظننت انهم قد اجادوا فى تسميتهم الطبقة التى خارج اللسان طبقة وان كانت ملتزقة بالطبقة التى داخل هذه الاعضاء مدمجة معها واما اذا صارت هذه بعينها فى داخل المرى والمعدة فانك لا تظن بهم ح انهم اصابوا فى تسميتهم اياها لان معشر اليونانيين انما جرت عادتنا فى صرف هذا الاسم اعنى طبقة على اعلى الاجرام التى تحوى وتغطى اجراما من خارج فاما من سمى شيا من الاجزاء التى فى الداخل العضو طبقة فانه قد صرف هذا الاسم على غير ما من عادة اهل هذا اللسان اعنى اليونانى أن يصرفونه وكذلك ايضا الامر فى العينين اذا انت نظرت فى تسميتهم الأجرام التى تحتوى على رطوبات العين وهى لها بمنزلة الأقبية وجدتهم قد اجادوا فى تسميتهم اياها طبقات واما اذا انت نظرت فى المرى والمعدة فانك تجد الامر ليس كذلك ولا فى الامعاء والمثانة والأرحام وذلك ان جوهر هذه الاعضاء ليس ايضا شى اكثر من طبقاتها حاجب واقية لما يجتمع فى تجويفها واذا كان الامر على هذا فغير هاولاء أجود فعلا وأصوب رايا اذ سموا ما كان هذا سبيله من الاعضاء صفايح وفيما قلناه من امر الاسماء مقنع وبلاغ فانه ينبغى لك ان تكون ذاكرا لما قلته لك ومن انه ينبغى لك ان تستخف بها ولا تلتفت اليها وتتبع فى ذلك افلاطون واعلم ان قلة الاكتراث بامر الاسماء غير قلة الاكتراث بالشرح والتعبير فإنى انا ليس اشير عليك بان تتوانى عن الشرح والتعبير وتستخف به كما لا يشير عليك بذلك افلاطون الذى بين بالفعل كم مقدار ما بلغت عنايته بجودة الشرح وحسن التعبير لكنى اشير عليك ان تستعمل الاسماء على سبيل ما جرت عادة الناس فى استعمالها من غير ان تبحث عن الاسم هل وضع حقيقى ام غير حقيقى وتحرص على ان تولف الاسماء تاليفا يكون غرضك فيه تعلم من تخاطبه بأوضح ما يكون ذلك الشى الذى كلامك فيه وأنا ايضا فاعل ذلك وتابع عادة اصحاب التشريح وان كانت قد جرت بغير ما جرت به العادة العوام فاقول ان اللامعاء ايضا طبقتين الا ان ليفهما يجرى فى العرض واما الارحام فطبقة واحدة وكذلك المثانة فاما من ظن بان لهذه الاعضاء طبقتين وان للمعدة والامعاء الثلث طبقات فانما غلطوا كما قلت من قبل ان الصفاق ملفوف عليها كلها الا ان هذا الصفاق مدمج من خارج جميع ما أسفل الحجاب من الاعضاء ولتكن نيتك فى كل واحد من هذه الاعضاء واستقصاك النظر اليه بعد ان تكشف عن جوهر الخاص ما يجلله ويغطيه من الصفاق وقد اطنبت فى ذكر هذا الباب باكثر ما يستحق هذا المعنى الذى قصدنا له وذلك لمشاكلة الكلام فاما الطبقة الملفوفة على المرى من خارج فليكن عنايتك بامرها فى حيوان قد مات أن تقطعها وحدها من غير ان تقطع معها الطبقة الداخلة ثم التمس بعد ذلك ان تقطعها فى حيوان حى قطعا يجرى بالطول من فوق الى اسفل كيما تقطع جميع ليفها واذا انت فعلت ذلك فانظر أيستطيع الحيوان ان يزدرد ام لا ويحتاج فى ذلك الى ان يكون الحيوان قبل تشريحه جايع عطشان كيما وان كانت به جراحة التشريح لكنه يكون جوعه وعطشه يتوق نفسه الى ان بعتلف او يشرب على انه فى اول الامر لا يفعل ولا واحد من الامرين ولكن اذا اجتمعت جراحته برباط رايته يتناول العلف ويشرب وتراه اذا فعل ذلك يزدرد وفى ذلك دليل تعلم به ان فعل الازدراد دايما يتم ويكون بالجزء الداخل من جزءى المرى وقد يمكنك ان تسمى هذا الجزء ان شيت صفيحة وان شيت طبقة وقد تبين لك هذا ايضا تبينا اكثر بذهاب الحنجرة الى ناحية فوق والى ناحية اسفل على ما يكون ذلك فى وقت ازدراد المزدرد وانا ذاكر لك ذلك فى تشريح الحنجرة تمت المقالة العاشرة من كتاب عمل التشريح لجالينوس ترجمه حنين ابن اسحق والحمد لله وحده حق حمده والصلوة على نبيه وآله وصحبه اجمعين PageV01P08 2
[book 11]
Страница 83
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين جمل ما فى المقالة الحادية عشر من كتاب عمل التشريح الكلام فى اجزاء الحنجرة فى ابدان القرود الكلام فى هية عضل الحنجرة الكلام فى الاعضاء التى تقرب من الحنجرة فى ابدان الخنازير الكلام فى صورة العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين فى ابدان الخنازير اى صورة هى الكلام فى أصل اللسان الكلام فى فعل اللسان ومنفعته الكلام فى العصب الذى فى الرقبة ما دام الحيوان حيا المقالة الحادية عشر فاما اعضاء الحنجرة فينبغى ان تشرحها على هذه الصفة تحتاج اولا ان تقلع العضلة الرقيقة التى تسمى فراشا عضليا فانك بهذا السبيل تنظر الى العضلات التى تاتى القص من الحنجرة ومن العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين والى اللحم الرخو الذى الى جانب الجزء العريض من اللحى الاسفل وهو فى كل واحد من الجانبين لحمة واحدة ذات قدر صالح وبعد هذا اللحم اذا هو قلع وقلعت جميع الٔاغشية التى تغطى وتجلل جميع مواضع الحنجرة ظهرت عضلة اللحى الاسفل التى سميت باستحقاق عصبانية بسبب ان وسطها عصبانى عديم اللحم وافهم يا هذا كلامى وما اخاطبك به انى انما اقص عليك خبر ما فى جانب واحد من البدن وان كل ما ترى فى هذا الجانب الايمن من البدن متساوية الاشياء التى فى الجانب الايسر فى عددها ومقاديرها ونوعها وقد وصفت الحال فى هذه العضلة فيما تقدم كلامى وانا واصف من امرها ههنا ايضا ما اقوله لك وهو ان أصلها يماس أصل الجزء من الراس الذى سماه ايروفيلس الزايدة الشبيهة بالعمود ونسميها نحن الشبيهة بالمسلة والسبيهة بإلابرة وهى الزايدة التى تبتدى من قاعدة عريضة وتمتد الى منتهى رقيق بمنزلة منتهى المسلة والٕابرة فهذه العضلة التى قلنا انها عصبانية الوسط وانها تسمى بهذا الاسم وانها تماس هذه الزايدة أصلها من الاجزاء العليا من هذه الزايدة فان انت لم تحد قطع الفراش العضلى وقطع الغشاء الموضوع تحته أفسدت عضلة ههناك صغيرة جدا منشاها من ذلك الموضع بعينه الذى منه تبتدى العضلة الجنبية من عضل اللسان ونجى الى ناحية الطرف الاسفل من العظم الشبيه باللام وتلتحم به فى طرفه الذى من جانب فى كل واحد من الجانبين واحدة من الجانب الايمن واحدة ومن الجانب الايسر اخرى وفيما بينهما العضل الذى ينحدر الى ناحية القس وهو الذى ينبت من المنتهى الاسفل من العظم الشبيه باللام واذا كشفت ايضا هذه الاربع العضلات ظهر وتبين لك العضل الدقاق الذى يمتد الى ناحية الكتفين ويتبين ان له منشاء من عند جانب العظم الشبيه باللام من كل واحد من الجانبين عضلة واحدة فاذا انت قطعت هاتين العضلتين رايت روية بينة كل واحد من الاجسام الموضوعة تحتها ولان معرفة صورة العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين باستقصاء قد تنتفع بها فى ايضاح جميع هذا الكلام الذى قصدنا له منفعة عظيمة انا صاير الى اقتصاص الحال فيه من مبداء آخر لا يخفى عن احد من الناس فاقول ان الجرم الموضوع تحت اللحى الاسفل فى وسط الجزء الاول من العنق وهو الجرم الذى ياتى الى قدام جرم يعرفه جميع الناس ويسمونه حنجرة والمصارعون يرمون مرارا كثيرة الواحد من الآخر إن يقبض على ذلك الجرم فيفسخه فسخا ويرضه رضا اذا هما يصارعان مصارعة وتشتد فيهما لجاجتهما اذا دخل احدهما تحت الٕابط وذلك لان هذا الجرم اذا انفسخ وترضض اختنق الحيوان من ساعته بسبب ان ممر الهواء ونفوذه فى هذا الموضع عند الخروج وعند الدخول بالتنفس يضيق جدا وذلك ان الذى هناك من العضل الذى يفتح الحنجرة ويغلقها ليس بيسير وأنا مخبرك بالحال فى هذا العضل على الشرح والبيان واصف لك كيف ينبغى ان تكشف كل واحدة واحدة منه كشفا جيدا فاقول انه اذا كشطت العضل المنحدر الى القس من الحنجرة ومن العظم الشبيه باللام ظهرت الحنجرة ورايت روية بينة ان لها غضروفا كبيرا شكله شبيه بشكل الترس فى الاجزاء التى من قدام ولذلك سموه بهذا الاسم اعنى الشبيه بالترس ومقدار طول هذا الغضروف وعرضه مقدار تبين من خارج لمن جسه بيده والٔافضل والٔاجود ان كنت تريد ان تفهم ما اصفه لك فيه حسنا ان تقلعه من بدن قرد آخر وتكشفه خاصة على حدته بعد ان تكشط كل ما حوله وتتفرس فيه من كل موضع وتتعرف كيف هو فانك تجده من الرقة فى حد يمكن معه من غمز عليه باصابعه أن ينقله من شكل الى شكل باشكال مختلفة وله اربعة اطراف موضوع بعضها مقابل بعض احدها الطرف المتسفل المنحرف الى ناحية الاجزاء السفلانية من العنق والاخر الطرف المرتفع الذى يلقى اللحى عندما يبادر الى فوق اذا ازدرد الحيوان شيا واما الطرفان الاخران فمن جانبيه فى كل واحد من الجانبين واحد وهذا الغضروف فى الموضع الذى تلقاه وتمسه منه محدب قليلا وله فى وسطه شى شبيه بالصلب ممدود من فوق الى اسفل فى الموضع الوسط من قدامه يبتدى من الموضع الذى هو وسطه بالحقيقة من حرفه الاعلى وينتهى عند الخط الذى يحد اجزاه السفلانية وصلبه هذا يمر على خط مستقيم من فوق الى اسفل ويرى عيانا روية بينة فيصير حدا يفصل بين الجانب الايمن والجانب الايسر من الحنجرة ومن العنق معا والامر فيما جرت عليه الخلقة من الفصل بين الجانب الايمن والجانب الايسر من البدن بخطوط مستقيمة عجيب أما فى الراس فيفصل بين الجانبين درزه الوسط وفى سمت هذا وعلى استقامته والخط الذى فى وسط الٔانف حيث العظم الذى يفصل بين المنخرين بمنزلة الحاجز فيجعلهما بمنزلة ساقين وبعد هذا ينحدر خط الى الشفة العليا وهو فى الوسط بالحقيقة من الٔاسنان المقدمة وهى اربعة أسنان يقال لها القطاعة اعنى الثنيتين والرياعيتين وذلك ان اثنتين منها اعنى ثنية واحدة ورباعية واحدة عن يمين هذا الخط الوسط واثنتين عن شماله وعلى هذا المثال يمر الخط الوسط من اللحى الاسفل وهو الخط الممدود فى وسط الٔاسنان القطاعة حتى يصير الى راس الذقن الى الموضع الذى فيه بالحقيقة ملتقى عظمى اللحى الاسفل ويتصل بهذا الخط خط آخر ظاهر ذاهب فى الطول يقطع من الموضع الاسفل اللسان فى الوسط وهذا الخط يبلغ الى الموضع الوسط بالحقيقة من العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين ويتصل بطرف هذا الخط على الاستقامة وسط الغضروف الشبيه بالترس الذى فيه شى زايد ناتى قليل النتو يقال له صلب هذا الغضروف واذا توهمت ان هذا الخط يمر على استقامة ويمتد الى وسط القس حتى يبلغ الى الغضروف الشبيه بالسيف وهو المشرف على المعدة وجدت انه يتصل به ايضا من اسفل الخط المار فى وسط السرة وفى موضع ملتقى عظمى العانة واما من خلف بدن الحيوان فالخط الممدود فى وسط الراس على استقامة عظم الصلب حيث الزوايد التى يقال لها الشوك وفى طرف هذا من اسفل العظم الذى يقال له العجز ولذلك متى اردت ان تقطع بدن حيوان اى الحيوانات كان من الذوات الاربع وتقده بنصفين جعلت قطعك اياه على هذه الخطوط التى ذكرناها لك فانت تجد جميع الاعضاء متساوية فى الشقين اعنى فى الشق الايمن والشق الايسر وليس تساويها فى العدد فقط بل فى المقادير ايضا وفى الاشكال وفى جملة الطبع خلا الكبد والطحال فان هذين العضوين اذا نطرت فى مقادير الاجرام وجدتها على المساواة كما قد بينا ذلك قبل واذا نظرت فى صورة الاعضاء وميلانها وجدتها على غير مساواة من قبل ان الكبد غير شبيهة بالطحال واذ قد سمعت ما قلته لك من هذا على طريق من غير تعمد له فليكن حاضرا لذكرك دايما فاما انا فانى أخطى هذا الى ذكر الحنجرة ايضا فاقص عليك الحال فى هيتها واقول متى اردت ان تشرح الحنجرة فاقطعها اولا على ما وصفت كلها واكشط ما حولها من الاجرام حتى تراها روية بينة انها مركبة من ثلثة غضاريف احدها القدام وهو الذى قطعت ذكره واثنتين اخرين موضوعين بحذاه فى طول العنق من خلف وواحد من الغضروفين وهو أعظمهما يماسه الغضروف الذى من قدام الذى قلت انه يسمى الشبيه بالترس فى اكثر اجزايه وذلك انك ترى اضلاعه التى تحد جنبيه مضامة دايما لاضلاع الغضروف الثانى وترى الجزء الاسفل منه كله مضام للجزء الاسفل من ذاك متصل به بالعضل واما المنتهى الاعلى من كل واحد من الغضروفين فموضوع واحد بحذاء الاخر ومثالهما كمثال ترسين متطاولين يلتقيان بوجههما حتى ينطبقان ويبقى فيما بينهما فرجة وفضاء وفى هذا الموضع غضروف ثالث صغير موضوع على الغضروف الثانى شكله شبيه بشكل الطرجهارة ولذلك اشتق اسمه من اسم الطرجهارة ويسمى الطرجهارى والشبيه بالطرجهارة فاذا انت رايت جميع هذه الاشياء التى وصفتها لك والاشياء التى اريد ان اصفها لك فيما يستانف بعد ان قلعت الحنجرة كلها كان فهمك لما اريد ان اصفه لك من اعمال التشريح ووقوفك عليها أوضح وأبين والاشياء التى قلت انى اريد ان اقولها لك هى هذه اقول ان الغضروف الشبيه بالترس له اربع زوايا عند ملتقى الاربعة الخطوط التى تحده والزاويتين اللتين من اسفل هما مربوطتان برباط مفصلى مع الغضروف الثانى واما الزاويتان اللتان من فوق فانهما تتحدان مع الاطراف السفلانية من الاضلاع المنخفضة من العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين برباط طبيعته شى فيما بين العصبة والغضروف وهذا العظم الشبيه باللام موضوع على الطرف الاعلى من الغضروف الاول وخطه المستقيم الوسط محاذى للخط الوسط الذى فى الاجزاء السفلانية من اللسان فاما ضلعيه المنخفضين فيذهبان الى زاويتى الغضروف الاول الفوقانيتين سواء إن سميت هذا الغضروف غضروف اولا او غضروفا شبيها بالترس كما انه لا فرق بين قولى غضروف ثالث وقولى غضروف شبيه بالطرجهارة فاما الغضروف الثانى فليس له اسم خاص ولكن اذكر وإيا هولاء ان اجناس الحيوانات ستة اجناس وهى التى يجرى ذكرها فى كلام القدماء ويشيرون اليها اذا قالوا حيوانات ليست بالبعيدة عن طبيعة الناس بعدا كثيرا واعلموا ان فى جميع هذه الحيوانات توجد هذه الثلثة الغضاريف التى للحنجرة فى بعض هذه الحيوانات شبيهة لما هى عليه فى البعض الاخر وإن العظم الشبيه باللام على ما قلت قبيل موضوع فى ابدان هذه الحيوانات على الغضروف الشبيه بالترس ويختلف هذه الستة الاجناس فى مقداره وفى شكله وساذكر الاجناس الباقية من هذه الستة فيما بعد واما ههنا فان كلامنا كان اولا فى الحيوانات التى هى أشبه شى بالناس منها القرد والحيوان الذى يقال له لونجس وقد رايت ان اصف كيف شكل العظم الشبيه باللام فى هذه الحيوانات التى هى أقرب شبها بالٕانسان واحرص انت ايضا ان تفهم جملة طبيعته من بعد ان تكشط جميع العضل المضام له فانك بهذا السبيل يخف عليك فهم ما اصف لك فاقول ان فى هذه الحيوانات وخاضة فيما هو من القرود أشبه شى بالإنسان تجد صورة هذا العظم على هذه الصفة تجد جزوه الاوسط وهو الجزء الذى يمر عليه الخط الذى يقسم العنق ويقسم هذا العظم كله بنصفين قصير الطول وتجد عرضه وعمقه ناقصين اذا قستهما الى الطول وجدتهما انقص من الطول ايضا وينبت من جانبى الطرف الاسفل منه ضلعين يمتدان الى الزاويتين المرتفعتين من زوايا الغضروف الشبيه بالترس على وراب كما وصفت قبيل ولهذا العظم الشبيه باللام فى طرفه الاعلى ضلعين اخرين ينبتان موازيين للضلعين الاسفلين وهاذين الضلعين الفوقانيين ضيقين مدورين بمنزلة إبرتين غليظتين وراسى مسلتين وجوهر هاذين الضلعين اللذين هما ايضا موربين مايلين قليلا الى اسفل هو غضروف خالص وينبت من طرف كل واحد منهما رباط مدور فى مثال عصبة ويمتد كل واحد منهما الى واحدة من زايدتى الراس اللتين يقال لهما الشبيهتين باطراف المسال ولهاتين الزايدتين ايضا طرفين شبيهين بالضلعين المرتفعين من اضلاع العظم الشبيه باللام وذلك ان جوهرهما جوهر غضروف وشكل جميعها شكل واحد بعينه واما فى الطول فالزايدتين الشبيهتين باطراف المسال أقصر من ضلعى العظم الشبيه باللام وان قد تقدمت فرايت هذا الذى وصفته لك عيانا أنا راجع الى ما كنت فيه من الكلام فاقول انه اذا كشطت العضلة التى يقال لها فراش عضلى مع الاغشية التى تحتها رايت اولا عضلتين متحدتين تاتيان من الطرف الاسفل من طرفى العظم الشبيه باللام الى القس حيث مفصل الترقوتين مع القس والترقوتين هما عن جانبى المفصلين واما العضل الذى ذكرناه فيلتحم من القس بالعظم الذى فيما بين المفصلين والتحامه بالجزء الذى يلى ظاهره فى منتهاه الذى يلى فوق فاذا انت شرحت هاتين العضلتين فانك ترى عضلتين أخراتين كانهما تحتهما وبالقرب منهما تبتديان من الاجزاء السفلانية من الغضروف الشبيه بالترس من جميع الخط الذى يحده ههنا خلا اليسير وهاتين العضلتين ايضا تلتحمان من القس بهذا الموضع بعينه فهذه الاربع العضلات اذا امتدت حزقت قصبة الرية وشدتها وجذبت الحنجرة وجميع العظم الشبيه باللام الى اسفل وههنا اربع عضلات أخر موضوعة بحذاء هذه مقاديرها اصغر من مقادير تلك وعضلتين منها تمد الغضروف الشبيه بالترس والعضلتين ألاخراتين تشيلان جملة العظم الشبيه باللام ومنشاء هاتين العضلتين والعضلتين اللتين قبلهما من المواضع التى يبتدى منها العضل الذى يذهب الى اسفل بعينها أما العضلتين اللتين تجذبان العظم الشبيه باللام الى فوق فمنشاهما من الطرف الاعلى من العظم الشبيه باللام ومنتهاهما فى الموضع الاسفل من طرف اللحى الاسفل واما العضلتين اللتين تشيلان الغضروف الترسى فمنشاهما من جميع هذا الغضروف خلا اليسير منه والتحامهما بالضلعين المنخفضين من العظم الشبيه باللام وانا مذكرك ايها القارى لكتابى هذا بانه لا فرق فى صفة عمل التشريح بين قولى ان جرما ما ينبت ينتشر من جرم وبين قولى انه يتصل ويلتحم بهذا الجرم فاذا انت رايت هذه الاشياء روية استقضاء واردت ان تشرح حنجرة فى موضعها من بدن الحيوان مع العظم الشبيه باللام وتنظر الى العضلة العصبانية الوسط ايضا والى العصبة الصغيرة التى قلت ان لها النحام مع جانب العظم الشبيه باللام وهى العضلة الراكبة على العضلة العصبانية الوسط فاكشط بعد ذلك اللحم الرخو الذى قلت فيه انه موضوع تحت الجزء العريض من اللحى الاسفل ثم شرح العضلة العصبانية الوسط فانك بهذا السبيل تقدران تنظر الى العصب العصلب من عصب اللسان نظرا شافيا اعنى العصب الذى يجى من الاجزاء الخلف من الدماغ ويمر فى الاجزاء الاولى من اجزاء العنق ومجى هذا العصب فى اول امره عرضا ثم انه يتعرج ويمتد على الوراب الى عضل اللسان الذى فيه ينقسم وفى مصعده تتفرع منه شعبتين احداهما تاتى الى الاربع العضلات التى قلت انها تنحدر الى القس التى منشاها من العظم الشبيه باللام ومن الغضروف الشبيه بالترس والى اختلاط العصبة التى بنقسم اكثرها فى العضلة التى تاتى من الاذن الى ناحية القس والواحدة من هاتين الشعبتين تنصرف وتفنى على ما وصفت وفوق هذه الشعبة شعبة اخرى ثانية تنقسم فى العضلة التى تضم الضلع المنخفض من اضلاع العظم الشبيه باللام الى الغضروف الشبيه بالترس وتصل بينهما وانت ترى هذه الشعبة فى بعض الاوقات وبعض الابدان تنقسم قسمين يصعد منهما الى الحنجرة اعصاب دقاق غاية الدقة وخاصة فى القرود وذلك ان جميع ما فى حنجرة هذا الحيوان من الاجزاء صغير دقيق ضعيف ولذلك قد يتشوش هذا العصب مع الاعصاب الأخر متى لم تشرح تشريحا جيدا فزوج العصب الذى ياتى عضل اللسان هو الزوج السابع من ازواج العصب المنحدر من الدماغ واما الزوج المضام لهذا فى منشاه وهو الذى له ثلثة اصول فانه ينبت من قبل هذا الزوج وهو فى العدد سادس وانت ترى فى بعض الاوقات وبعض الابدان شعبة منه تاتى الاربع العضلات التى ذكرناها وقلنا انها تبلغ الى القس وهذه الاعصاب دقاق جدا وكذلك الاعصاب التى تلتحم بالعضلة التى تصل ما بين الغضروف الشبيه بالترس وبين الضلعين المنخفضين من اضلاع العظم الشبيه باللام واحرص على ان تتعرف وضع هذه الاعصاب فى بدن قرد كبير مهزول نحيف البدن فانك تراها فى مثل هذا القرد اعظم مقادير وتجدها عارية من الشحم الذى اذا علا على العصب فى الحيوانات السمينة صار سبب لخفاءها حتى لا يظهر العصب ظهورا بينا والعصب الذى ياتى جميع عضل الحنجرة الخاص بها انما تاتيها من الزوج السادس شعبتين شعبة منها تاتى الجزء الاعلى من الحنجرة حيث يضام الضلعين الاسفلين من اضلاع العظم الشبيه باللام الزاويتين الفوقانيتين من زوايا غضروفها الترسى واما الشعبة الاخرى من شعبتى العصب التى هى من اسفل من تلك فتراها تاتى جانب الحنجرة حيث يضام الغضروف الشبيه بالترس المرى ويصل ما بينهما العضل الذى بالعرض وهذه الشعبة تنبث وتتفرق فى هذا العضل الذى ذكرناه ههنا وهو الذى قلت انه موضوع بالعرض وفى العضل الذى يصل ما بين الغضروف الاول فى آخره وبين الغضروف الثانى واما العصبة العليا التى قلت انها تلتحم عند الزاوية العليا من الغضروف الاول واحدة فى كل واحد من الجانبين فانها تنقسم فى الطبقة التى داخل من الحنجرة وهى الطبقة التى تتصل بطبقة اللسان فى الاجزاء التى منها تكون الغلصمة اعنى بالغلصمة الجسم المعلق فى فم الحنجرة واما العصبة التى تصعد من اسفل وهى العصبة التى وجدتها ووقفت عليها أنا فهذا موضع ينبغى لى ان اذكر فيه من امرها المقدار الذى تحتاج اليه وتنتفع به منها فى تشريح الحنجرة فان من رايى ان اكتب مقالتين فى تشريح العصب واحدة فى العصب الذى ينبت من الدماغ والاخرى فى العصب الذى ينبت من النخاع وانا ذاكر فى تينك المقالتين كيف ينبغى ان يشرح جميع ما فى بدن الحيوان كله من العصب واما ههنا فانى على ما وصفت اذكر من ذلك ما تحتاج اليه وتنتفع به فى تشريح الحنجرة فقط فاقول انك تجد فى الموضع الذى فيه زاويتى الغضروف الشبيه بالترس السفلانيتين اللتين بهما يرتبط مع الغضروف الثانى ويصير فيما بينه وبينه مفصلين عصبتين صغيرتين تاتيان من اسفل الى فوق ويغطيهما الاغشية الملفوفة على قصبة الرية والوجه فى البحث عن مصعدهما من قصبة الرية أن تتفقد ذلك حيث تنتهى غضاريفها الشبيهة بشكل السين فى حروف اليونانيين وهو هذا ويبتدى جزءها الخلف الذى تلقى به المرى فهتان العصبتين تلتحمان بالحنجرة عند الزاويتين السفلانيتين من الغضروف الاول وكل واحدة منهما يلقى واحد من مفصليه لا من قدام ولكن من خلف واذا انت وجدتهما ووقفت عليهما وقوفا حقيقيا فتشرح عضل الحنجرة الذاهب عرضا وتبتدى من الوسط من الموضع الخلف من المرى الى ان تبلغ الى الغضروف الشبيه بالترس الذى به يلتحم هذا العضل الذاهب عرضا وان احببت قطعت هذا العضل وقلعته جملة فانك اذا فعلت اى الامرين شيت رايت ان المرى يضام الاجزاء الخلف من الغضروف الثانى ومن بعد نظرك الى ذلك اقطع المرى وشرح العضلتين الموضوعتين على الغضروف الثانى وهما اللتان تلتقيان ثم تفترقان عند نتو منخفض فى الغضروف الثانى ينحدر فيه بالطول من فوق الى اسفل وقد يجوز لك ان تسمى هذا النتو من هذا الغضروف ظهره على مثال ما سمى النتو الذى فى الغضروف الاول ظهر ليصح بذلك الكلام ويكون مع وضوحه وجيز ومن بعد هذا العضل شرح الحنجرة مع العظم الشبيه باللام وليكن تشريحك اياها وهى فى موضعها بعد من البدن ولا باس فى المرة الاولى بان تقطعها كلها مع العظم السبيه باللام الذى قد تقدمنا فوضعنا مشاركته للسان فى المقالة التى قبل هذه والافضل ان تنظر اولا نظرا اشد استقصاء الى جميع مشاركات هذا العظم الشبيه باللام لما هو مشارك له قبل ان تقطعه من اللسان وذاك انه لما كان صغيرا جدا وخاصة فى ابدان القرود صار متى كشطت عنه جميع ما يضامه ويتصل به حتى يبقى هو وحده عار مكشوف يدعوك ما ترى من صغره الى ان لا تصدق بأنه ينبت منه عضل من الكثرة فى مثل هذا المقدار فإنه ينبت منه سوى عضل اللسان الذى قد اقتصصت امره فى المقالة التى قبل هذه عضلات أخر ليست باليسيرة تاتى القس وهى العضلات التى ذكرت لك امرها قبل هذا بقليل وعضلتين أخرتين تصعدان منه الى الكتفين وهما عضلتان ضيقتان طويلتان وعضلتان أخراتان متحدة الواحدة منهما بالاخرى تاتيان منه الى اللحى الاسفل ومع هذا عضلتان أخرتان تصلان ما بينه وبين الراس عند اصول الزوايد الشبيهة بالمسال واصحاب التشريح لم يروهما لانهما صغيرتان وربما قطعوهما او فسخوهما عند كشفهم هذا الموضع كله من الاغشية ايضا وعضلتين اخراتين تاتيان الاجزاء العريضة من اللحى الاسفل ومنشاهما من الضلعين الاسفلين من اضلاع هذا العظم الشبيه باللام وكذلك عضلتين اخراتين تنبتان من هذين الضلعين وتصلان ما بينه وبين الغضروف الشبيه بالترس وقد قلت فى هذا العضل ان شعب العصب تاتيه من العصبتين الصلبتين من عصب اللسان فههنا عضلة اخرى غير هذا العضل فردة لا أخت لها تنبت من آخر هذا العظم الذى يستقبل اللسان وتلتحم بظهر الغلصمة وفى الفرد بعد الفرد من ابدان الحيوانات ترى هذه العضلة مثناة طاقين وقد قلت قبل ان اطراف الضلعين الفوقانيين من اضلاع هذا العظم يضمها رباطات مدورة دقاق الى اطراف الزايدتين الشبيهتين بالمسال وان انت قلعت العضل الذى يصل بينه وبين اللحى والعضل الذى يرتقى الى الكتفين والعضل الذى ينحدر الى القس وقلعت ايضا العضل الصغار الذى قلت انه راكب على العضل الخاص باللحى الاسفل وقلعت معه ايضا الرباطات التى قلت انها تصل بين الضلعين الفوقانيين من اضلاع العظم الشبيه باللام وبين الراس سهل عليك النظر الى الاجزاء الموضوعة تحت هذه التى لم نذكرها بعد ولم نقل فيها شى وامكنك ايضا ان تقطع جميع الحنجرة مع العظم الشبيه باللام ان شيت قطعتها معه وحده وان شيت فمع اللسان ايضا ومع الغلصمة او مع المرى ايضا ثم تنظر عند ذلك نظرا شافيا الى اجزاء الحنجرة الخاصية بها وتتثبت فى جملة طبيعة تلك الاجزاء واما الاجزاء الموضوعة اسفل التى ينبغى لك ان تنظر اليها قبل نظرك الى هذه فهى العصبة الدقيقة التى تاتى اصل اللسان والعضلة التى تتصل وتلتحم فى جانب اللسان التى منشاها ايضا من الراس من الموضع الذى فيما بين منشاء العضلة العصبانية الوسط وبين اصل الزايدة الشبيهة بالمسلة وهذه العصبة الدقيقة التى تلتحم فى اصل اللسان واحدة فى كل واحد من الجانبين وتنشعب منه فى مصعده الى اللسان شعبة صغيرة تصير الى جرم الحلق وهو الجرم العضلى ولا خفاء بانى اعنى بقولى حلق الموضع الذى فيما بين تجويف الفم وبين مبداء المرى وفم الحنجرة ايضا يبلغ الى هذا الموضع وقد قلنا فى المقالة التى قبل هذه ان ههنا عصبتين اخراتين لينتين مبثوثتين فى طبقة اللسان وليكن هذا المعنى حاضرا لذكرك اعنى هذا العضو وحده وهو اللسان ياتيه من العصب ويصير اليه ثلثة ازواج فيكون حاصل جميع عدد اعصابه ستة اعصاب وان انت قلت انه ياتيه ثلثة اجناس من العصب لم تكذب وذلك ان جنس الاعصاب الصلبة وجنس الاعصاب اللينة جنسين قد اقر بهما وأجمع عليهما جميع الاطباء المشرحين واما الجنس الثالث الذى لم يروه فهو ما بين هذين الجنسين من الصلابة واللين لانه ناقص عن الاعصاب الصلبة بمقدار ما يفوق الاعصاب اللينة واذا انت نظرت الى هذه الاشياء وبلغت الى قطع الحنجرة فتفقد مشاركتها للطبقة المشتركة للمرى واللسان التى ذكرتها فى المقالة السالفة وانها مجللة لداخل الفم كله وانها تمتد ذاهبة فى الحلق فتنحدر الى الرية مارة فى الحنجرة وفى قصبة الرية وتنحدر الى المعدة مارة فى المرى وانت تراها ايضا فى هذا التشريح الذى نحن فيه مستقصاة وحدها كيف هى فى الموضع الذى قلت انه يلتحم ويتصل فيه العضل النابت من الضلعين السفلانيين من اضلاع العظم الشبيه باللام بالغضروف الشبيه بالترس من غضاريف الحنجرة فانك ان قطعت هذه ثم مددت بواحدة من يديك العظم الشبيه باللام الى فوق ومددت باليد الاخرى الغضروف الشبيه بالترس الى اسفل وجدت الموضع الذى فيما بينهما مشغول بالجرم المشترك للاعضاء التى ذكرناها وسنذكر ذلك فيما يستانف من القول واما آلان فانى اعمل على ان الحنجرة منفصلة من الحيوان خارجة عنه بتة وآخذ فى إيضاح الامر فى اجزايها الخاصية بها وشرحه شرحا بينا فاقول ان للغضروف الاول المسمى الشبيه بالترس اربعة حدود على ما وصفت تجوزه على اربعة خطوط اثنتين منها قايمين منتصبين بالطول فى كل واحد من الجانبين واحد وانا اسميهما ضلعى هذا الغضروف الاول والاثنتين الاخرين بالعرض احدهما من فوق حيث العظم الشبيه باللام والاخر من اسفل حيث منتهى الغضروف الثانى واما الغضروف الثانى فله ضلعين يضامان الضلعين القايمين من اضلاع الغضروف الاول وهما قايمان ايضا منتصبان على مثال ضلعى الغضروف الاول وله ضلع ثالث من فوق بالعرض على مثال الخط الاعلى من الغضروف الاول وكانه موضوع بحذاه وهو بعيد عنه مسافة بعيدة ليكون تجويف الحنجرة واما الطرف الاسفل من الغضروف الثانى فليس له خط واحد يحده ويجوزه على مثال ما للاول وذلك لان من كل واحدة من زاويتيه السفلانيتين اللتين بهما يرتبط برباط مفصلى مع الغضروف الاول تخرج زايدة معرجة تنفتل وتميل الى ناحية الموضع الداخل والى قدام ولذلك يلقى كل واحدة من هاتين الزايدتين صاحبتها سريعا ويصير منهما شكل مثلث قاعدته الخط الاسفل من خطوط الغضروف والموضع الوسط بين ثلثة اضلاع هذا المثلث مملو بعضلتين شانهما اذا هما امتدتا كلتيهما ان تجمعان طرفى غضروفى الحنجرة كليهما واحد الى الاخر فتفقد امر هاتين العضلتين تفقدا بليغا بان تقطع اولا ليفهما الذى يلى الظاهر ثم اقطع بعد ذلك الليف الذى فى العمق فانهما طاقان لان ليفهما يحوى الخط الاسفل من الغضروف الشبيه بالترس من الوجهين اعنى من خارج ومن داخل وليس ياخذ ليفهما موضع كبير لا من خارج ولا من داخل من بعد الخط الذى يحوى الغضروف الاول من اسفل بل انما ياخذ بمقدار ما يحتاج اليه للوثاقة فى اتحاد العضلتين فاذا انت شرحت هاتين العضلتين او قطعتهما جملة وقطعت معهما العضل الذاهب فى العرض الذى قلت انه يصل ما بين الغضروف الاول وبين المرى ظهرت لك ظهورا بينا العضلتان اللتان تضامان الغضروف الثانى من خلفه ويفضل بينهما خط وسط محدود وعند كل واحدة منهما خط اخر يمر من فوق الى اسفل موازى للخظ المحدود بحذاء الضلع الاخر من كل واحدة من العضلتين حيث ترى الغضروف الاول مضام للغضروف الثانى فى الطول من فوق الى اسفل ومن أجل ذلك قد يجوز ان يقال للخطوط التى تحد هذه الاجزاء انها تمر من اسفل الى فوق قايمة منتصبة وانها ايضا تمر من فوق الى اسفل وذلك انه كما ان فى الاشياء الخارجة عن البدن تجد الامر الذى تقصد اليه فى معنى الطريق المودى الى الرية امرا واحدا ومعنى واحدا ويسمى سلوك من سلكه مصعدا صعودا وسلوك من سلكه هابطا انحدارا كذلك الامر فى الخطوط التى تحد العضل فى طول العنق وتجد أن يقال انها تمر من فوق الى اسفل وانها تمر من اسفل الى فوق وذلك ان الذى يتوهم ويضع فى نفسه اطرافها السفلانية اولا تكون عنده تمر من اسفل الى فوق والذى يتوهم ويضع فى نفسه اطرافها الفوقانية اولا تكون عنده تمر من فوق الى اسفل فالعصب الذى قلت انه ياتى من الصدر مارا فى العنق حتى يصير الى الحنجرة وهو العصب الذى أغفل اصحاب التشريح ذكره وتركوه واضطررت انا الى ان اذكره بكلام طويل تام فى المقالات التى ذكرت فيها امر الصوت يتصل ويلتحم بهذا الموضع من الحنجرة حيث ينتهى اسفل اضلاع العضلتين اللتين ذكرناهما وفى ذلك الموضع بعينه ايضا مفاصل الغضروفين العظيمين من غضاريف الحنجرة وانا اسمى هاتين العصبتين العايدتين والراجعتين الى فوق وذلك بسبب ما عرض لهما خاصة مما ليس بموجود لشى من الاعصاب ألاخر المنحدرة من الدماغ فان من ازواج العصب النابت من الدماغ زوج ينحدر الى الصدر مارا فى الرقبة وهو الزوج السادس فاذا صار هذا الزوج الى الصدر انشعب منه زوج اخر وهما عصبتان صغيرتان تصعدان مارتين فى العنق الى جانب قصبة الرية وتدخلان الى الحنجرة فى ذلك الموضع الذى وصفت ثم هاتين العصبتين تمران من ذلك الموضع على تاريب قليل وتصيران الى الموضع الداخل المرتفع من الحنجرة وتنشعب اولا منهما شعبة تتفرق فى العضلتين اللتين ذكرناهما ثم تنشعب منهما شعبة ثانية تتفرق فى عضلتين اخراتين موضوعتين بعد تينك ومنشاهما من الحاشيتين القايمتين من الغضروف الثانى ثم تتفرق بعد ذلك فى عضلتين اخراتين اعظم مقادير من تينك اللتين ذكرناهما تشغلان جل الموضع الداخل من الحنجرة ثم تتفرق بعد تفرقها فى هذا العضل فى العضل المحيط بقاعدة الغضروف الثالث وهو عضل صغار جدا يضام الواحدة منه الاخرى حتى يظن به من يراه انه عضلة واحدة فان احببت ان تنطر الى هذه كلها نظرا شافيا فالتمس التشريح بان تخلص الغضروف الثانى من الغضروف الاول من المفصلين الاسفلين وليس يعسر عليك تعرف هذين المفصلين والوقوف عليهما وان كانا مغطيين برباطات غليظة متى قطعت ما وصفت لك من العضل الذى يصل ما بين المواضع السفلانية من الغضروفين والعضل الذى من خلف الغضروف الثانى وذلك انه ينبغى ان تقصد الى الموضع الذى فيه ترى الغضروفين الاولين يضام احدهما الاخر فتحركهما فى ذلك الموضع بان تدير ملتقاهما إدارة على استدارة وتمدهما الى فوق والى اسفل ثم تمدهما ايضا الى ناحيتين مختلفتين ثم تدعهما يبادر احدهما الى الاخر وتقصد الى الموضع الذى ترى فيه الجزء منهما الذى ينبسط وينقبض فتمد فيه الاجزاء المفصلة بذلك الجزء الى الجانبين وتقطع الرباط وحده حتى يظهر لك مفصل الغضروفين واذا انت فعلت ذلك فخذ مصعدا من الجانبين مع الاضلاع ورد الغضروف الاول عن الغضروف الثانى وخلص بعضهما من بعض حتى يستبين ويظهر لك ظهورا بينا العضل النابت من جانبى الغضروف الثانى وح˜ خذ فى إقلاب كل واحد من ضلعى الغضروف الاول ورده الى خارج مرة هذا الضلع ومرة ذاك فانك اذا فعلت ذلك رايت هناك عضلتين اعظم من العضل الذى ذكرناه قبل تنبتان من المواضع السفلانية من الغضروف الاول وتصعدان موربتين الى الغضروف الثالث فان احببت ان تراهما روية ابين فاقطع الغضروف الاول بنصفين من ظهره من غير ان تقطع معه شيا من الاجرام الموضوعة تحته وحك الغضروف واكشط عنه تلك الاجرام كلها فان بهذا الوجه ترى جميع الموضع الداخل من الحنجرة ابين ما يكون من الروية ويمكنك ايضا من غير ان تقطع الغضروف الاول باثنين ان تخلص منه الطبقة الداخلة فانك اذا قطعت الغضروف على هذه الصفة رايت الاجزاء الداخلة منه كلها روية بينة وما لم يكن يرى قبل ذلك واعمل هذا العمل بان تبتدى من الموضع الذى قلت لك انه ترى فيه الطبقة المشتركة للسان والمرى والحنجرة وحدها منفردة على حدة بعد ان يكشط العضل الذى يصل ما بين الضلع الاسفل من اضلاع العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين وبين الغضروف الشبيه بالترس وقد يمكنك فى هذا الموضع ايضا ان تقطع جملة العظم الشبيه باللام وتفصله من الاجرام المضامة له ثم تنظر الى الطبقة نظرا اشفى وابين واما الطبقة المشتركة فتراها تضم الغلصمة الى الحنجرة وتصل ما بينهما وقد قلت قبل انها ايضا تضام العظم الشبيه باللام وتتصل به بعضلة صغيرة وفى هذه المواضع ايضا اغشية تغطى هذه الاجرام ويجتمع مع ذلك بانها تغطى الغلصمة والحنجرة والعظم الشبيه باللام بعض الى بعض الا ان الاغشية رقاق كثيرة الرقه جدا وجميع ما لهذه الاعضاء من وثاقة الإيجاد دايما يحدث عن اشتمال العضل عليها واشتمال تلك الطبقة المشتركة فاما الحنجرة فان كلامنا انما كان فيها فاذا انت قلعت غضروفها الاول فانك ترى روية بينة كيف هى من داخل وهو انه يتولد من تلك الطبقة المشتركة اغشية ما مع اجرام الى اللزوجة ما هى مما يلى المرى والفم ومن هذه الاجرام اللزجة والاغشية يحدث الغلصمة وقد يجوز لك ان تسمى الغلصمة ايضا لسانا فانها على غاية المشابهة للسان المزمار وموضعها من الحنجرة موضعه منه فاما الاجرام اللزجة والاجرام التى من جنس الاغشية التى منها تركب الغلصمة فانها تلتحم بالعضل الذى فى داخل الحنجرة الذى قلت انه يبتدى من قاعدة الغضروف الشبيه بالترس وهذا العضل يرتقى الى الغضروف الثالث على وراب ومبداه ومنشاه ونباته من اسفل من الاجزاء الوسطى من اجزاء قاعدة الغضروف الاول فى الموضع الذى ينتهى فيه صلب هذا الغضروف وهذا العضل يلتقى ويماس بعضه بعضا فى هذا الموضع حتى اذا هو مر الى ناحية فوق على تاريب فارق بعضه بعضا وتباعدت الواحدة منه عن الاخرى فاخذت الواحدة نحو المفصل الايمن من الغضروف الثالث والاخرى نحو المفصل الايسر فاذا جازت كل واحدة منهما هذا المفصل التحمت بالغضروف الثالث وهاتين العضلتين تدغمان الغلصمة ويعينهما على ذلك بعض المعونة العضلة المضاعفة التى قلت انها تغطى قاعدة الغضروف الثالث وهى عضلة صغيرة جدا فهذا الذى وصفت هو فعل هذا العضل الذى ذكرته فاما فعل العضل الذى فى جانبى الغضروف الثانى فهو أن يفتح الحنجرة الى الجانبين واذا فعل ذلك بالحنجرة فمعلوم انه يفعله ايضا بالغلصمة وكذلك فعل العضل الذى من وراء الغضروف الثانى هو أن يذهب بالاجزاء التى فى ذلك الموضع من اجزاء الحنجرة الى خلف فيبسطها بذلك السبب وذلك ان الحنجرة تفتحها هذه الاربع العضلات ويغلقها العضل الكبار الذى داخل والعضلتين الصغار اللتين حول قاعدة الغضروف الثالث وانت تنظر الى أفعالها نظرا شافيا بأن تشرح اجزاها كلها الى موضع المفاصل التى تتحرك بها بعد ان تحفط التحامها بما تلتحم به فقط من الغضروف الثالث فانك اذا جذبت العضل بمبداه الى راسه تحرك معه المفصل كله وينقسم فى جميع هذا العضل زوج العصب الراجع الى فوق ولذلك متى قطع هذا العصب او شدخ او شد بالاصابع او برباط بطل صوت الحيوان وذهب ثبته فاما ساير عضل الحنجرة فانك ترى ان شعب العصب تاتيه من الزوج السادس نفسه عند مجاوزته الاجزاء الاولى من العنق فزوج من تلك الشعب تراه يصير الى الموضع العالى من الحنجرة وزوج اخر يصير الى عضل الحنجرة الذى بالعرض والى عضلها الذى يضم الغضروف الثانى الى الغضروف الاول ويصل ما بينهما وقد يمكنك فى مثل هذا العمل من اعمال التشريح أن تبحث عن فعل هذا العصب وذلك بان تقطعه فى بعض الاوقات قطعا وتربطه مرة برباط وتشده مرة بالاصابع فانه لا فرق بين أن تفعل هذا او تفعل ذلك ولا يقع فيه من الخلاف شى خلا ان العصب الذى يقطع او يرضض او يشدخ لا يرجع ولا يعود الى مجرى طبيعته والعصب الذى انما يشد بالاصابع او بالرباط يعمل عمله بعد قليل بعد ان يكون لم يرض بالاصابع او بالرباط رضا شديدا ولم ينحز ويتبر بسبب خيط دقيق قوى ربط به ربطا عنيفا فاذا انت عرفت وضع كل عصبة من الاعصاب التى تتصل وتلتحم بالحنجرة فى بدن حيوان قد مات لم يعسر عليك الوقوف على كل واحدة منها ووجودها عند ما تكشف عنها فى بدن حيوان حى والاجود أن تعمل هذا العمل فى ابدان الخنازير فإن فعل العصب والعضل فى جميع الحيوانات التى لها حنجرة فعل واحد بعينه غير ان سماجة منظر التشريح ليست فى الحيوانات كلها على مثال واحد ومن ذلك انى أنا كما قد علمتم أبين أمثال هذا التشريح فى ابدان الخنازير والجداء من غير ان احتاج فى ذلك الى القرود وقد ينبغى لك ان تزيد فى بحثك وتنظر الى الحنجرة فإنها مهياة بجنس واحد من الهية فى ابدان القرود وابدان الناس ايضا وهى هيتها فى ابدان الحيوانات ألاخر التى لها صوت بأن تشرح إنسان ميت وقرد وغيرهما من الحيوانات ذوات الصوت التى لها مع الصوت آلة الصوت وهى الحنجرة فان الحيوانات التى لا صوت لها فلا حنجرة لها ايضا ومن لا خبر له بامره التشريح يظن ان فى هية الحنجرة اختلاف كثير بين ستة اجناس الحيوانات التى كلامنا هذا فيها وذلك بسبب انه لا مقادير عظم اجزاء الحنجرة ولا اشكالها على مثال واحد بعينه كما انه ليس عدد العضل الذى فى هذا الموضع فيها كلها واحد بعينه فاما فعل كل واحد من اجزاء الحنجرة ومنفعته ففعل واحد ومنفعة واحدة فى جميع الحيوانات ذوات الصوات وذلك بسبب ان غرض الصانع فى ابدان هذه الحيوانات غرض واحد فى هية آلات الصوت كما ان غرضه فى هية آلات التنفس فى الحيوانات ذوات التنفس غرض واحد وانما الخلاف بين هذه آلالات فى ابدان هذه الحيوانات فى مقادير عظمها وفى اشكالها فمن ذلك انى انا ايضا فى الوقت الذى وقفت فيه على معرفة هذا العصب الراجع الى فوق وكنت أبحث عن كون الصوت خطر ببالى ان ابحث عن هية هذا العصب فى ابدان الحيوانات التى تطير وخاصة ما كان منها طويل العنق بمنزلة الكراكى وطير الماء الابيض الطويل العنق والعصفور العظيم الذى قد جرت عادة اليونانيين كلهم بان سموه عصفور جملة وهى النعامة فلما صرت الى تشريح هذه الحيوانات فنظرت الى هية العصب الراجع الى فوق فوجدتها هية واحدة بعينها عجبت جدا من عدم آثار الكسل والتوانى فى الخلقة وقد ثبت فى كتاب منافع الاعضاء وفى كتاب الصوت ان العصب الذى يحرك العضل الذى يفتح الحنجرة والذى يغلقها كان ينبغى ان يصعد الى الحنجرة من المواضع السفلية وانه كان يجب ضرورة ان يكون هذا العصب اذا انحدر من الدماغ يدور حول شى من الاعضاء يقوم له مقام العطف الذى يدور حوله الحبل حتى ينعطف عليه ويرجع آخذا الى فوق وانه ليس فى العنق عضو على هذه الصفة الا انى لما رايت العنق طويلا جدا فى هذه الحيوانات التى ذكرتها ظننت انه لا يمكن فى عصب رقاق منشاه من الدماغ أن ينحدر اولا الى الصدر ثم يكون منه من هناك جزء راجع يحتاج الى ان يمر بالعنق كله ولكن لم بسبب ذلك فى الخلقة كسل ولا توانى كما لم بسبب غيره فانحدر الزوج السادس من ازواج العصب المنحدر من الدماغ حتى يبلغ الى الصدر مارا فى آخر العنق الذى فيه يمر فى الحيوانات الٔاخر ثم انه فى هذا الموضع يتشعب منه عصب يرتقى الى الحنجرة فى ابدان هذه الحيوانات الطويلة العنق كتشعبه وصعوده فى ابدان الحيوانات الٔاخر وان كان الامر على ما وصفت فليس فى الخنازير فقط يمكنك ان تتبين ما يحدث بالصوت من الضرر وآلافة عند وقوع آلافة بهذا العصب بل وفى جميع الحيوانات ذوات الصوت جملة وكيما تقدر اذا ضربت يدك الى ذلك فى كل واحد من اجناس الحيوان على ان تجد هذا العصب وتقف عليه سريعا قد ينبغى لك ان تتفقد فتشرح ذلك الحيوان الذى تريد ان تشرحه والامر على ما وصفت لك من انه ليس شى يضطرك الى ان تشرح حيوان حى إن كانت الخنازير والجداء وتبلغ فى ذلك حاجتك لكن دع القرود الاحياء وصر الى هذه ثم تثبت فيها اولا وقد ماتت وتفطن فى هية جميع اجزاء الحنجرة وانا واصف لك هية الحنجرة فى جنس الخنازير وهذه صفتها قال حنين هذا موضع يذكر فيه هية اجزاء الحنجرة فى ابدان الخنازير اقول انها مركبة من ثلثة غضاريف مربوط بعضها الى بعض باربع مفاصل على ما وصفت فى القرود وكذلك ايضا عضل الحنجرة عدده مساو لعدد عضل حنجرة القرود ومواضع العضل من الحنجرة تلك المواضع باعيانها والتحامها واتصالها بتلك آلالات باعيانها على ما هو فى القرود غير ان للقايل أن يقول بالحدس ان العضل الذى فى الخنزير مقادير عظمه ضعف العضل الذى فى القرد متى كانا هذين الحيوانين متساويين فى ساير بدنهما لان جميع حنجرة الخنزير ضعف جميع حنجرة القرد متى كانا هاذين الحيوانين متساويين فى العظم اعنى الخنزير والقرد فاما العصب الذى يتصل ويلتحم بعضلها فهو فى غلظه اكثر من ضعف العصب الذى فى القرد فى عضل مساو فى العظم لعضلهما فانه ليس انما يفوق بكثير عضل الخنزير لعضل القرد فى مقادير جرمه فقط لكنه يفوقه ايضا بكثير جدا فى قوته ومنزلته وذلك لان القرد صوته صوت دقيق ضعيف صغير والخنزير صوته صوت عظيم قوى واذ كان الامر كذلك فبالواجب لزم الحنجرة ان يكون ليس عضلها الخاص بها فقط عظيم لكن عضلها ايضا المشترك لها وللاعضاء القريبة منها عظيم اعنى بقولى العضل الخاص العضل الذى يفتحها ويغلقها واعنى بالعضل المشترك لها وللاعضاء القريبة منها العضل الذى يضمها الى القس ويصل ما بينها وبينه والعضل الذى يضمها الى العظم الشبيه باللام ويصل ما بينها وبينه وهذا العضل ايضا يعين على أفعال الحنجرة الخاصية بها بعض المعونة وذلك ان الذى يصعد منه الى العظم الشبيه باللام يقبض ويجمع جميع الموضع الاعلى من الغضروف الشبيه بالترس واما الذى ينحدر منه الى القس فيقبض ويجمع جميع الموضع الاسفل منه الا ان هذا شى انما هو للحنجرة من طريق الزيادة وكثرة الخير اذ كان قد يمكن الحنجرة من غير ان يكون لها هذا العضل أن تبلغ ما تحتاج اليه من أفعالها على التمام فاما العضل الذى يضم الحنجرة الى المرى ويصل ما بينها وبينه فهو يقبض ويجمع جانبى الحنجرة اكثر من هذا وقد كان يمكنها ان تبلغ حاجتها من فعلها فى أصناف الاصوات ولو لم يكن لها هذا العضل ايضا بعد ان تسلم لها الست العضلات التى قلت انها تتصل وتلتحم بالغضروف الثالث فإن قوة هذا العضل ومنزلته فى كون الصوت قوة ومنزلة عظيمة وبعد هذا فى القوة والمنزلة العضلة المضاعفة المستديرة حول قاعدة الغضروف الثالث وبعد هذه فى القوة والمنزلة العضل الذى يضم اطراف الغضروف الاول السفلية الى الغضروف الثانى والعضل الذى يضم طرفه الاعلى الى العظم الشبيه باللام والعضل الذى يضم جانبيه الى المرى لان العضل الذى ينحدر من العظم الشبيه باللام الى الغضروف الاول يمد الغضروف الى فوق مع حملة الحنجرة ويجمع اليه الطرف الاعلى واما العضل الذى يضم الغضروف الشبيه بالترس الى الغضروف الثانى فانه يشد ويجمع منتهيى اسافل الغضروفين كليهما واحد الى الاخر فاما العضل الذى ياتى من المرى الى جانبى الغضروف الشبيه بالترس فانه يقبض ويجمع فى ذلك الموضع الغضروف الاول الى الغضروف الثانى وقد اسخرجت بهذا الباب المنفعة الاولى من منافع العظم الشبيه باللام بمشاركته العضل المنحدر منه الى الحنجرة وذلك انك ترى هذا العضل يقوم من امر جملة آلة الصوت قياما ليس باليسير بجذبه الغضروف الاول الى فوق وقبضه اياه وجمعه له هناك لان هذا الغضروف لو لم يكن يجذبه الى فوق العضل الذى ياتيه من العظم الشبيه باللام ولو لم يكن يمده الى اسفل بخلاف ذلك الجذب العضل المنحدر الى القس ولو لم يكن يمده ويجذبه الى الجانبين العضل الذى ياتيه من المرى لكان سيكون فى غاية عدم الثبات والتمكن ويكون سريع الانقلاب والزلق الى كل جانب والانقلاب من قصبة الرية والمرى فاما آلان فانه قد صار وثيق التمكن بضبط العضل الذى وصفته له وبجذبه اياه من كل ناحيتين مختلفتين الى اربعة مواضع وقد صار بذلك لا يقدر ان يتباعد الى فوق تباعدا كثيرا بجذب العضل الاسفل له ولا يقدر ان يتباعد الى اسفل كثيرا بجذب العضل الفوق اياه الى فوق وكذلك ايضا لا يقدر ان يتباعد الى احد الجانبين تباعدا كثيرا بمد العضل الذى بالعرض اياه من ناحيتين مختلفتين وان كان الامر كذلك فبالواجب صار هذا العضل كله الذى ذكرته عضلا كبارا وصار العضل الذى يجذبه الى ناحية القس مضاعف وعضلتين من هذا العضل منشاهما من وسط الموضع الفوق من الغضروف الشبيه بالترس وعضلتين تنبتان من الموضع الاسفل منه بالقرب من الزاويتين السفليتين فاما العضل الذى ينحدر اليه من العظم الشبيه باللام فانه يشغل الموضع الذى فيما بين الموضعين اللذين يتصل ويلتحم بهما ذلك العضل حتى لا يكون فى الغضروف الاول موضع عار من اللحم وبهذا السبب يصير وضع العضل الذى يمده الى فوق مورب تاريب اشد من تاريبه فى ابدان القرود وذلك ان ذلك العضل اذا نشاء من الضلع الاسفل من اضلاع العظم الشبيه باللام ركب على جانبى الخط الاعلى من الغضروف الشبيه بالترس ثم يجى من ههنا على تاريب الى اسفل من طرف صلبه والعضلتين فى هذا الموضع تلتقيان وتماسان وبالقرب منه من خارج منابت العضل الذى ياتى القس حتى انه لا يكون فى هذا الموضع ولا جزء واحد من الغضروف الاول مكشوف فكما ان فى القرود من بعد ان يكشف عن العنق ما يجلله من العضلة التى يقال لها فراش عضلى يتبين قبل الجميع العضل الذى ينحدر من العظم الشبيه باللام الى القس على ذلك المثال تجد الامر فى الخنازير وان كان الامر على هذا فبين انه انما ينبغى ان تشرح اولا العضلات التى يقع عليها البصر ثانيا وهى التى تاتى من الغضروف الشبيه بالترس الى ناحية القس من كل واحد من الجانبين عضلتين لانها كلها اربع وكيما ينكشف لك ويتعرى جميع الجانب القدام من العنق اقطع واستاصل العضلة التى تاتى من الراس الى القس وهى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة موضوعة فى ابدان الخنازير فى هذا الموضع بسبب انه ليس للخنازير تراقى واما فى ابدان القرود فتضام هذه العضلة العضلة التى تتصل وتلتحم بالترقوة وهى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة فاذا اردت ان تكون مع تشريحك مواضع الحنجرة تكشف على المكان جميع الجانب القدام من العنق وتنظر الى عرق السبات نظرا شافيا فينبغى ان تقطع من الجانبين كليهما العضل الذى ياتى القس الذى يبتدى من تلك الاجزاء باعيانها من اجزاء الراس ويكون القطع فى أصل الٔاذنين عند منشاهما على ما تعلمت فى ابدان القرود ثم اذا انت كشطت وقلعت الاغشية المحيطة بالعروق والعصب الموضوع فى العنق نظرت نظرا بينا جدا الى عروق الٔاوداج والى شريان السبات والى العصب المنحدر فى الرقبة ومع هذه الى شعب هذا العصب التى تاتى العضل الذى قدمنا ذكره وان احببت ايضا ان تنظر الى آخر هذا العصب عند الراس نفسه فتشرح العضل الذى هناك فانك اذا فعلت ذلك نظرت ايضا نظرا شافيا الى الزوج السابع من ازواج العصب واذا انت عمدت الى هاتين العصبتين وشددتهما باصابعك او برباط او قطعتهما او حدث بهما شدخ او رض عطلت لسان الحيوان من أفعاله إلارادية وكذلك ايضا ان انت اضررت بالعصب الذى يتصل ويلتحم بالحنجرة وخاصة بالعصب الذى يرجع الى فوق عطلت العضل الذى فى الحنجرة عن فعله والعصب يتصل ويلتحم من الحنجرة بتلك المواضع باعيانها التى قلنا انه يتصل ويلتحم بها فى ابدان القرود وانا واصف لك ههنا بعد الذى تقدم كيف السبيل الذى ينبغى لك ان تسلكه فى تشريح ابدان الخنازير حتى تكشف عن جميع الاجزاء التى فوق الحنجرة التى بها تتصل بالعظم الشبيه باللام وتضامه حتى تبلغ الى اللحى قبل فقط ثم انهما بعد ذلك يغوصان ويغيبان فى عمق اللسان تحت العضلة التى بالعرض الممدودة تحت جميع اللسان وان كان الحيوان فى مثل هذا ملقى على ظهره فمعلوم ان الجزء الذى كان منه فى وقت سلامته ومجراه على طبيعته اسفل قد صار فى هذا الوقت يرى فوق ولا بد ضرورة من ان تكشف هذا الجزء اولا فى مثل هذه الاعمال وعلى هذه العضلة فى اجزاها التى عند اللحى عضلة اخرى راكبة وهى العضلة التى تفتح اللحى فى كل واحد من الجانبين واحدة وتبتدى هذه أن تتصل وتلتحم باللحى فى الموضع الذى هو بمنزلة زاوية له واتصالها والتحامها بطرف الجزء العريض منه حتى انها تلقى وتماس العضلة التى فى هذا الموضع التى تجذب اللحى الى فوق وهى عضلة غير العضلة الصدغية فاما هذه العضلة التى كلامنا فيها وهى عضلة اللحى الاسفل فانها تمتد باكثر ومبداء كونها من رباط صلب من الزايدة الشبيهة بإلابرة والمسلة وليس تبلغ الى طرف اللحى كما تبلغ فى القرود واذا شرحت هذه العضلة كلها ايضا وفصلتها من عضلة اللسان التى هى بالعرض التى هى من اسفل الا انه اذا ألقى الحيوان على قفاه رايتها فوق وهى اول عضلة تشرح من هذا العضل كله امكنك ان تنظر نظرا شافيا الى اطراف هذه العضلة أنها تتصل وتلتحم بعظام اللحى فى هذه المواضع حيث يكون اللسان مجرد عارى من العضل الذى حوله ويكون لا يتوارى بشى سوى بالطبقة التى تحيط به فقط واما موضع اللحى الاسفل الذى فيه ينتهى ويفنى هذه العضلة التى بالعرض ففيه اجزاه العريضة وفيه ايضا العضلة التى تجلل هذه الاجزاء وتضامها من داخل وهى عضلة ذات قدر يعتد به فى عظمها وشانها أن تمد اللحى الى فوق وترى ايضا انها تنبت من اللحى الاعلى وتخرج هناك تلك العصبة اللينة وهى العصبة الخاصية باللسان من الموضع الذى فيما بين العضلة الثخينة التى تشغل الجزء العريض من اللحى وبين العضلة التى تقدم ذكرها التى لها ليف يذهب بالعرض وبعد هذه الاشياء التى وصفناها ينبغى ان تشرح جميع عضلة اللسان التى منشاها من الضلعين المنخفضين من اضلاع العظم الشبيه باللام من جميع الحرف الاعلى من كل واحد منهما كما ينشو من حرفه الاسفل العضلة التى تنحدر الى الحنجرة على ما وصفنا قبل وفيما بينهما فى الجزء المحدب العضلة التى تضم العظم الشبيه باللام الى الراس وتصل بينهما فاما طرف الضلعين المنخفضين منه وهو الذى يضام فى ابدان القرود الغضروف الشبيه بالترس فانه يرتبط مع عظم الراس فى الجزء الذى منه منشاء الطبقة العضلية من طبقتى المرى وكلتاهما فى مجيهما تلتقيان الحلق وتماسانه من الجانبين فى موضع غير بعيد عن العصب المشترك الذى ياتيه وياتى أصل اللسان وهذا العصب ايضا ينكشف ويبرز لك فى هذا العمل الذى نحن فيه ويظهر لك من امره ان جزءا منه ينصرف اولا الى الحلق ثم ينصرف بعد ذلك الباقى الى أصل اللسان فيتصل ويلتحم به واما اذا انت شرحت عضلته التى فى العرض فانك ترى ح˜ روية بينة عصبته الصلبة وعصبته اللينة ايضا والصلبة منهما تريد ان تنقسم وتتفرق فى عضلاته واللينة فى طبقته وفيما بين هاتين العصبتين اللحم الرخو الخاص باللسان وهذا اللحم فى اول مبداه ظاهر ثم انه على المكان اذا مر تغطى وتوارى بالعصبة اللينة التى تنقسم فى هذا الموضع ثم ان اللحم الرخو اذا جاز تحت العصبة ظهر ايضا للبصر عارى مكشوف ولا سيما متى شرحت العصبة تشريحا تاما وتاتى عليها الى موضع اتصالها والتحامها باللسان وهذا اللحم يصير الى الاجزاء القدام من اللحى الى الموضع الذى يتصل فيه جزوه الايمن بجزوه الايسر فاذا صار الى هذا الموضع لم يمكن ان يراه احد دون ان يفتح فم الحيوان فاذا فتح الفم وحك عن العظم الغشاء المجلل للسان ظهر للبصر هذا اللحم بينا بعد ان يجذب اللسان كله الى الجزء الداخل الى جوف الفم وفى منتهى هذا اللحم الرخو منشاء الوعاء الذى يقال له مسكب الريق وهذا الوعاء مفتوح الى الفم الى جانب الجزء من اللسان المربوط مع اللحى فاذا شرحت وقلعت جملة هذه الثلثة الاعضاء التى ذكرناها وهى العصبة الصلبة والعصبة اللينة واللحم الرخو الذى للسان وهو الموضوع فيما بين هذه قال حنين إن هذا الكلام اعنى قوله وهو الموضوع فيما بين هذه وجدناه فى بعض النسخ اليونانية متصلا بالكلام فى العضلة واذا أقلب الى لسان آلاخر احتيح ان يوخر ويصير بعد قوله رايت اولا عضلات اللسان ويجعل مكان قوله وهو الموضوع وهى الموضوعة اى عضلات اللسان وانا احسب ان هذه النسخة التى ترجمت عليها اصح التى ذكرناها رايت اولا على الخط الذى يقسم البدن بنصفين عضلات اللسان التى منشاها من الطرف الاعلى من العظم الشبيه باللام وهذه العضلات تمتد الى طرف اللحى وهو الموضع الذى تتصل وتلتحم به وهى عضلات متحد بعضها ببعض وقد يمكن القايل ان يقول انها عضلة واحدة مضاعفة فاذا انت شرحت جميع هذه العضلة المضاعفة تبين لك تحتها تبينا ظاهرا ساير عضلات اللسان اعنى العضلات التى تصعد من المواضع السفلية على تاريب وهى العضلات التى تنبت من ضلعى العظم الشبيه باللام المنخفضين وتصير الى جانبى اللسان وهذه العضلات ايضا فى كل واحد من الجانبين واحدة مضاعفة فاذا قلعت هذه تبين موضع التحام الشريان باللسان وهو شريان عظيم جدا عند مقدار عظم اللسان وهذا الشريان يجى الى اللسان وهو راكب على الجزء الغضروفى من الجرم الذى يضم الراس الى الضلع الاعلى من العظم الشبيه باللام ويصل ما بينهما قال حنين وجدنا فى ثلث تسخ يونانية لقيناها الى هذه الغاية خلا النسخة السريانية ان بحسب ما نجد جالينوس يقول بعد قليل ليس هذا الجزء الوسط غضروفى لكنه عظمى وان كان ذلك كذلك فليس يخلو من احد امرين إما ان يكون غلط من الكاتب وإما ان يكون إنسان ظن انه يصلح الكتاب فغيره وافسده ومن كل واحدة من هاتين العضلتين المضاعفتين اللتين كلامنا هذا فى صفتهما جزء واحد ينبت من الضلع الاسفل من اضلاع العظم الشبيه باللام والجزء الاخر ينبت من ضلعه الغضروفى الممتد الى فوق منتصب وهذين الجزءين كلاهما من العضلة المضاعفة وهى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة على ما وصفت من بعد ان يمران الى قدامهما على وراب يتصلان ويلتحمان باللسان اتصال والتحام لا انقطاع له ولا يدخله خلل واتصالهما والتحامهما يقع فى الموضع الذى فيه خاصة يمر الى جانب اللسان ويضامه العضلة التى من الراس تصعد اليه من اسفل مارة بالنغانغ وهذه العضلة تمتد الى مسافة كبيرة حتى تكاد ان تبلغ الى راس اللسان فاما العضلة المضاعفة فانها تجى موربة وتتصل وتلتحم بالموضع الوسط بغايتها فى جانبه وتماس تلك العضلة التى ذكرتها قبل وترى ايضا العضلتين الباقيتين ممدودتين فى وسط اللسان طويلتين وتتصلان ايضا هاتين وتلتحمان بغايتيهما عند الطرف القدام من اللحى ومبداهما من أصل اللسان حتى انه يمكن القايل ان يقول ان جميع هذه العضلات جزء من اللسان لو لا انه يتبين عيانا أن بين جوهرها وجوهره فرق وذلك انها فى مثال اللحم مثل ساير العضلات ألاخر كلها وليس جرم اللسان الخاص به كذلك بل هو اشد بياضا واشد رخاوة واشد تخلخلا فلنصف آلان كيف الحال فى أصل اللسان ولان العلم بالحال فى مثال العظم الشبيه باللام وصورته إنه تنتفع به لا فى وضوح ما تقدم من قولنا فى هذا الكتاب فقط لكن فى وضوح ما يستانف منه ايضا اذ كانت صورة العظم الشبيه باللام ومثاله فى ابدان الخنازير مخالفة الصورة والمثال الذى وصفته فى القرود أنا واصف اولا الحال فى صورة هذا العظم ومثاله فاقول ان الضلعين المنخفضين من اضلاع العظم الشبيه باللام يجيان الى جزوه الوسط وهو جزء له عرض اكثر من عرضه فى القرود ومن هذا الجزو ايضا يمتدان ضلعين منتصبين متوازيين بعيد احدهما عن الاخر بعدا يسيرا وفى الموضع الذى فيما بينهما رباط يجمعهما من جنس الاغشية وساير جرم العظم الشبيه باللام هو عظم فاما ضلعيه المنتصبين اللذين ذكرناهما ههنا فغضروفين وترى عند منتهاهما رباطين ينبتان منهما ولا يذهبان فى طولهما الى فوق منتصبين لكنهما بمنزلة ضلعيه المنخفضين المايلين الى اسفل والى الجانبين كذلك تراهما يقبلان موربين الى كل واحد من جانبى الراس على قياس الرباطين اللذين فى بدن القرود اللذين قلت انهما يضمان طرفى الضلعين الفوقانيين من العظم الشبيه باللام الى طرفى الزايدتين الشبيهتين بالإبرتين الا ان هذين الرباطين فى ابدان الخنازير لا يبقيان على جوهرهما ولا ينضمان الى طرفى العظمين الشبيهين بالإبرتين لكنهما يتغيران اولا الى جوهر الغضروف ثم الى جوهر العظم ثم الى جوهر الغضروف ايضا ثم يرجعان الى جوهر الرباط ثم يتصلان ح˜ ويلتحمان بالراس الى جانب العظمين الشبيهين بالمسلتين ولذلك صارت جملة هذا الجرم الذى يربط العظم الشبيه باللام الى الراس غير متشابه الاجزاء مثل ما هو فى القرود متشابه الاجزاء لكنه مركب من ثلثة اجزاء غير متشابهة الجواهر والجزء الوسط منها عظم والجزوين اللذين عن جانبى هذا الجزء الوسط غضروفين شبيه احدهما بالاخر ثم بعد الغضروفين رباطين صلبين وجملة هذا الجرم ممدود على استدارة بمنزلة العصبة وجزوه الوسط يكون فى الخنازير التى قد بلغت عنفوان الشباب صلب عظمى وفى الخنازير الطرية الصغار رخو غضروفى وفى الخنازير الهرمة عظم حقيقى وجملة هذا الجرم المركب من هذه الخمسة الاجزاء التى ذكرناها هو فى القرود جرم واحد متشابه الاجزاء وهو رباط مدور على ما وصفت قبل واما فى الحيوانات التى تحبون فجل جوهره عظم وليس بعظم مدور لكنه عريض ويقوم للعظم الشبيه باللام مقام السند والدعامة فاما الاربعة الاجناس ألاخر من اجناس الحيوان وهى فيما بين القرود وبين الحيوانات التى تحبون فبعضها يكون فيه طبيعة هذين الجرمين اقرب من طبيعة القرود وفى بعضها أبعد وانا واصف الحال فى الاجناس ألاخر بعد فاما جنس الخنازير فليس ببعيد من جنس القرود وكذلك جنس الحيوان المداخل الاسنان غير انه ليس بمتشابه فى الحالات كلها فإن فى اطراف الضلعين المنخفضين من العظم الشبيه باللام بينها وبين ما وصفنا فى القرود بعض الخلاف والعضلة الخاصية باللحى الاسفل التى هى تفتحه مبداها فى الخنازير من الزايدة الشبيهة بالمسلة وليس مخالفتها فى هذا فقط لكن وفى انها ايضا لا تصير عصبانية الوسط على مثال ما هى فى القرود لكن لها رباط قوى يضمها الى العظم الشبيه باللام واما ساير جرمها كله فهو لحم والعظم قال حنين وجدنا فى جميع النسخ اليونانية ما ترجمناه ولم يكن ينبغى ان يقول عظم لكن جرم اذ كان ليس الاكثر فيه عظم لكن غضروف وذلك انه كان مركبا من ثلثة اجزاء فإن جزءين منه عظام وواحد غضروف الا ان يقول انه عظم وسماه عظما لان العظم فيه أعظم من الغضروف او لانه أصلب منه فأوجب له اسم العظم لغلبة العظم للغضروف الذى يضم الضلع الاعلى من العظم الشبيه باللام الى راس الحيوان ويصل ما بينهما على ما وصفت له ثلثة اجزاء فجزءه الوسط هو جزء عظمى يركب عليه الشعبة المتشعبة من شريان السبات وتصعد الى اللسان والاجود والاصلح لك أن تكون قد قلعت جميع هذا العظم الشبيه باللام مع شعبه التى ذكرناها حتى تنظر اليه حسنا فتفهم به ما تقدمت صفته من تشريح اجزاء الحنجرة وما سنصفه من تشريح اجزاء اصل اللسان ان كنت تريد فى وقت من الاوقات ان تتبين الحال فى اصل اللسان ويظهر لك باقى الاجرام التى هو متحد بها هذا موضع يذكر فيه الحال فى اصل اللسان فتشرح منذ اول الامر على ما اصف اقطع اولا جميع العضل النابت من العظم الشبيه باللام وهى عضلات ليس يمنعنى من ذكرها ههنا ايضا وان كنت قد ذكرتها فيما تقدم فاقول ان عضلتين منهن تجيان من طرفه الاسفل الى القس وعضلتين أخرتين تجيان من طرفه الاعلى الى طرف اللحى الاسفل وعضلات أخر عن جنبتى طرفه الاسفل ياتين فى القرود الى عظمى الكتفين وفى الخنازير ياخذن كانهن يردن ناحية الكتفين غير انهن لا يتصلن ويلتحمن بهما لكنهن يصرن الى العضلة التى فى الموضع المقعر من عظم الكتف وبينهن وتر من جنس الاغشية وعضلات أخر منشاهن فى القرود من طرفه الاسفل وهى عضلات دقاق جدا وياتين عظم الراس حيث اصل الزايدة الشبيهة بالمسلة وفى قياس هذه فى ابدان الخنازير عضلات ياتين ذلك الموضع بعينه ومنشاها من الاجزاء المحدبة من جملة الضلع الاسفل من العظم الشبيه باللام فى كل واحد من الجانبين واحدة وهذه العضلات قوية فينبغى لك الان ان تكشط وتقلع هذا العضل كله وتقلع معه العضل الذى قلنا انه ياتى من العظم الشبيه باللام الى اللحى والى اللسان ومع هذه ايضا العضلات التى تاتى من الراس الى جانب الحلق على وراب وتصير الى جانبى اللسان فانك اذا كشطت وقلعت هذا العضل كله رايت اصل اللسان مضاما لجميع ما يقرب منه من الاجرام خلا اليسير يصل بينه وبينها الطبقة المشتركة له ولجميع الفم الذى هو موصول متحد به ولجميع الاجرام ألاخر المضامة له وهو يضام بها ايضا المرى والحنجرة فاذا قلعت جميع هذه وصار اللسان عاريا مكشوف رايت اصله فى الخنازير على هذه الصفة اقول ان الموضع الذى فيه مبداء منبت الضلعين المنتصبين من اضلاع العظم الشبيه باللام تجد فيه فى الموضع الوسط لا من منبت الضلعين فقط لكن ومن جملة الضلعين المنتصبين رباطا من جنس الاغشية ولهذا الرباط ايضا اصل ينبت من ذلك الموضع بعينه الذى منشاء اصل الضلعين منه ومن المسافة التى بينهما فانك ترى اصلى هذين الضلعين المنتصبين غير متماسين بل هما متباعدين بحسب تباعد الضلعين واحد عن الآخر فههنا فى الموضع الذى فيما بين المنبتين رباط ياتى راس الغلصمة وعضلتين صغيرتين متحدتين احداهما بالاخرى يمكنك لاتحادهما ان تقول انهما ليستا اثنين بل واحدة مضاعفة وهما تتصلان وتلتحمان بأقصى الغلصمة وألافضل ان لا تقول ان هذا أقصى الغلصمة ومنتهاها لكن اولها ومبداها وهو ايضا مدور فمن عند هذا الذى قلنا انه مبداء الغلصمة اذا انت تبعت ظهر الغلصمة وصلبها رايت اصل اللسان على المكان لان اللسان انما يتحد بالغلصمة فى هذا الموضع وحده بلجام من جنس اللحم فاما ساير غاياته ألاخر كلها التى هناك فاتحاده بالاجزاء القريبة من الغلصمة بالطبقة التى تحيط به واذ كان الامر على ما وصفت فليس ينبغى لك ان تبحث عن اللسان ولا عن غيره من الاعضاء من اين منبته لان المنبت انما يصح فى العصب والعروق والشريانات والاوتار فقط ويصدق القايل بانها تنبت من موضع كذا وموضع كذا واصغرها تنبت من اكبرها بمنزلة ما تنبت من ساق الشجرة اغصانها ثم تتفرع بمنزلة ما تتفرع الاغصان الكبار الى اغصان اصغر منها والصغار هذه الى اصغر منها ثم تتفرع من هذه أخر ولا يزال ذلك دايما حتى يوول الامر الى مثل هذه الشجرة التى تنتهى اغصانها الاقاصى الى الاطراف المفرجة فيبلغ كل واحد من العروق والشريانات والعصب الى آخره وغاية منتهاه ويقف فلا ينقسم بعد ذلك فاما ساير الاعضاء فليس منها ولا واحد ينبت من آخر ولكن قد يضطر الامر مرارا كثيرة فى اقتصاص ما يظهر عيانا فى التشريح الطالب إيضاح الكلام الى ان يقول ان شيا ينبت من شى وان شيا يلتحم ويتصل بشى وقد كان ألاولى أن تصفها كلها بالصفة المشتركة الشاملة لها وهى ان هذا الشى مضام لهذا الشى متحد به بمنزلة ما اذا عرضت فى ألاجفان قرحة عرض من ذلك أن يتحد به احد الجفنين بالآخر فى بعض اجزايها وكذلك قد راينا اصابع عرضت فيها قرحة فاتحدت واحدة بالاخرى واقول ايضا انه لو كان فى خلقة الجنين يعرض أن يخلق بعض اعضايه اولا ثم يخلق بعض آخر ثانيا على الولاء ثم على الولاء بعض ثالث وبعض رابع وخامس لما كان يجب بسبب ذلك أن تظن بان الاعضاء الثوانى تنبت من الاعضاء الاولى اذ كان قد يمكن ان يكون الامر فى ذلك بمنزلة ما هو فى البناء فكما ان البانى انما يضع شيا على شى ويعلق شيا بشى كذلك يكون الامر فى كون الحيوان وعلى هذا النحو ايضا يركب السرير والكرسى والصندوق والسفينة وذلك انه يوضع فيها جزء ما قبل الاجزاء ألاخر ثم يوضع ساير الاجزاء على ذلك الجزء وبعده فيعقد بعضها مع بعض ويستمر ويركن بعضها فى بعض ويلزق بعض ببعض ويربط بعض ببعض وليس يمكنك ان تقول فى صنعة السفينة ان أساس السفينة هو أصل ينبت منه ساير الاجزاء ولا فى صنعة البيت ان أسا ساته أصل لساير اجزايه اذ كانت ساير اجزاء السفينة والبيت انما تبنى وتركب على هذه ألاساسات وليس كونها وتولدها من الاساسات بل انما هى عليها ومن بعدها وليس هذا موضع ينبغى ان يذكر فيه من هذا الباب اكثر مما ذكرنا لان قصدنا ههنا انما هو أن نصف كيف السبيل فى الكشف عن اعضاء البدن لا فى الحيوان الميت فقط لكن فى الحيوان الحى ايضا وانا راجع ثانية الى ما كنت فيه من ذكر اللسان هذا موضع يذكر فيه فعل اللسان ومنفعته فاقول ان جميع الناس يعلم ان اللسان ينتفع به الناس فيما يحتاجون اليه من الكلام ومن تمييز انواع الطعوم والمذاقات وتعرفها ونجده ايضا عيانا انه عند المضغ ينقل الطعام فى الفم ويقلبه لنا ويردده على ما نريد وبعض الناس يظن انه مع هذا ينفع منفعة كثيرة فى الازدراد لانه اولا يحمل الطعام الذى يرد الفم على ظهره ثم يدفعه بعد ذلك مارا فى الحلق الى المرى وزعموا ان أفعاله هذه التى تكون من عضلاته يتبعها شى من ألافعال الطبيعية عظيم جدا عند ما تنجذب الى فوق العضلة التى تاتى الغضروف الشبيه بالترس وهى تنجذب زعموا الى فوق الى اصل اللسان اذا ما امتد اللسان فى تلك ألافعال التى ذكرناها وعندما تنجذب زعموا هذه العضلة الى فوق تنجذب معها الحنجرة فتقرب بذلك من الغلصمة وتضامها حتى تتغطى وتنضم بها كيما لا يقلب شى من الطعام او من الشراب فيدخل من الحنجرة الى الرية والشناعات التى تلزم ما يقولونه هولاء انا ذاكرها فى كتاب غير هذا وهو الكتاب الذى أبحث فيه عن الحركات الخفية التى لا يعرفها المشرحين فاما الاشياء التى يجدها الانسان فى التشريح وتظهر عيانا وتصلح الرد عليهم وفسخ مقالتهم فهى اشياء انا واصفها ههنا فاقول اذا انت تقدمت فعرفت من تشريح بدن حيوان ميت وضع كل واحدة من العصبتين الصلبتين من عصب اللسان فينبغى لك ان تاخذ نفسك بالإدمان والارتياض فى ان تقطع جلد العنق الذى فيه خاصة العصبة الصلبة موضوعة تحت الجلد وهذا عمل ايها معشر القوم الذين قد رايتمونى اعمله تقدرون على ان تعملوه بأهون سعى وانا اعرف جماعة كثيرة منكم قد عملوه عملا تاما فاما من لم يرنى أعمل ذلك فانى بسبب ما قد رايت أن الجزاء من القصد لينفعه ايضا فينبغى له ان يروض نفسه اولا فى بدن حيوان ميت كيما يقدر على ان يقطع الجلد كله والعضلة الموضوعة تحته التى يقال لها فراش عضلى فى ضربة واحدة ثم يمد حاشيتى القطع بصنارات ويكشف عن الاعضاء الموضوعة بعد الفراش العضلى ويتوقى ويحذر شيا واحدا وهو ان يقطع عرقا او شريانا ومن كان قد ارتاض فهو يفعل ذلك بأهون سعى من غير ان ينشق عليه الدم فيكشف له سريع العصبة الصلبة وهى على ما وصفت فى كل واحد من الشقين واحدة ولان الامر ههنا قد جرى فى قسمة العروق والشريانات والعصب على ما جرى فى جميع الاعضاء على العدل وإلانصاف صار متى قطعت واحدة من العصب عدم على المكان نصف اللسان عن الحركة فان قطعنا العصبتين كلتيهما تعطل على المكان جميع اللسان عن الحركات الإرادية وقد قلت مرارا شتى انك ان شددت هذا العصب برباط او قبضت عليه باصابعك او شدخته ورضضته اضررت به إضرارا مساويا لإضرار القطع وانا مذكرك ههنا ايضا بذلك وأذكرك مع ذلك ايضا بان الاجود والاصلح لك متى اردت ان يكون اذا حللت الرباط يرجع الحيوان ثانية الى ان يفعل بذلك العضو فعله الطبيعى أن لا تقطع العصب قطعا ولا تشدخه ايضا ولا ترضه ولا تشده بالرباط ايضا شدا قويا بقوة كثيرة جدا ولا يكون الخيط الذى يربط به خيط قوى جدا دقيق فإن الخيط اذا كان كذلك بلغ الى عمق العصبة واحدث فيها ألما شبيها بألالم الحادث عن القطع والشدخ ومن بعد إضرارك بالعصب بأى ضرب شيت من ابواب المضرة وتعطيلك اللسان عن الحركات الإرادية قد يمكنك إن شيت أن تخيط ذلك القطع وان لم تخيطه ايضا امكنك ان تشد عليه إسفنجة لينة وتدع الحيوان حتى يرجع نفسه اليه ويقوى ويستريح مما مر به من العذاب والشدة التى كان فيها فى وقت ما كان يقطع منه ما قطع وليكن الحيوان فى هذه الحال حيوان عطشان فانه اذا كان كذلك رايته بعد قليل يشرب إن هو راى ماء فى إناء يصلح أن يشرب فيه ثم تراه اذا ازدرد ذلك الماء الذى يشربه ارتفعت حنجرته الى فوق على ذلك المثال الذى كانت ترتفع والحيوان سليم على مجرى طبيعته وهذا مما يدل على ان تمدد اللسان ليس له فى حركة الحنجرة فعل اذ كنا نجد الحنجرة تنجذب وترتفع الى فوق واللسان لا يفعل شيا بتة فان انت شيت ان تاخذ وعاء ضيق الفم فتضعه على حدبة اللسان وتصب الماء منه فى الحلق رايت ان الحيوان يزدرد ذلك الماء وان الحنجرة تبادر مصعدة الى فوق وهذا شى قد فعلناه مرارا كثيرة بأناس كانوا مسبوتين سبات متغرق ثقيل وكذلك يفعل بالحيوانات ألاخر حين يزيرونها ثم ياخذ الرجل لسان ذلك الحيوان المزير فيضبطه ضبطا وثيقا ثم يوجر الحيوان ما يريد من الادوية الرطبة التى تشرب ولكن دع عن هذه الاشياء وامثالها فى هذا الوقت فإنا انما قصدنا ههنا لذكر الاشياء التى تظهر فى التشريح عيانا وخذ بنا فى ذكر باب آخر وهو انك اذا قطعت العضلات التى بالعرض واستاصلتها كلها اعنى العضلات التى تاتى الغضروف الشبيه بالترس فانت تفرق بين الحنجرة وبين ما كانت عليه من مشاركة اللسان وترى الحيوان عند ذلك يزدرد على ما كان قبل ذلك وترى ايضا الحنجرة تنجذب الى فوق على مثل ما كانت عليه بعينه فيا ليت شعرى هذه الاشياء التى تظهر فى التشريح عيانا وحدها تفسخ راى القوم الذين يزعمون ان الحنجره تتحرك مع عضل اللسان وامر قد يفسخه ايضا ما تراه عيانا قبل تشريح الحيوان الحى وهو الامر الذى فيه يخطون ويغلطون اعظم الخطاء والغلط من قبل أنهم لا يعلمون ان من الضلعين المنخفضين من العظم الشبيه باللام يتصل ويلتحم بالحنجرة العضل الذى يجى من حرفها الاسفل وباللسان العضل الذى يجى من حرفها الاعلى الا أن يزعموا ان جملة العظم الشبيه باللام اذا جذبه الى فوق العضل الذى ياتى اللسان جذب هو معه جملة الحنجرة فإن قالوا ذلك انكشف من امرهم ههنا ايضا انهم لا يعرفون فعل الحنجرة أصلا اذ كان انما العضو الذى ينجذب الى فوق ويتمدد الى ناحية راسه هو الذى يجذب معه الاعضاء التى اليها يجى ودع عن هذا وأشباهه فان الامر فيه على ما قلت لك قبل من انى قد لخصت جميع القول فى ذلك فى موضع غير هذا فلنصف الآن الحال فى العصب الذى فى العنق ونجعل كلامنا من راس آخر وهو هذا قال حنين هذا موضع يذكر فيه الحال فى العصب الذى يرى فى العنق فى حيوان حى اقول انه يبلغ من سهولة الامر على من قد احتال بالرياضة فى كشف العصب الذى فى العنق أن هذا العمل يتم له فى ضربة واحدة يضربها بالسكين وليس هذا شى يتم لى وحدى بل قد يتم ايضا لكثير من اصحابى وما كان امثاله فالتشبيه به على من يحضر عامله ويراه عيانا سهل جدا وصفته بالقول امر يعسر جدا ولكن اذ كنت قد رايت أن انحو فى كتابى هذا الى منفعة من لم يحضرنى ولم يرنى قط وأنا اشرح تشريحا فقد ينبغى لى ان اصف هذا العمل ايضا باوضح ما يكون بقدر الطاقة فاقول ان الافضل أن تمدد الحيوان على قفاه فوق لوح مثقوب ثقبا يمكن ان ينفذ فيها الرباطات التى يشد بها قوايمه حتى تخرج الى الجانب الاسفل من اللوح ويعقد بعضها ببعض عقدا يمنع الحيوان من الحركة أصلا وقد قلت قبل ايضا ان الاجود ان يكون الحيوان خنزير و ليحلق الشعر عن تلك المواضع التى فيها يقع التشريح فشقها شقا ذاهبا على استقامة من جانبى قصبة الرية فى طول العنق وابتدى من الحنجرة ومر من فوق الى اسفل مسافة كثيرة فانك اذا فعلت ذلك تبين لك فى هذا الموضع لحمات رخوة يمكن ان تقلعها وتكشطها بأهون سعى باطراف اصابعك من غير سكين وبعد هذه يستبين لك الشريان المعروف بشريان السبات وهو فى كل واحد من الجانبين واحد ويستبين لك مع هذا ايضا الوداج الغاير وعصب الزوج السادس ملفوف فى أغشية مشتركة له فاقطع هذه الاغشية ثم ألقى فيما بين الشريان والعصبة صنارة عمياء مثقوبة يكون طرفها معتدل الحدة كيما ينفذ فى الاغشية نفوذا سهلا من غير ان يثقب شى من العروق والشريانات وليكن فى هذه الصنارة خيط مطوى بطاقين إما من الخيوط التى تصلح للحم قوى وإما من الخيوط التى تصلح للشداد ويكون الخيط نافذ فى ثقب الصنارة كيما اذا أنت مددت العصبة بالصنارة امكنك ان تاخذ احد جانبى الخيط باصابعك وترد الصنارة الى خلف مع الجزء آلاخر من الخيط فانك اذا فعلت ذلك فعلا جيدا وقع لخيط تحت العصبة فاذا انت مددت طرفيه الى خارج امتدت معه العصبة فامكنك ان تشدها وحدها بالرباط دون الشريان واذا انت شددت كل واحدة من العصبتين وحدها نظرت الى ما يعرض للحيوان من ذلك والذى يعرض هو انه إن وقع الرباط على واحدة من هاتين العصبتين صار الحيوان ذو نصف صوت واذا شدتا بالرباط العصبتان كلتاهما عرض للحيوان أن يبقى بلا صوت غير انه فى ذلك الوقت يكون نفخة له شبيهة بالصوت ألابح واما اذا شد الشريانين فان الحيوان لا يضره ذلك فهذا واحد من الامور التى ترى عيانا مما تعرفه من مثل هذا التشريح قد وصفته لك وههنا امر اخر ثانى تعرفه منه وهو امر العصب الراجع الى فوق واذا اردت ان تفتش وتبحث عن هذا العصب فمد حاشيتى القطع كله بصنارة وقد يمكنك ايضا ان تزيد فى القطع من الجانبين كليهما الى فوق الى ناحية الحنجرة وتقطع الجلد وتسلخه كله مع العضلة التى يقال لها فراش عضلى فانك اذا فعلت ذلك تبين لك مع العصب الراجع الى فوق الذى تراه فى الموضع الذى فهمته عنى يدخل الى الحنجرة من طرفها الاسفل جميع العصب الاخر الذى ينقسم من الزوج السادس والعصب الذى ينبت من الدماغ نفسه فاضبط هذا العصب ايضا بصنارة عمياء مثقوبة وينكشف بعد هذا العصب ايضا على مثل ما وصفته العصب الخاص بالحلق وهو العصب الذى مجراه وممره غاير ومخرجه من عظم الراس فى ثقبى الزوج السادس والاول من هذا كله فى الموضع هو عصب الزوج السابع الذى ينقسم فى عضل اللسان وقد يمكنك ان تشده برباط بأهون سعى ويتبين ان اللسان يبقى مسترخيا كمفلوج زمن واما شد عصب الحلق برباط فيتعطل به اصلا الصوت الٔابح الذى يسمع للنفخة وعصب اللسان راكب على الاجزاء العظمية من الاجرام التى تربط الى الراس العظم الشبيه باللام وتحت هذا العصب موضوع فى العمق العصب المشترك للحلق واللسان وهو عصب لا يقع اليصر عليه بسهولة ولا يضبط بالصنارات دون ان تباعد اولا الشريان الذى ياتى اللسان بأن تذهب به الى خارج بصنارة عمياء فاذا صرت الى حد يمكنك ان تقف على هذا العصب فمده الى فوق مدا تبلغ به ما تريده من ان تشده برباط او تضره بضرب اخر اى ضروب كان وإن فعلت ذلك رايت ان الحيوان يذهب صوت نفحته الذى كان بقى بعد هذا إلاضرار بالعصب الراجع الى فوق فهذه امور تعرفها وتميزها بهذا العمل الذى ذكرته لك ومعها ان من الضرر النازل بعضل الحنجرة وعصبها الباقى انما يحدث فى الصوت اختلاف يسير جدا فى صغره وعظمه وحدته وثقلة وقد ذكرت ذلك فى كتاب الصوت ذكرا كبيرا وكذلك ذكرت العضل والعصب الذى فيما بين الاضلاع الذى يحدث عن استرخايه وتعطل حركته أن يعدم الحيوان صوته وقد وصفت فى المقالة الثامنة من هذا الكتاب كيف ينبغى ان تضبط هذا العصب بالصنارات وقد بقيت اشياء أخر كثيرة تظهر عيانا فى موضع الحنجرة وموضع قصبة الرية مما لم يعرفه من كان قبل وهى اشياء مشاكلة للبحث عن الحركات الخفية التى لا تعرف وأرى انه ينبغى ان لا ألحقها فى هذا الموضع لانى اريد ان اضع كتابا مفردا فى الحركات الخفية التى لا تعرف ولانه قد وقع لى ثقل آخر عظيم بعد الثقل الذى تقدم وذلك ان بعد كتبى مقالات كتاب عمل التشريح لما قاربت الفراغ منها عرض أن وقع ذلك الحريق العظيم الذى احترق فيه هيكل ايرينى وبيوت كثيرة من بيوت الملك وبيوت الخزاين التى فى الشارع الاعظم التى فيها كانت تلك المقالات فى عمل التشريح موضوعة مخزونة مع ساير كتبى ألاخر كلها حتى لم يبق من كتبى شى اصلا خلا ما قد كان تقدم دفعى اياه الى الناس فيتناسخونه وكنت قد دفعت فى ذلك الوقت من هذا الكتاب ايضا احد عشر مقالة فاما ما يتلو هذه مما قد احترق فى ذلك الوقت فانا راجع الى وضعه مرة ثانية وقد احترق ايضا مقالات أخر كثيرة فى امر التشريح مما لم اكن حررته بعد تحرير يجوز معه دفعه الى الناس بل انما كنت ارسمه وأثبته اولا فاولا متفرقا فى كل وقت كنت اشرح فيه واحدا من الحيوانات لا من الستة الاجناس فقط التى هى ابدانها وخلقتها كهية بدن الإنسان وخلقته لكن ومن الحيوانات التى تدب ايضا ومن الحيوانات التى تذهب راجعة الى بطونها والحيوانات التى فى الماء والحيوانات التى تطير وإن انا استتممت ما قد بدات به من هذا الكتاب الذى قصدت له ههنا رمت ايضا تشريح تلك الحيوانات وصفة ما يظهر فيها فانى انما افعل هذا كما قد علمتم والحيوان موضوع قدامى أبصر الى هذه الاشياء فيه ولا سيما متى وصفت كيف السبيل الذى ينبغى ان نسلكه فى تشريحها
تمت المقالة الحادية عشر من كتاب عمل التشريح والحمد لله وحده PageV01P13 6
[book 12]
Страница 137
بسم الله الرحمن الرحيم جمل ما فى المقالة الثانية عشر ذكر هية اعضاء التناسل المقالة الثانية عشر من كتاب عمل التشريح انا واصف لك فى هذه المقالة هية اعضاء التناسل ومعنى قول اصحاب التشريح اعضاء التناسل الاعضاء التى جعلت لتوليد الاولاد وهى الارحام والٔانثيين والقضيب من الذكورة والفزج من إلاناث ومجارى المنى فان هذه اعضاء موجودة فى ذكور الحيوان واناثه وان كان قد قال قوم ان الاناث ليس لهن أنثيين فهذا اول ما ينبغى لنا ان نذكره فان هذا الراى ليس هو من الاراء التى انما تصح بحجة منيعة لكنه يصح من شى يرى عيانا وهو امر قد يفعله أمم عرافة اليونانيين ويفعل ايضا عندنا فى بلاد شتى فى بلاد قبدقيا وفى بلدان أخر وذلك ان اهل القرى ياخذون الخنازير الاناث فيشدونها على السلاليم ثم يقطعون من الجانبين اعنى الجانب الايمن والايسر فى موضع الخاصرتين قطعا بطوليهما بمقدار ما يمكنهم أن يخرجوا منهما البيضتين عارفا بموضعهما كيما لا يكون القطع طويلا فان من ضرب يده الى ذلك وهو لم يرتاض فى هذا العمل لم يامن ان يقطع فوق الموضع الذى ينبغى او اسفل منه فيضطره الامر الى ان يزيد فى الشق لتتبين ايضا البيضتان وتظهر حسنا فاذا فعل ذلك اتسعت الجراحة وعظمت فيعرض من ذلك بسبب ما يحدث من الورم ان تلتحم شفتى الجراحة فان تهيا ان تلتحم الجراحة عندما يتعهد لكل ما يحتاج اليه تعهدا جيدا فان الخزيرة التى كانات قبل انثى لا تبقى انثى كما لا يبقى الخزير الذكر اذا قطعت أنثياه ذكرا والحيوان يقال له باليونانية اوداطرن وتفسيره لا ذكر ولا انثى والمستحق لهذا الاسم على الحقيقة ليس هو الحيوان الذى قد قطع منه الانثيين لان التانيث والتذكير انما يجب فى الحيوان من قبل الٔانثيين وبين الانثيين و الانثيين فى خصوصية الجوهر فرق ليس بيسير وذلك ان أنثوى الحيوانات الاناث شبيهتان باللحم الرخو الذى يسند العروق والشريانات فى مواضع تقسمها ويدعمها وذلك انها ظاهرة بالكثافة والصلابة وأنثوى الحيوانات الذكورة على خلاف ذلك اعنى انهما رخوتان متخلخلتان مملوتان رطوبة بيضاء فى مثال الثديين واصحاب التشريح يسمون هذا الجنس من الاجسام باليونانية اداناس وهو اللحم الرخو وذلك انهم يقصدون من البدن الى اجزايه التى قلة الدم فيها كثيرة او تكاد ان تكون عديمة الدم واذا نظر اليها الناظر راها منحازة فى حيز يجدها فيه خاصة ومنظرها منظر الاجسام اللحمية الا ان الدم فيها اقل منه فى اللحم فيسمونها اداناس على ان الذى هو بالحقيقة من البدن عديم الدم انما هو الشحم الا انه بما فيه من الرطوبة واللين والبياض مخالف الرخو مباين له مباينة كثيرة جدا وكذلك يخالفه ايضا الشحم فى جوهره وانما تراه فى مثال الزيت الجامد واللحم الرخو عديم اللزوجة والدسومة ليس فيه من المتانة والعلوكة شى وخاصة ما كان منه يسند العروق والشريانات فى مواضع تقسيمها وذاك ان النوع الاخر منه الذى هو اشد رخاوة واكثر امتلاء من الرطوبة اذا ما سمن وخصب بدن الحيوان رايت فيه رطوبة دسمة وقد يمكنك ان ترى عيانا انه يتصل ويلتحم بهذا النوع من اللحم الرخو عروق وشريانات ظاهرة للحس وما كان منها اعظم فانك تجد انه يتصل ويلتحم به مع ذلك عصب ويتصل ويلتحم ايضا بهذا اللحم الرخو فى مواضع كثيرة مجارى جواهرها عرقية وشريانية ومجارى أخر منشاها من اللحم الرخو نفسه وهى التى فيها يكون مخرج الرطوبة التى تجتمع فى ذلك اللحم الرخو ولهذه العروق خصوصية فى جرمها وهى ان جرمها فيما بين جرم العروق والشريانات والٔانثيين لحم رخو من مثل هذا اللحم الرخو وذلك انه يتصل بها عروق وشريانات عظام جدا وينبت ايضا من كل واحدة منهما مجرى اخر تجرى فيه الرطوبة التى تتولد فيها والذى يتولد فى الٔانثيين فى جميع الحيوانات رطوبة بيضاء قوية الا انها ليست فى جميع الحيوانات على حال واحد بل قد تختلف اختلافا كثيرا فى الزيادة والنقصان وقد اقر واجمع على اكثر الامر جميع اصحاب التشريح خلا لوقوس بأن للحيوانات الاناث أنثيين واقروا واجمعوا ايضا بان العروق والشريانات التى تاتيهما تنبت وتنشو من تلك المواضع باعيانها التى منها منشاها ومنبتها فى الذكورة الا ان هذه العروق والشريانات فى الاناث اقل طولا منها فى الذكور كثيرا جدا وذلك لان أرحامهن موضوعة داخل فى الغشاء المستبطن لعضل البطن المعروف بالصفاق والٔانثيين منها موضوعتين فى موضع اعلى من عنق الرحم بكثير فمن اراد ان ينظر نظرا شافيا الى جميع ما فى الارحام فليفصل اولا على ما وصفت قبل العظمين المعروفين بعظمى العانة ويقلب ويرد كل واحد منهما مع ذلك الى الناحية التى هو موضوع فيها أما الذى هو منهما فى الجانب الايمن فالٕى الجانب الايمن واما الذى فى الجانب الايسر فالٕى الجانب الايسر فانه اذا فعل ذلك نظر نظرا شافيا بينا الى مشاركة الارحام للاعضاء القريبة منها وتبتدى بالنظر الى المثانة فان المثانه هى اول شى يظهر للبصر بعد العلاج الذى ذكرناه قبل فينبغى لك ان تخلصها وتفصلها من المواضع التى هى معلقة بها مع الارحام وتكشف عن الرحم من جميع النواحى حتى تدعه عاريا ثم تنظر الى عنقه نظر يثبت كيف هو وكيف ينتهى فى الفرج والقبل من الانثى فاذا انت فعلت هذا وصارت المثانة لا تعمى شيا مما تحتاج اليه فى تشريح الرحم امكنك ان تنظر الى مشاركته للمعاء المعروف بالمستقيم وهو المبعر وذلك انه كما ان المثانة موضوعة على الرحم كذلك الرحم موضوع على المعاء المستقيم فاذا انكشف لك الرحم من كل موضع امكنك أن تنظر نظرا شافيا الى هذه العروق والشريانات فقط التى تاتى ألانثيين من اين تاتى وكيف يتصل ويلتحم بعضها بألانثيين نفسهما ويعضها ينبث ويتفرق فى الرحم نفسه بعد ان ينقسم الى اقسام كثيرة ولكن تنظر ايضا مع ذلك الى العروق والشريانات التى اسفل من هذه سوى مشاركتها للأنثيين تتصل وتلتحم بجرم الرحم نفسه وتتقسم تقسما ظاهرا فى جميع الجزء الاسفل منه الى عنقه وقد يمكنك ان تسمى هذا العضو الذى فيما بين القبل والفرج من ألانثى وبين تجويف الرحم عنق الرحم ورقبة الرحم واذا نظرت الى هذا وحده خيل لك ان الرحم واحد على مثال تجويف الوعائين المسمى كل واحد منهما مثانة اعنى المثانة اللازمة للكبد وهى المرارة والمثانة التى يجتمع فيها البول حتى اذا انت فصلت وخلصت منه الغشاء المحيط به من كل ناحية ظهر لك تجويفين ينفصل احدهما من الاخر باهون سعى بغير سكين بالعلاج الذى يسميه ايروفيلوس كشطا وسلخا بمنزلة ما يفرق بين الجلد المحتوى على جميع البدن وبين ما تحته لان الاجرام التى تخلص بعضها من بعض بالكشط والسلخ مربوط بعضها الى بعض برباطات شبيهة بنسج العنكبوت ولعل بعض الناس من اهل التعبير بالاسماء والتنتيج عليها لا يوافقنا على ان نسمى هذه رباطات فليس ينبغى ايضا ان نسميها معاليق لان الافضل ان نسمى معاليق الرحم على نحو ما يسمون اصحاب التشريح ما كان جامعا للطول والقوة معا فانا نجد هذه تتمدد من العضل الذى فى المراق رباطات تبلغ الى الرحم قياس العضل الذى ياتى ألانثيين فى ابدان الذكور بعينه وقد ذكرت هذا العضل فى الموضع الذى ذكرت فيه تشريح العضل وانا ذاكره ايضا فى الموضع الذى اذكر فيه تشريح الذكور واذ كان الامر فيما يظهر بالتشريح على ما وصفت فقد يمكنك ان تسمى كل واحد من هذه الاعضاء كيف شيت فاما انا فكما اوضحت وشرحت كلامى فى كل واحد من الامور ألاخر كذلك الخص وابين كلامى فى الرحم فاقول انه من بعد ان تكشط وتسلخ عنه الغشاء الخارج المتحد المتصل من جميع نواحيه بالصفاق وانما هو شعبة من جوهره يمكن ان تفرق بين الرحمين وتخلص احدهما من الاخر بسهولة حتى يصيران الى عنق عام لهما موضوع منهما فى الطرف الاسفل وبهذا السبب صار الرحم يسمى على ضربين احدهما مخرجه مخرج العدد الذى يسميه النحويون فرد فيقال رحم والاخر العدد الذى يسمونه جمع فيقال ارحام ولا اعلم احدا ممن عرفته سبق بقراط الى تسمية الرحم بضربين ارحام على طريق الجمع ورحم على طريق الإفرد وتبع بقراط فى ذلك افلاطون اذ قال فى كتابه المسمى طيماوس هذا القول فاما الاعضاء المسماة من اعضاء النساء ارحام فإنها بهذا السبب لما كان حيوان مشتهى لتوليد ألاولاد صار متى بقى بلا ثمرة دهرا طويلا مجاوزا للوقت الذى ينبغى يشتد عليه ذلك ويعسر عليه احتماله وينزق ويغضف فانت يا هذا تجد هذا الرجل ايضا فى هذا الوقت الواحد قد ذكر الرحم على طريق الجمع فقال ارحام ثم اجرى ذكره على طريق الٕافراد فقال رحم وقد سماه ايضا فى آخر كلامه رحم على طريق إلافراد فقال فيه هذا القول ايضا اذا هم حصدوا بمنزلة ما يخضم الثمرة من الشجرة وألقوا فى الرحم بمنزلة ما يلقى البذر فى الارض المحروثة واذ كان الامر فى الرحم على هذا فقد يجوز لك انت ايضا ان تسميه باسم يدل على الواحد الفرد فتقول رحم بسبب عنقه وبسبب الغشاء الذى خارجه فان بسبب هذا الغشاء ليس يعلم خلق كثير ان الارحام رحمين وتسميه ايضا باسم يدل على الكثير فتقول ارحام لانه بالحقيقة رحمين يعمهما ويشملهما لباس وجلال واحد وهو الغشاء النابت من الصفاق ولهما ايضا عنق عام وهو الذى منه يخرج ويولد الجنين الذى خلق فى احدهما فاذا انت كشطت جلالهما العام رايت جوهرهما الخاص جرما له ليف مختلف الوضع اعنى بقولى ان له ليف مختلف الوضع انه تجد فيه ليفا يذهب على تاريب وهو اكثر ما فيه وليف آخر بعضه كانه يذهب عرضا وبعضه قايم منتصب على الاستقامة وهذا امر موجود ايضا فى جرم المثانة اذا انت كشطت عنه ايضا الصفاق وقد ينبغى لك ان تعلم ان فردية الارحام التى صارت بسبب الغشاء الحاوى للرحمين من خارج ليست من الامور الموجودة فى جميع الحيوانات بل الذى يوجد فى القرود وفى الحيوانات الشبيهة بالقرود اعنى الحيوانات المسماة ستيرو والمسماة لنجاس والمسماة قونوقافالو وكذلك فى النعاج والمعز والبقر قبل ان تكشط الجلال المغشى للارحام من خارج ان الرحم يرى واحد فرد على ما هو فى الناس واما فى الخنازير والكلاب وعلى اكثر الامر فى جميع الحيوانات الناتية الٔاسنان الكثيرة الاولاد فان الرحم يرى رحمين وذلك انهما يفترقان على المكان من العنق فيذهب واحد الى ناحية الخاصرة اليمنى وواحد الى ناحية الخاصرة اليسرى ولست أدرى كيف اعتاد اصحاب التشريح ان يسموا اجرام هذه الاعضاء التى هى آلات انفسها طبقات فانهم قد قالوا ان المعدة والامعاء كل واحد منهما مركب من طبقتين واذ كانوا قد سموها كذلك فلا بد لنا نحن ايضا ضرورة من ان نستعمل الاسماء التى قد جرت بها العادة وان كانت لم توضع على الحقايق لان هذا امر قد جرى بين الناس ليس فى هذه الاعضاء فقط بل هو امر موجود كثير جدا فى جميع ما يتصرف فيه الناس فى حياتهم والناس يستعملون امثال هذه الاسماء من غير ان يخطر ببالهم أكانت اسماء وضعت على حقايق او على غير حقايق فأطعنى انت ايضا وأطع قيلى افلاطون وتهاون بقراط العناية بالبحث عن الاسماء التى افرط فى استعمالها ايروديقوس وغيره ممن تشبه باخده ولتكن عنايتك بخلة واحدة فقط وهى ان تستفيد معرفة الامور انفسها باستقصاء على نحو ما ترى انى ايضا اصرف عنايتى فى جميع كتبى المتقدمة وفى هذا الكتاب ايضا ومن بعد ان تكون قد تبينت وتفرست فى جميع جوهر الرحم الذى لا حمل فيه وفهمته فتجاوز ذلك الى النظر الى الرحم فيه حمل والتثبت فى الجنين كيف هو فيه فكيف اغشيته التى تحويه ومما معلوم انه ينبغى لك على ما قد جرت عادة اصحاب التشريح ان تخلع الرحم الذى فيه حمل وتخرجه عن بدن الحيوان ثم تصير بعد ذلك الى تشريح ما ذكرته لك وقد يمكنك ان تنظر فى التشرحين كليهما الى شى عام وهو الحال فى مجارى المنى واوعيته التى تتصل وتلتحم بقرنى الرحم بفمين ظاهرين للحس غير انها ليست فى الاناث على مثل ما هى عليه فى الذكورة توجد على المكان من عند الانثيين واسعة بل هى فى نبتها ومنشاها فى الاناث من الانثيين كانها اقرب من طبيعة الاغشية ولذلك تنخرق وتنمزق سريعا متى نفذ الميل الدقيق فى تجويف وعاء المنى فان هذا الوعاء عند اتصاله والتحامه بقرن الرحم له من داخل سعة كبيرة وكلما يمر ذاهبا الى ناحية البيضة فهو لا يزال يضيق دايما اولا فاولا والجزء من جنس الاغشية وهو الذى عند البيضة ينشق سريعا حتى انه إن عصر إنسان ما فى ذلك الوعاء من الرطوبة المستوية الى المنى المختفية فى وعاء المنى خرجت من هذا الجرم الذى من جنس الاغشية فاما جرم الرحم نفسه فلا يزال يزداد رقة ويصير ارق مما كان ما دام الجنين ينمو ويعظم وذلك لانه يتمدد تمددا يتسع به الى كل ناحية فاذا كان بعد الولاد فان تجويفه يقل ويصغر عما كان عليه فى وقت الحمل ومقدار غلط جرمه وثخنه يزيد بحسب ما ينقص من عظم مقدار تجويفه وهذا ايضا من الاشياء التى تدعوا إلانسان الى التعجب من امر الخلقة كيف ضيق فم الرحم حتى صار لا يدخله طرف الميل الا بكد فانه لولا أنا نعلم يقينا ان الجنين منه يخرج لما صدقنا ان فم الرحم الذى كان منضما منطبقا يبلغ من انفتاحه أن يخرج منه حيوان تام واذا اردت ان تشرح رحما فيه جنين وهذا التشريح قد جرت عادتنا بأن نفعله فى المعز فينبغى لك ايضا ان تهيى أنبوبا صغيرا يكون طوله بمقدار قدم ومنتهاه ضيق كيما يمكنك أن تدخله مرة فى فم عنق الرحم ان شيت ذلك ومرة فى احد قرنيه عندما تكشف منتهاه فانك ان احببت ان تنفخ فيه كما ينفخ الصايغ النار بآلة شبيهة بهذه وهى المنفاخ ان انت فعلت ذلك فى عنق الرحم اتسع الموضع الذى فيما بين المشيمة والرحم وان فعلت ذلك فى قرنى الرحم اتسع الغشاء المسمى الشبيه بالنقانق فاذا كان ذلك كان امر التشريح اسهل واهون لانك تهدى وتستدل بالاعضاء التى انتفخت استدلالا بينا على تخليصها من الاعضاء التى تماسها وان شيت بعد ان تشرخ على هذه الصفة مرتين او ثلث مراة أن تشرح فى اول الامر من غير ان تنفخ وجدت الامر فى هذه الحال ايضا إن استقصيت عليه وليكن اول ما تبتدى به من هذا التشريح أن تقطع الرحم وحده وتشقه بسكين من غير ان ينال المشيمة من ذلك شى اذ كانت متبرية منه مفارقة له من كل جانب وانما اتصالها ومضامتها اياه بالحفاير فقط والحفاير تكون فى بعض الحيوانات فى امثال الزوايد المتحجرة التى تتولد على افواه العروق التى تنفخ فى الدبر وفى فرج ألاناثى وفى بعض الحيوانات تكون هذه الحفاير لحمات مترهلة مقدار عظمها مقدار صالح فاذا انت قطعت الرحم وشققته فى الموضع الذى فيما بين هذه الحفاير واسهل ما يكون ذلك اذا نفخته فان انت ايضا لم تنفخه لم يعسر عليك فينبغى لك ان تخلص الحفاير وتبريها من الرحم باصابعك حتى تبقى معلقة بالمشيمة ثم تخلص بعد ذلك الطبقة المسماة الشبيهة بالنقانق من الطبقة المسماة امنيوس وهى الطبقة التى تحتوى على الجنين وتحصره قال حنين إن القوم كانوا اذا ذبحوا حيوانا يلقوا دمه بآلة ياخذونه فيها ويسمون تلك آلالة بهذا الاسم ويسمون هذه الطبقة باسمها لمشابهتها اياها فى المثال فاما الطبقة المسماة الشبيهة بالنقانق فهى التى تجلل هذه من خارج فى اجزايها السفلية المحدبة وهى ايضا أضيق من المسماة امنيوس كثير واطول منها واقاصيها تنتهى الى قرنى الرحم فان نهيا ان يكون فى كل واحد من الوجهين جنين كان أحد طرفى الغشاء الشبيه بالنقانق يبلغ الى القرن من الرحم الذى فى ناحيته وطرفه الاخر يضام قال حنين وجدنا فى نسخة اخرى يونانية مكان طرف الغشاء الشبيه بالنقانق الذى للجنين الاخر الذى يصير الى تلك الناحية فطرفى هذا الغشاء يصيران الى الموضع الذى وصفناه واما وسطه فمثقوب بثقب ظاهر للحس ينفذ الى مثانة الجنين والامر على ما وصفت من ان تخليصه من الغشاء المسمى امنيوس يكون اسهل واخف اذا هو نفخ وذلك عند ما ينفخ طرفه حيث تضام مجرى المنى وذلك انه محوى محصور من خارج فى جوف المشيمة وهو يحوى ويحصر الغشاء المسمى امنيوس فى الموضع الذى ذكرته فاذا كان الامر كذلك فساير اجزاء الغشاء المسمى امنيوس يلقى المشيمة ويماسها فهى لذلك تحتاج الى مثل التخليص الذى خلص به الغشاء الشبيه بالنقانق من هذه وكما ان الثقب الذى فى وسط الغشاء الشبيه بالنقانق ينفذ الى مثانة الجنين كذلك جميع الشريانات والعروق التى فى المشيمة يتصل ويلتحم بالجنين فى موضع واحد بعينه ومبلغ جميعها اربعة وهذه الاربعة بمنزلة صوق الشجر التى تجتمع من اصول كثيرة واثنين منها شريانين واثنين عرقين على مثال الشريانات والعروق التى فى الجداول التى حول الامعاء وذلك ان المشيمة اذا نظرت اليها وحدها مفردة من غير حفاير وجدتها شبيهة بالجدول التى حول الامعاء وفى مثاله عروق وشريانات مربوطة باغشية رقاق فاذا ما يولد من جميع العروق والشريانات التى فى المشيمة عرقين عظيمين وشريانين اجتمعت اربعتها واحتوت على المجرى النافذ فيما بين الغشاء الشبيه بالنقانق وبين المثانة وصار هذا المجرى فى وسطها فيصير الشى المركب من خمستها الشى المسمى سرة وبعض الناس يزعم ان هذا ليس هو السرة بل انما السرة زعموا الموضع الذى فيه يتصل ويلتحم هذه الخمسة المجارى تحت جلد الجنين واما انت فدع المشايحة والمشاجرة فى الاسماء لغيرك وخذ فى تشريح الجلد المحيط باتصال هذه الجمسة المجارى والتحامها ثم تشرح بعده العضل الموضوع تحته حتى تبلغ الى الصفاق فانك اذا فعلت ذلك رايت الشريانين يلتقيان على المثانة ويستديران حولها من كل واحد من جانبيها واحد حتى يضامان الشريانين اللذين ياتيان الرجلين فى الموضع الذى عنده اولا انقسم الشريان المستبطن للصلب ويولد الشريانين اللذين ياتيان الرجلين من قسميه وقبل ان يتصلان ذينك الشريانين ويلتحمان بهذين تنشعب منهما شعب تصير الى المثانة والى الانثيين واما العرقين فتراهما يتحدان ويتصلان حتى يصيران عرقا واحدا ويصير ذلك العرق الواحد الى الكبد قيتصل منها بموضع اعلى قليلا من العرق الذى يسمى فى الحيوانات الكاملة باب الكبد فان احببت ان تتبع هذا العرق وتقف على تقسيمه فى الكبد وجدته شبيها بعرق مضام العرق الاجوف والعرق الذى يقال له فى الحيوان بعد ما يولد باب الكبد وذلك لكيما تكون تلك العروق التى فيها يكون نفوذ الغذاء وممره من المعدة والامعاء فى الحيوانات الكاملة هى التى ينفذ فيها ايضا الدم ويصل الى بدن الجنين فاما نفوذ الغذاء من العرق الاجوف ووصوله الى جميع البدن فهو على حال واحدة فى الحيوان الكامل وفى الجنين وكما يوجد هذا الامر الذى وصفته لك فى ابدان الاجنة خاصة دون غيرها كذلك ايضا يوجد فى القلب شى خاص فى اتصال العرق الاجوف والشريان الاعظم وذلك ان العرق الاجوف مثقوب الى الشريان العرقى الذى منشاه من التجويف الايسر من تجويفى القلب والشريان الاعظم مثقوب الى العرق المعروف بالشريانى النابت من التجويف الايمن من تجويفى القلب وليس يبقى شى إلا علامات من هذه الامور التى ذكرناها كلها ودلايلها لابثة محفوظة توجد فى جميع ألاسنان وانما يوجد منها فى باقى ألاسنان كلها أن رايت هذين الشيين فقط اعنى ما يدل على العرق الذى ياتى من السرة الى الكبد وما يدل على المنفذ بين الشريان الاعظم والعرق الشريانى فاما المنفذ والثقب الذى بين العرق الاجوف والشريان العرقى فليس يبقى منه بقية ذات قدر يعتد به فى جميع الٔاسنان مع انه ايضا ليس يذهب ويدرس ساعة يولد الجنين لانك تجد الثقب والمنفذ فى الٔايام الاولى ينسد قليلا قليلا وذلك بان الغشاء الذى فيه كان الثقب والمنفذ يتصل ويلتحم بجرم القلب فاما الثقب والمنفذ الذى بين الشريان الاعظم والعرق الشريانى فانه انما يكون فى نفس جرم العرق والشريان وهو فى الاجنة كبير حتى اذا ولد الجنين لا يزال كلما طال مكثه يعمى وانضم وجف بمنزلة العرق الذى ياتى من المشيمة الى الكبد وبمنزلة الشريانين اللذين يستديران حول المثانة ويحيطان بها فيصير هذه الشريانات والعروق اذا جفت كثيرا شبيهة بجرم العصب وكذلك الامر فى المجرى الساكب للبول فان هذا ايضا يجف ويصلب ووينضم ويفنى ويتقلص وقد كان فى الجنين يتصل ويلتحم بقعر مثانته ويفضى اليها بفم ومنفذ ظاهر للحس كيما اذا انعصرت الرطوبة المختفية فى قعر المثانة التى تحويها نفذت فى المجرى الساكب للبول ثم اذا عصرتها ايضا المثانة عايدة مرة ثانية مصعدة فى المجرى الساكب للبول صارت الى الطبقة المسماة الشبيهة بالنقانق فقد وصفت لك الان على اكثر الامر جميع ما يظهر للعيان فى الجنين الميت وينبغى ان اضم الى ذلك وازيد عليه ذكر ما يظهر للعيان فى الجنين الحى فاقول انه ينبغى ان تكون العنز فان من عادتنا أن نعالج هذا التشريح خاصة فى هذا الحيوان مهياة بهذه الهية تربط وتستوثق منها وهى ملقاة على قفاها وراسها مرتفع الى فوق قليلا ويحلق ما على مراق بطنها من الشعر كيما اذا شققته بعد يمر القطع فى ضربة واحدة فى المراق كلها حتى يبلغ الى الصفاق وليكن القطع فى الموضع الذى فيما بين العروق والشريانات المنحدرة من القس والعروق والشريانات التى ترتقى من اسفل التى هى مشتركة للثديين والارحام وهذه العروق والشريانات المشتركة ممتدة الى جانب العضل المنتصب من عضل البطن الذى ملتقاه حد يفصل بين الجانب الايمن والجانب الايسر فليكن الان القطع فى هذا المكان فى الجزء الذى فيه قعر الرحم واسفله الذى فيه الجنين ومما لاخفاء به عليك انه ينبغى لك ان تحذر وتتوقى فى القطع أن لا يدخل السكين كثيرا فيقطع مع الصفاق الرحم فان الرحم فى وقت الحمل بسبب ما يناله من الانتفاخ يقرب من الغشاء المعروف بالصفاق ويضامه وانت على كل حال تحتاج الى ان تقطع الرحم بعد قليل فعساك تظن بهذا السبب ان حذرك وتوقيك من قطعه فى الضربة الاولى عبث وباطل ولكن فكر فى انك لا تعلم ان وقع القطع على واحد من الحفاير ولذلك صار الاجود أن تكشف اولا عن الرحم ثم تقطعه بحذر وتوقى فى الموضع الذى بين الحفاير لان القطع اذا وقع على الحفاير حدث من ذلك ابتعاث الدم واما قعر الرحم واسفله الذى ينبغى ان تقطع القطع عليه فانتفاخ البطن ونتوه يدلك عليه وليكن مقدار طول القطع مقدار يمكنك ان تدخل يدك فيه وتقلب الجنين فان صلبه الى فوق وسرته الى اسفل فانت انما تحتاج أن تكشف عن السرة لتتعرف الحال فى نبض الشريانات التى فيها فانك فى هذا الوقت الى هذا أحوج لتعلم بذلك هل نظام حركات الشريانات فى الجنين وفى حاملته نظام واحد او بينهما فرق فى شى فح˜ كما كشفت من الرحم عن الجزء الذى فيه الجنين كذلك افعل ههنا بان تضبط أصول الحفاير باصابعك مما يلى الرحم واغمز معها على جملة المشيمة ثم اضف الى ذلك وزد عليه أن تقطع جرم الرحم نفسه فيما بين الحفاير كيما لا يحدث شى من انبعاث الدم لان العروق والشريانات التى فى المشيمة منشاها من ذلك الموضع حتى اذا كشطت وقلعت الجزء من الرحم الذى فى موضع السرة امكنك ان تحس باصابعك احدى يديك الشريانات التى فى السرة وباصابعك يدك الاخرى تحس شريانات الحيوان الحامل على احد وجهين إما ان تحس منه الشريان المستبطن لعظم الصلب وإما ان تكشف عن الشريان الذى فى إبطه او الذى فى حالبه واذا انت وجدت ان الشريانات التى فى سرة الجنين تنبض على وجه غير الذى تنبض عليه شريانات حاملة الجنين سهل عليك الامر فى القياس والنتيجة فى تدبير الجنين كيف هو فان السوفيسطانيين يبحثون عن هذا الباب ويطلبون هل الولد جزء من حاملته ام انما هى حاملة له بمنزلة حمل الشجرة للثمرة او هو فيها على انه حيوان فاذا رايت ما يظهر لك من ذلك عيانا فقد يمكنك متى شيت ان تحرك الجنين وتستدعيه الى الوثوب والنهوض واذا استدعيته الى ذلك خرق ما عليه من الاغشية التى تحويه وترى من وراها مرة يحرك احدى قوايمه ومرة يحرك صدره ايضا على انه ليس يتنفس بتة بفيه فان ذلك ما يظهر للعيان وحركة صدره ليست كالحركة التى نتحركها نحن عندما نستنشق الهواء او نخرجه بالتنفس اذا ما انبسط الصدر فى استنشاق الهواء او انقبض فى اخراجه بالتنفس بل انما هى بمنزلة الحركة التى نحرك بها صدورنا عندما نغير الصدر من شكل ونصبة الى شكل ونصبة من غير تنفس وكما انك ترى صدره عيانا ينتقل ويتغير من شكل ونصبة الى شكل ونصبة انتقالا وتغيرا ظاهرا كذلك ايضا تراه روية بينة ليست بدون بيان غيرها يفعل ذلك من غير ان يتنفس بفيه او حنجرته لانك تجد عيانا ان الجنين يكتفى بانتقاله فى الرحم فقط اذ كانت عروقه وشرياناته مضامة لعروق حاملته وشرياناتها بالتزاقها بالعروق والشريانات التى فى المشيمة فاذا انت تقدمت فنظرت عيانا الى هذه الاشياء كلها كم مرة شيت ونظرت ايضا باستقصاء الى الحركات التى يتحركها الجنين برجليه او بصدره امكنك على ما قلت لك أن تستدعى الجنين متى شيت وتحركه الى الوثوب فان ذلك يكون بان تربط العروق والشريانات التى فى سرته ويعرض ذلك ايضا ولو انك اخذت هذه العروق والشريانات وضبطتها وضغطتها باصابعك حتى لا يصل الجنين شى مما ياتيه من المشيمة ويكون ذلك ايضا مرارا شتى عندما تمسك الشريانات وحدها بالاصابع خلوا من العروق فهذا ما يمكنك ان تراه عيانا فى الحيوانات الاناث الحامل منها وغير الحامل من امر الارحام وامر الاجنة فاما اللحم الرخو الذى تجده فى الذكورة عند مغرز القضيب عن جانبيه والمجارى التى منشاها من هذا اللحم وهى التى يسميها قوم بارسطاطيس شبيهة باللحم الرخو فانى لم اجده فى الحيوانات الاناث واما فى الحيوانات الذكورة ولا سيما فيما كان منها يدمن النزو فقد وجدت المجارى ظاهرة بينة جدا ووجدت اللحم الرخو عظيم فلنصف الان كيف ينبغى ان تشرح اعضاء التناسل من الذكورة فنقول انه ينبغى لك من طريق ما تتحزاه من حقيقة مشابهة الحيوان الذى تشرحه إلانسان أن تجعل ذلك الحيوان قردا واما من طريق ما تتحزاه من استبانة وجود وظهور ما كان من تلك الاعضاء صغير عسر ما يقع عليه النظر فينبغى ان تجعل الحيوان تيسا او كبشا او ثورا او فرسا او حمارا لانه ينبغى ان يكون لذلك الحيوان لا محالة كيس اعنى بالكيس الجلد المعلق الذى يحتوى على البيضتين فاما الحيوانات التى لها خصيتين لاصقتين بأصل الفخذين او غير ظاهرتين بتة فليس لها كيس بتة وقد بلغنى عن قواينطوس انه كان يعالج هذا التشريح فى تيس حى يقيمه قايم على انتصاب كيما يشبه فى هذه الحال إلانسان واما انا فأرى انه من الفضل ان اشرح خصيتى حيوان حى اذ كان ذلك مما لا منفعة فيه لا فى تعرف حال الاعضاء التى تظهر بهذا التشريح ولا فى استخراج شى من الٔافعال بل انما هو شى يزيد فى الامر صعوبة وعسر ومشقة فى تعرف الاعضاء التى يمكن ان تتعرف بسرعة واستقصاء وذلك لانه ضرورة من ان ينبعث الدم واذ كان ذلك كذلك فالافضل والاجود ان نعالج هذا التشريح فى بدن حيوان ميت ونعالجه بهذه الصفة ينبغى لك ان تقطع الجلد وحده من غير ان تقطع معه الغشاء المستبطن له الذى هو موضوع تحته ولاصق به على مثال ما هو فى الاعضاء ألاخر وهذا الجلد يخلص من الاعضاء التى تحته بالكشط والسلخ ومما يدلك على ذلك ان هذا الجلد المجلل للبيضتبن بستبطن الجلد المجلل للبطن غشاء وله لزوجة فى الحيوانات الخصبة الابدان وهذا الغشاء يخلص من الجلد بالسكين ويكشط ويسلخ عما تحته بالاصابع بسهولة فهذا الغشاء بعينه تراه عيانا ينحدر مع الجلد المجلل للبطن ويصير واحد من الاغشية التى يسميها الاطباء منكشطة ومنسلخة فينبغى الان ان تخلصه حسنا من الاجرام الموضوعة تحته كيما تعرف مبلغ عددها كلها ان كنت ممن له عناية بهذا الشان ايضا فان طلب العلم بذلك للاستعانة به فى معالجة الفتوق فضل لا يحتاج اليه فينبغى لك ان تكشف جميع الاجرام الغشايية التى تجدها بعد الجلد حتى تبلغ الى العضل الموضوع تحتها الذى تراه عيانا ياتى البيضتين بيان بين وينبعث حول المجرى او البربخ الذى يسمونه قوم مثعب واما روس هذا العضل فليس ينتفع بمعرفتها من يعالج الفتوق بعلاج الحديد واما من كان من اصحاب التشريح فينبغى له ان يتعرف ذلك ايضا مع غيره لموضع ما يحتاج اليه فى كتاب منافع الاعضاء وهذا العضل الزوجين يصير كل عضلتين منه الى واحدة من البيضتين وأحد هذين الزوجين العضل منشاه من عظمى العانة والاخر من الزوج الثالث من ازواج العضل المجلل للبطن قال حنين تثبت وانظر انه قال هاهنا ان هذا العضل ينبت من الزوج الثالث كانه يقول فى موضع آخر انه ينبت من الزوج الثانى وقد قال قوم ان الذى ياتى كل واحدة من الخصيتين عضلة واحدة وانما غلطوا من قبل تشريح حيوانات أخر فاما فى ابدان القرود فانما الامر فى هذا العضل كمثله فى بدن ٕلانسان وهو أن يوجد فيه ياتى كل واحدة من الخصيتين عضلتين يقف عليهما ويراهما عيانا من كان يمكنه تمييزهما حسنا فى معالجة اصحاب الفتوق بعلاج الحديد وينبغى لك ان تقدم فتراهما روية بينة فى ابدان القرود كيما تعرفهما بسهولة فى ابدان الناس الذين يعالجون بالحديد من فتق او من غيره وذلك انه اذ كان قد فات اصحاب التشريح فى التشريح الذى يكون بالتعمد والقصد اشياء كثيرة فبالحرى أن لا تعرف كل ما تحتاج الى معرفته باستقصاء فى ساير ما يكون من التشريح بلا تعمد واما انا فانى اصف لك العلاج الذى اذا استعمله إلانسان نظر الى جواهر اعضاء التناسل وطبايعها نظرا شافيا بعد ان يتدرب فى ابدان القرود ولا يقتصر على التدرب فى ابدان التيوس او فى ابدان الكباش دايم كما اعتاد قوم أن يفعلوا ذلك كيما ينظرون الى جميع ما يريدون نظرا شافيا فى حيوانات عظيمة الابدان فان الواجب أن يتدرب إلانسان فى ابدان هذه الحيوانات كيما ينظر الى العروق والشريانات والاعصاب الدقاق ويتدرب ايضا فى ابدان القرود تدربا ليس بدون تدربه فى ابدان تلك لينظر ما الذى هو فى هذه وفى تلك واحد بعينه وما الذى ليس بواحد بعينه بمنزلة ما اختلف الامر فى هذا العضل الذى تراه فى ابدان الناس وفى ابدان القرود فى كل واحدة من الخصيتين عضلتين وفى ابدان التيوس فى كل واحدة من الخصيتين عضلة واحدة منشاها من تلك العضلة بعينها التى تجدها فى ابدان القرود تنبت منها وهذه العضلة تكشف بضربين من علاج التشريح مرة بان تبتدى بالتشريح من فوق ومرة بان تبتدى به من اسفل وذلك ان فى بعض المرار اذا ابتدى الرجل أن يشرح اولا العضل الذى على البطن كما وصفنا فى الموضع الذى ذكرنا فيه هذا العضل فعندما يصير الى الزوج الثانى من هذا العضل قال حنين انظر هذا الموضع الذى يقول فيه ان تلك العضلة التى قال فيها فوق ان منشاها من الزوج الثالث تنبت من الزوج الثانى يرى فى تلك المواضع الخارجة من البطن تنبت عضلة رقيقة تاتى الخصيتين كما انه يرى ايضا فى الاجزاء الداخلة حيث عظمى العانة منبت عضلة اخرى ثانية اصغر منها فتصيران هاتين العضلتين كلتيهما عندما تغوص تتبع كل واحدة منهما المجرى الى الخصيتين وتستديران حوله وتحيطان به كله وهو الذى يسميه بعض الناس مثعب فان كان الامر على هذا فلتبحث عن ذلك بالتشريح وقد قلت انه ينبغى اولا ان تكشط الجلد وبعده الاغشية اللاصقة به وان ذلك يكون بالضربين كلتيهما من العمل إما بان تبتدى من فوق وإما بان تبتدى من اسفل كيما ترى الجلد المنحدر من الجلد المجلل للبطن الذى يبقى مندمج على حاله للأنثيين ولا ينقطع حتى يبلغ منتهاه ويصير منه هذا الكيس الذى يحتوى على البيضتين وعلى العضل المجلل للبطن جرمين اخرين من جنس الاغشية يستبطنان الجلد ويمتدان تحته فينبغى لك ان تتفقد ايضا وتنظر اليهما كيف ينحدران مع الجلد فان هذين الجرمين ايضا ربما يريان فى الفتوق مرة بعد مرة ومن بعد قطع الجلد كله يكشطان بالعلاج بالاصابع ويسميان اغشية تنكشط واغشية منكشطة ثم يظهر بعد هذين الغشايين تينك العضلتين المحيطتين بهذا المثعب الى الخصية والمثعب يظهر بعد هذه الى مواضع اتصاله والتحامه بالخصية وبعد المثعب تظهر العروق والشريانات التى داخله وهى التى تغذون الخصيتين فهذه كلها تظهر ظهورا بينا فى ابدان القرود فاما الاشياء التى اذكرها لك بعد هذه فانها ايضا تظهر فى ابدان القرود لكن ظهور خفى ولذلك ربما احتجنا الى حيوانات عظيمة الابدان ومن ذلك ان ههنا عريق بموضع مجرى المنى به من الدقة ما لا يظهر معه ظهورا بينا فى الحيوانات العظيمة الابدان فضلا عن غيرها فاذا وقف عليه المتولى للتشريح ووجده مملوا دما وجد ذلك الدم ممدود فيه على خط مستقيم لا على السطح الخارج كما يكون مرارا كثيرة عليه منه لطخة لا يمكنك ان تغسله منها ولا ان تمسحه بل اذا انت عصرته رايت الدم يجرى الى هذه الناحية وهذه الناحية كما يكون ذلك فى غيره من العروق والشريانات ولا سيما اذا انت شرحت هذا العضو ساعة يموت الحيوان وبهذا السبب قد تعالج هذا التشريح مرة بعد اخرى فى حيوان حى لان العروق الصغار تتبين فى هذه الحيوانات الاحياء وبهذا السبب بعينه صار افضل الامور واجودها أن نعاود تشريح كل واحد من الاعضاء مرارا كثيرة كيما إن خفى عنا شى فلم نره روية بينة فى حيوان واحد او فى حيوانين رايناه فى الحيوان الثالث او فى الرابع او فى غير ذلك من الحيوانات التى نشرحها بعد فاما هذا العرق فليس يمكنا ان نخلصه من مجرى المنى ونفرق بينه وبينه لصغره واما ساير ما سواه مما فى المثعب فكلها يتخلص بعضها من بعض تخلصا بينا متى امكنك ان تخلص بسكين حادة الاغشية التى تربطها وهى اغشية رقاق وقد يمكنك على ما قلت لك ان تبتدى التشريح من فوق او من اسفل واما على حسب هذه الصفة التى اصفها لك ههنا فلا بد لك ضرورة من ان تبتدى من شى وتنتهى الى شى اخر ويمكن ان يكون الشى الذى وقع فى الصفة اوليا لا يقع فى التشريح اولا بل يقع ثانيا ايضا واذ قد وصفت لك الاشياء التى تاتى الخصية من فوق فقد ينبغى لك ان تبحث وتنظر عيانا بالتشريح كيف يتصل كلها ويلتحم من البيضة بجزءها اللاطى الذى هو فى قفاها حيث منشاء مجرى المنى فان المثعب انما يتصل ويلتحم بالبيضة فى هذا الموضع واما ساير اجزايه فمتبرية من البيضة مباينة لها بعيدة عنها وذلك انه اذا اتسع احتوى على البيضة كما يحتوى الغشاء المحيط بالقلب وهو غلافه على القلب وكما يجوز لنا ان نسمى هذا ولكن لان خلقا كثيرا من الاطباء قد تقدموا فسموه باليونانية اروطروايدس قد ينبغى ان نسميه نحن ايضا بهذا الاسم اذ كانت المشايحة والمشاجرة فى الاسماء امر لا ينتفع به فى أعمال الطب وفيه مع هذا انه يفنى عمر إلانسان فى العبث والبطالة فأما العلم بان الغشاء الذى منه يكون هذا المجرى والمنفذ الذى قد قلت ان بعض الناس يسميه مثعب موصول بالصفاق كليهما قطعة واحدة او شى آخر فهو امر ينتفع به من عرفه وكذلك العلم بانه قد يوجد عيانا انه يمر فى هذا المجرى والمنفذ حتى يصير الى راس البيضة العروق التى تغذو البيضة وتغذو العضو الاخر الذى يقال له ابيدودوميس والعلم بان وعاء المنى ومجراه انما ابتداوه من هذا العضو المسمى ابيدودوميس وانت تجد العروق التى تغذو البيضة والعضو المسمى ابيدودوميس فبل اتصالها والتحامها بها تلتف لفات كثيرة بعضها راكب على بعض وترى الدم يتغير لونه حتى يصير اشد بياضا لانه تعدده وتهيه ليكون منه منى ويمكنك إن انت خلصت تلك العروق التى تغذو أن تنظر فترى ان اتصالها والتحامها الاعظم انما يكون براس البيضة واتصالها الاصغر بالعضو الذى يقال له ابيدودوميس ويمكنك ايضا أن ترى عيانا الغشاء الذى يفرق بين البيضة اليمنى واليسرى ويمكنك ايضا ان تقطع البيضة نفسها وترى ان فى وسطها شيئا صلابته صلابة الاغشية وبعض الناس يظن ان ذلك انما هو يظن بالبيضة واما من خلف البيضة فترى العضو المسمى ابيدودوميس لاصق من البيضة بجزءها اللاطى والامر اليك فى تخليصه من البيضة حتى ترى ان فى كل واحد منهما شى محدود صلب يدل على انهما متضامين مضامة تسهل مباينتها وليسا بمتحدين وذلك ان عصب الدماغ وعصب النخاع كل عصبة منه انما هى فرع يتفرع من نفس جوهر الدماغ والنحاع والامر فى ذلك بين اذ كانت كل عصبة منشاها من احدهما فانما تنبت منه كما تنبت الاغصان من ساق الشجرة والقضبان والورق من الاغصان الصغار فاما مضامة ابيدودوميس للبيضة فانما هى مضامة لا يحدث لواحد منهما اذا فرقا جراحة بسبب التفرق بل يبقى كل واحد منهما بعد التفرق ملتام محدود فى نفسه وجميع هذه التى ذكرناها يلتف عليها فى ممرها ونفوذها فى المجرى والمنفذ الذى وصفناه غشاء رقيق يحوى جميعها جملة وكل واحد منها على حدته وكون هذا الغشاء من الصفاق من عند القطن وانت ترى منشاه وكونه روية بينة اذا انت صرت الى تشريح المواضع التى فوق المثعب حيث يضام مجرى المنى ووعاءه ذلك العرق الصغير الذى يسمونه اصحاب العلاج باليد الشبيه بطاقة الشعر وفى هذا العرق موضع تعجب أن كيف صار ينبعث منه دم شديد وكذلك من الوعاء والمجرى العرقى الذى فى الموضع المعروف بالضمامة الخلفانية وليس بمضامة الجلد فى هذا الموضع لما تحته شى يتصل به على مضامته لما تحت ساير اجزاء جلد الخصية لكن بسبب هذا المجرى والوعاء العرقى الذى كثيرا ما ينبعث منه الدم صار وايا مرون أن يخلص الجلد ههنا مما تحته ويسمون مضامته لما تحته هناك المضامة الخلفانية وبعض الناس انما يسمى عرق شبيه بطاقة الشعر الشريان الذى ذكرناه قبل الذى ياتى الخصية فى ابدان الاجنة ويجف فى ابدان المستكملين فاذا انت نظرت الى جميع ما فى الخصية وفى المنفذ والمجرى الذى ياتيها فارتق الى الصفاق وادخل فى ثقبه ميلا إما الميل المسمى سباتوميلى وإما الميل المسمى ديبورينى كيما اذا امتد راسه الى فوق من الجانبين كان ظهور ثقب الصفاق ابين ورايت انه يضيق قليلا قليلا كيما يصير منه منفذ ومجرى فى الموضع الذى عند الحالب ثم لا يزال ايضا بعد ذلك يتسع اولا فاولا حتى ينتهى الى البيضة ومن بعد نظرك الى هذه الامور ينبغى لك ان تتثبت حسنا كيف ينحدر مع العروق التى تعرف بالغاذية وتاتى ألانثيين اغشية رقاق منشاها من الصفاق من موضع القطن تجلل هذه العروق وتجلل معها مجرى المنى ووعاه فى منحدره وكيف يفارق هذا تلك الغاذية ساعة يجاوز راس المنفذ ويصير الى الجزء الاسفل من الصفاق وذاك انك تنظر الى العرق والعصبة التى تاتيان العضلة الكبرى من عضل الخصية ترتقيان حتى تبلغان الى الكليتين وتنظر الى وعاء المنى ومجراه ينحدر الى عنق المثانة وتراه فى كل واحد من الجانبين واحد وذاك انك تجد الاشياء كلها فى اعضاء التناسل فى كل واحد من الجانبين اعنى الايمن والايسر اشياء واحدة باعيانها ولكن لما كان على العظم العريض وهو العجز اجزاء كثيرة موضوعة هناك صار يعسر تخليص بعضها من بعض فاما فى اعضاء التناسل التى قصدت ههنا لذكرها فينبغى لك ان تتهاون وتستخف بساير ما تراه هناك وتتبع وعاءى المنى ومجراييه اللذين ياتيان من عنق المثانة اللحم الذى موضوع فيه بسبب العضلة التى تلتف عليه وتستدير حوله وهى التى يسمونها شرج كما يسمون العضلة التى فى طرف المعاء المستقيم لانهما كلتاهما انما خلقتا لمنفعة واحدة بعينها وذاك انهما ترخيان وتطبقان منفذى قصل الطعام والشراب فان وعاءى المنى ومجراييه انما يتصلان من عنق المثانة بهذا الموضع وذلك بعد ان يتسعان ويعرضان بمنزلة ما يتسع ويعرض العروق التى تحدث بها العلة التى يقال لها قرسوس ومن ههنا سماها ايروفيلس بارسطاطيس الشبيهة بالقرسوس ونحن ايضا نسميها كذلك اتباعا منا للعادة التى قد جرت قديما فى استعمال الاسماء فهذين المجرايين والوعاءين قد سماها ايروفيلس الشبيهين بالقرسوس وانما سماها كذلك بالاشتقاق من الشى الذى يعرض لهما وذلك انهما يتسعان ويعرضان بالقرب من موضع اتصالهما والتحامهما بعنق المثانة كما يتسع ويعرض العروق التى تصيبها العلة المسماة قرسوس وبالقرب من هذين مجرايين آخرين فى كل واحد من الجانبين واحد وايروفيلس سمى هذين المجرايين الشبيهين بالاداناس وهو اللحم الرخو انما سماها كذلك لان منشاهما من اللحم الرخو الذى يتصل فى هذا الموضع ايضا بعنق المثانة بالمكان الذى يتصلان به ذينك الوعاءين والمجرايين بعينه ومن شرح هذين البربخين ونظر الى جرمهما من داخل نظر تثبت وجد ان لجوهريهما خصوصية قريبة من خصوصية جوهر الاجرام التى منها منشاهما وكذلك الامر فى البربخين الشبيهين بالقرسوس وقد كنا قلنا ان منشاء البربجين الشبيهين بالقرسوس من الجرم المسمى ابيدودوميس وان منشاء البربحين الشبيهين بالاداناس هو اللحم الرخو الذى الى جانب عنق المثانة فاذا انت بدات من ههنا فصر الى تشريح القضيب ومنشاء القضيب من عظمى العانة من عند ملتقاهما وذلك ان فرج الذكر وهو القضيب انما يبتدى من الموضع الذى ينتهى فيه عنق المثانة وجميع ما هو من بدن القضيب دون موضع القلفة يقال له وحده قضيب فاما ما يستدير حول الموضع الذى منه يبتدى القلفة فيقال له الإكليل وهو الموضع الذى عنده يلتحم ويتحد الجلد المحتوى على القضيب براس القلفة وجميع اهل هذه يعلمون ان قول القايل قلفة انما يراد به الجلد المحتوية على طرف القضيب وان الشى المحوى المستدير بهذه الجلدة يقال له البلوطة والكمرة وهو الموضع الذى عنده ينتهى البربخ النافذ الى القضيب الموضوع تحت القضيب فى طوله وقد ظن قوم ظنا كاذبا بان هذا البربخ والمجرى يصير الى البلوطة والكمرة مار فى وسط القضيب وجوهره إنه انما هو شى لا نظير له فى اعضاء البدن وذلك ان منظره منظر عصبة لانه ابيض عديم الدم وفيه تجاويف ريح تزيد مقدار القضيب فى كل الجهات وصار اكبر مما كان قبل ذلك واذا ما استفرغت تلك التجاويف تقلص القضيب جملة وذيل وانقبض وللقضيب جنبيه فى كل جانب عضلة دقيقة طويلة جدا عسر ما يقع عليها البصر وعضلتين أخراتين عظيمتين فى الموضع الذى يقرب فيه من شرج المثانة وجملة جرم القضيب على اكثر الامر جرم متجوف وانما يقال انه عصبنى من مشابهته لجوهر العصب كما تجد ذلك فى اجرام أخر كثيرة جواهرها جواهر العصب ومن عادة الناس ان يسموها عصب رابط ولما كان القضيب جوهره هذا الجوهر صار فى طبعه لا حس له كما لا حس لغيره مما منشاه من العصب وهى التى يسميها جل اهل التشريح اعصاب تربط وياتى القضيب اعصاب وكذلك عروق وشريانات لما يجب من القيام بما يحتاج اليه من المنافع التى يقوم بها كل واحد من هذه فى اعضاء الحيوان وانت ايضا اذا ابتدات من العروق والشريانات والاعصاب التى تجدها مضامة للقضيب فارتق قليلا قليلا واتبعها حتى توصلك التى مباديها واصولها فانه ياتى القضيب عروق وشريانات واعصاب من موضع العظم الاعظم وهو العجز وانا واصف لك اى عروق وشريانات هناك فى الموضع الذى اصف فيه تشريح العروق والشريانات وواصف لك اى الاعصاب هناك فى الموضع الذى اصف فيه تشريح الاعصاب التى منشاها من النخاع وقد استتممت ما كنت قصدت لذكره من تشريح اعضاء التناسل خلا اليسير ولان الكلام فى الجنين الذى ذكر قوم انه وجد فى بطن العنز خارج عن رحمها قد كثر واستفاض قد كنت ضمنت فى المقالات السالفة قبل هذه ان اقول فى ذلك ما ينبغى الا ان تاوفراسطوس الطبيب بحث بعد ذلك فى سبب غلط هولاء القوم فيما ادعوا واوضحه فكفانى بذلك توريته ورفع عنى كل كلام طويل اذ كان قد يمكن من شاء ان يضرب يده الى كتاب تاوفراسطوس هذا فيقراه واما انا فانى آتى بجملة ما قاله تاوفراسطوس فى هذا فقط بقول وجيز فاقول انه قال ان الذى شق تلك العنز وشرحها جعل تشريحه وشقه لها فى الموضع الذى فيه المثانة موضوعة وهذا الموضع يسميه بعض الناس عانة فوجد فى ذلك الجرم الذى شقه بول فظن ذلك المتولى للتشريح والشق انه لم يشق المثانة بل انما شق الرحم فصرف من كان قد حضره لينظر الى التشريح لظنه بانه قد غلط فى امر العنز حين ظن بها انها حامل وبعد ذلك لما شقوا بطن العنز وجدوا جنينها فهذا ما قاله تاوفراسطوس فى هذا الباب مع انه قضى فى كتابه قضية ثبات انه لا يمكن ان يحمل شى من الحيوانات حملا ثقيلا خارجا من الارحام من غير ان ياتى عى ذلك بشى من البراهين فى كتابه وقد راموا والتمسوا أن يثبتوا ببراهين ان هذا مما لا يمكن ان يكون واما أنا فلست احتاج ان اقول فى هذا قول اولايك ولا قول هولاء شيئا اذ كان البحث عن أمثال هذه الاشياء انما يليق بالمسايل عن الاشياء القياسية المنطقية لا باقتصاص امر التشريح وكنت انا انما قصدت وجعلت غرضى فى هذا الكتاب ان اصف كيف السبيل الى عمل التشريح لمن اراد ان يتعرف من امر كل واحد من الاعضاء المركبة التى فى البدن وهى آلالات ومن امر عضو مفرد بسيط غير مركب أية اعضاء هى ومثل اى شى هى تمت المقالة الثانية عشر من كتاب جالينوس فى عمل التشريح ترجمه حنين ابن اسحق والحمد لله رب العالمين والصلوة على نبيه محمد واله وصحبه اجمعين PageV01P16 8
[book 13]
Страница 169
بسم الله الرحمن الرحيم المقالة الثالثة عشر من كتاب جالينوس فى عمل التشريح ترجمه حنين ابن اسحق قال أنا واصف لك ههنا كيف السبيل الى التدرب فى تشريح العروق والشريانات على افضل الوجوه واجعل غرضى وقصدى فيما اصف ههنا ايضا ان يكون كلامى من الوضوح والشرح فى حد إن نظر فيه من لم ير قط تشريح حيوان أصلا امكنه أن ينفرد وحده بعد ان يتبع ما اصفه له من تشريح العروق والشريانات فى الوقوف عليها كلها واصحاب التشريح كلهم على الاكثر يسمون العروق والشريانات خاصة أوعية ولا احسب احدا يبلغ جهله بالتشريح وعماه فيه ان يكون يسمعنى اقول اقطع من طرف القس الى عظمى العانة قطعا يمر على استقامة فى بدن الحيوان ولا يفهم ذلك عنى ويتبع ما قلته له ويلزمه ولا أحد إلا يعلم عند ما يضرب يده الى القطع انه انما ينشق اولا الجلد وان تحت الجلد غشاء ممدود يفصل بينه وبين ما تحته ثم يظهر بعد هذا الغشاء العضل وهذا العضل ان انت قطعته كله وجدت اسفله خالى ووجدت فى ذلك الموضع اشياء اولها جرم من جنس الاغشية سمين راكب على الاشياء الموضوعة تحته فاذا قلعت هذا وكشطته وجدت اسفله الامعاء كلها ومعها الكبد والمعدة والطحال وساير ما اشبه ذلك من الاعضاء الباطنة وذلك ان الغشاء الممدود تحت الجلد لازم مضام بضرب من اللزوم والمضامة للاغشية التى تحوى العضل الذى تحتها الا ان لزومه اياها ومضامته لها انما هى باجرام دقاق غاية الدقة فى مثال نسج العنكبوت فهو لذلك يمكن ان يكشط ويسلخ فاما العضل فلزوم بعضه لبعض ومضامة بعضه لبعض اكثر ويلصق بالعضل من داخل الغشاء المسمى باريطوناون وتفسيره الممدود على استدارة وانما سمى بهذا الاسم من انه ممدود على الامعاء كلها يدور حولها وقد سمى هذا الغشاء ايضا باريطوناوس واسمه باريطوناوس من جنس الاسماء المذكرة واسمه باريطوناون من جنس الاسماء التى ليست بمذكرة ولا مونثة وهى يسمونها اليونانيون اوداطارن وتفسير ذلك لا ذكر ولا أنثى وسمى ايضا داطرن وتفسيره المنكشط والمنسلخ غير ان هذا الاسم ليس من الاسماء التى قد اعتادت العوام استعمالها واما انت فانك ان سميته باليونانية باريطوناوس او باريطوناون انما تستعمل اسماء قد جرت عادة اصحاب التشريح باستعمالها فهذا الغشاء وهو الصفاق على ما وصفت لازم مضام من داخل للجرم الذى على المعدة والبطن وليس يلزمه ولا يضامه شى مما تحته لكن ان انت احببت ان تاخذ حاشيتى القطع وتمد ما قطعته الى فوق انشال منه الغشاء المسمى باريطوناون وهو الصفاق ولم ينبعه شى من الاجرام التى تحته والامر فى ان هذا العمل انما يعمل والحيوان ملقى على قفاه بين معلوم وكيما تنظر الى جميع ما بعد الصفاق نظرا اشفى وامين اقطع قطعين اخرين إما بالعرض وإما بالوراب وليكن القطع قطعا ياتى على جميع الاجرام التى على البطن التى قطعتها قبيل على ما امرتك قطعا يمر من فوق الى اسفل على استقامة واجعل احد هذين القطعين يقع على الخاصرة اليمنى والاخر على الخاصرة اليسرى وارجع فى القطعين حتى يبلغان كليهما الى عضل الصلب واذا فعلت ذلك فخذ جميع ما قطعته مما على البطن واجمعه فى ناحية وان شيت ان تقطع ذلك كله وترمى به امكنك فانك تلقى فى اول الامر الجرم الذى ذكرته لك قبيل وهو الجرم السمين الغشايى الراكب على الامعاء كلها وهذا الجرم يسمونه قوم باسم مذكر وهو ابيبلوس وقوم اخر يسمونه باسم من جنس الاسماء التى ليست بمذكرة ولا مونثة وهو ابيبلواون فلنسمه نحن ايضا فى كلامنا هذا بالاسمين كليهما فى كل وقت أيهما حضرنا وقد قلنا ان هذا الغشاء وهو الثرب راكب على الامعاء يسبح عليها واحسب ان القوم الذين سموه بهذا الاسم اعنى ابيبلواون انما سموه كذلك بهذا السبب وتفسيره السابح الطافى وهو غشاء مملو عروق وشريانات كثيرة جدا ومنشاه من المعدة خاصة ومن الموضع المقعر من الطحال وله منشاء ايضا من الجزء الاول من الامعاء وهو الجزء الذى يسمونه قوم من اصحاب التشريح شعبة مقدارها اثنى عشر أصبعا ويضام ايضا اجرام أخر قد ذكرناها كلها فى تشريح الاعضاء التى داخل فاما ههنا فليست عنايتنا وحرصنا فى كلامنا هذا أن نوضح الامر فى طبيعة الغشاء المسمى ابيبلوس وهو الثرب ولكن لما كان مملوا عروق وشريانات صار لا بد لنا ضرورة من ان نذكره فى تشريح العروق والشريانات وبسبب ان داخله تجويف لا منفذ اليه من شى من الجهات قد ينبغى ان يكون جزويه مطبقين واحد من الاخر بمنزلة صفيحتين وتدع صفيحته السفلانية ممدودة على الامعاء واما صفيحته العالية فتمدها الى فوق وتثبت فى العروق والشريانات الكثيرة التى فيها وتلك العروق والشريانات كلها تبتدى من حدبة المعدة فاذا انت نظرت الى هذه نظرا شافيا فمد طرف الثرب الى فوق وضعه على الصدر كيما لا يحول بينك وبين ما تريد ان تنظر اليه بعده وكذلك ايضا اذا انت نظرت الى جزءه المنخفض فاقطع ايضا هذا الجزو بنصفين بالطول كيما يصير احد النصفين فى الجانب الايمن والنصف الاخر فى الجانب الايسر ثم مد كل واحد من هذين الى فوق مدا على تاريب وضعه فى شقى الحيوان واحد فى الشق الايمن والاخر فى الشق الايسر واذا فعلت ذلك فتثبت فى العرق العظيم الذى فى الجانب المقعر من الكبد واسهل الوجوه فى وجودك له ووقوفك عليه أن تجعل هاديك اليه المثانة القابلة للمرة وهى المرارة فان المرارة موضوعة على الطرف الاعظم من اطراف الكبد وتجويفها ممدود الى اقاصى الكبد وعنقها ممتد الى الجزء الذى هو اشد اجزاء الكبد تقعرا وهو الموضع الذى منه منشاء ذلك المجرى الذى ينصب اليه المرة بالطبع ويحدرها هو ويصبها مارة بالكبد الى راس الامعاء فانت ترى بالقرب من هذا عرقا ممدودا اعظم من كل عرق هناك وشريانا صغيرا جدا راكبا على العرق وهذا العرق فى ذلك الموضع كانه فى الوسط بينهما فى طول بدن الحيوان والشريان ممدود عليه فى الاجزاء الفوقانية والمجرى القابل للمرة ممدود الى جانبه فى الاجزاء السفلانية وهذه كلها مجللة مغطاة بغشاء رقيق وغيرها ما بعدها فى ناحية الجرم المسمى بانقرااس والشعبة الاولى من الامعاء التى ليس لها لغة بتة ولذلك سموها اصحاب التشريح شعبة مطلق وبعض الناس يقول شعبة مقدارها اثنى عشر أصبعا وذلك لان ايروفيلس قال ان مقدارها هذا المقدار واما الجرم المسمى بانقرااس فالامر فيه على ما قلت قبل من انه جرم من جوهر اللحم ليس فيه من طبيعة الدم الا اليسير وكل ما كان من هذا الجنس فهو يسمى اداناس وهو اللحم الرخو فلتكن عنايتك الآن أن تكشط عنها الغشاء بعد ان تتحرى ما امكنك الاحتفاظ بشعب العروق المتصلة بها واستبقاها سليمة لا ينالها منك آفة ولا مضرة فانه يتصل بهذا اولا شعب كثيرة صغار منشاها من العرق العظيم الذى يسمونه القوم الٔاسطوانى ليس عددها فى جميع اجناس الحيوانات سواء مع انك لا تجد ايضا فى كل واحد من انواع الحيوانات جميع هذه الجزآت فى الافراد متساوية فى عدد واحد وعسى ان يكون ما هو منها ايضا اخلا واصغر يفوت الحس إدراكه والوقوع عليه فى وقت دون وقت فيجب بهذا السبب ان تكون هذه الشعب وان كانت فى طبعها متساوية فى العدد دايما لكنها ترى غير متساوية وبعض هذه الشعب دقاق شبيهة بطاقات الشعر فى منظرها اعنى الشعب التى تاتى اللحم الرخو المسمى بانقرااس والشعب التى تاتى الموضع المعروف بالبواب والشعب التى تاتى الشعبة الاولى من الامعاء فان هذه الشعبة ايضا من الامعاء تاتيها عروق حالها هذا الحال فكثيرا ما يكون عرق واحد بين غاية البيان وتجد عيانا الى جانبه شريان صغير جدا ممدود معه وكذلك الى جانبه عرق اخر وهو الذى يرتقى الى الموضع المعروف بالبواب ويجاوز هذا قليلا لينقسم فى منتها المعدة وآخرها واقاصى هذا العرق تضام اطراف عروق أخر انا ذاكره لك بعد فاما ساير العروق المتشعبة من ذلك العرق العظيم الذى منشاه من باب الكبد فمقدار عظم كل واحد منها مقدار صالح وبالجملة جميعها يصير الى المعدة والامعاء والطحال والثرب فان هذه الاعضاء وحدها يصل اليها شعب من ذلك العرق الذى منشاه من باب الكبد فاما ساير الاعضاء ألاخر فليس فيها شى يصل اليه من هذا العرق شعبة بتة وليس تقسم هذه العروق فى الحيوانات كلها على نحو واحد ولكن اذ كان فى الحيوانات كلها امر واحد عام وهو ان العروق التى تتصل وتلتحم بالثرب والطحال والمعدة وحميع الامعاء منشاها من العرق الذى منشاه من باب الكبد فإنا ناخذ اولا فى تلخيص ما يظهر من ذلك عيانا فى القرد لان هذا الحيوان اقرب شبها من ساير الحيوانات بالٕانسان فنقول ان اول عرق ينشعب من هذا العرق ألاسطوانى عرق ليس بصغير فى مقداره وهذا العرق يصير الى الجانب المسطوح من المعدة لانه فى اكثر الامر انما يتفرق وينبث فى جميع النصف الذى يلى الجانب الايمن مما يلى طرفها الاسفل الذى يقال له البواب فاما بقية هذا العرق فانها فى اكثر الامر تزداد ذهابا وتمد الى الشعبة الاولى من الامعاء ثم تنقسم وتضام اطراف العرق آلاخر الذى اذكره بعد وبعد هذا العرق عرق آخر اوسع منه قليلا ومنشاه يماس منشاء العرق الاول وربما كان منشاهما كليهما منشاء واحد عام لهما وهذا العرق يمتد ذاهبا نحو الطحال الا انه فى اول امره يستند على اللحم الرخو المسمى بانقرااس ويتصل به منه ثلثة او اربعة عروق فى غاية القصوى من الدقة وهذه العروق اذا استفرغ ما فيها من الدم لم يقع عليها البصر بتة واحسب ان قوما من قدماء الاطباء يسمون امثال هذه العروق باليونانية ابانتسموا وتفسير ذلك الرسوم واما انا فمن عادتى ان اسميها الشبيهة بطاقات الشعر لانها فى دقتها شبيهة بطاقات الشعر فاما اذا جاوز هذا العرق وهو الثانى اللحم الرخو المسمى بانقرااس فانك تراه يصير الى الطحال وهو فى ممره اليه سابح طافى ومن عادتى ان اقصد بهذه الصفة اعنى سابح طافى الى كل عرق لا مستقر له ولا دعامة ولا تمكن وكانه معلق معتلق وكذلك صرف هذه الصفة من كان قبلى من اصحاب التشريح وانما يعرض هذا للعروق اذا كان ممرها فى موضع مجوف لا يلقاها فيه شى من الاجرام تتوكا وتستند عليه وفى مجى هذا العرق الى الطحال يتفرق منه على طريقه عروق فى الجانب المقعر من الطحال وهذه العروق تكون فى بعض الاوقات يسيرة العدد صغار المقادير فى اول الامر وشبيهة بطاقات الشعر فى آخر الامر وفى بعض الاوقات يكون ذلك العرق العظيم وحده دون تلك الصغار وهذا العرق العظيم مرة يكون وحده غير منقسم ومرة ينقسم الى اثنين الا انه كيف كان فهو ينقسم فى الجانب المسطوح من المعدة حتى يبلغ الى فمها وهذا العرق وهو الذى ياتى الطحال وهو الذى قلنا ان مبداو تلك الاجزاء المتشعبة منه يركب من الطحال على جانبه المقعر ثم انه ينقسم بعد ذلك بنصفين وكل واحد من نصفيه يمر على الجانب المقعر من الطحال وهو سابح معلق راكب على غشاء مطوى بطاقين وواحد من النصفين تتشعب منه شعب كثيرة تغوص فى الطحال الى قعره ويبلغ الى راسه والنصف آلاخر يبلغ الى منتهى الطحال من اسفل ومع هذا السنن ينقطع تقسيمه وذلك انه يبقى من كل واحد منهما بقية عظيمة ذات قدر يعتد به فيرتقى العليا منهما الى الجانب المحدب من المعدة وتبلغ الاخرى الى الجانب الايسر من الثرب وفى الموضع الذى يركب فيه ذلك العرق الذى هو فى اول الامر على الطحال ترى بالقرب من ذلك الموضع عرقا واحدا يجى من الطحال الى المعدة فاما العرق المنتصب الذى ذكرناه وهو الذى يرتقى من راس الطحال ويصعد على الموضع المحدب من المعدة الذى هو فى هذا الجانب فربما وجدته قبل ان يصير الى راسه ياتى المعدة ويبعد عن الطحال فوق الموضع الوسط منه بقليل واما الذى يبقى من العرق فيمتد الى راس الطحال وما يبقى منه يصير الى المعدة وينقسم من المعدة فى اقرب الاجزاء منها الى راس الطحال واما الذى يرتقى الى حدبة المعدة فانه يمر راكبا عليها وهو طافى متعلق لا يماس جرم المعدة وذلك ان فيما بين تماسهما غشاء مثنى طاقين على مثال ما وصفت لك من امر الثرب وهذا الغشاء اذا لقى العرق وماسه ستر العرق كله وغطاه بجزويه كليهما كما يدور ثم إن هذين الغشايين يجتمعان ويقاران احدهما الاخر على العرق ويصير منهما مبداء كون الصفيحة العليا من الثرب فاما العرق الذى قلت انه ياتى من راس الطحال ويركب على حدبة المعدة فيتشعب منه شعب كثيرة جدا يضام بعضها بعضا ويصير كلها الى المعدة وممرها فى وسط الغشاء المثنى ويتشعب منه شعب تاتى الثرب مساوية لتلك فى العدد وهذه الشعب تمر فى وسط الغشاء المثنى ومنه يتولد الجزء الاعلى من الثرب فاما منتهى هذا العرق فانه بعد ان ينقسم على هذه الصفة يتصل بطرف عرق آخر ويضامه اعنى عرق يبتدى من العرق ألاسطوانى وهو عرق ممتد على الجانب الايمن من حدبة المعدة على مثال ذلك العرق الذى تقدم ذكره اعنى العرق الذى كان آخر ما ذكرته وذلك لان وضع المعدة وضع مورب والموضع الذى يسمى منها فم المعدة موضوع فى الجانب الايسر من بدن الحيوان والموضع المسمى البواب موضوع فى الجانب الايمن فالجزء منها الاعلى الممدود يصير اليه من العرقين اللذين ذكرناهما شعب كثيرة جدا اعنى بالعرقين العرق الذى قلت انه ياتى من الطحال والعرق الذى يلقى هذا ويماسه وهو الذى انا على ذكره بعد قليل ويتشعب من ذلك العرق العظيم الذى منشاه من باب الكبد وهو الذى يسمونه قوم ألاسطوانى بعد ذينك العرقين اللذين ذكرناهما عرق آخر ثالث وينقسم فى الجدول الآخر ومنشاه من الجانب الايسر من العرق ألاسطوانى على مثال ذينك العرقين اللذين ذكرناهما قبل اعنى اللذين قلت انهما كثيرا ما يكونان قسمين من شعبة واحدة ونحن الآن انما نبنى الامر فى جميع ما تسمعه من العدد بعد على ان هذين عرقين واما فى الحيوان الذى يوجد فيه هاذين العرقين كليهما شعبتى ألاصل الواحد العام لهما فان العدد بنقص فى احصاء كل واحد من العروق التى نذكرها بعد واحد فتصير الشعبة الرابعة ثالثة والخامسة رابعة وجميع ما يتلو ذلك على هذا المثال ولكن اعمل آلان على انهما عرقين اولين على ما وصفنا قبل وبعدهما عرق آخر ثالث وهو الذى ياتى الجدول الايسر وخذ بنا فى ذكر العرق الرابع وهذا العرق منشاه من الجانب الايمن من العرق المسمى ألاسطوانى ويصير الى حدبة المعدة وهو الذى قلنا فيه قبيل انه ينقسم على هذا المثال وان منتهاه يتصل بمنتهى عرق آخر اعنى العرق الذى قلنا انه يجى من الطحال الى المعدة وذلك ان جملة الجانب الايمن من الجزء الاعلى من الثرب منشاه من الجانب الايمن من المعدة على مثال منشاء جانبه الايسر من جانبها الايسر والعروق التى فى هذا الموضع منشاها على مثال منشاء تلك العروق التى هناك وممرها كممرها فى وسط الغشايين اللذين منهما يكون الثرب فاما الجزء الاعلى من الثرب الموضوع فى الجانب الايمن فيصير اليه عروق كأغصان تنقسم من العرق الذى قلت انه الرابع من العروق التى تتشعب من ذلك العرق الٔاسطوانى كما ان جانبه الاخر وهو الايسر يصير اليه عروق تنقسم من العرق المنقسم فى الطحال واما الجزء الذى يبقى منه وهو الممدود تحت جزءه العالى الذى قلت ان منشاه من حدبة المعدة ففيه عروق دقاق تبتدى من الجانب المسطوح على مثال تلك العروق التى من فوق فلناخذ الان فى إعادة ما ذكرنا من هذه العروق وتذكيرها أحاد ثم نتجاوزها الى ذكر غيرها من ساير العروق فنقول ان العرق الاول منشاه من العرق ألاسطوانى من الجانب الايسر منه ويصير الى الجانب المسطوح من المعدة والعرق الثانى يصير الى الطحال ومنشاه من هذا الاصل بعينه وجزء من هذا العرق ينقسم فى الجزء المسطوح من المعدة الموضوع فى الجانب الايسر العالى فاما الجزء الآخر الاعظم فيصير الى ناحية الطحال واذا هو تقسم فى الطحال صعد احد طرفيه الى حدبة المعدة وذهب جزءه الآخر الى الجزء الذى فى هذا الجانب الايسر من الثرب وقد قلت ان الموضع الذى يكون فيه هذا الجزء بالقرب من الطحال يصير منه عرق ايضا الى المعدة وهاهنا عرق آخر ثالث يصير الى الجدول الآخر الذى يبلغ الى الدبر وهذه الثلثة العروق منشاها من الجانب الايسر من العرق ألاسطوانى فاما العرق الرابع بعد هذه فمنشاه من الجانب الايمن وهو العرق الذى قلت انه يمر على البواب الى حدبة المعدة وقبل ان يركب هذا على المعدة يتشعب منه شعب تصير الى الثرب قياسها فى صفتها ومنفعتها قياس شعب العرق الذى ذكرناه قبل وهو الذى فى منتهى الطحال والمنقسم فى الجزء الذى هناك من الثرب وكما ان ذاك ينقسم فى الجانب الايسر من جملة الجزء الاسفل كذلك هذا ينقسم فى جانبه الايمن كله الى منتهاه الاسفل وقد وصفنا لك من امر العروق التى تاتى المعدة والطحال والثرب ما فيه كفاية وبلاغ فينبغى ان نتبع ذلك بذكر العروق التى تاتى الامعاء فنقول ان جداول العروق التى حول الامعاء كلها ثلثة احدها جدول العروق التى فى الامعاء الدقاق اعنى بالدقاق الامعاء التى اول جزء منها يقال له المعاء الصايم وهو موضوع فى وسط هذه والجدول آلاخر الثانى جدول العروق التى تاتى الاجزاء التى فى الجانب الايمن من المعاء المسمى قولون والجدول الثالث جدول العروق التى تاتى الاجزاء التى فى الجانب الايسر من هذا المعاء المسمى قولون وجميع ما يتصل به الى الدبر اعنى بما يتصل بالقولون المعاء الذى يسمى المستقيم وهو المبعر فانت ترى انه ينقسم فى هذا الجدول العرق الثالث من العروق التى ذكرناها واما فى الجدول الايمن من جدولى القولون وهو الذى موضعه منه فى اجزايه الاولى فينقسم عرق آخر منشاه من بعد العروق الاربعة التى ذكرناها وقلنا ان منشاها من العرق ألاسطوانى من الجانب الايمن منه فاما بقية العرق العظيم الذى منشاه من باب الكبد فانها تنقسم فى جدول الامعاء الدقاق ومنتهى هذه البقية ينقسم بنصفين ويتفرق احد جزويه فى المعاء الٔاعور والجزء الآخر يبلغ الى راس القولون ثم يمر قليل ويتحد بمنتهى العرق الذى قلت انه الخامس بعد العروق الاربعة الاولى التى ذكرناها ومنشاها من العرق الٔاسطوانى فقد اعطيتك تقسم العرق الذى منشاه من باب الكبد فى الموضع الاسفل وتقسم هذا العرق فى الكبد نفسها على قياس هذا التقسم ونظيره وذلك ان من باب الكبد ينبت ويذهب الى كل واحد من اطرافها عرق واحد ثم ينقسم كل عرق منها فى الطرف الذى ياتيه الى اجزاء كثيرة ويصير الى غاية طرفه ويمتد مع كل عرق منها وينقسم مع تقسمه جزء من كل واحد من الوعايين اللذين قلت فى اول الامر انهما يضامان ويقاربان العرق الٔاسطوانى وأحد هذين الوعايين المجرى القابل للمرة والوعاء الآخر الشريان وانت ترى فى الجدول ايضا سوى هذه العروق التى ذكرناها عروق أخر ينتهى كل واحد منها الى لحمة وخوة له خاصة وترى غايات هذه العروق واطرافها الاقاصى التى فى طبقات الامعاء تتحد وتتصل بالعروق التى تجى من العرق الٔاسطوانى مارة فى الجدول الى الامعاء فان لم ترها روية بينة فاحفظ بهذه الوصية التى أوصيك بها واستعملها فى جميع العروق التى تعسر عليك رويتها عامة اقول انه ينبغى لك ان تمد جملة الجرم المحتوى على تلك العروق من الموضع الذى هو مستقر فيه الى ناحية الجدول ثم اعمد الى العروق الصغار واملاها دم بان تعصر العروق الكبار الموضوعة فى موضع فوق موضع تلك اكثر ما يمكنك وأمكن ما يكون ذاك اذا كان الهواء حارا وكان الحيوان الذى يشرح لم يخنق قبل ذلك الوقت بوقت كثير وكما ان هذا امر تنتفع به فى النظر الى العروق الصغار كذلك يقع الامر على الضد متى عرض للمتولى التشريح ان يقع فى تشريح بعض العروق خفاء فان الفاعل لذلك يعمى عن هذه العروق ويحول بين البصر وبينها ما ينشق على نفسه من الدم ولا سيما فى ابدان القرود اذ كان دم القرود رقيق يجرى ويسيل بسهولة وبسرعة ولو كان القرد قد مات قبل ذلك الوقت بساعات كثيرة فاما الكلاب والٔاسد وغيرها من الحيوانات الشبيهة بها فدمها دم غليظ جدا فليكن هذا الذى قلته لك حاضرا لذكرك عامة فيما تلتمسه من البحث والتفتيش عن العروق الدقاق والنظر الى ما يعسر وقوع البصر عليه منها واما انا فانى راجع الى ما كنت قصدت له واخذت فيه فاقول اذا انت نظرت الى مشاركة العروق التى تجى من الامعاء الى اللحم الرخو فاعلم انك قد استتممت تشريح العروق التى تاتى من العرق ألاسطوانى فانك ليس تجد عرقا اخر سوى هذه التى ذكرناها يتصل بالعرق الذى منشاه من باب الكبد على ان هناك عروق كثيرة جدا فى الثرب وفى الخاصرتين وفى المتنين وفى المثانة وفى الارحام وبالجملة فى جميع الموضع الذى فيما بين الحجاب وعظمى العانة ولكن الحال فى تلك العروق كلها الحال فى ساير العروق التى فى جميع البدن أن منشاها كلها من العرق العظيم الذى يسميه بعض الناس الكبدى ويسميه بعضهم الاجوف وقد يوجد فى بعض الاوقات بعض العروق التى منشاها من العرق الاجوف يتحد ويتصل بالعروق التى فى الجدول الايسر مثال ذلك ما عهدناه قريبا من أنا راينا روية بينة عرقا ذاهبا فى العرض يصل ما بين العرق الذى ياتى الخصية اليمنى والعرق الذى يتفرق وينبث فى الجدول الايسر فاما العرق ألاجوف فمنشاه هو ايضا كله من الكبد الا انه ليس كمثل العرق ألاسطوانى ينبت من الجانب المقعر من الكبد ولا منشاه ايضا من موضع واحد من حدبة الكبد بل منشاه من جميع العروق التى فى حدبة الكبد كانه يجتمع ويلتام من اصول له ويرتقى مصعدا بمنزلة ساق شجرة مقسوم باثنين وأحد جزويه يرتقى الى الحجاب والجزء الاخر ينحدر الى الكليتين وفى هذا الضرب من عمل التشريح الذى وصفناه يمكنك ان تنظر الى جميع العروق التى تنبت منه وأسهل ما تراها اذا انت اخرجت الامعاء كلها والامعاء تخرج مرة مع الجدول ومرة بلا جدول فاما اذا اردت ان أخرجها مع الجدول فانى اربط العرق الذى ياتى من الجانب المقعر من الكبد بخيط كتان رقيق واربط ايضا معه الشريانات التى تنقسم معه وخاصة متى كان الحيوان الذى اشرحه قريب العهد بالموت كيما ينشق على الدم اصلا من العروق ولا من الشريانات ويمكنى ان أنظر من غير ان ينشق على الدم الى شعب العرق الاجوف الذى يصير الى اسفل واما اذا اردت ان أخرج الامعاء بلا جدول فانى اكشط الغشاء المحيط بها من خارج وأدعه مع الجدول وقد كنت قلت ايضا قبل حيث كان كلامى فى آلات الغذاء ان هذا الغشاء متصل بالصفاق مضام له فهو لذلك يكشط ويسلخ عن الامعاء بأهون سعى واما انت فانك ان أخرجت الامعاء على هذه الصفة لم يكن لك حاجة الى الرباط ولا سيما ان كان القرد قد مات قبل ذلك بوقت كثير فان انت اخرجتها عن غير ان تكشفها على نحو ما وصفنا لك قبيل احتجت الى رباط الا انك ان اخرجت الامعاء على هذه الصفة الاخرى سهل عليك الامر فى وجود شعب العرق ألاجوف والوقوف عليها وأبين ما ترى هذه الشعب اذا انت كشطت جميع ما على القطن من الصفاق فان الصفاق ملقى هناك على جميع ما فى هذا الموضع من العروق والشريانات وعلى عضل المتنين وينبسط منه على الكليتين جزء وكذلك على المعدة وعلى الكبد وعلى الحجاب وعلى الارحام وعلى المثانة وبالجملة على جميع الاعضاء التى فيما بين الحجاب وعظم العانة وانت ترى قبل ان تكشط الصفاق عروقا دقاقا متبددة تنقسم وتجى من العرق الاجوف الى لفافة الكليتين وهى الطبقة التى تحويها والى المواضع التى هناك وهذه العروق مرة تظهر للبصر ظهورا خفيا ومرة يكون بعضها لا يظهر للبصر اصلا وربما تهيا فى الندرة ان يكون كلها ظاهرة للبصر الا انه اذا كشط الصفاق كان ظهورها أبين وذلك فى وقت كشطه واما بعد كشط الصفاق عنها بقليل اذا انكشف فانها تكون أخفى عن البصر مما كانت عليه قبل ان تكشف بكثير فاما العروق البينة الظاهرة التى تراها تاتى من العرق ألاجوف النازل فهى هذه التى اصفها لك اولها عرق ياتى الجانب الايسر فوق الكلوة التى فى هذا الجانب بقليل وجزء من العرق الذى ليس بصغير يتصل ويلتحم بلحمة رخوة موضوعة هناك والثانى ياتى هذه الكلوة بعينها وتجد فى بعض الاوقات انه اذا لم يكن ذلك العرق الاول ينبت من هذا العرق الذى ياتى الكلوة عرق ينقسم فى تلك المواضع التى كان العرق الاول ينقسم فيها واما الكلوة اليمنى فليس تجد فيها عرق اخر قبل ذلك العرق الذى ياتيها خلا عروق دقاق شبيهة بطاقات الشعر وهى التى ذكرتها قبل فاما عرق معلوم ذو قدر يعتد به مثل العرق الذى فى الجانب الايسر فليس فى الجانب الايمن اصلا واما العرق الذى فى الجانب الايسر فكثير ما يكون هو وحده دون العرق الٔاجوف يتشعب منه شعب دقاق تصير الى لفافة الكليتين وهى طبقتها ولا سيما اذا كانت الشعب انما تتشعب من العروق التى تاتى الكلوة نفسها والعروق التى تغذو لفافتى الكليتين اعنى طبقتهما تمتد الى الجزء الذى يتصل بهما من الصفاق حتى ان مجارى البول إما يصير اليها من هذه عروق صغار جدا وإما فى اول مستقر هذه العروق على الكليتين ومن بعد هذه الشعب ترى العروق الكبار التى تجرى من العرق الاجوف الى الكليتين وترى ان من واحد منها وهو الذى ياتى الكلية اليسرى ينبت عرق ويصير الى الخصية اليسرى ومرار كثيرة تتصل بهذا العرق شعبة تجى من العرق الٔاجوف نفسه والامر فى الجانب الايمن على خلاف ذلك وذاك ان فى اكثر الامر انما ياتى الخصية اليمنى عرق من العرق الٔاجوف نفسه وربما رايت فى الندرة جزء صغير ينبت من العرق الذى ياتى الكلوة اليمنى فيصير من العرقين كليهما عرق واحد والامر فى هذه العروق معلوم انها طويلة طولا كثيرا اذ كانت تمر الى اسفل والى قدام الى جانب ألاربيتين حتى تصير الى الخصيتين ومما لا خفاء به من امرها ايضا انها فى ممرها تتعلق وتنسرح لانها ترتفع الى فوق وتبعد عن القطن اولا فاولا وبهذا السبب جعلت لها حصة من الصفاق الذى فى موضع القطن تدور معها وتسندها وتضمها الى ان تبلغ المجرايين ايضا الطويلين لانهما يصيران الى الخصيتين فى كل واحد من الجانبين واحد منهما وكما ان الصفاق فى موضع القطن ملقى على هذه العروق وعلى غيرها من العروق والشريانات كذلك ايضا ينحدر معها على حاله حتى يصير الى الخصيتين وهو على الحال التى كان عليها اولا وهذه العروق تدور قبل وصولها الى الخصيتين واتصالها بهما دوران كثير النفش ويدور معها الشريانات التى معها ومن العروق التى منشاها من العرق الاجوف الذى على القطن زوج اخر منشاه منه اسفل من الكليتين ومن هذا الزوج يدخل عروق صغار تغوص حتى تصير الى النخاع وجزء منها ياتى عضل الصلب وكذلك ايضا من العروق الفوقانية التى هى بعد الحجاب يدخل جزء منها الى داخل فقار الصلب ويصير الى النخاع ويصير منها ايضا جزء الى عضل الصلب فاما بقية كل واحد من العروق فترتقى مصعدة الى المراق وتنقسم بنصفين فيركب احد النصفين على العضلة الاولى التى قلت انها لازمة مضامة للصفاق واما النصف الاخر فيمر على العضل المورب وذلك ان غذاء هذا العضل الذى فى هذا الموضع انما هو من هذه العروق وكذلك تكون العروق المتشعبة من العرق الاجوف وجميع تقاسمها فى كل واحد من الفقارات التى فى القطن الا العروق التى فى العضل المنتصب على الاستقامة فى الطول وحدها وذلك لانها تتصل من ناحية الاجزاء التى داخل ومبداء هذه العروق مبداءين احدهما من فوق من العروق التى تخرج من الصدر التى سنذكرها بعد قال حنين وجدنا فى نسخة اخرى والمبداء الآخر من العرق الذى ياتى الرجلين فى كل واحد من الجانبين واحد فى الموضع الذى منه خاصة منشاء العروق التى تاتى الارحام لان العرق الاجوف الذى على القطن من بعد ان يصير منه فى كل واحدة من الفقار شعبة واحدة الى المواضع التى ذكرناها ينقسم راسين بالقرب من العظم العريض وهو العجز ويمكنك ان ترى الشريان على هذا العظم كانه موضوع فوق العرق لا تحته كما هو فوق ومن بعد تقسم هذا العرق تتشعب قال حنين هذا موضع يحتاج اى نظر منه ايضا شغب كثيرة قبل ان يطلع الى خارج مار بالعضل حتى يصير الى الحالبين وذلك انك تجد منها شعب تاتى المتنين الى فوق والى اسفل مارة فى الثقب والمنافذ الكبار التى فى عظمى العانة ويتشعب منه ايضا مع هذه الشعب شعب أخر تصير الى جميع ما على العظم العريض وهو العجز من الاجرام وهى العضل الذى فى هذا الموضع والمثانة والارحام فى ابدان الاناث من الحيوان والقضيب فى ابدان الذكورة وذلك ان الخصيتين ياتيها عروق من المواضع التى فى ناحية الكليتين على ما وصفنا قبل واما القضيب فياتيه العروق من المواضع التى على العظم العريض وهو العجز واما فى ابدان اناث الحيوانات فالعروق التى تاتى الذكور من المواضع التى فى ناحية الكليتين تاتى البيضتين وتاتى عنق الرحم عروق من المواضع التى على العظم العريض وهو العجز وعنق الرحم فى الاناث نظير القضيب من الذكورة وهذين هما أصل العروق التى فى الارحام والعرق الذى ياتى من الكليتين الى البيضتين ينقسم ايضا فى قعر الرحم فاما العرق الذى ياتى من مواضع العظم العريض وهو العجز فانه ينقسم ايضا فى عنق الرحم وفيما يتصل به وهذه العروق داخل من الصفاق ويصير الى عنق الرحم بالقرب من العضل فى كل واحد من الجانبين واحد ومن هذه المواضع ينبت عرقان اخران يصيران اولا الى فوق والى قدام معا على وراب يضامان العضلتين المنتصبتين اللتين على البطن ثم إنهما من ههنا وفيما بعد يمران على انتصاب ويجوزان تحت العضل الذى ذكرناه وكليهما يضامان العروق التى تنحدر من فوق ويلتحمان بها وهذه العروق المنحدرة من فوق تخرج خارجا عند الصدر عن جانبى الغضروف المسمى الشبيه بالسيف ثم يتشعب منها شعب دقاق تخرج الى مواضع الثديين وتمر منحدرة من فوق الى اسفل فى موضع غاير وتلقى العروق التى قلنا انها تمر من اسفل الى فوق مع العضل اللحمى المنتصب وهما العرقان اللذين كانا آخر ما ذكرناه وبعض الشعب يتصل ويتحد مع العروق التى فى هذا الموضع وبعضها يبقى عرق مفرد وينحدر فى كل واحد الجانبين مما يلى ظاهر البدن خارج عن جميع العضل الذى على البطن الى أسفل وأبين ما يكون النظر الى هذه العروق فى ابدان الحيوانات التى قد قل لحمها وبقى فيها دم كثير ويلقى هذه ايضا عرقين اخرين منشاهما من تلك العروق الكبار التى تاتى الرجلين فى الموضع الذى فيه اولا تجوز وتخرج من جميع العضل الذى على البطن وتركب على الحالبين فهى بهذا السبب ظاهرة الوضع على مثال تلك التى ذكرناها قبل وفى ابدان الحيوانات التى قد قل لحمها تراها روية بينة تحت الجلد واذا سلخت الجلد كانت فى اول ما تراه موضوعة تحته على مثال ما قلت لك خارجة عن العضل فاما العروق ألاخر التى ذكرناها وهى داخل فى العضل فالامر فيما هو منها داخل وما هو منها خارج فى هذا الباب الذى اقوله لك واحد وهو انه يخرج من موضع واحد بعينه عرقين فى كل واحد من الجانبين واحد منهما يصيران الى آخر جلدة القضيب وجلدة الخصيتين ويصير الى الخصية مار بالموضع الذى يقال له الاتصال والاتمام الخلف عرق صغير دقيق جدا لا يظهر للبصر فى ابدان جميع الحيوانات ولكن اذا كان الحيوان عظيم البدن وبدنه مملو دم ان انت عصرت هذا العرق فى وقت موت الحيوان معا قبل ان يبرد اصلا ودفعت الدم كرها الى شعبه الدقاق صار هذا العرق مما يقع عليه البصر وعلى هذا المثال ايضا فى ابدان الاناث يصير هذا الزوج العروق التى ذكرناها الى فرج الانثى ويكون ممره الى جانب ملتقى عظمى العانة ولذلك صار فيما بين العروق التى قى الصدر والتى فى الثديين وبين العروق التى فى الارحام والتى فى ساير الاعضاء ألاخر من اعضاء التناسل مشاركة من وجهين احدهما بالعروق التى من داخل التى قلنا انها موضوعة تحت العضلتين المنتصبتين فى طول البدن اللحميتين والآخر بالعروق التى من خارج وهى التى كانت آخر ما ذكرناه وقد كان يتبع ما تقدم ذكره أن نذكر عمل تشريح العروق التى فى الرجلين ولكن لما كنا ذكرنا ذلك فى المقالة الثالثة من هذا الكتاب قد ينبغى بهذا السبب ان آخذ فى ذكر عمل تشريح العروق فى ساير الاعضاء ألاخر بعد ان ازيد على ما ذكرت واضم اليه ما بقى على منه وهو انى قلت انه يمكن ان تخرج امعاء الحيوان بضربين إما بان تربط العروق والشريانات الكبار التى هى فى راس الثلثة الجداول وإما بان تعمد الى مواضع اتصال الجداول بالامعاء فتقطعها منها وتكشطها عنها كما من عادة القصابين أن يفعلون فاما اذا فعلنا ذلك بقيت الجداول وحدها بلا امعاء وبقيت العروق والشريانات كلها منها حافظة لمشاركة بعضها لبعض على حالها ولكن ينبغى لك ان تعلم من امر هذا العمل هذه الخلة وهى انه يعرض مرارا كثيرة اذا نحن اخرجنا الامعاء بهذه الصفة أن يسيل من العروق والشريانات التى قطعناها بعض الدم وخاصة اذا كان القرد كثير الدم وكان قد أخذ فى تشريحه ساعة مات فان تهيا مع هذا ان يكون دمه بالطبع ارق من دم غيره من القرود ويكون الهواء المحيط بالموضع الذى يشرح فيه حار كان ذلك أحرى بان يعمى الدم ما يحتاج الى النظر اليه مما فى الصفاق الذى على القطن من العروق التى تغذوه وهى كلها ارق ما يكون من العروق وهذا الجزو من الصفاق يصير له عروق كثيرة الاغصان من العروق الشبيهة بنسج العنكبوت الا ان اكثرها ياتيه من العروق التى تاتى الخصيتين فينبغى لك الآن ان تجعل عنايتك بأن لا ينصب عليه دم كيما يظهر لك العروق كلها للبصر ظهورا بينا وذلك يكون ايضا بان يكون القرد قد مات قبل ذلك بوقت كثير وينبغى قبل معالجة هذا العمل أن يخنق القرد بماء إما بعد ان تولى النهار وإما بالعشى على ما وصفت قبل ثم يشرح من غد بالغداة وأما من شرح كلبا فانه إن شرحه ساعة يموت هذا التشريح الذى وصفناه ههنا من تشريح جداول العروق لم ينشق عليه دم ظاهر ولا ما له قدر يعتد به وذلك بسبب غلظ دمه وكذلك الامر فى الحيوانات التى أسنانها تاتى مداخلة بعضها فيما بين بعض ولا سيما فى ألاسد وعمل التشريح الذى يكون على النحو المذكور اعنى بقلع الامعاء وإخراجها موافق صالح للبصر الى العروق التى ذكرناها معا فى وقت يسير وتشريح جميع الشريانات ايضا التى فى داخل الصفاق وذلك انه يمكنك اذا انت مددت الجدول أن تنظر نظرا شافيا الى الشريانات الممدود كل واحد منها الى جانب كل واحد من العروق واذا كان العمل فى موضع ضوى رايت ايضا عصبة صغيرة ممدودة الى جانب العرق والشريان الا انا نحن لم نقصد فى هذا الموضع لذكر تشريح العصب فأنا لذلك تارك ذكر الاعصاب بعد ان اقول واحدة وهى انه ينبغى لك ان تكون ذاكرا للجدول الذى كشفت عنه واظهرته على هذه الصفة كيما اذا نحن صرنا فيما بعد الى ذكر العصب لم يكن يضطرنا الامر الى إعادة ما قد ذكرناه بعينه وأنا الآن راجع الى اقتصاص امر العروق كيما لا ينقطع اتصال الكلام وسننه بادخالنا فى وسط ذكر امر الشريانات فاذكر الآن انه ينبت من حدبة الكبد العرق الاجوف الذى على القطن بمنزلة نبات ساق الشجرة من أصولها والعرق الذى يرتقى الى القلب وقد ينبغى لك ايضا ان تعلم هذا الذى اصفه لك وهو ان إنسانا ان قال ان هذه العروق الثلثة عرق واحد اعنى العرق الذى ذكرته فى كلامى هذا وقلت انه على القطن والعرق الذى فى حدبة الكبد والعرق الثالث الذى يرتقى الى القلب واللبة لم يخطى اذ كان خلق كثير من الاطباء انما سموا هذا العرق بهذا الاسم اعنى ألاجوف على انه عرق واحد وقوم اخر يسمونه العرق الكبدى ولكن الامر على ما قلت مرارا شتى من انه ينبغى لمن كانت المعرفة والعلم بالاشياء غرضه ومقصده ان لا يكترث بالاسماء ولا يعتنى بها وبهذا السبب صرت انا استعمل الاسماء وأجريها كيف تهيا لى فأقبل الآن على بذهنك حتى آخذ بك فى مبداء آخر اقول انه كما ان جميع العروق التى اسفل انما هى شعب من العرق الاجوف الذى اسفل خلا العروق التى فى المعدة والطحال والامعاء كذلك جميع العروق التى فوق حدبة الكبد منشاها من العرق الاجوف الذى يذهب الى فوق وذلك انه ساعة ينبت من الكبد اولا ويقع فى الحجاب الذى يحده على اكثر الامر يتشعب منه الى كل واحد من الجانبين عرق واحد وربما رايت فى الندرة فى كل واحد من الجانبين عرقين ليسا بمتساويين ولكن كان الواحد منهما شعبة من الاخر الذى يرى دايما واما فى الحيوانات ألاخر فليس تراها جميعا فى كل واحد من الجانبين مرارا يسيرة وانا اصف لك هذه الحيوانات اى حيوانات هى اذا انا استتممت الكلام فى القرود واخذت فى ذكر تلك الحيوانات ألاخر مما تقف عليه من طبايعها بالتشريح واما هذا التشريح الذى تعمله لتقف به على العروق التى منشاها من العرق الٔاجوف وتراها روية بينة فينبغى ان تتحرى فيه ان يجرى الامر فى تعلمك اياها على أوضح ما يكون وذلك بان تذهب فى تعلمك لها هذا المذهب ينبغى ان تقطع قطع ذاهب على استقامة فى طول الصدر فى الجانب الايمن منه حيث الجزء الغضروفى من الاضلاع التى تمتد الى القس كيما يبقى اطراف الاضلاع المركبة مع القس متصلة به ويصير الباقى منها الذى اتا به القطع من القس وفرق بينه وبينه قطعة واحدة لان يتفرق بعضها من بعض فانه اذا كان كذلك امكنك اذا انت كسرته الى ناحية الصلب ان تنظر الى العرق الٔاجوف نظرا بينا وتراه يرتقى فى الصدر كله على انتصاب حتى يبلغ الى اللبة واول ما ينبغى لك ان تتفرس وتتثبت فيه تفرسا بينا وتثبتا لا توانى معه ولا غفلة الشعب الاولى منه التى تاتى الحجاب ولان جرم الحجاب خاصة انما هو عضلة ويجلله من اسفل الصفاق ومن فوق قاعدة الغشاء المستبطن للاضلاع فيصير ثلاث طاقات شبيهة بالصفايح موضوع بعضها فوق بعض قد ينبغى لك ان تتفقد وتنظر حسنا فيما بين اى هذه الطاقات والصفايح موضع العروق التى فى الحجاب وانما يمكنك الوقوف على ذلك بان تكشط الغشاءين المجللين له من الوجهين اعنى الغشاء المنحدر من فوق من الاضلاع والغشاء المتصل بالصفاق وانا واصف لك ما لم ازل اجده من هذا وانت ايضا لا محالة تراه كذلك وهو انك تجد العرقين كليهما مستورين فيما بين الحجاب والغشاء المجلل له من فوق من الغشاء المستبطن للاضلاع وترى ايضا طبقات تلك العروق رقيقة فى قياس رقة العروق التى فى حدبة الكبد وساير العروق ألاخر التى هناك فان جميع العروق التى فى حدبة الكبد طبقاتها رقيقة فاذا جاوز العرق الاجوف الحجاب ووقع فى الصدر صارت طبقته اقوى مما كانت والتف عليه مع هذا غشاء وهذا الغشاء جزء من الاغشية التى تقسم الصدر كله بالطول من فوق الى اسفل واذا كشطت هذا الغشاء عن العروق نظرت الى طبقة العرق نظرا اشفا وعلمت كم مقدار زيادة ثخنها على ثخن العروق التى فى الكبد وقبل ان تكشط هذا الغشاء تفقد تلك العروق الدقاق المنقسمة من هذا العرق فى هذا الغشاء الذى ذكرناه ومن هذه العروق ايضا شى يتصل بالطبقة المجللة للقلب وهى غلافه فى الاجزاء السفلية منها وذلك لانها من الجانبين متصلة بالاغشية التى تقسم فضاء الصدر كله مضامة لها غير ان هذه العروق شبيهة بغزل العنكبوت او بطاقات الشعر واما العروق التى لها من العظم مقدار يعتد به فهى هذه التى اصفها لك اقول انه ليس شى من العروق فيما بين الحجاب والقلب ولا عرق واحد فاما عند القلب فهناك عرق عظيم جدا فى الجزء الذى يقال له أذن القلب خاصة والدم الذى ينصب من هذا العرق فى هذا الموضع تجده فى بعض الحيوانات ومنها إلانسان ينقسم ثلاثة اجزاء وفى بعضها ومنها القرد ينقسم جزءين فيقع اكثره الى التجويف الايمن من تجويفى القلب وبقيته تقع الى العروق التى تستدير حول القلب وتكلله كله فان بعض اصحاب التشريح نبذ منهم يسير سموا هذه العروق بهذا الاسم اعنى المسديرة حول القلب والمكللة وموضع هذه العروق من القلب فى نفس جرمه مما يلى ظاهره فاما فى بدن الانسان فان العرق الذى يغذو الاجزاء السفلية من الصدر وهى الثمانية الاضلاع انما منشاه من ألاذن اليمنى من أذنى القلب واما فى بدن القرد فان العرق الٔاجوف بعد مجاوزته لأذن القلب يتشعب منه شعبة عظيمة جدا تذهب فى الصدر من الجانب الايمن منه لا من الجانب الآخر كمثل ما يكون ذلك فى ابدان الناس وابدان الخنازير وابدان حيوانات أخر وهذا العرق ان كان فى الجانب الايمن وان كان فى الجانب الايسر يذهب الى الصلب فانه على حال يستقر ويعتمد على راس الفقرة الخامسة وذلك انه انما يركب اولا على هذه الفقرة وهى التى تدعمه وتسنده وتمكنه فى اول الامر وقبل ان يصير اليها انما سابح طافى متعلق الا ان الاغشية الملفوفة عليه التى كانها تفرق بينه وبين غيره هى تحفظه وتمكنه وتلبثه ثم إنه من ههنا ياخذ الى ناحية الموضع الاسفل من مواضع الصدر مع المرى ومع الشريان الاعظم الذى على الصلب ويتشعب منه فى ممره عند كل موضع من المواضع التى فيما بين الاضلاع جزء ليس بالصغير وذلك انه ينفذ ويخرج من هذه العروق شى يصير الى العضل المعروف بعضل الصلب والعضل المستدير حول الصدر كله واجزاء أخر صغار تدخل وتغوص فى الفقار وتراها تلتف وتنقسم فى الغشايين الصلب واللين المحيطين بالنخاع من غشاءى الدماغ بضروب من التلفف والتقسم كثيرة واما فى بدن القرد فان هذا العرق على ما ذكرت اذا صار الى ناحية الجانب الايمن الى الفقارة الخامسة تراه ينقسم تقسيما ظاهرا قبل ان يركب على الفقارة الخامسة والعرق الذى ينشعب منه يصير الى الموضع الرابع من المواضع التى فيما بين الاضلاع ويرتقى من هذا العرق ايضا عرق آخر الى الموضع الثالث من المواضع التى فيما بين الاضلاع وهذا العرق الذى يرتقى تراه يتصل بعرق اخر شبيه به فى الدقة كانه طاقة شعرة منشاه من عرق اخر يقال له الغاذى للاجزاء العليا من الصدر كما يسمون العرق الاخر الذى يصير الى الفقارة الخامسة الغاذى للاجزاء السفلية من الصدر وانت ترى هذا العرق يتشعب من الجانب الايمن من العرق الاجوف قبل ان ينقسم باثنين واول موضع ينقسم فيه العرق الاجوف الموضع الذى يلقى فيه التراقى ولذلك لا بد لنا ضرورة من ان نقطع التراقى لننظر الى جميع ما ههنا من العروق نظرا شافيا والتراقى تقطع على هذه الصفة كثيرة جدا وان كان القرد قريب العهد من الموت انشق عليك من الدم مقدار كثير اكثر مما يستحقه مقدار تلك العروق متى عرض لك ان تقطعها فى موضع من المواضع او تشقها فلتكن الآن عنايتك بان تخلصها من الاغشية الملفوفة عليها من منتهاها والى اصلها وتبريها مما يتصل بها وتدعها على حالها عند اصولها ويكون ان ترفعها وتضعها فى وقت دون وقت من موضع الى موضع بحسب ما تحتاج اليه وهذه العروق تغذو من العضل الذى يرتقى من مقدم الصدر الى مفصل الكتف الجزء الاعلى منه الذى بالقرب من كل واحد من الترقوتين ومنشاها من العروق الكبار التى فى هذه المواضع التى نحن على كشفها وإظهارها للبصر من غير ان ينشق على انفسنا دم والاجود الآن ان تقطع العضل من التراقى وتجعل مقدار تعمقك فى القطع ان تقطع ما دام يظهر لك ظهورا بينا اتصال الليف فاما بعد ذلك فينبغى لك ان تحذر وتتوقى ان تتعمق فى القطع وعلى هذا المثال فاكشط من الاجزاء العليا من الترقوة اليمنى ما يتصل بها من العضل وهو العضل الذى قلت فى الموضع الذى افردته لذكر العضل انه ينحدر من الراس فاذا انت فصلت وخلصت من الترقوة ما فوقها وما تحتها من العضل فتفطن وضع ذهنك فى العرق الملتف على حدبة الترقوة وموضعه منها الموضع الذى يقرب من طرفها الذى يتصل بالقس فان هذا العرق ان انبعث لم يمكن ان ينقطع الدم المنبعث عنه بسهولة وفى ذلك ما يفسد ويشوش عليك عملك واذ كان الامر على هذا فأحزم الاشياء لك فى اول الامر ان تربط العرق وتستوثق منه من جانبى الترقوة كليهما اعنى من فوق ومن اسفل ثم تقطع رباط المفصل حتى تفصل الترقوة من القس ثم تعمد بعد ذلك الى منتهاها فتاخذه باصابعك وتمدها الى فوق وتلويها معا قليلا قليلا وتقطع كل وصل بينه وبين الاعضاء المجاوزة له ولا تزال تعمل ذلك حتى تصير الى العرق الذى ربطته وقد كنت قلت لك ان هذا العرق ليس بكثير البعد عن مفصل الترقوة واحق العمل عليك واهونه ان تقطع العرق بين الرباطات ثم تمد الترقوة مدا رفيعا بفضل توقى وحذر وتثنيها وتلويها معا الى ناحية راس الكتف وتقطع بالسكين الاغشية المضامة للترقوة واجعل قطعك اياها يمر مع الترقوة فى وقت دون وقت كيما لا يقطع شى مما حولها حتى اذا مررت قليلا قليلا الى راس الكتف لقيك هناك عضلة كانها متوازية تحت الترقوة وهذه العضلة راسها عند عظم الترقوة وتنحدر الى ناحية مقدم الصدر وتلتحم بالقرب منها بالضلع الاول من اضلاع الصدر فاذا انت قطعت هذه العضلة من الترقوة او من الضلع او من كليهما فاقطع بعد ذلك كل جسم يتصل بالترقوة قطعا بلا شفقة بعد ان تكسرها الى ناحية راس الكتف وفى بعض الاوقات فى اخر الامر اذا انت وثقت بقوة يديك لم يعسر عليك ان تقلع جملة الترقوة من غير ان تقطع العرق او تربطه والامر يواتيك ان انت قطعت اتصالها ورفعت معا طرفها الذى يلى القس الى ناحية العنق وجعلته متشرفا وذلك انه ليس على المكان يضام العرق الملتف على الترقوة العرق الذى فى العمق بل انما يضامه ويتصل به فى بعض الاوقات بعد ان يرتقى الى ثلث العنق وربما لم يتصل به ويضامه حتى يبلغ الى قريب من نصفه ولذلك قد يمكنك ان تشيل الترقوة وترفعها الى الجزء الاعلى ثم تقلعها ويمكنك ايضا ان تقطع طرف الترقوة من المفصل الذى فى راس الكتف ثم تجذب الترقوة كما هى وتقلعها من الجانب الذى تريد اى الجانبين كان الى الجانب الاخر فاعمل الآن على ان تقلعها جملة او تقلبها او تكسرها الى ناحية راس الكتف ثم تنظر الى جميع ما تحتها من غير ان يكون هناك شى يعمى عليك او يخفى عنك ما تريد ان تراه بل يكون القرد فى هذا الموضع فى مثال حيوان لا ترقوة له وانا راجع الى سنن كلامى ذاكر لك امر العروق الصغار التى تراها فى هذا الموضع قبل قلع الترقوة والعروق التى تظهر بعد قلع الترقوة فاقول انه قبل ان تقلع الترقوة تظهر عروق صغار جدا تذهب الى قدام وعلى وراب الى نحو اللبة من العرق الذى يلتف حول الترقوة وهذه العروق تراها ابدا تجتمع بعضها الى بعض اذا صارت الى اللبة اعنى بقولى ههنا اللبة وهى المنحر الموضع العميق الغاير الذى يضام فيه الترقوة القس ويوجد هناك ايضا عروق صغار منشاها من هذا العرق بعينه عند اول مجاوزته للترقوة وركوبه على الرقبة وقبل هذه العروق ايضا يوجد اسفل من ذلك الموضع مرة عروق صغار ومرة عرق واحد له أقسام كثيرة وليس بالعظيم وتنقسم فى العضو المسمى التوثة ومعنى التوثة اللحمة الرخوة العظيمة الموضوعة عند تقسم العرق العظيم وأعظم ما تكون فى الحيوانات القريبة العهد بالولاد ثم لا تزال بعد ذلك دايما تصغر اولا فاولا بمقدار ما ينمو الحيوان ويزيد ويوجد هناك ايضا عرق اخر يجى من العرق ألاجوف اسفل قليلا من موضع قسمته عند الغشاء المحيط بالقلب وهو غلافه وبهذا العرق يغذى هذا الغشاء ويغذى معه الجزء الذى هناك من الاغشية التى تقسم الصدر وياتى هذه الاغشية باعيانها عروق دقاق جدا فى مثال خيوط العنكبوت منشاها من العرق ألاجوف وكل هذه العروق صغار واعظم منها قليلا العرق الذى يجى من العرق الذى يلتف على الترقوة وهو الذى يرتقى الى راس الكتف وهذا العرق يمر الى جانب الموضع المشرف من الترقوة من مبداء العرق الذى يقال له الكتفى وهو القيفال حتى يصير الى الكتف ومرارا كثيرة يوجد عرق اخر تحت هذا ظاهر يتفرق وينبث فى العضلة الكبيرة التى فى مقدم الصدر فى هذه الاجزاء واما ساير اجزاء هذه العضلة الموضوعة فى مقدم الصدر فيغذوها العروق التى فى المواضع التى بين الاضلاع وهذه العروق تنبت من العرق الذى يتشعب من العرق الاجوف اسفل قليلا من موضع قسمة العرق الاجوف فى الجانب الايمن منه فهذا العرق اذا مر الى قدامه قبل ان يقع الى الموضع الذى بين الاضلاع ياخذ مصعدا فيما بين الضلع الاول والترقوة ويتشعب منه جزو لا يخفى معرفته الى الموضع الاول من المواضع التى بين الاضلاع وقد ذكرت هذا الجزء قبل وانا اقول ههنا ايضا ان هذا العرق يمتد الى الموضع الثانى من المواضع التى بين الاضلاع ويتشعب منه ايضا شعبة صغيرة الى الموضع الثالث من المواضع التى بين الاضلاع وهذه الشعبة تتصل بالعرق الذى يصعد من اسفل وتضامه حتى تراهما جميعا عرق واحد والذى يبقى منه يخرج الى خارج فيما بين الضلع الاول والثانى ويفنى فى العضل الذى هناك واما الجزء الاعظم من هذا العرق الذى يرتقى الى فوق على تاريب فانه يمر فى الموضع الذى خلف الفقارة السادسة ويصعد الى الكتف وفى ممره يتشعب منه جزء ويصير الى ثقب الفقارة من الجانب الايمن وهذا الجزو اذا جاوز الفقارة السادسة يصعد منتصبا ثم يصير الى ثقب الفقارة الخامسة ويصير بعده الى ثقب الفقارة الرابعة وثقب الفقارة الثالثة الى الاولى ويتشعب منه فى المواضع التى بين الفقارات عرق صغير يغتذى منه الجرم المحيط بالنخاع والنخاع ايضا فاما الجزء الذى يجاوز منه الفقرة الاولى فانه يخالط منه العرق الصغير الذى ياتى هذا الموضع من الوداج الغاير وينحدر معه وقد ينبغى لك ان تعلم من امر جميع العروق التى ذكرناها وقلنا انها تجى من العرق الاجوف وتدخل الى داخل الفقارة هذه الخصلة الموجودة منها عامة وهى ان غذاء الفقارات ايضا منها ولان الغذاء الذى يرزا منها مقداره يسير صارت الفقارات الصغار ليس منها ولا عرق واحد معروف وصار فى الفقارات الكبار التى فى القطن عروق تظهر للبصر تتصل وتلتحم بغطاء من الفقار انفسها وينبغى لك ايضا ان تعلم من امر العروق التى فى الصدر عامة هذا الذى اقوله وهو انه من جميعها اجزاء صغار تصير الى العضل المعروف بعضل الصلب الى جانب المفاصل واجزاء أخر اعظم مقادير من هذه تصير الى المواضع المحدبة من الاضلاع قريب من منشاء اجزاها الغضروفية ومنتهى كل واحد منها يرتقى عند موضع اتصال الاضلاع بالقس الى الخارج ويتحد ويتصل هناك بالعروق الصغار التى خارج التى قلنا قبل انها تخرج مارة بالاجزاء المحدبة من الصدر فاما عند الاضلاع المعروفة بضلوع الخلف فان منتهى العروق يصير الى العضل الذى على البطن والعضلة العظمى الاولى تراها خاصة تغتذى من هذه العروق الى مسافة بعيدة وذلك ان الجزء الاسفل من هذه العضلة يغتذى من العروق التى تخرج من العرق الاجوف الذى على القطن وانا قاطع ذكر هذه فى هذا الموضع عايد الى الموضع الذى قطعت منه الترقوة تارك للجانب الايمن وآخذ فى الجانب الايسر فإنا ليس نجد الامر فى العرق الذى يغذو الاجزاء العليا من الصدر فى هذا الجانب على مثل ما عليه الامر فى الجانب الايمن وذلك ان العرق الذى فى الجانب الايمن منشاه من العرق الاجوف قبل قسمته فاما العرق الذى فى الجانب الايسر فانه ليس يتشعب من جزء العرق الاجوف عروق كثيرة الى الصدر قال حنين هذا موضع يحتاج الى نظر واما الى الست الفقارات الاولى والى الجانب المقعر من عظم الكتف فانه يتشعب منه عروق كبار ذوى قدر يعتد به وكلها من اصل واحد على مثال ما فى الجانب الايمن فواحد من هذه العروق يغتذى منه مواضع النخاع مع اجزاء عضل فى ذلك الموضع مستدير حول الفقار فاما العرق الاخر فيغتذى منه العضل الذى فى الجانب المقعر من عظم الكتف والعضل الذى من خلف وهو الذى يصل بين قاعدة عظم الكتف وبين عظم الصلب ويغتذى منه مع هذه ايضا جل اجزاء العضل الذى فى الرقبة من خلف الراس فهذا ما تراه فى العرقين اللذين فى الجانب الايمن و الايسر فى زوجها الذى ذكرناه فاما الموضع الذى ينقسم منه العرق الاجوف ويصير منه عرقين متساويين غاية المساواة فانه يتشعب منه فيما بين أصلى ذينك العرقين عرق منشاه من الاجزاء القدام من العرق الاجوف وهذا العرق يخرج الى الجانب الايمن من القس عند الثدى فاما العرق الذى عند الثدى الايسر الذى يمر على هذا المثال الى جانب القس فان منشاه من العرق الذى ياتى من العرق الاجوف بعد قسمته وهو العرق الموضوع فى الجانب الايسر ومخرج هذه العروق من الصدر الى الجانب الغضروف الشبيه بالسيف واذا خرجت تقارب منها شعب الى الثديين ثم انها بعد ذلك تنقسم قسمتين فتنحدر طايفة منها تحت الجلد ظاهرة وطايفة اخرى تنحدر عند العضلتين اللحميتين المنتصبتين وقد وصفنا قبل كيف تلقاها عروق أخر ترتقى من المواضع السفلية وباتصال هذه بتلك تكون المشاركة بين الثديين والصدر وبين اعضاء التناسل ومن بعد زوج العروق الذى ذكرنا عرقيه يتشعب من كل واحد من جزوى العرق الاجوف الذى قلنا انه ينقسم اليها ثلثة عروق فى كل واحد من الجانبين ومنشاء هذه العروق من اصول مواضعها تحت عظم الترقوة بالحقيقة وواحد من هذه الثلثة وهو الذى منشاه من اعلى موضع فى الاصل يمر الى فوق منتصبا وممره مما يلى ظاهر العنق واما الاخر وهو الذى منشاه من الموضع الاسفل فانه ياخذ الى ناحية اسفل على استقامة ثم انه ينقسم على الموضع الخارج من الترقوة ويتصل بالعرق الذى منشاه من الاجزاء العالية من اجزاء الاصل والجزء الاخر منه يرتقى الى الكتف ويمر ذاهبا فى طول الترقوة وهذا هو الذى قلت انه يقال له العرق الكتفى وهو القيفال وقد وصفت لك كيف ينقسم هذا العرق الكتفى وهو القيفال فى الموضع الذى ذكرت فيه تشريح اليد فاما العرقين اللذين يحتويان على الترقوة اعنى الذى خارجها والذى داخلها فانهما قبل ان يجتمعان واحد الى الاخر يتشعب منهما شعب تتفرق فى الاجرام القريبة منهما والاجرام القريبة منهما هى الجزء الاسفل من العضل الذى ياتى من الراس الى القس والى التراقى والعضلة العريضة التى تضام الجلد وهى فى كل واحد من الجانبين واحدة لم يذكرها اصحاب التشريح واغفلوها والاغشية المجللة لهذه والجلد فهذه الاعضاء تجدها دايما ياتيها عروق من العروق التى فى المواضع السفلية من العنق التى تعدو الترقوة فاما ساير الاجزاء ألاخر فليس تجد ما تاتيها من العروق فى ابدان القرود كلها على حال واحدة دايما وذلك لان هذين العرقين لا يجتمعان ويتضامان دايما ابدا على حال واحدة اعنى العرق الذى داخل الترقوة والعرق الذى خارجها وذلك انهما فى بعض الاوقات بعد ان يجوزان فى طول العنق يتصلان ويتضامان ويصير منهما عرق واحد وهو الوداج الذى مما يلى ظاهر البدن وفى بعض الاوقات يفعلان ذلك بعد ان يجوزان الثلث من طول جملة العنق وفى اكثر الامر يوجدان على هذه الصفة فاما إن يكونا يتضامان ويتصلان فقد جاوزا الثلث او قصيرا عن الربع فذلك امر انما يوجد فى كل ندرة وقد رايناهما فى قرد مرة لم يجتمعان واحد الى الاخر ولم يتصلان فكان الامر فى ذلك القرد عجيب انه كان يقع البصر فيه على ستة عروق الازواج موضوع بعضها الى جانب بعض اما عرقى الوداج الظاهر فتحت الجلد والعضلة الرقيقة المفروشة تحته واما الوداجين الغايرين ففى عمق العنق وفيما بين هذين الزوجين فى الوسط زوج اخر ثالث فاذا كانا العرقين يجتمعان اسرع فانه يتشعب من الوداج الظاهر عرق يرتقى على وراب الى العضل الذى ياتى الكتف من عظم الفقارة الاولى واما اذا كانا انما يجتمعان ويتصلان حتى يصير منهما عرق واحد بعد ان يذهبا ذهاب كثير فانه ينشعب ح˜ من كل واحد من العرقين عروق اصغر ويذهب العروق التى تنشعب من العرق الاعمق الى العضل خاصة فاما العروق التى تنشعب من العرق الذى مما يلى ظاهر البدن وهو العرق الذى قلت انه يستدير ويلتف حول الترقوة فانها تصير الى الغشاء والجلد والاجزاء العليا ايضا من العضل الذى ينحدر من الراس الى القس والترقوة وانما تغتذى من هذه العروق وذلك ان هذين العرقين اذا كانا يجتمعان ويتصلان فانهما بعد اجتماعهما ينشعب منهما فى بعض الاوقات عروق صغار وذلك عندما يصير من الوداجين كليهما اللذين مما يلى ظاهر البدن عرق واحد وفى بعض الاوقات لا ينشعب من ذلك قال حنين وجدنا فى بعض النسخ — فى نسخة اخرى — عرق صغير العرق شعبة اصلا وذلك عندما لا يتصلان ويتحدان العرقين على المكان ساعة يجاوزان الترقوة ويكونان انما ينقسمان بالقسمة التى ينقسمان بها من بعد ان يمران شى كثير لا على المكان فان هذا الوداج الذى مما يلى ظاهر البدن الذى كونه من العرقين لا بد له من ان ينقسم على كل حال ويرتقى جزء منه الى الموضع الرقيق من اللحى الاسفل الذى عند الخد ثم يمر الى جانب هذا حتى يصير الى طرف اللحى الى الموضع المسمى ذقن ويتفرق منه فى مسيره كله شعب تاتى الاجرام القريبة منه وشعب من هذا العرق تتصل وتتحد بالوداج الغاير وخاصة عرق واحد ظاهر غاية الظهور يتصل ويتحد بجزء من الوداج الغاير ليس بصغير عند اللحم الرخو الذى للحنجرة وياتى هذه ايضا عرق يصير الى اجزايه الداخلة خاصة والعليا ولذلك قد ينبغى لك متى كان القرد الذى تشرحه قريب العهد بالموت ولم يجمد دمه بعد جمود كثير ان تحذر وتتوقى قطع هذا اللحم الرخو وهتكه وانتزاعه من هذه العروق فان هذا موضع متى انصب فيه شى من الدم ولو شى يسير من عرق أفسد عليك النظر الى جميع ما تريد ان تنظر اليه ولكن اذا كان النظر الى اشتراك العروق مما لم يمكن دون ان يقلع هذا اللحم الرخو فقد ينبغى لك ان تتحرى بان يكون الحيوان الذى تشرحه قد مات قبل ذلك بيوم فان اتفق ان يكون الحيوان انما مات فى ذلك اليوم فخلص هذا اللحم الرخو من اسفل ومن الجانبين واحذر وتوقى الاجزاء العليا حيث يضام العروق والشريانات الموضوعة تحته ويتصل بها بعرق صغير يتصل به ويصعد ويرتقى من هذا اللحم الرخو على المكان الى اللسان العرق الذى منشاه من الوداج الغاير مع جزء ينفسم من الشريان المسمى قاروطس وتفسيره المسبت وهذين كليهما اعنى العرق والشريان مقدارهما عند العضو الذى يصيران اليه اعظم مما يستحق فى مقداره وبالقرب منهما عن جانبيهما صاعدا معهما ايضا عصبة الزوج الصابع من العصب النابت من الدماغ وهذا العصب ياتى عضل اللسان وفيه ينقسم وممره اليه الى جانب الشريان والى جانب العرق ومما لا خفاء به عليك ان جميع هذه التى ذكرناها موجودة فى الجانبين كليهما من جملة العنق ومن اللسان فالواحد من جزوى الوداج الظاهر عرق ليس بصغير ومن هذا العرق ايضا يغتذى العضلة الضيقة التى تاتى من العظم الشبيه باللام الى الكتف وفى اكثر الامر يصير الى جميع النصف منها عرق يتشعب منه دقيق لان جزءها الاعلى الذى عند راس الكتف من عادته خاصة أن تاتيه شعب من العروق التى تصير الى ما هناك ومع هذا فقد تصير عروق أخر دقاق الى داخل الراس ومدخلها من دروز عظم الراس وخاصة من الدرز المعروف بالإكليلى ومن منافذه ايضا واذا دخلت التقت العروق التى تجى من داخل الى خارج بالثقب التى يخرج منها العصب وذلك ان جميع اجزاء غشاءى الدماغ ومع الغشايين الدماغ خاصة انما يغذوها الوداجين الغايرين بان يتشعب منها شعب تدخل من اطرافها وتلقى العروق الصغار التى تاتى من داخل وأصف لك فى الموضع الذى اذكر فيه تشريح الدماغ كيف ينقسم العروق التى تاتى الدماغ وعلى اى وجه وكذلك اصف امر العروق التى تاتى كل واحد من الاعضاء والآلات ألاخر بمنزلة العين واللسان والحنجرة والرية والقلب واما ههنا فحسبى ان اقول واحدة وهى ان الوداجين الغايرين اذا تشعبت منها شعب تتفرق فى الاجزاء الغايرة من اجزاء العنق غاصا وتغلغلا فى اجزاء الدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين حيث الثقب والمنفذ الذى يخرج منه العصب الذى يقال له عصب الزوج السادس من ازواج العصب النابت من الدماغ وقبل ان يدخل كل واحد منهما هناك يتشعب منه سوى العروق الٔاخر التى هى شبيهة بطاقات الشعر وفى اكثر الامر لا يقع عليها البصر عرق واحد يدخل فى الموضع الذى فيما بين الفقارة الاولى والراس واطراف هذا العرق تجتمع وتتصل بالعرق الذى فى النخاع الذى فى الجزء الموخر من الدماغ وكما انا ذكرنا الحال فى تقسيم العروق التى فى الدماغ فى الموضع الذى ذكرنا فيه تشريح الدماغ كذلك ذكرنا الحال فى العروق التى فى جميع الاعضاء ألاخر فى المواضع التى ذكرنا فيها تشريح كل واحد منها اعنى بالاعضاء ألاخر اللسان والعينين والرية والكبد والقلب والكليتين والارحام والمثانة وما كان من الاعضاء يجرى مجرى هذه وكذلك ايضا ذكرنا امر العروق التى فى اليدين والرجلين فى كلام افردناه لهما خاصة فى الموضع الذى كان ينبغى ولذلك لم يبق علينا من امر العروق شى لم نذكره الا هذا الذى اقوله فى الٔاوداج فقط وهو انها اذا كانت ستة فالزوج الذى يلى منها ظاهر البدن يصير الى اللحم الرخو الذى تحت الٔاذنين والزوج الوسط ياتى الموضعين الرقيقين من اللحيين ولذلك إن اجتمعا ثم تفرقا هذين العرقين اعنى العرق الذى من فوق الترقوة يجى من خارج والعرق الموضوع تحتها من داخل فانك تجد انه ياتى بحذاء العرق الذى من داخل العرق الذى ياتى ارق موضع فى اللحى والخد وتجد العرق الذى من خارج العرق الذى ياتى اللحمة الرخوة واذ قد فرغنا من العروق فقد حان لنا ان ناخذ فى ذكر الشريانات وقد كنت قلت فيها كلها عامة قبل ان مع كل عرق يتصل بعضلة بتصل بها معه شريان والشريانات تتصل ايضا مع العروق التى تاتى المعدة والطحال وجميع الامعاء الا انك لا تجد فى كل عضو يتصل به عرق الى جانب ذلك العرق شريان موضوع هناك وذلك ان جميع الاعضاء تحتاج الى العروق للاغتذاء وليس كل الاعضاء تحتاج الى شريان اذ كان ليس كل عضو له حاجة المنفعة التى يقوم بها الشريان وقد لخصت ذلك فى مقالة مفردة له لم اخلط به غيره فلما كان الامر على ما وصفت وجب ان يكون الكلام فى الشريانات اقل منه فى العروق الا انه وان كان كذلك فقد ينبغى لنا ان ناتى عليه من اوله وان كان فى كثير من الحالات مشارك لما تقدم من الكلام فى العروق منصل به فاذا اردت يا هذا ان تكشف جميع الشريانات التى فى مراق البطن فساعة تزيد ان تشرح العضل على ما وصفت لك قبل اربط الشريانات اسفل من الثديين بقليل حيث تغوص الشريانات التى فى هذا الموضع الى العمق تحت العضل المنتصب اللحمى مع العروق التى فى هذا الموضع فان زوج العروق آلاخر الذى عرقيه مشتركين للثديين والارحام اعنى اللذين فى ظاهر البدن تحت الجلد هو خلو من الشريانات وبعد ذلك اذا انت صرت الى الشريانات التى داخل من الصفاق فانظر اليها كلها نظرا شافيا واجعل مبداء نظرك اليها من هذه الثلثة الجداول فان الشريانات انما تبتدى القسمة من ذلك الموضع فاما ما هو منها فوق هذا الموضع الى موضع منشاها الاول فانما هو ممدود الى جانب معلاق الجداول واصل المعلاق بالقرب منها ومنشاه من عظم الصلب نفسه ومما هو معلوم انى اذا قلت لك عظم الصلب نفسه فينبغى لك ان تفهم عنى القصبة نفسها المركبة من الفقار وليس تعجب ان يكون معلاق الجداول احتاج الى ان يكون منشاه من عظم اذ كان جوهر هذا المعلاق فيما بين الحجاب والكليتين واما الشريان الاعظم فانه لما كان ممتدا فى وسط عظم الصلب صارت منه شعب تلقى هذا الرباط وحق لها ذلك وموضعها فى لقاءها له الاجزاء القدام من اجزاء الشريان الاعظم وهذه الشعب فى اكثر الامر تجد لكل واحدة منهما فى اول امره اصل خاص لها دون غيرها وربما وجدت فى بعض الاوقات للشريانين كليهما راس ومبداء واحد يعمهما الا انه ساعة يصعد ينقسم والجزء المشرف منه ينقسم فى المعدة والطحال والكبد فاما الجزء الاخر وهو المنخفض فينقسم فى جدول الامعاء وكذلك ايضا إن كانا كليهما منشاهما من أصلين وجدت الشريان الارفع ينقسم فى المعدة والطحال والكبد دايما ووجدت الشريان الاخفض ينقسم فى جدولين اعنى فى جدول الامعاء الدقاق كله ومن الجدولين الاخرين فى جدول المعاء المسمى قولون الذى هو منهما عن يمينه لان الجدول الثالث الموضوع فى الجانب الايسر ليس يصير اليه ولا شعبة واحدة من هذه الشريانات الا انه مع هذا ليس أسلوب الشريانات بأسلوب ظاهر بل مع كل عرق منه ايضا شريان ينقسم كما مع العروق ألاخر المنقسمة فى الكبد والطحال والمعدة والامعاء الدقاق والمعاء الٔاعور والجزء الذى فى الجانب الايسر من المعاء المسمى قولون موضوع عند الجزء الاول من اجزاء الجدول الثالث المرتب فى الجانب الايسر ومنشاء هذا الشريان وهو شريان اصغر من الشريانات التى فوق بكثير لا يقع عليه البصر الا بمشقة وعسر من الشريان الذى على عظم الصلب من اجزايه القدام وهو فرد لا أخ له ومنشاه من بعد منشاء الزوج الذى هو شعبتين عظيمتين تاتيان الكليتين فإما الشريانين الاخرين العظيمين اللذين هما فى الجدول فانهما ممتدين مع جميع العروق التى فيه ومنشاهما من الشريان العظيم الذى هو على القطن فى الموضع الذى بين الحجاب والكليتين فلنرد آلان الكلام من اوله فنقول كما ان العروق التى تغذو البدن كله منشاها كلها من العرق الاجوف الا انه لما كان لهذا العرق الاجوف جزءين احدهما ياخذ مصعدا الى فوق والاخر ينحدر الى اسفل جعلنا نحن كلامنا فيها كانه كلام فى ساق شجرة كذلك ينبغى لنا ان نفعل فى الكلام فى الشريانات وذلك انه لما كان للشريانات اصل واحد من التجويف الايسر من تجويفى القلب وكان على المكان يصير بمنزلة ساق شجرة مقسوم باثنين قد ينبغى لنا ان نلخص الكلام فى الشعب المتشعبة من كل واحد من الساقين وبعض هذه الشعب بمنزلة الاغصان العظام من الشجرة وبعضها بمنزلة القضبان الصغار والورق فلنصف آلان اولا امر الشريان الذى ياتى الاجزاء السفلية من البدن وهذا الشريان يركب على الفقارة الخامسة من فقار الصدر على الموضع الذى يركب عليه ايضا العرق الذى يغذو الموضع السفلى من الصدر فهذا الشريان يمر مع هذا العرق وينقسم معه ويتشعب منه شعب تاتى المواضع التى فيما بين الاضلاع فى مثال شعب ذاك باعيانها ويخرج من هذه الشريانات اجزاء تصير الى الموضع الخارج من الصدر مع العروق منشاها مع منشاها وتقسمها مع تقسمها فى ذلك العضل الذى يتقسم فيه العروق فاما الاجزاء الموضوعة من العروق مما يلى ظاهر البدن تحت الجلد فليس يضامها ولا شريان واحد ظاهر واذا جاوز هذا الشريان العظيم الحجاب ربما اعطاه فى ممره شعب منه ذوات قدر يعتد به وربما اعطاه شعب صغار كما انه من بعد مجاوزته الحجاب عند اول دخوله الى الاجزاء التى اسفل من الصدر وداخل من الصفاق يتشعب منه شعبة قبل الكليتين الى الجانب الايسر مرة تكون ظاهرة ومرة خفية ومن بعد هذه الشعبة شريانان وهما اللذين ذكرتهما لك قبل وقلت انهما يمتدان وينقسمان فى الكبد والطحال والمعدة وفى الجدول كله الا اليسير الا ان هذين الشريانين ليسا بمقرونين زوجا بل واحد بعد واحد ومنشاهما من الجزء القدام من الشريان العظيم فاما جميع الشريانات ألاخر التى بعد هذه فمنشاها كلها ازواج ويصير منها الى الكليتين اثنين عظيمين جدا وبعد هذين شريانين اخرين صغيرين منشاهما ازواج فى مثال منشاء العروق عند كل واحد من الفقارات مثل العروق وذهابها الى تلك المواضع باعيانها التى تذهب اليها العروق وقد قلنا فى الشريان الفرد الذى لا أخ له بعد الكليتين انه ينقسم فى الجدول الاسفل ولذلك لا حاجة لنا فيما بعد الى تطويل الكلام وليس ينبغى لنا ان نحرك بهاذين الشيين احدهما انه وان كان ياتى الصفاق عروق كثيرة شبيهة بغزل العنكبوت وطاقات الشعر منشاها من عروق كثيرة وجلها من العروق التى تاتى الخصيتين فإنا لا نجد مع واحد من هذه العروق شريان يجى معه على أنا قد عنينا بذلك عناية شديدة وبحثنا وفتشنا عنه فى جميع الحيوانات وخاصة فى العظيمة الابدان لانا راينا ان الٔاولى ان نبحث ونفتش عن الاشياء التى يعسر وقوع البصر عليها فى ابدان الحيوانات العظيمة الابدان اعنى فى الثيران والافراس والحمير والبغال وغير ذلك مما اشبهه مع ان الفيل فضلا عن غيره ما وجدنا فيه قط شريانات الى جانب هذه العروق واما الشى الاخر مما ينبغى لنا ان نذكره فهو هذا اقول انه قد كذب قوم من اصحاب التشريح فى ظنهم بان الشريانات التى تستدير حول المثانة تضام الشريان العظيم الذى على عظم الصلب وتتصل به وذلك انها ليس تصير اليه بل انما تصير الى الشريانات الموربة التى تنقسم من ذلك الشريان العظيم وتاتى الرجلين مارة على العظم العريض وهو العجز ويتشعب من هذه شعب وهى بعد معلقة لم تصر الى بعض ما هى هذا الموضع من الاجزاء وهذه الشعب تجدها دايما شعبتين وربما وجدت فى الندرة منها شعبة ثالثة دقيقة عسر ما يقع عليها البصر وهذه الشعب تنقسم وتتفرق وتنبث على جميع الاجرام الموضوعة على العظم العريض فاما الشريانين اللذين يكونان من قسمة ذلك الشريان الذى على عظم الصلب فانهما اذا جاوزا الطرف الاسفل من العضل الذى على البطن صار الى ألاربيتين واحد واحد منهما الى واحد واحد من جانبى بدن الحيوان اعنى الجانب الايمن والجانب الايسر وقبل ان يركبان على ألاربيتين تتشعب منهما شعب تاتى العضل الذى حول المفصل ومن بعد ركوبهما للأربيتين ينقسمان جملة فى جميع اجزاء الرجل على ما وصفت فى المقالة الثالثة من هذا الكتاب فقد وصفت لك الحال فى تقسم الشريان الراكب على الفقارة الخامسة من فقار الصدر فهذا موضع ينبغى لى ان اذكر فيه امر الشريان الذى فوق هذا واقول انظر من ساعتك الى الشعبة الصغيرة التى هى فردة لا أخت لها وهى موضوعة تحت الرية فى الموضع الذى تتصل فيه بمواضع عظم الصلب وهى التى يرون قوم من اهل راى ارسسطراطس ان شعب منها تنقسم فى الرية ونحن لا نجد فى تشريح الرية جنس اخر رابع من اجناس ألاوعية خلا تلك التى ذكرها جميع اصحاب التشريح اعنى جنس الشريانات الخشنة وهى أقسام قصبة الرية وجنس الشريانات اللينة وهى أقسام الشريان العرقى الذى ياتيها من القلب وجنس العروق واما فوق هذه الشعبة التى ذكرناها فانت ترى الشريان العظيم يتقسم وترى قبل تقسمه منشاه من القلب ومنشاه شى يراه فى التشريح الناس كلهم لعظم مقداره كما انهم يرون التجويف الايسر من تجويفى القلب الذى منه منشاه وانا متحرى ههنا ايضا الكلام فيما اذكره فلذلك أجعل مبداى ايضا من القلب الذى هو مبداء الشريانات التى فى البدن كلها فاقول انه ينبت من القلب شريان بمنزلة ساق الشجرة من الارض وهذا الشريان اعظم الشريانات التى فى البدن كلها وجميع الشريانات التى فى البدن منشاها منه وينقسم اولا الى قسمين عظيمين شبيهين بغصنين عظيمين من شجرة ثم ينقسم كل واحد من هذين القسمين الى اقسام أخر ولا يزال يعرض له هذا التقسم كثير حتى تفنى اقسامه كلها وتتناهى كما يتناهى تقسم اغصان الشجرة عند القضبان الصغار والاطراف والورق وقبل انقسامه بقسمين يمكنك ان ترى فى الشريان العظيم فرعين شبيهين بما يخرج من اصل النبات اذا فرع وترى واحد من هذين اوسع واطول من الاخر وتجده يلتف ويستدير حول القلب كله كما يدور فى اجزايه التى بها يكون اتصال تجويفيه واحد بالاخر ومضامتها واحد للاخر فاما الفرع الاخر وهو الاضيق والاقصر فانه ينقسم خاصة فى الاجزاء التى ظن ارسطوطاليس انها تجويف ثالث للقلب ولم يعلم بان هذا انما هو جزء من التجويف الايمن من تجويفى القلب ومن بعد هذين الفرعين ترى الشريانين العظيمين اللذين قلت ان الشريان النابت من القلب ينقسم اليها كما ينقسم ساق الشجرة الى الاغصان واوسع ذينك الشريانين الشريان الذى ينقسم فى جميع الجزء الاسفل من البدن واضيقهما الشريان الذى ينقسم فى جميع اجزاء البدن الى فوق القلب وقد وصفت لك تقسم الشريان الذى ياخذ الى ناحية الموضع الاسفل وفرغت منه وانا واصف لك ههنا تقسم الشريان الذى ياخذ مصعدا الى فوق فاقول ان هذا ايضا ساعة يفارق الشريان الذى ياخذ الى ناحية اسفل ينقسم وهو بعد لم يستقر لكنه متعلق فى فضاء الصدر وواحد من جزءيه وهو اعظمهما يمر مايلا الى الجانب الايمن حتى يصير الى ملتقى الترقوتين والقس وهذا الموضع يقال له المنحر وهو اللبة فاما الجزء الاخر فيصير الى الإبط الايسر ويمكنك اذا اردت ان تشرح اى هذين الجزءين شيت ان تنظر الى الشريانات المتشعبة منه انها ما دامت فى داخل الصدر لا تزال تنقسم على مثال تلك العروق التى ذكرتها قبل هذا بقليل حتى اذا هى صارت خارج الصدر فعند اول منشاها على المكان انظر الى العروق كيف تفارق الشريانات نحو مواضع الجلد وذلك ان الاجزاء التى فوق الصدر ليس تجد فى واحد منها شريان خلو من عرق واما عرق خلو من شريان فانت تجد عروق كثيرة وما حاجتنا الى ذكر العروق الصغار اذا كنا نجد العروق الكبار جدا اعنى الٔاوداج الظاهرة خلوة من الشريانات وكون هذه الٔاوداج التى مما يلى ظاهر البدن انما هو فى الموضع الذى فيه اذا صارت اولا الٔاوداج التى هى اعظم يتشعب منها تلك العروق ألاخر التى قد سمعت قصتها فى الموضع الذى ذكرتها لك فيه ومن بعد ذلك فى اول موضع تلقى فيه التراقى تستدير حولها التى خارج من التراقى وهى التى قلت انها اذا صعدت الى العنق واتصلت واتحدت بشعب أخر من الٔاوداج الغايرة صار منها الٔاوداج الظاهرة تحت الجلد فان العروق التى تنشعب من هذه خلوة من الشريانات فاما العروق التى تنشعب من الٔاوداج الغايرة فكلها خلا اليسير مع شريانات الا بعضها وهى الشبيهة بطاقات الشعر التى تتفرق وتنبث فى الاجسام الغشايية والعروق ايضا التى تتصل بالعضل ما منها واحد خلو من شريان ولذلك اذا انت اتبعت تلك العروق التى ذكرتها لك وقفت معها على الشريانات ووجدتها فان الشريان الذى قلت انه ياتى مورب الى موضع اللبة اذا هو لقى العرق الاجوف رايته ينقسم على مثل قسمته باثنين ويتولد منه الشريانات التى يقال لها قاروطيدس وتفسيره المسبتة وتعرف بعرقى السبات ثم ترتقى مع عرقى الوداج حتى تبلغ الى عظم الراس فانها اذا قاربته افترقت ونفذت فى عظم الراس الى الدماغ ونفوذها لا من ثقب واحد بل من ثقبين وعروق الوداج تنفذ من ثقب على حدة لها خاصة والشريانات المسبتة فى ثقب اخر لها خاصة موضوع قدام ذاك وهو اعلى منه وثقب العروق مشترك لها ولعصب الزوج السادس من ازواج العصب النابت من الدماغ وثقب الشريانات مشترك لها وللاعصاب المضامة لها فى العنق كله ثم تفارقها فى الصدر وتنحدر الى طول الاضلاع الى المواضع التى اسفل الحجاب الا ان اطراف الشريانات اذا جاوزت القحف فى اول دخولها ومصيرها فى جوفه يصير منها النسيجة المسماة الشبيهة بالشبكة فاما اطراف عروق ألاوداج فانها تصعد الى الموضع المرتفع من الدماغ ثم تتفرق وتنبث من ذلك الموضع فى الدماغ كله ويصعد ايضا من النسيجة° الشبيهة بالشبكة شريانين يستديران حول الدماغ مع الغشاء الرقيق بمنزلة المنطقة على مثال ما يفعل العروق كما بينا ذلك فى ذكر تشريح الدماغ فقد فرغت لك من صفة جميع تقسم الشريان الذى يرتقى الى عرق الوداج فاما الشريان الذى ياتى الكتف الايسر والٕابط واليد فليس يجى منه شى بتة لكنه ينقسم مع العروق التى هى فى هذه الاجزاء وليس ينقسم ايضا مع هذه العروق كلها بل مع العروق التى تغذو العضل فقط فان العروق مما يلى ظاهر البدن تحت الجلد كلها خلو من الشريانات فاما العروق التى تمر وتصعد فى الثقب التى فى الفقارات الست الاولى فالشريانات التى تصعد معها دقاق جدا اعنى بقولى ثقب الفقارات الثقب التى فى زوايدها الجنبية فربما وجدت ذلك ايضا فى الندرة فى الفقرة السابعة والعروق والشريانات التى تنفذ فى الثقب منشاها من العروق والشريانات التى تاتى الكتفين فى العمق فى الموضع الذى فيه خاصة ملتقى الفقرة السادسة والسابعة ولذلك صارت الخرزة السادسة اعظم من ساير خرز الرقبة وذلك انها تقبل بعض هذه العروق والشريانات التى تقسمت وتاويها فى قعرها وتسند العروق والشريانات ألاخر التى تصعد على تاريب وتدعمها حتى تصير متسقرها وثباتها عليها تتمكن بها ووثاقها فى المواضع التى تنفذ فيها هذه العروق والشريانات التى فى الثقب التى فى زوايد الفقارات وليس يخرج منها جزو اصلا واما فى المواضع الوسطة فيما بين زوايد الفقارات وهى مواضع ضيقة فانه يتشعب منها شعب شبيهة بغزل العنكبوت وبطاقات الشعر تصير الى النخاع وهذه الشعب تنفذ وتمر فى الثقب التى منها منشاء الاعصاب التى تنبت من النخاع ازواج والتشريح فى هذا الموضع كله عسر شاق جدا وحق له ذلك اعنى حبث العروق والشريانات التى تمر الى الكتفين فى العمق وفى هذا الموضع تقاسيم كثيرة من تقسم العروق والشريانات التى تدخل فى ثقب الفقار وتقسم عروق وشيريانات أخر سواها فانى شيت ان تستقصى النظر حتى تعلم كيف تنفذ وكيف تتصل فانت تحتاج الى ان تقطع جميع العظم الذى عند الثقب من كل واحد من الفقارات ولا خفاء عليك بان ذلك انما يكون بعد قلعك التراقى ومما يعسر تشريحه ايضا العرق والشريان الذى فى مفصل الراس متى اردت ايضا ههنا ان تستقصى النظر الى الشريانات والعروق الغايرة فى العمق وذلك انك تحتاج ان تقطع من العظام ما يمنع البصر ان ينظر اليه نظرا بينا وهذه انما يظهر ويقع عليها البصر فى ابدان الحيوانات المستكملة فاما الحيوان القريب العهد بالولاد فترى فيه الشريانين اللذين ياتيان الجنين من المشيمة مارين فى السرة وهما اللذين ذكرناهما قبل والشريان الذى ياتى الكبد بالقرب من الموضع الذى يسمى منها باب الكبد وحق لهذا الموضع ان يسمى باب ان كان منه يدخل الدم الذى يجى الى الجنين من حاملته بمنزلة ما تدخل الٔاغذية الى البدن من ابوابها فمن هذا الموضع يصل الدم الذى يجود به الحامل للولد الى حدبة كبد الولد والى جانبها المقعر ثم من ههنا يصير الدم الذى يصل الى حدبة الكبد الى العرق الاجوف ويرزقه ويقسمه هذا العرق فى بدن الجنين كله على مثال ما ينتقل فى ابدان المستكملين واما الدم الذى يصل الى الجانب المقعر من الكبد فانه يمر فى العرق ألاسطوانى حتى يصير الى الامعاء والمعدة والثرب والطحال وانت ترى هذا العرق فى ابدان الحيوان الذى قد اسن يابس فى مثال يسير وليس فيه دم اصلا وكذلك الامر فى الشريانات التى تستدير حول المثانة والوعاء الذى يصل ما بين الشريان الاعظم وبين العرق الشريانى الذى فى الرية فاما ساير الاشياء التى تراها فى الشريانات والعروق فهى على مثال واحد فى المستكملين وفى الاجنة فلان ارسسطراطس وايروفيلس وقوم اخر من اصحاب التشريح الذين كانوا بعدهم احبوا ان يكونوا من بعد فراغهم من الكلام فى تشريح العروق والشريانات التى لا عروق معها يحصونها إحصاء واحد ولم يستوفوها كلها قد رايت انه ينبغى لى ان اضم الى ما تقدم من قولى هذا وازيد عليه تفصيل هذه العروق والشريانات وانا فاعل ذلك مبتدى بالعرق الذى فى الاجنة الذى قلت قبل هذا بقليل انه يصير الى الكبد ومبداه من موضع سرة الجنين فهذا العرق خلو من الشريانات وبعده العرق الاجوف كله لان الجزء منه الذى يمر فى حدبة الكبد ليس معه ولا شريان واحد يقرب منه وكذلك ايضا الجزء الذى يجى من ههنا الى عظم الصلب ليس معه شريان وعلى هذا المثال ليس ايضا مع الجزء الذى يمر الى اللبة شريان وكذلك ايضا ليس من العروق ألاخر التى فى الجانب المحدب من الكبد عرق ومعه شريان يقرب كما ليس من عروق الحجاب التى قلنا انها تتشعب من العرق الٔاجوف عند ممره به ونفوذه وكذلك ايضا العرق الذى يغذو الصدر وهو الذى قلت ان منشاه فى ابدان القرود من فوق القلب هو خلو من الشريان قبل ركوبه على عظم الصلب وعلى هذا المثال العرق الذى ليس بدون هذا فى عظم مقداره وهو الذى قلت انه يسمى الكتفى هو خلو من الشريان وكذلك الشعب كلها خلا واحدة وهى التى قلت ان كونها من مفصل المرفق ومنشاها من ناحية العمق كمنشاء العرق الداخل الذى قلت انه يمر فى الٕابط وهو الباسليق فان هذين العرقين وحدهما يمران فى عمق الساعد ومعهما شريانين فاما جميع العروق ألاخر التى فى الساعد مما يلى ظاهر البدن فكلها خلو من الشريانات وثلثة منها او اربعة قد قلت قبل انها تتشعب من العرق المار فى إلابط واخر اعظم من هذا بكثير هو المتولد منهما وهو ألاكحل فجميع هذه العروق فى كل واحد من اليدين ليس لها شريانات تقرب منها كما ليس للعرق الذى يستدير حول العضد ويلتف عليه ويمر فى الاجزاء الخلف حتى يصير الى المواضع التى تحت الجلد ثم يمر ههنا الى جانب الطرف الوحشى منه حتى يصير الى الذراع فان هذا العرق ايضا مع جميع شعبه خلو من الشريان وكذلك ايضا الامر فى الاوداج الظاهرة مع شعبها التى فى العنق والتى تمتد الى الكتفين والصغار التى قلنا انها تنشعب من أصولها وتنفرق وتنبث فى المواضع القريبة من الترقوة فان هذه كلها ايضا خلوة من الشريانات والعروق ايضا التى فى الوجه وفى جملة الراس وان كانت كثيرة فانما تجد الشريانات تمتد الى جانب القليل منها كما قلنا فيما سلف حيث ذكرنا العروق التى فى الصدغين والعروق التى خلف ألاذنين وبالجملة ليس تجد شريان بالقرب من واحد من العروق التى تلى ظاهر البدن تحت الجلد لا فى الظهر ولا فى الاضلاع ولا فى الصدر كله ولا فى جميع البطن اذ كان ما هو من العروق التى تجى من موضع الشراسيف على ما قلت وتتصل بالعروق التى تاتى من اسفل الى فوق مما يلى ظاهر البدن ليس منها واحد بالقرب منه شريان كما بالقرب من العروق التى تمر فى العمق وتتصل بالاجزاء الباطنة من العضل المنتصب فان لهذه كلها شريانات تقرب منها وكذلك من العروق التى فى العمق ما كان منها ينحدر من فوق الى اسفل فبالقرب منه شريان وما كان منها يرتقى من اسفل وأطرافه تتصل بهذه فهو خلو من الشريانات وكذلك العروق التى تصعد من الامعاء الى اللحم الرخو والعروق ايضا التى عند العظم العريض وهو العجز ليس بالقرب منها شريان خلا ما يصير منها الى العضل فاما تلك الاجزاء فليس منها شى واحد له شريان اصلا وعلى هذا المثال ايضا تجد العروق التى قلنا انها تاتى الفرج ومنشاها خارج من العضل كلها خلوة من الشريانات وكذلك العروق التى تحت الجلد فى الفخذ والتى مما يلى ظاهر البدن فى الساق فان ههنا ايضا اذا انقسم العرق الكبير الى ثلثة قبل مثنى الركبة بقليل وجدت الواحد منها الذاهب فى العمق مع شعبه لها شريانات تقرب منها فاما العروق التى تبعد عن هذه الى ناحية خارج وتصير عند الجلد فليس منها واحد بالقرب منه شريان فقد احصيت لك العروق التى تخلو من الشريانات فاما الشريانات التى تخلو من العروق فهى هذه اما ما دام الحيوان جنين فى الارحام فتكون فيه الشريانات التى تستدير حول المثانة وتلتف عليها وهى التى قلت انها تجى من السرة تتصل بالشعب المتشعبة من الشريان العظيم اذا هو تقسم وكذلك ايضا الشعبة التى تتشعب من الشريان العظيم وتجى وتلتحم بالعرق الشريانى ما دام الحيوان فى الارحام وهى شعبة جرمها جرم شريان ومنفعتها منفعة شريان ايضا تجدها وحدها موضوعة خلوة من عرق ومن الشريانات أخر تخلو من العروق لا فى الحيوانات المقيمة فى الارحام بعد فقط ولكن فى الحيوانات التى قد استكملت ايضا معها الشريانات الكبار التى من القلب وواحد من هذه هو الشريان الذى عند الفقارة الخامسة بين فقار الصدر والاخر الشريان الذى يصعد الى اللبة والثالث مع هذين الشريان الذى قلت فيه انه ياتى الكتف والٕابط الايسر فان كل واحد من هذه يمر حتى يبعد كثير من غير ان يكون معه عرق واما الذى ياتى الفقارة الخامسة فحتى يستقر على هذه الفقرة واما الذى ياتى اللبة فحتى يبلغ الى موضع اللحم الرخو الذى يقال له التوثة واما الذى ياتى الٕابط الايسر فحتى يضام الضلع الاول ومنها ايضا الشريان الذى يرتقى من شريان السبات فى كل واحد من الجانبين واحد ويصير الى النسيجة الشبيهة بالشبكة فان لهذا ثقب خاص بعيد عن الثقب الذى قلت ان طرف الوداج يصعد فيه حتى يصير الى الدماغ بعد كثير ومنها ايضا النسيجة الشبيهة بالشبكة فان هذه كلها لا عرق معها ومنها ايضا الشريانات التى تنشعب من هذه النسيجة وتمر الى جانب البركة آخذة الى فوق فان هذه فى ممرها ليس بالقرب منها ولا عرق واحد قبل ان تبتدى تنقسم ومنها الشريانات التى فى الحجاب فان هذه ايضا قبل ان تتصل باطراف العروق التى قلنا انها تنقسم فى الحجاب نفسه من العرق الاجوف ليس يضامها ولا عرق واحد ومنها مبادى الشعب التى تاتى الكبد والمعدة والطحال والامعاء فان هذه ايضا ليس يضامها عرق اصلا قبل ان تبتدى تنقسم تمت المقالة الثالثة عشر من كتاب جالينوس فى عمل التشريح بعون الله وتوفيقه PageV01P22 7
[book 14]
Страница 228
بسم الله الرحمن الرحيم المقالة الرابعة عشر من كتاب جالينوس فى عمل التشريح يذكر فيها تشريح العصب النابت من الدماغ قال إن تشريح العصب امر شاق عسر جدا وذلك لاسباب كثيرة منها ان العصب الذى منشاه من الدماغ ومن النخاع لا يمكن استقصاء النظر اليه دون ان تقطع العظام التى تحتوى على منابته قطع ما ينبغى واذا نحن قطعنا تلك العظام وان سلم لنا من العصب الاجزاء التى حول الاجزاء الأخر فلم تنقطع ولم تنهتك اعنى الاجزاء التى منشاها من الغشاء الغليظ من غشاءى الدماغ والنخاع لم يسلم وسط الذى هو بمنزلة القشر الذى حول خشبة الشجرة وان لا ينقطع وينهتك اذ كان اصله ومغرزه فى جسم لين ناعم اعنى فى الدماغ وفى النخاع ومنها ان العصب الذى ينقسم فى العضل فلحم العضل يستره ويغطيه ومنها ان كثيرا من العصب يفوت البصر إدراكه بسبب ما ينبت حوله من الشحم ومنها ان بعض العصب لا يمكن إفراده الابغاية المشقة وذلك بسبب مخالطته لعصب اخر ومنها ان اعصابا كثير يعسر إدراكها بالبصر بسبب صغرها ولا سيما فى ابدان القرود ولذلك احسب ان خلقا كثيرا من اصحاب التشريح انما تبعوا فى امر العصب الصغار جدا اذا ما وجدوه أشبه وأولى بان يقبلوا من عيران يكونوا ينظرون بعيونهم الى تلك الاعصاب وبعضهم قالوا فى ذلك ايضا قولا لا مقنع فيه وأخطاء هولاء بينة جدا من قبل ان يباطشون التشريح اذ كانوا فى إحصاء العصب يغفلون بعض الاعضاء لا يدخلونها فى الإحصاء كانه لا عصب فيها اصلا ويغفلون امر حفر عظم الصلب او امر بعض الثقب التى فى الحفر بمنزلة الثقب الذى فى الفقارة الاولى الذى اغفلوا اصحاب التشريح امره مع امر العصب الذى مخرجه منه بعد منشاه من النخاع والثقب الذى فى العظم الاعظم وهو عظم العجز والثالث مما غفلوه الثقب التى فى قحف الراس والرابع الثقب الذى فى اللحى الاعلى فهذه الثقب كلها تراها عيانا فى الجثة التى قد بلى منها ما على العظام وبقيت العظام وحدها على تركيبها لم تتفرق فى جثث الناس التى يتفق ان تنظر اليها على ما وصفنا فى المقالة الاولى فى اولها وفى ابدان القرود اذا نحن دفناها فى ارض ليست باليابسة حتى ياتى عليها اربعة أشهر واكثر فانه اذا طالت بها المدة فى الارض هذا الطول تعفنت تعفنا جيدا وسقط من تلك الثقب جميع ما فيها من اجرام الاغشية وان تتعفن وتتبرا فهذا اولى من ان تجف وتصلب حتى تصير فى مثال الجلود المدبوغة والذى نريد نحن فى الجثة الباقية لا ان تصير الاشياء الطالعة من الثقب فى مثال السيور وتبقى قايمة فى مواضعها بل انما نريد ان تسقط كلها جملة وذلك ان هذه إن بقيت على حالها جمعت وربطت العظام التى تلقاها بعض الى بعض ولم يتبين مع ذلك منها جوف كل واحد من الثقب واستدارته فى نفسه ومما يدل على ذلك ان هذا الباب بعينه دعا قوما الى ان اعتقدوا ان بعض القحوف لا دروز فيها جملة وبعضها لا يجمع الدروز كلها وأنا أشير على جميعهم ان يميلوا ما رايتمونى افعله مرارا عندى ابدا عظام كثيرة معدة من عظام القرود فتفهمون انتم ايضا بإعدادها وإحضارها عندكم ولا سيما قحف الراس وعظم الصلب فان هذين خاصة تحتاج الى معاينة ثقب القحف وثقب الفقارة واستقصاء النظر اليها وقد رايتم ايضا ان عندى حاضر قحف راس وعظم الصلب من بدن حيوان من الحيوانات المداخلة الاسنان فاما العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين فانه يحضرنى لا من ابدان هذه الحيوانات التى ذكرناها فقط لكن من ابدان الحيوانات الأخر التى ذكرناها قبل فى المقالة الاولى ايضا وهى الحيوانات التى ليس طبعها ببعيد كثير عن طبع الناس واصنافها ستة فان العظم الشبيه باللام من جميع هذه الحيوانات مع العظام التى تدعمه وتثبته مع الراس وهى عظام هيتها وبنيتها غير متشابهة معدة لى حاضرة عندى وكذلك الفقرة الاولى من فقار عظم الصلب لان فى هذه الفقارة ايضا ثقب قد ذهب امرها عن الاطباء الذين وضعوا الكتب فى التشريح فان من لم يضع منهم كتب ليس يمكنى ان اتكهن واعظم الغيب فى امرهم فادرى أن كانوا لم يعلموا هذا العلم اصلا او قد علموه الا انهم يغشونه علينا وحسدونا اياه فلم يعلمونا اياه كما فعل ذلك قواينطوس الذى كان على عهد ادريانوس فى مدينة رومية مقدم مبرز وكان قد ذهب له الصوت واشتهر بالبصر بالتشريح اشتهارا ليس بصغير الا انه لم يضع كتاب بتة فى التشريح كما وضع مارينوس ونوميسيانوس الذى كان قد برز فى أيام مارينوس فى إسكندرية وكان صاحب علم كثير ومعانى عزيزة فى التشريح قد وضع كتبا كثيرة الا ان كتبه لم تصير الى قوم كثير فى حيوته ومن اجل ذلك من بعد موت هذا الرجل لما احب ايراقليانوس ابنه ان يستاثر وحده بجميع ما خلفه ابوه لم يدفع الى احد من الناس شى البتة وعندما حضرته ايضا الوفاة كما حكوا عنه احرقها على ان ايراقليانوس هذا قد كان واحد ممن أكرمنى فى أيام مقامى الذى كان بإسكندرية غاية الكرامة وكان سبب معرفته لى رجل من خواص أصدقاه وكنت اخدمه غاية الخدمة دايما حتى كنت أكاد اتملقه تملقا على خلاف الراى الذى كنت عليه فى اول امرى وكل ذلك لم يستقبل بى شى من كتب نوميسيانوس التى لم تكن دفعت بعد الى ناس كثير وكان يدافعنى بكتبه ويعنى لى فى كل وقت اسباب يدافعنى بها عنها ولم يكن الرجل ممن لا علم له بالتشريح ولا درية له فيه بل كان عنده من علم التشريح معانى بينها لى كما بينه ساطوروس الذى كان عند الناس احفظ الخلق بمعانى قواينطوس ولا بينها ايضا بالبس الذى كان رئيس تلامذة نوميسانوس ولم يدفع الى احد منها شى انه أحب أن ترتقع له اراء لم تعرف بعد وقد كان لبالبس ايضا كتب نفيسة جدا وفسدت بعد موته قبل ان يتناسخها الناس لانه كان يحتفظ بها فى منزله بالتحريق ولا يزال يدافع دايما بدفعها الى الناس فاما هذه الكتب الكثيرة فى ايدى الناس من كتب بالبس فى التشريح فانما هى كتب كان بالبس يدفعها الى تلامذته ويضم اليها كتاب المدخل لبقراط وذلك عندما كانوا تلامذته يريدون الشخوص الى منازلهم كيما يكون لهم ذلك عدة يستعينون بها على إظهار ما استفادوه عنده من الأدب متى احبوا ذلك وقد كان لتشريح بالبس من الغزارة والغناء اكثر واعظم بكثير مما لهذا الكتاب الجامع لهذه المقالات مع ان هذا ايضا ليس بمستقصى التمام والكمال كما ان كتاب ساطوروس ايضا ليس بتام مستقصى واذا كان الحال فى هذه الكتب على هذا فليست بى حاجة الى ذكر تلامذة أخر من تلامذة قواينطوس الذين كنت حريصا معنيا بلقاهم اجمعين ووجدتهم دون ساطوروس وبالبس واقل منهما بكثير لوقوس الماقدونى الذى له كتاب فى التشريح موجود فى هذا الوقت فى ايدى ناس كثير وإنه رجل لم يكن له فى حيوته عند اليونانيين اسم كبير ولو لا ذلك لكنت لا محالة لا اكسل عن الذهاب اليه ايضا واما كتب لوقوس هذه التى رايتها فى وقتنا هذا فى ايدى الناس فالامر فيها ظاهر بانها معمولة من كتب مارينوس الا انها مملوة كلها خطايا وهى اقرب الى النقصان عن التمام من كتب مارينوس أنه قد كان جرب من التشريح تجارب ليست باليسيرة وهو كان المباشر بجميع ما بينه فى كتبه والناظر اليه بعينه وقد اثبت هذا الرجل ذكر العظام فى كتابه الكبير بغاية الاستقصاء وكان حريصا على وجود جميع الثقب النافذة فى قحف الراس وفى فقار الصلب واستقصاء امرها غير انا نجده هو ايضا يخطى فى الشى بعد الشى كما قد ثبت ذلك فى امره مرارا شتى فى مدينة رومية على راس الملاء بحضرة جميع الاطباء ذوى الاقدار وأنا مبتدى ههنا بذكر اشياء قد رايتمونى ابينها مرارا كثيرة للخواص ومرات ليست باليسيرة للملاء بعد ان اتقدم فالخص معانى الاسماء التى استعملها فى كلامى هذا ذكر ما يدل عليه كل واحد من اسم العصبة والرباط والوتر قصدى فى هذه المقالة ان اصف عمل تشريح العصب الذى مخرجه من الدماغ وبقراط سمى جماعة العصب باليونانية طنون وهذا اسم مشتق من طينين وتفسير طينين اى يمد وانما اشتق له هذا الاسم من هذا المعنى لان افرادا من الناس يظنون ان العصب يمد والعصب يسمى باليونانية ايضا ناورا واشتقاق ذلك من ناوين وتفسير ناوين اى انه يميل وذلك لان اعضاء الحيوان انما تمتد وتميل الى ناحية وناحية اولا بالعصب اذ كان انما العصب بعد اتصاله والتحامه بالعضل يعطى العضل حركة إرادية وكانت جميع الحركات الإرادية انما تكون على ما بينا فى كتاب حركات العضل من العضل وقد وصفت ايضا فيما تقدم من سالف كلامى فى هذا الكتاب بكلام طويل تشريح العضل ومن كان ما قلت فى تشريح العضل حاضر لذكره فهو يعلم علما يقينا ان العضل فى ابدان الحيوان الآت للحركات الإرادية وفى البدن جسم شبيه بجسم العصب منشاه من العظام وهذا الجسم مرة تجده مدور فى مثال العصبة ومرة تجده الى العرض ما هو وعرضه يزيد وينقص وذلك انه كثيرا ما يرق ويعرض حتى يصير فى الرقة والعرض فى حد الاغشية وهذا الجنس من اجناس الاجسام والاعضاء البسيطة المفردة التى فى البدن عديم الحس وهو اشد بياضا واصلب من العصبة وأنا اسميه رباط كيما لا يكون اشتراك الاسم سبب لغموض ما ياتى من الكلام بعد فاما جل الاطباء فانهم يسمون هذا الجسم ايضا عصبا الا انهم يضيفون الى اسمه صفة يعرف بها فيقولون عصب رابط كما قد جرت عادتهم بان يسمون العصب الاخر عصب إرادى او عصب حساس وانهم يضمون احدى هاتين الصفتين الى اسمه وههنا جنس اخر من الاجسام شبيه بالعصب نسميه نحن وترا والاوتار على مثل ما عليه الرباطات من تفاوت المثال وكثرة الصفات وهى فى صلابتها وبياضها وسط فيما بين الاعصاب والرباطات الا ان هذا الجنس من الاجسام ليس بعديم الحس مثل الرباط ومنشاه ابدا من عضلة وبهذا السبب يسمونه عصبة فينبغى لك الآن ان تحتفظ بمعانى هذه الاسماء غاية الاحتفاظ وتذكر دايما انا نحن اذا قلنا عصب فانما نريد به ما منشاه من الدماغ او من النخاع واذا قلنا رباط فانما نريد به ما ينبت من العظام واذا قلنا وتر فانما نريد به ما منشاه ومنبته من العضل فعلى هذا ينثنى امرنا فى استعمال الاسماء الدالة على هذه المعانى التى ذكرناها وهذا وقت ينبغى لنا ان نقبل فيه على ما قصدنا له منذ اول الامر ذكر الشعب التى تصير من الدماغ الى المنخرين يتشعب من الدماغ شعبتين طويلتين شبيهتين بالقرنين تبلغان الى المنخرين وهاتين الشعبتين مع طولها مجوفتين من داخل تجويف شبيه بتجويف أنبوب الزمر وجوهرهما فى مثال جوهر الدماغ لا فرق بينهما وليس العصب كذلك بل جوهره جوهر مكتنز ملزوق فالعصب بهذا السبب أصلب قوما من الدماغ وليس ترى فى العصب ايضا تجويفا مع هذا التجويف الذى تراه فى الشعبتين اللتين تاتيان المنخرين وذلك انه وان كان فى الشعبتين اللتين تاتيان العينين من الدماغ تجويف الا ان ذلك التجويف ليس بعظيم كعظم هذا ولا يدرك كما يدرك هذا بل انما هو تجويف يعسر وقوع البصر عليه صغير وانما يعرف بان يدخل فيه ميل دقيق او شعرة من شعر خزير او غير ذلك من الاجسام الأخر التى فى مثل هذه الرقة وجوهر هاذين الشعبتين ايضا جوهر مكتنز مجتمع الا ان اكتنازه واجتماعه اقل من اكتناز واجتماع جوهر ساير العصب كله ومقدار الخلاف بينه وبينه مقدار الخلاف بين اللبن الذى قد ابتدا ينعقد واللبن الذى قد انعقد واستحكم انعقاده حتى لا ينكز ومع هذا فان جوهر هذا العصب اكثر بعدا عن جوهر الدماغ من بعد جوهر الاعصاب الأخر عن جوهر هذا العصب وهذا الزوج العصب المعروف بالعصب الباصر وموضعه بعد موضع الشعبتين اللتين تاتيان المنخرين فى أثرهما سواء وقد يمكنك ان تنظر الى هذا الزوج العصب نظرا شافيا بعد ان تكشف عن الدماغ ما يحيط به من العظام على ما وصفنا فى المقالة التاسعة من هذا الكتاب وكذلك ينبغى لك ان تفهم الامر فى جميع ما اقوله واصفه لك فيما بعد على ان تبنى امرك ان الدماغ مهيا بمثل تلك الهية وانت تجد منشاء كل واحدة من هاتين العصبتين يمتد الى فوق الى الموضع الشبيه بالحجلة من بطنى الدماغ المقدمين الذى يصير عند انعراج بطن الدماغ الى جانب ثم إن الشعبتين تمران من هذا الموضع فتصيران الى الموضع الوسط الذى عنده تتصل وتلتحم احدى الشعبتين بالاخرى ثم انهما تنفصلان من ذلك الموضع وتفارق احديهما الاخرى وتمران الى موضع العينين على وراب فيكون شكلهما كشكل الخاء باليونانية وهو هذا X وليس يذهب كل واحد من الشعبتين الى خلاف الحصة المحاذية لمنشاها بل العصبة التى منشاها من الجانب الايمن من الدماغ تصير الى العين اليمنى والعصبة التى منشاها من الجانب الايسر من الدماغ تصير الى العين اليسرى وكل واحد منهما اذا صار الى موضع العين نفذ من القحف فى ثقب هناك مدور واذا خرج من هذا الثقب وجاوزه ايضا التحم بالعين وبعد رويتك لهاذين العصبتين ترى عصبتين أخرتين صلبتين منشاهما من الاحزاء القدام من الدماغ ويمد كل واحدة منهما عن الموضع الوسط بمد سواء على مثل ما عليه تينك العصبتين الاخراتين كما ذكرنا قبل من امرها وهاتين العصبتين ايضا تنفذان من القحف الى موضع العين فى ثقبين يماس كل واحد منهما واحدا من الثقبين اللذين ذكرناهما قبل الحاصرين بالعصبتين الباصرتين وتينك العصبتين ألين من هاتين واعظم منهما بكثير واذا صارت كل واحدة منهما فى العين انحلت وصار كل واحدة منهما الطبقة الشبيهة بالشبكة كما وصفنا قبل فى المقالة العاشرة من هذا الكتاب فاما زوج العصب الذى هو اصلب من هذا بكثير واصغر منه جدا فكل واحدة من عصبتيه تنبث فى العضل المحرك للعين التى تاتيها تلك العصبة وقد ذكرنا ذلك ايضا فى المقالة العاشرة من هذا الكتاب فمن اراد ان يعد الشعب المتشعبة من الدماغ مطلقة قال ان الزوج الاول من ازواج العصب الناشى من الدماغ ياتى المنخرين وممره فى الموضع الوسط من الراس والزوج الثانى زوج العصب الباصر وكل واحد من عصبتيه يمر فى مجيه الى جانب الزوج الاول من احد جانبيه والزوج الثالث زوج العصب المحرك للعينين فاما من احب ان لا يعد الشعب مطلقة لكن شعب العصب ومنابتها فانه يعد الزوج الاول زوج العصب الباصر والزوج الثانى زوج العصب المحرك للعينين لانا قد بينا فى كلامنا فى العين ان العين تتحرك بزوج العصب الصلب وتحس الاشياء التى تدرك بالبصر بزوج العصب اللين الذى يسمون اصحاب التشريح عصبتيه بربخين من قبل ان هاتين العصبتين وحدهما مجوفتين تجويفا يدرك ويعرف وقد ذكرت هذا العصب ذكرا شافيا فى المقالة العاشرة من هذا الكتاب واما الازواج الأخر من ازواج العصب فقد عزمت على ان اذكرها فى هذه المقالة ذكر الزوج الثالث والرابع من ازواج العصب النابت من الدماغ وههنا من بعد هذين الزوجين اللذين ذكرناهما قبل من ازواج العصب شعبة عصب لين وهى الشعبة التى يسميها بعض اصحاب التشريح بهذا الاسم الذى ذكرناه ههنا اعنى شعبة عصب لين على ان هذا الزوج ليس هو بألين من زوج العصب الباصر ومن تفقد كل واحد من اجزايه على حدة ولم يعبا بما يرى من جملة منبته خيل له ان هذا الزوج ألين من زوج العصب الباصر وذلك لانه ان امسكه إنسان باصابعه كما يدور كان اجزاؤه تلطا وتتحرك والسبب فى ذلك ان لهذا الزوج اصول كثيرة لا اصل واحد كما لزوج العصب الباصر فهذه الاصول لما كانت مضامة بعضها لبعض ولاقية بعض لبعض مجاوزة ولقاء رخو صارت اذا عمزها الغامز على استدارة لطيف بين اصابعه وبهذا السبب يراها الإنسان ألين من الاعصاب التى لها اصل واحد وللعصب الباصر خلة اخرى تخصه دون ساير العصب أن ظاهره اصلب مما وراء ذلك فى عمقه وليس الفصل فى ذلك يسير والاعصاب الأخر كلها فى اكثر الامر يكون جوهرها كله على مثال واحد او يكون الخلاف فى ظاهرها واجزايها الباطنة شى يسير واما الزوج الثالث من ازواج العصب وهو الذى قلت ان له اصول كثيرة فقد عرض من امره شى له خاصة ليس بموجود فى شى من الازواج الأخر وذلك ان كل واحد من تلك الازواج تراه بعد منشاه ياتى عظم الراس وهو عارى مكشوف ليس عليه من الغشاء الغليظ من غشايى الدماغ شى حتى اذا وقع فى الثقب النافذ فى القحف انضم حوله كما يدور فيخرج من ذلك الثقب على هذا من الحال ويمضى معه دايما الجزء الذى يضم اليه من الغشاء الغليظ كانه واقية له وغطاء يغطيه واما الزوج الثالث فانه يغوص الى عمق الغشاء الغليظ الموضوع تحت الدماغ حتى يظن من يراه ان الطريق الذى يريده انما هو الى اسفل الراس وانه سينفذ فى الجزء الذى تحت هذا الغشاء من عظم القحف لكنه ليس ينفذه ولا يجوزه ولا يخرج الى الموضع الذى اسفل الراس بل انما يصير الى الموضع الذى فى مقدم الراس كما يصير الزوج الاول والزوج الثانى ومما يدل على ذلك انه فى مخرجه من القحف يماس الزوج الثانى فينبغى لك ان تتبع هذا الزوج الثالث وتقطع اولا الجزء الذى فيه يغوص اولا من الغشاء الغليظ الى عمقه فانك اذا فعلت ذلك رايت انه ليس كما كان يغوص الى العمق عند انحداره الى اسفل كذلك يكون ذهابه لكنه يقف ثم ينعطف الى قدام ويتغطى فى طريقه كله بالغشاء الغليظ الذى يخالط مرارا كثيرة هذا الزوج كله جملة ويخالط ايضا اجزاه على الانفراد وتراه ايضا مع ما وصفت من امره لا يستقر على عظم القحف والعظم عارى بل يكون راكب على جزء من الغشاء الغليظ وذلك لان بالخلقة لم تزل عصبة عارية يسترها شى إن تلقى وتماس جوهر صلب ولذلك فى هذا الموضع تحت هذه العصبة جزء من الغشاء الغليظ فاذا كان الامر فى هذه العصبة على ما وصفت فقد وجب ان يكون الشى الذى هو للاعصاب الأخر كلها عند نفوذها فى القحف هو للزوج الثالث منذ اول الامر وذلك ان الغشاء الغليظ يحويه كما يدور بجزء منه يصير شبيه بالأنبوب ويصير هذا العصب فى جوفه ولا يزال معه على هذه الحال حتى يبلغ الى الثقب النافذ فى القحف ثم يصحبه من ذلك الموضع جزء من هذا الغشاء ليحفظه ويوقيه بالدور وترى انت ايضا الطريق الذى يسلكه هذا العصب حتى يصير الى القحف بعد ان تقطع الغشاء وتخلصه من العصب كما يدور فاذا صرت الى هذا الموضع الذى يلقى فيه العصب القحف فاقطع جميع ما حول العصب من العظم وهذا العظم هو عظم الجبهة والحاجبين وموضع العين واقلع ايضا كل واحدة من العينين كما هى على ما وصفت لك فى المقالة العاشرة من هذا الكتاب فانه ليس يمكنك ان تنظر الى طريق هذا العصب بوجه اخر واذا كانت العين قد قلعت وقلع ايضا العظم الذى فيما بين العين والدماغ وهو العظم الذى فيه الحفرة التى تحتوى على العين فانظر اولا نظر متثبت الى جميع الطريق الذى تسلكه عصبتى الزوج الثالث حتى تبلغ الى العينين ثم انظر بعد ذلك كيف ينقسم هذا العصب فى القحف وكيف يخالط الزوج الرابع الزوج الثالث من بعد منشاه بقليل والزوج الثالث اعظم جدا وهو مركب من اصول كثيرة فاما الزوج الرابع فصغير جدا ولذلك صار عندما يخالط الزوج الثالث ويتحد معه يعسر عليك ان تراه يفارقه وينفرد عنه فكيما لا يفوتك شى من الاعصاب التى تنتسج عندما يتحد الزوج الثالث بالزوج الرابع فاكشف اولا على ما وصفت لك بتفقد وعناية جميع الطريق والمسلك وذلك بان تقلع الغشاء الغليظ عن العصبة كما يدور وتقطعه وتخلصه منه بسكين حادة ثم تستتلى بان تقطع بعد هذا الجزء المفروش تحت العصبة من هذا الغشاء ثم مده بصنارة واكشف هذا الموضع كله حتى يقع بصرك على العظم الموضوع اسفل وعلى جميع ما حوله فانك انما تقدر ان تنظر ان كان ينقسم بينهما شى من العصب الى طريقهما الذى يسلكانه بهذا العمل وتنظر الى الغطاء الغليظ انه مثقوب وبعده الى الجزء الذى يقرب ذلك الموضع من الغشاء الغليظ من القحف واذا انت فعلت هذا الذى وصفته لك صادفتك بعد قليل نسيجة الشريانات التى ترتقى الى الدماغ وتصير شبيهة بالشبكة وتحتوى هذه النسيجة فى الاجزاء التى من قدام على اللحم الرخو الشبيه بحبة الترمس الذى يستفرغ من فصل الدماغ ويفيض الى الموضع المعروف البركة والحوض وذلك لانه محدب خاوى الجوف فينبغى لك الآن ان تقطع هذا ايضا وتقطع معه ذلك اللحم الرخو بعد ان تتوقى فى قطعك لما تقطعه من هذه الاجرام وتحذر ان تقطع معها شى من منابت العصب فانك ان لم تخطى فى معالجتك ما تعالجه هناك بالحديد رايت فى بعض الاوقات فى ذلك الموضع عصبة قد اغفلها اصحاب التشريح وهى عصبة تخرج من القحف فى ثقب موضوعة تحت ثقب السمع يرتقى فيه شريان السبات والامر ان فى كل واحد من جانبى الراس تنبت واحدة منهما ظاهر معلوم واما هذه الشريانات فانها تتقسم تقسما كثيرا ويركب بعضها مع بعض تركيبا كثيرا ويصير منها النسيجة الشبيهة بالشبكة فهذه العصبة الواحدة تنبت فى الموضع الذى فيما بين منشاء هذين الزوجين وبين موضع ممرهما الى قدام فاحتفظ الآن بهذه العصبة واستبقها سالمة من كل آفة فانك اذا فعلت بها ذلك علمت انها من الزوج الرابع واما الموضع الذى اليه يصير هذه العصبة فاستمعه منى فيما يستانف من القول واما ههنا فاذكر هذه الواحدة وهى ان هذه العصبة تخرج من القحف مارة فى العظم الحاوى لثقب السمع وهو العظم الذى يسمونه الشبيه بالحجر من قبل جزء منه وهذا الجزء هو الجزء الذى فيه الثقب المعروف بالأطمس وانا ذاكر لك امره فيما بعد واما الآن فصر بنا الى موضع العينين واستعمل القطع كيما تكشف عن الزوج الثالث الذى يجى تحت قاعدتهما العظم الفاصل بينهما الرقيق وانما يظهر لك كل شى تريد إظهاره اذا انت قطعت موضع العينين كله لا من فوق فقط على ما امرتك بذلك قبل هذا بقليل لكن ومن اسفل ايضا فان الامر على ما قلت لك من ان عصب الزوج الثالث موضوع ههنا فاذا انت كشفت عن الاجزاء الموضوعة تحت هذه العظام رايت على المكان عضلة الصدغ ايضا التى انما راها قوم من اصحاب التشريح روية خفية وكيما تظهر لك هذه العضلة حتى تنظر اليها على التمام اقطع جميع عظم الزوج وجميع ما يتصل به ويضامه فاذا ظهرت لك هذه العضلة كلها لم يعسر عليك الامر فى النظر الى العضلة المختفية فى الفم اعنى العضلة التى منشاها من الحفرة التى عند الزايدتين الشبيهتين بالجناحين وتتصل وتلتحم بالموضع العريض من اللحى الاسفل وكيما يستقصى النظر الى هذه العضلة والى الاجزاء الأخر الموضوعة بالقرب منها فاقطع اللحى الاسفل فى موضع اتصاله عند الذقن وفرق بين جزويه ثم اقطع منه ما يتصل به من العضلات الأخر وما يضامه من الطبقة التى تحوى اللسان عن كل واحد من جزءيه الى جانب واذا انت فعلت ذلك رايت روية بينة العضلتين اللتين بهما ينجذب اللحى الى فوق وظهر لك ايضا ظهورا بينا الجزء الذى يتشعب من الزوج الثالث من ازواج العصب ويصير اليهما واذا انت تبعت هذا الجزء وقفيت أثره فى مسلكه كله امكنك ان تقطع من العضل جميع ما يحول بينك وبين النظر الى مضامة العصبة فان هذه العصبة اذا خرجت من القحف صار منها جزء الى المفصل الملتام بين اللحى الاسفل وبين الراس خارج من قدام الأذن وهذا الجزء انما يظهر لك للبصر ظهورا بينا عند ما تشرح العضلة المعروفة بالفراش العضلى وينقسم من الزوج الثالث جزء عظيم فياخذ الى ناحية اسفل ويصير من هذا الجزء اجزاء الى العضلتين اللتين ذكرناهما ثم إن الباقى منه ينقسم فجزء منه يتصل ويلتحم بالطبقة المجللة للسان على ما وصفنا قبل حيث ذكرنا تشريح اللسان فى المقالة العاشرة والجزء الاخر منه يدخل فى عظم اللحى الاسفل من الثقب الذى عند الأضراس وهو ثقب معروف ظاهر فى جميع الحيوانات وموضعه فى اللحى الاسفل فى الجزء العريض منه فى كل واحد من الجانبين واحد من المواضع الداخلة فهذا الثقب يدخل فيه عصبة ليست بكثير الصغر واللحى يقبل هذه العصبة وتستقر منه فى الموضع الذى فيه اصول الأسنان وذلك ان الثقب ممتد عند هذه الاصول فى طول اللحى كله الى موضع الأسنان القطاعة وهى الثنايا والرباعيات وللموضع الذى يمر فيه هذه العصبة من العظم طبيعة خاصية وهى انه اشد رخاوة ولينا من جميع اجزاء العظم وينقسم من هذه العصبة اجزاء تتفرق فى اصول الأسنان وهى فى كل واحد من جانبى اللحى واحدة والعصبة التى تخرج نافذة فى هذا الثقب تنقسم وتتفرق فى الشفة السفلى فهذا منتهى قسمة واحدة من عصب الزوج الثالث التى تنقسم منه بعد خروجه من القحف وتاخذ ذاهبة الى ناحية اسفل فاما الجزء الباقى منه فانه يمر على ما وصفت فى الموضع الذى تحت موضع العينين وينشعب منه شعب اولها يصير الى الجزء الاعلى من اجزاء الفم الذى ليس ياتيه شى من العصبة التى ذكرتها قبل وهى التى تنقسم فى طبقة اللسان ثم يصير منه بعد هذا الجزء جزء الى الأنف مارا فى العمق والى المواضع القريبة من الأنف فبقية هذه العصبة بعضها يمر فى اللحى الاعلى ويصير الى اصول الأسنان التى فيه ومجيه مثل مجى العصبة التى تمر فى اللحى الاسفل والشعب التى تتفرق منه فى اصول الأسنان على مثال الشعب المتفرقة من تلك ثم يخرج بعد ذلك فى الثقب الذى عند الأسنان القطاعة وينقسم فى الشفة العليا على مثال ما تنقسم تلك العصبة فى الشفة السفلى وبعد ان تتقسم هذه وتتفرق على هذا الوجه الذى وصفناه تخرج الشعبة التى تبقى بعدها من الزوج الثالث فى العظم الذى يقال له تفاحة الخد وهو الوجنة وهذا العظم مرة يكون فيه ثلث ثقب ومرة اربع ومن هذه الاعصاب يصير لجميع ما فى اللحى الاعلى حس وحركة اعنى ما هو فيه مما يلى الظاهر تحت الجلد والعضل الذى يعرف بعضل المضغ والعضل الذى يحرك من الأنف الموضع الذى يقال له ورقتى الأنف فقد وضح لك الامر فى جميع اعصاب الزوج الثالث والرابع ووقفت عليها وينبغى قبل ان تاخذ فى تشريح الزوج الخامس ان تفعل هذه الواحدة وتذكر ان تفعلها فى تشريح الزوج السادس ايضا والواحدة التى اقولها لك هى هذه اكشف عن العصبة التى تخرج من الثقب الذى قلت انه فى العظم الشبيه الحجر اعنى الثقب الذى يصير اليه طرف شريان السبات وابتدى من ذلك الموضع فى ذلك الحيوان بعينه من جانب واحد بعد ان تقطع العظم الذى يحتوى على الشريان وعلى هذه العصبة فانك ان لم تقطع احدهما ولم تفسخه لكن تتبع مجيه فى القحف رايت هذه العصبة روية بينة من اول منشاها ومن اى زوجين نشوها ذكر الزوج الخامس من ازواج العصب الذى منشاه من الدماغ قد قلت ايضا قبل ان قولنا شعب الدماغ وقولنا عصب ليس المعنى فيهما واحد اذ كان يصير الى المنخرين من الدماغ شعبتين ليستا عصب فكل عصبة منشاها من الدماغ فهى شعبة من شعبة الا ان ليس كل شعبة تتشعب من الدماغ فهى عصبة لا محالة واذ كان الامر كذلك فبالحق الواجب صار الزوج الاول من جميع ازواج العصب فهو زوج العصب الباصر والزوج الثانى زوج العصب المحرك للعينين والزوج الثالث بعدهما زوج العصب الذى يقال له العصب اللين والزوج الرابع بعد هذا زوج العصب الذى بالقرب من عصب الزوج الثالث متحد معه والزوج الخامس بعد هذه التى ذكرناها هو الزوج الذى يكون من عصبتين منشاء كل واحدة منهما قريب من منشاء الاخرى ونفوذهما من القحف ليس فى ثقب واحد ولذلك قد يقدر الإنسان فى ظنه بان هذا ليس هو زوج واحد بل زوجين ولكن اذ كان مارينوس انما اجراهما فى العدد مجرى زوج واحد وتبعوه فى ذلك معلمينا واقتدروا به فلنسميه نحن ايضا الزوج الخامس وذلك انا متى قلنا فيما نذكره من امره انهما فى كل واحد من الجانبين عصبتين وان كل عصبتين منهما مسلكهما فى ثقبين ثم عددناهما زوج واحد يقرب بعضه من عض لم يكن فى ذلك شى من المضار يدخل علينا فى العلم بمعانى الاشياء وانما تدخل المضرة فى نفس المعنى متى كنا لا نعلم ان الثقب الذى يقال له الأطمس والأعور قد اثبتوا القدماء فى ظنهم بانه أطمس وأعور اذ كان مثقوب على تعريج وموضعه بالقرب من ثقب السمع ومن العصبة التى بها يكون السمع ويخرج منه عصبة واحدة عند الموضع الذى خلف الأذن من الراس حيث الموضع الذى يفضى اليه الثقب ايضا واذ كان الامر كذلك فقد علم ان هذا الثقب وهذه العصبة كليهما من خلف واما من قدام فثقب السمع وعصبته الا ان هذه العصبة اذا جاوزت الثقب الملتوى النافذ فى القحف على تعريج تمر الى قدام الى ناحية اصل الأذن تحت شحمتها وتصير الى الوجه وتتحد بالعصبة التى ذكرناها قبل وقلنا انها تخرج الى مفصل اللحى من الزوج الثالث ويتشعب منها شعب بعضها يوجد فى جميع الحيوانات كلها هى واحدة باعيانها دايما وبعضها لا يوجد دايما ولا يوجد فى الحيوانات كلها والشعبة الاولى منها قد ظهرت مرارا كثيرة فى ابدان الحيوانات التى عضلة الصدغ منها عظيمة ورايتها تتصل وتلتحم بالاجزاء الخارجة منها فى الموضع الذى من خلف الراس واما الشعب التى تتشعب منها تتفرق فى الاجزاء التى قدام الأذن فانها تنقسم فى هذه العضلة مما يلى ظاهرها وفى المواضع القريبة منها فاما جملة العصبة فانها تمتد الى الخد وتنبث وتنفرق من عضل المضغ فى طرف العضلة العريضة وابحث عن هذه الامور كلها وفتشها فى الراس بعد ان يكون بحضرتك قحف الراس موضوع قد اعددته إعدادا جيدا حتى صار يتبين لك فيه جميع الثقب فتقف عليها وتعرفها معرفة بينة ويكون قد تعفن جميع ما فى ذلك القحف من الاجسام اعنى الاغشية والعروق والشريانات والاعصاب ومما هو معلوم انك ان كنت تشرح قردا فينبغى ان يكون القحف قحف قرد وان كانت عنز فقحف عنز وكذلك الامر فى كل واحد من الحيوانات الأخر ايها شرحت فينبغى ان يحضرك قحفه عتيقا حتى تكون تنظر اليه وتتفقده ثم تضرب يدك الى تشريح اى جزء شيت من الراس على حسب ذلك فان نظرك الى ذلك القحف وتفقدك ما تتفقده منه يعينك على إحكام العمل ويرشدك الى السبيل فى استقصايه معونة وإرشاد كثير على ان هذا امر قد كنت قلته لك فيما سلف وعسانى ساعيده فيما يستانف فلان الامور التى تفعلها كثير ينبغى ان تذكر دايما واما أنا فأننى استتم كلامى على ان القحف الذى وصفته لك كانه خاضر موضوع بين يديك ذكر الزوج السادس والسابع من ازواج العصب الذى منشاه من الدماغ من تقدمنا من اصحاب التشريح يعدون السادس من ازواج العصب الذى منشاه من الدماغ الزوج الذى يخرج من اقصى الدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين ولهذا الزوج ثلثة أصول من العصب وهذه الثلثة بسبب انها تخرج من ثقب واحد وتحويها طبقة واحدة صارت بوهم من يراها كلها عصبة واحدة وينبغى لك ان تلتمس النظر اليها بان تشرح العضل الذى عن جانبى العنق ولا خفاء عليك بان ذلك ينبغى ان يكون بعد ان تتقدم وتكشط العضلة المعروفة بالفراش العضلى مع الجلد فان هذا امر ينبغى لك ان تفهمه فى كل وقت وإن لم نقوله لك نحن فى وقت ما وبالقرب من هذا زوج اخر من العصب وهو الاخر من ازواج العصب الذى منشاه من الدماغ وموضعه بالقرب من موضع الزوج السادس فيتوهم انهما كلهما زوج واحد وذلك فى ابدان الحيوانات الصغار الابدان وواحد من هذه الحيوانات القرد ومما يتوهم به انهما زوج واحد ان الغشاء المجلل لهما غشاء عام يجمعهما وبعد ان يمران قليلا يدخل معهما فى الغشاء الحاوى زوج العصب النافذ من العظم الشبيه بالحجر الذى اغفلوه اصحاب التشريح واذا اختلطت هذه الثلثة الازواج وصار بعضهما مع بعض انضم اليها ايضا وزاد عليها زوج من العصب رابع يضام تلك التى ذكرناها قبل ويخالطها وهو الزوج الذى منشاه من الفقارة الاولى ثم من بعد يلتفت مع تلك الازواج التى ذكرناها ويخالطها الزوج الذى منشاه من الفقارة الثانية وفى هذا الموضع منتهى الشريان المعروف بشريان السبات ومنتهى الوداج الذى يمر فى العمق والامر فى انه واحد فى كل واحد من الجانبين ظاهر معلوم واحد فى الجانب الايمن من العنق والاخر فى الجانب الايسر ولكن ينبغى اذا سمعت بشى يقال فى احدهما ان تفهمه معا فى الاخر فطرف الشريان ومنتهاه يرتقى الى النسيجة الشبيهة بالشبكة وينفذ من الثقب الذى فى العظم الشبيه بالحجر واما طرف العرق ومنتهاه فينفذ من منتهى الدرز الشبيه باللام وهذا العصب والشريان والعرق ينفذ فى كل واحد من الجانبين من ثقب واحد بعينه أما من الجانب الخلف من الثقب فالزوج السادس ينحدر وله على ما وصفنا ثلثة اصول عصب وطرف عرق الوداج الغاير يرتقى ويصعد الى راس الدرز الشبيه بالللام واما من الجانب القدام من هذا الثقب فيرتقى ويصعد من ذلك الشريان المعروف بشريان السبات وينحدر عصبة منه الى اسفل مارة فى الثقب الذى فى العظم الشبيه بالحجر وجميع هذه التى ذكرناها من الشريان والعرق والعصب موضوعة فى موضع واحد صغير بالقرب بعضها من بعض وبعضها يلقى ويماس بعض لقاء مماسة مطلقة وبعضها يتصل ايضا ويلتحم وينتقض بضرب من الضروب وبعضها يجمعه مع بعض اغشية تحوى البعضين جميعا و تلمهما واذا كان الامر فيها كذلك فحق لاصحاب التشريح ان يعرفون اشياء من هذه كثيرة اذ كان فى الغاية من العسر التخليص والبرى بعض من بعض واما انت فاكشط اولا ما يجللها ويحويها من الاغشية ثم اقطع بعد ذلك الاغشية التى تربطها مع بعض ما هناك ثم انظر فى عقب ذلك الى ما بعد الفقارة الاولى والفقارة الثانية فانه ان ظهرت وانكشفت لك هذه ايضا انبتك بعض الإنباء ونبهتك بعض التنبيه على تعرف كل واحد من الاشياء التى ذكرتها لك ولتشرح مع هذه العضلة الخاصية باللحى وأصلح ما تعمل به فى امر هذه العضلة أن تقطعها فى مبداء عملك وتستاصلها لما فى ذلك من المعونة لك على ان يكون نظرك الى العصب والعرق والشريان التى ذكرناها لك أبين وتشرح مع هذه العضلة التى منشاها من اصل العظم الشبيه براس المسلة والعضلة التى تصل ما بين اللحى وبين العظم الشبية باللام فى حروف اليونانيين وتشرح مع هذه ايضا العضلة التى تمتد من هذا العظم الى الكتف وهى عضلة طويلة ضيقة فانك ان فعلت ذلك لم يستغمض عليك النظر الى العصب والعرق والشريان التى ذكرناها لك فالزوج الاول من ازواج العصب الذى منشاه من النخاع كما انه هو ايضا يشتبك وينتسج قليلا مع العصب الذى يخرج فى الزوج السادس كذلك ينتسج ويشتبك معهما ايضا الزوج الذى يخرج من العظم الشبيه بالحجر فاما الثالث فانه انما يخالط اشد المخالطة العصبة التى عند العضلة العريضة من عضل الكتف وجميع العصب والعروق والشريانات التى ههنا يخلص بعضها من بعض على هذا الوجه بعد ان تقطع وتكشط عنها جميع ما عليها من الاغشية حتى ترى كل واحد من العرق والشريان والعصب قد بقى منفردا على حدته ويظهر لك ان اول ما يفارقها ويتخلص منها العصبة التى من الزوج السابع وهى أصلب من ساير العصب الذى يماسها لان عصب الزوج السادس انما يخالف بعضه بعض فى الصلابة شى يسير وكله فى الصلابة اقل من عصبة الزوج السابع فاما العصبة التى تنفذ من الثقب الذى فى العظم الشبيه بالحجر فليس تنقص عما عليه هذا العصب شى بل هى اكثر منه لينا فاما العصبة التى هى أصلب ذلك العصب كله اعنى عصبه الزوج السابع فتفارقها اولا وتاخذ ممتده الى فوق على وراب لى ناحية عضل اللسان وهذه العصبة التى ذكرناها فى المقالة العاشرة من هذا الكتاب ووصفنا كيف يكشف عنها من اراد كشفها والحيوان حى فى أسرع الاوقات ثم يستوثق منها بعد ذلك برباط او يفسخها او يقطعها فيرخى بذلك عضل اللسان كله الذى فيه تنقسم وتتفرق هذه العصبه ويعطله عن الحركة وقد رايت هذه العصبة مرارا كثيرة تنشعب منها شعبة دقيقة جدا الى العضلة التى تجى من الضلع المنخفض من العظم الشبيه باللام الى الغضروف الشبيه بالترس من غضاريف الحنجرة وقد خيل لى مرة فى قرد ان العصبة تاتى هذه العضلة من الزوج السادس ايضا والعضلة ايضا التى تجى من العظم الشبيه باللام الى قس الصدر والعضل الذى يمتد الى ناحية الكتفين اللذى منشاه متصل بمنشاء ذلك العضل مضام له فانى رايته مرارا كثيرة ياتيه العصب الى راسه من الزوج السابع ورايته مرة فى المرار ياتيه العصب الى الاجزاء السفلية منه من الزوج السادس وينبغى لك فى هذا التشريح الذى قصدنا له ان تجيد التثبت باستقصاء فى الرباط الذى يربط الضلع المشرف من اضلاع العظم الشبيه باللام الى منتهى العظم الشبيه براس المسلة فانه مستدير غاية الاستدارة حتى يظن من يراه انه عصبة وهو فى ابدان القرود التى فيها وحدها يظهر للبصر ادق من العصبة التى قلنا انها ترتقى مصعدة الى اللسان وقد قلت قبل ان الزايدة التى للراس المسماة الشبيهة براس المسلة والشبيهة براس الإبرة وهى زايدة غضروفية رقيقة يسميها ايروفيلوس سطيلويدس وذلك ان الاميال التى يكتب بها الألواح المشمعة يسميها خلق كثير ممن فى الإسكندرية وخلق كثير غيرهم من الأمم التى فى نواحى المشرق ممن يتكلم بلسان اليونانيين كلام ردى سطيلو وهذه الزايدة الشبيهة بطرف الميل الذى يكتب به الألواح المشمعة وهى التى سميناها الشبيهة براس المسلة او براس الإبرة منتهاها غضروف محض وكذلك ايضا منتهى الضلع المشرف من العظم الشبيه باللام هو غضروف والرباط الذى يصل ما بين هذين الغضروفين على غاية الاستدارة والدقة فى مثال الفرد بعد الفرد من الاعصاب التى فى العنق وهو ايضا شبيه بعصبة الزوج السابع الا انه دون تلك العصبة فى الغلظ لان تلك العصبة اغلظ من هذا الرباط فإن منع البصر استقصاء من النظر الى الاشياء الموضوعة اسفل من العمق إما هذا الرباط وإما بعض الاغشية وإما لحم رخو وحال بينه وبينها فى هذا الموضع فينبغى لك ان تستاصل ذلك وتقلعه فانك اذا فعلت جميع ما هذا سبيله تبينت لك بيانا ظاهرا مع ساير ما يظهر لك العصبة الخاصية بالحلق الموضوعة فى العمق أبعد من عصب الزوج السابع وهذه العصبة مع هذا ادق من ذلك العصب بكثير ولهاذين السببين صارت تفوت الحس حتى تظن بانها ليست بموجودة اصلا واما انت فاعمل على ما قلت لك من تخليص وقطع الاجسام القريبة من العروق والشريان فانك اذا فعلت ذلك ستنظر الى هذه العصبة ايضا مع ما تنظر اليه وتراها تنشعب منها شعب دقاق تاتى العضلة التى فى الحلق وهى عضلة ايضا صغيرة ثم تصير الى الجزء الباقى منه كله الى اصل اللسان وما رايت فى شى من الحيوانات جزء اخر ثالث يصير اليه شعب من هذه العصبة وهذه العصبة هى واحدة من الثلث العصبات التى للزوج السادس وهى ادق الثلث كلها ومن هذاالزوج عصبتين اخرتين عظيمتين احديهما تخالط الزوج الثالث من ازواج العصب النابت من النخاع وتمتد الى ناحية الكتف والاخرى تضام شريان السبات فى العنق كله فالعصبة التى ترتقى مصعدة الى ناحية الكتف منشاها تحت العضلة العريضة التى تلتحم بالحاجز الذى فى وسط عظم الكتف وهى اول عضلة موضوعة بعد الفراش العضلى واما منتهى هذه العصبة فانت تراه مرة يفنى فى هذه العضلة ومرة تراه يتشعب منه جزء فى اخر الامر يصير الى العضلة التى تصعد من المنكب وههنا للكتفين عصبتين أنا ذاكر لك فى هذا الوقت احفظهما فاقول انك ترى شعبة تتشعب من هذه العصبة فى مخالطتها للزوج الثانى والثالث من ازواج العصب الذى منشاه من النخاع وتصير الى العضل الذى يجى من الراس الى القس والترقوة وشعبة اخرى تاتى العضلة التى منشاها من جانبى الفقارة الاولى وتلتحم بالمواضع المرتفعة من الكتف وقد رايت ايضا انا فى الخزير ان هذا العضل الذى ذكرناه يصير اليه عصبة من العصب النابت من الفقارة الثانية خاصة ولذلك أنا آمرك انت ايضا ان تستقصى النظر وتتثبت فى هذه المخالطة التى يخالط العصب بعضه بعض على حسب ما قد قلت لك ايضا قبل فمتى رايت شيا من عصبة تاتى عصبة اخرى وتتحد معها فتثبت وانظر أتبقى كل واحدة من العصبتين كما هى بعد هذا الاشتراك ام احديهما اقل مما كانت والاخرى اعظم فانه ان كانت العصبتين شعبتين على ما كانتا سواء فالسبب فى مضامة احديهما الاخرى بالطبع طلب الوثاقة والحرز لكل واحدة منهما وان كانت مقاديرهما تتغير فالعصبة التى يقل مقدارها وينقص هى التى منها تنشعب العصبة والتى تصير اعظم مما كانت هى التى تصير تلك العصبة زيادة فيها مع ان اتصال الليف واندماجه والحال فى الانشعاب هما يدلانك من اى تينك العصبتين العظيمتين تنبث تلك العصبة الصغيرة وتاتيهما وتتصل وتلتحم بهما وأنا باحث عن امر العضل الذى يصير اليه من هذه العصبة التى كلامنا فيها شعب فى كلام غير هذا اذكر فيه كل واحدة واحدة من العضل على حدتها مفردة وألخص كم مبداء وكم راس العصب الذى ياتيها واما ههنا فقد حان لنا ان ناخذ فى ذكر العصبة التى بقيت وهى واحدة من الثلث العصبات التى تخرج من منتهى واحدة من الدرز الشبيه باللام فى حروف اليونانيين والكلام يقع ههنا ايضا مضاعفا اعنى كلامين الاول منهما فى الحيوانات التى قد ماتت نلخص امر كل واحدة من شعب هذا الزوج مثل ما ذا مقدارها ومن اى جزء هى من اجزاء العصبة العظمى والى اى اجزاء واى جرم تنقسم والكلام الثانى فى الحيوانات الاحياء اذا استوثق من العصب بالرباط او فسخ او قطع واى واحد من هذه سميته لك فافهم عنى معه ذلك الاخر ومن عادتى ان اسمى هذه كلها باسم يشملها عامة وهو إما آفة او مضرة فاذا وقع التشريح فى بدن حيوان ميت فاول شعبة تظهر للبصر تراها تاتى الشريان الذى يقال له المسبت وشريان السبات وتاتى ايضا عرق الوداج الذى فى العنق غاير ثم إن الشعب الثانية تراها شعبتين بعد تلك تاتيان الحنجرة احديهما تصير الى الخط الذى بحذاء الغضروف الشبيه بالترس من غضاريف الحنجرة من اجزاه العالية والاخرى تاتى العضل الذى يصل ما بين الغضروف الشبيه بالترس وبين المرى ومن الشعبة الاولى وهى ارفع الشعبتين واعلاهما ترى فى بعض الاوقات عصبة تاتى العضلة التى تصل ما بين الضلع المنخفض من العظم الشبيه باللام وبين الغضروف الشبيه بالترس وتضم احدهما الى الاخر ومن بعد هذا تاتى العضل الذى يمر من هذا العظم الشبيه باللام ويصير الى القس ثم إن بقية العصبة كلها تغوص الى العمق من الغضروف الشبيه بالترس الى اسفل فاما من الشعبة الثانية التى هى اخفض الشعبتين فالعضل الذى يصل ما بين المرى والغضروف الشبيه بالترس من غضاريف الحنجرة والعضل الذى يصل ما بين هذا العضروف والعضروف الثانى يصير اليه دايما شعب تتفرع منها ظاهرة واما بقية هذه العصبة فتقسم فى العضل الذى ياتى من الغضروف الشبيه بالترس الى قس الصدر وربما وجدتها تنقسم ايضا فى العضل الذى ياتى القس مع هذا العضل من العظم الشبيه باللام اعنى العضل الذى قد وصفت فيما تقدم كيف تصل اليه وفى الاجزاء العالية منه شعب ظاهرة من عصب مرة تجد منشاه من الزوج السابع ومرة من هذا الزوج السادس ومن بعد هذه الشعب ليس تجد فى جميع العنق شى من الشعب الظاهرة يتشعب من الزوج السادس ولكن هناك ياتى المرى وقصبة الرية أبين وأظهر من هذه الشعبة الا انها هى ايضا دقيقة وقد اغفل امرها جميع اصحاب التشريح الشعب التى تتحد وتتصل بالعصبة الراجعة الى فوق التى انا ذاكر لك امرها بعد قليل ومن بعد العنق فى ابتداء الصدر شعب وان كانت صغار الا انها ليست بخفية تاتى قصبة الرية وهذه الاعصاب تنقسم فى الغشاء المحتوى على الرية من غير ان يتشعب منها شعب ظاهرة تصير الى الرية وهذا امر تجده عيانا على ما وصفت فى ابدان الحيوانات العظيمة الابدان ايضا لا فى القرود وحدها وكذلك يوجد فى القلب الذى يصل اليه ويتصل به شعبة بعد هذه الشعب التى ذكرناها فى الموضع الذى يتشعب منه فيه الوعاء الذى حوله وفيه اصل الطبقة التى تحتوى عليه ويقال لها غلاف القلب فان القلب ايضا ليس يمكن ان ترى فيه عصبة ظاهرة تنقسم فى جسمه وانما ترى فيه فى ابدان الحيوانات التى ابدانها عظيمة جدا عصبة تتغلغل فى جوفه تغلغلا يسيرا واما فى ابدان ما سوى ذلك من الحيوانات فانك لا ترى فيه عصبة اصلا تتغلغل الى جوفه وتلك الشعب التى ذكرناها على حسب الاجزاء التى تنقسم فيها من اجزاء البدن امرها فى ذاك ظاهر فاما الشعبة التى استدركتها أنا وهى التى سميتها الراجعة الى فوق فكونها ليس على مثال واحد من العصبة اليمين والشمال واما استدراكها فعلى مثال واحد وذلك يكون بضربين من العمل احدهما ان تلزم وتتبع العصبة الموضوعة الى جانب شريان السبات الى الصدر وتتفقدها وتنظر اليها من كل جانب من بعد دخولها الاول فى الصدر حتى لا يفوتك ولا يذهب عنك شى من اجزايها المتشعبة منها فانك اذا فعلت ذلك وقعت على راس العصبة التى ترجع الى فوق ووجدت انها ليس على حال واحدة فى الجانبين لكنها فى الجانب الايمن تكون فى طلعتها اسرع بكثير وليس من بعد مقدار كثير من مبداء الصدر حيث تدنو من الشريان الذى فى هذا الجانب اعنى الشريان الذى يرتقى ويصعد الى الإبط ووضعه وضع مورب لان العصبة التى ترجع الى فوق تلتف على هذا الشريان واما فى الجانب الايسر فالعصبة انما يكون انحاها وعطفها على الشريان الذى ينبت من القلب وليس من شعب العصب الذى يمر الى جانب شريانى السبات شى تراه لا يكون موضعه موضع واحد بعينه الا هاتين الشعبتين فقط فاما ساير الشعب الأخر فانت تراها تكون على مثال واحد فى كل واحد من الجانبين اعنى اليمين والشمال فاما المواضع التى منها يكون اول منشاء هاتين العصبتين الراجعتين الى فوق فليس تعحب أن لا يعرفونها اصحاب التشريح اذ كانت مواضع فيها عروق وشريانات واغشية كثيرة وما كان من العصب مبداه واصله الذى منه منشاه مستور مغطى فليس تعجب ان يكون اصحاب التشريح لا يعرفون مصعده ومرتقاه الذى يسلكه فى العنق عند رجوعه الى فوق اذ كان ذلك المصعد والمرتقى مستور مغطى بالاغشية التى الى جانب قصبة الرية واما اتصال هذا والتحامه بالحنجرة فما أدرى كيف لم يعرفه القوم الذين أعناهم امر هذا الجزء من البدن فتعمدوا تشريحه اذ كان هذا الاتصال والالتحام بين ظاهر لا فى ابدان القرود الصغار الضعيفة لكن فى ابدان الكلاب ولمعز والشيران فان معلمينا كانوا يشرحون هذه دايما لان اعضاء الصوت كلها فى هذه الحيوانات عظيمة اعنى بقولى اعضاء الصوت الحنجرة وعضلها وعصبها فانت ترى هذا العصب الراجع الى فوق كبار بين فى الاتصال والالتحام الذى يحدث له هناك وأسهل ما يكون عليك وجود هذا العصب والوقوف عليه اذا انت تقدمت الى القصابين الذين يذبحون البقر ويبيعون كل عضو من البقرة على حدة أن يخرجون لك اللسان مع الحنجرة فانك اذا كشطت وقعلت العضل الذى ياتى من المرى ويستدير حول الحنجرة من ااجانبين وهو العضل الذى قلت انه يتصل ويلتحم بالغضروف الشبيه بالترس رايت على المكان هذا العصب الراجع الى فوق روية ظاهرة ينقسم فى العضل الذى خلف الغضروف الثانى من غضاريف الحنجرة ورايته يغوص الى داخل ويصير مع العضل الى العمق وينقسم فى العضل الذى فى جنبى الحنجرة وفى عمقها وقد عملت فى تشريح هذه الاعضاء ان الذى يطبق الحنجرة ويغلقها العضل الذى من داخل والذى يفتحها العضل الذى من خلف ومن الجانبين ثم إن اطراف هذا العصب تتصل باطراف العصب الذى ذكرناه قبل هذا بقليل وهو الذى يغوص فى عمق الحنجرة من ناحية الاجزاء العالية من اجزاء الغضروف الشبيه بالترس واذا انت رايت هذا العصب فى ابدان البقر فتجاوز البقر الى الخنازير وتفقد فيها مثل ذلك مجى هذا العصب وتقسيمه والامر عليك ان تفعل هذا ايضا سهل خفيف الموونة فان الحنجرة مرة يقلعونها مع كل الرية والفواد ومما لا خفاء عليك ان قصبة الرية ايضا تقلع معها ويسمون جملة هذه اذا اجتمعت المقتلعة وبعد ان تنظر عيانا الى منتها العصب الراجع الى فوق وتفهمه من تشريح مواضع الحنجرة اترك الحنجرة وتخطاها الى جملة بدن حيوان ميت واقطع منه على ما وصفت لك العضلة التى تعم المرى والغضروف الشبيه بالترس حتى اذا انت وجدت اطراف العصب الراجع الى فوق فانحدر هابطا مع قصبة الرية ومر مع العصب لا تفارقه حتى يصير الى الصدر حيث اول منشاه فى ابدان جميع الحيوانات التى لها حنجرة من موضع واحد بعينه وكذلك تقسمه فى اعضاء الحنجرة على مثال واحد بعينه وكذلك الامر فى مضامة العصب الذى يتصل ويلتحم بالحنجرة من الزوج السادس لاطراف هذا العصب يجرى على مثال واحد بعينه وفى مسلك هذا العصب ايضا الذى سلكه فى رجوعه الى فوق مار فى العنق ويتصل ويلتحم فى جميع الحيوانات بشعبة مضاعفة بالعصب الكبار الذى الى جانب الشريانات وهذا الاتصال والالتحام ايضا مما قد اغفله اصحاب التشريح فاما نحن فانا قد خلصنا مرارا كثيرة هذا العصب المعروف بعصب الصوت وميزناه من جميع ما يقرب منه من الاجسام مع العصب الكبار الذى الى جانب الشريانات وبينا كيف يتصل و يتحد اطراف هذه باطراف ذلك وأسهل ما يكون ذلك فى ابدان البقر وذلك لعظمه فيها وبعد البقر فى الكلاب والأسد فان هذا العصب فى ابدان هذه ايضا عظيم وبعد هذه فى ابدان الحيوانات الأخر المداخلة الأسنان وبعد هذا فى ابدان الخنازير وبعدها فى ابدان المعز وآمرك بان تكون كليتك لهذا العصب حتى تجده وتقف عليه فى ابدان الحيوانات الميتة بضربين احدهما أن تبتدى بالعمل فى تشريحه من اطرافه التى عند الحنجرة والاخر أن تتبع العصب الكبار والافضل أن تسلك فى استدراكه والوقوف عليه الوجهين كليهما اعنى أن تتبع العصبة التى مع الشريان حتى تصل الى الصدر وتتبع العصبة الراجعة الى فوق واذا انت قاربت الصدر فمد كل واحدة منهما على حدة مرة هذه ومرة تلك وتفقد عند مدك اياهما كيف تتأدى وتصل فى التمدد من الواحدة الى الاخرى فانك اذا فعلت ذلك تبين لك الموضع الذى منه تبتدى هذه العصبة وتنقسم من العصبة الكبيرة والامر فى انه انما ينبغى لك ان تتفقد مبداء هذا العصب الراجع الى فوق وتتثبت فيه والصدر قد فتح على النحو الذى وصفته لك فى الموضع الذى ذكرت فيه تشريح آلات التنفس بين ظاهر وبعد ان تتقدم فرضت نفسك على النحو الذى ذكرناه فى ابدان الحيوانات الميتة فتخطاها الى الحيوانات الاحياء واستعمل هذا العمل الذى اصفه لك ميز وخلص جميع الاجسام التى فى وجه العصب فى الموضع الذى اسفل من الحنجرة بقليل بأن تقطع قطعا من فوق الى اسفل معتدل الطول فى كل واحد من الجانبين واحد حتى تكشف عن العصب واما العصب الراجع الى فوق فأقرب الى قصبة الرية من العصب الكبار وهما عصبتين فى كل واحد من جانبى القصبة عصبة واحدة فاما العصبتين الكبار فبعدهما عن القصبة اكثر من بعد العصبتين الراجعتين الى فوق الا ان بعدهما عنها ليس بكثير وبقرب كل واحد من العصبتين الكبار شريان يضمهما واياه غشاء عام لهما فاما العصبتين الراجعتين الى فوق فليس يقربها شى من الاجسام ولذلك اذا انت كشفت عن هاتين بالقطع الذاهب من فوق الى اسفل واظهرتهما فمدها الى فوق مدا معتدلا بصنارتين غير حادتين من الصنارات التى يقال لها صنارات عور او عمى مثقوبتين وفى كل واحدة منهما خيط قد أنفذ فيها ثم اضبط بيدك الواحدة طرف الخيط وجوز الصنارة بيدك الاخرى الى خلف فى الطريق الذى جيت بالصنارة منذ اول حين أدخلتها تحت العصبة فاذا انت فعلت ذلك عرض منه ان يكون اذا رفعت الصنارة وعزلتها بقى الخيط ملقى تحت العصبة فاما العصبتين الكبار فمن عادة الصنارة أن تعلق معهما الشريانين متى لم تتقدم فتشرح وتشق الغشاء العام للعصبة والشريان المحيط بهما وههنا لحم رخو من عادته ان يلقاك بعد القطع فيغطى ويستر عنك الشريان والعصبة جميعا واكثر ما يكون ذلك فى ابدان الخنازير فاذا لقيك هذا اللحم الرخو فاتبعه واقطعه بشفقة منك فى ذلك وإنكال فانك لا يضر العصب بفعلك ذلك شى من المضار ويمكنك ايضا اذا فعلت هذا ان تقلع الغشاء منه بعد ان تكون قد تقدمت فرضت نفسك مرتين او ثلث فى هذا العمل واذا انت ايضا مددت الشريانين مع العصبتين الى فوق بصنارتين فامسك احد راسى الخيط واجذب الراس الاخر الى خلف مع الصنارة فانه ليس مما فيه خسران أن تمد الجسمين كليهما الى فوق بالخيط اعنى حسم الشريان وجسم العصبة اذ كانا متى فعل بهما ذلك كان الامر فى تخليصهما واحد من الاخر أسهل وأهون منه لو كانا موضوعين فى العمق ومما يلاوم وما يزيد فى تخليصهما ملاومة ليست بيسيرة أن تكون الصنارة على ما اتخذناها نحن بالتعمد لا فى الغاية من الكلال وعدم الحدة بمنزلة الصنارات التى يسميها بعض الناس صنارات عور او صنارات عمى ولا كثيرة الحدة لكن كانها وسط فيها بين الصنارات التى فى غاية الكلام وعدم الحدة والصنارات الكثيرة الحدة كيما يمكنك اذا انت غمزت عليها غمزا معه فضل قوة وركزتها فى الغشاء أن تقطع بها الغشاء واذا انت غمزتها غمزا يسيرا لم تقطع الغشاء فانك اذا اتخذت هذه الصنارة على هذه الصفة امكنك فيها ان تقطع الغشاء ولم يمكن ان تقطع العصب والشريان وليكن ايضا الخيط النافذ فى ثقب الصنارة ليس بالكثير الرقة ولا بصلب كثيرا فان هذا الجزء العصب اذا ربط به ترى فيه مثل أثر المنشار فى الخشب والاجود والاصلح ان يستقصى العصب سليما من الآفات ليكون الحيوان يصيح بعد حل الرباط ويعود صوته فإن لم يتاتى ان يكون الحيوان بعد حل الرباط لا يصيح ولا يعود اليه صوته فجاز ان تقطع العصبة وان تفسخها وان ترضها وان تنزل بها الآفة بضرب اخر اى الضروب كان فقد تبين مما وصفنا لجميع الناس ان القدماء لم يصيبون فى ظنهم بهذين الشريانين انهما سبب العارض الذى يعرض للحيوان فى هذا العمل فسموها بعهذا السبب المسبتين وشريانى السبات بغير حق ولكن لا تدع انت ايضا ان تكشف خطاء هذا الظن وتفنخ اصحابه وترد عليهم وتفسخ قولهم بان تربط اولا ذينك الشريانين حتى اذا رايت الحيوان يصيح على مثال ما كان يصيح قبل ذلك وإن ربط الشريانين بلا العصبتين إما فى حيوان اخر وإما فى ذلك الحيوان الواحد ان شيت فحل الشريانين واربط العصبتين فانك اذا فعلت ذلك رايت انه متى وقعت الآفة بواحدة من العصبتين إن كانت من العصبتين الكبار وإن كانت من العصبتين الراجعتين الى فوق صار ذلك الحيوان ذو نصف صوت ومتى نزلت الآفة بالعصبتين كليهما صار الحيوان عديم الصوت جملة الا انه يبقى هنالك شى من غرغر يحدث عندما ينفخ الحيوان واذا اردت ان يبطل ذلك كله ويتعطل حتى يبقى النفخ وحده خلو من الغرغر فصر الى العصبه التى تاتى أصل اللسان قبل ان يتصل ويلتحم جزء منها بعضل الحلق والاجود ان تقطع منها ذلك الجزء وحده خلو من الجزء الذى ياتى منها اللسان وقد قلت قبل كيف ينبغى ات تكشف عن هذه العصبة وفرقت وفصلت ايضا تفريقا وتفصيلا بينا بين النفخة وبين خروج الهواء بالتنفس فى المقالات التى ذكرت فيها اسباب التنفس وفرقت و فصلت فى المقالات التى ذكرت فيها امر الصوت بين النفخة وبين النفخة التى تكون مع غرغر أبح وبين الصوت وبين الكلام وذلك انى ثبت ان مجى الهواء الى خارج طوعا يكون فيه خروج الهواء بالتنفس واذا زاد عليه وصار معه استكراه كان منه نفخة واذا اجتمع مع هذا تمدد من الحلق كان من ذلك نفخة معها غرغر أبح فاذا قرعت الحنجرة هذه النفخة صار منها صوت ثم اذا انفصل هذا الصوت وتميزت نغمة باللسان صار كلام واذا كان ذلك كذلك فبالواجب صار متى ونحن ارخينا وعطلنا الحركة من جميع عضل الصدر على ما وصفنا فأنزلنا الآفة بالعصب المحرك لذلك العضل وتركنا الحجاب وحدة سليم لا آفة به بقى الحيوان يتنفس التنفس الى خارج طوعا ولا يقدر ان ينفخ ولا ان يصوت ومتى كانت النفخة سليمة لا آفة بها وارخينا وعطلنا الحركة من الحنجرة عدم الحيوان الصوت وبقى ينفخ نفخة ذات تحرجة واذا نحن اضررنا بعضل الحلق ايضا تعطل من الحيوان ايضا الغرغر الأبح وصار ينفح نفخة لا تسمع واما عضل اللسان متى أرخى وعطلت حركته فانه لا يضر اصلا لا الصوت ولا الازدراد وقد وصفنا قبل كيف ينبغى لنا ان نرخى ونعطل حركة هذا العضل ايضا بان نقطع العصبة التى تاتيه من الزوج السابع فهذه الامور كلها التى بيناها فى المقالات التى ذكرنا فيها منافع الاعضاء حق لمن تقدمنا ان يكونوا لا يعرفونها اذ كان بيانها والبرهان عليها مما يظهر عيانا فى تشريح الحيوانات الاحياء ونحن نجد القدماء لم يعرفون ايضا معرفة صحيحة بتة العصب الذى الى جانب الشريانات التى سموها شريانات السبات والشريانات المسبتة من طريق انها عندهم هى التى تحدث السبات متى أوقعت بها آفة على ما وصفنا على ان هذا امر يحتاج الى بحث وفحص شديد وذلك ان جهلهم بالعصب الذى الى حانب الشريانات امر من الامور الممكنة فاما ان لا يعلمون انه متى أوقعت آفة بالشريانات من غير العصب لم يضر الحيوان بذلك الى عدم الحس ولا الى عدم الحركة فذلك مما لا ينبغى اذ كنا نرى الحيوان فى تلك الحال روية ظاهرة يمشى ويتنفس بلا عسر ولا مانع وليس منه شى ماووف خلا صوته فقط الا ان يكونوا سموا عدم الصوت وانقطاعه سبات اعنى القول الذين سموا هذه الشريانات من هذا العارض وهو السبات بهذا الاسم اى مسبتة وشريانات السبات على انه قد بلغنى ان فى عصرنا هذا قد كان رجل يماحل رجلا من اصحابنا ويخاصمه فى ان الحيوان يصير عديم الحركة عديم الحس عند ما نزل بهذه العصبة آفة الا ان المخاصم على هذا والمماحل فيه انكشف امره وافتضح بحضرة جماعة فيها خلق كثير ممن راى ذلك وحكم بالحق فيه فاما القوم الذين سموا هذه الشريانات بهذا الاسم فليس الامر فيهم ما الذى نبههم وحركهم الى ان يسموها بهذا الاسم فنحن تاركيهم وذاكرين امرا اخر من الامور التى رايناها عيانا فى هذا العصب وهو انى شرحت خنزيرة مهزولة حية فرايت العصبتين منها الموضوعتين الى جانب الشريانين عظيمتين فكشفت عنها بهذا السبب حتى انتهيت الى الصدر وكشفت معهما عن العصبتين الراجعتين الى فوق ثم امسكت العصبة اليمنى من العصبتين الراجعتين الى فوق وجذبتها الى فوق جذبا عنيفا مع توقى منى عليها من الفسخ ولما مددت هذه العصبة الى فوق مدا معتدلا ضبطتها باصابع يدى اليسرى وجعلت ذهنى وفطنتى فى العصبة الكبيرة لأنظر هل ينجذب الى اسفل شى من اجزاه فرايت عيانا ان ذلك يكون بينا ورايت ايضا انها لما امتدت ظهر فى العصبة الكبيرة شبيه بالطى والثنى فكشطت عن العصبة جميع ما هو من جنس الاغشية خارج منها ثم رايت روية الليف يمتد فتفرست فى ذلك الليف وخلصت من العصبة الكبيرة الجزء الذى يمتد منها الى اسفل اى هو بعد ذلك فانا ماسك لكل واحدة منهما بواحدة من يدى رايت ان متى مددت جزء العصبة الكبيرة الى ناحية فوق انجذب العصبة الراجعة الى فوق الى ناحية اسفل الى الصدر ولما رايت روية ظاهرة ان الجزء من العصبة الكبيرة الذى يريد الرجوع الى ناحية فوق قد استدركت واستخرجت امره ووقفت عليه خلصت ذلك الجزء من العصبة الكبيرة وضبطته برباط ربطته به على حدته فرايت الحيوان قد صار على المكان ذو نصف صوت ثم انى حللت الرباط وجعلت أصعد الى ناحية فوق واريد ان اخلص من العصبة الكبيرة جزءها المحاذى للعصبة الراجعة الى فوق الا انى لم اجوز موضع الشعبة المتشعبة منها التى تاتى الحنجرة الى ما فوق ذلك وذلك لانى وجدت ههنا جميع العصبة مكتنزة الجسم ملززة يعسر حل اتحاده ونقض ايتلافة ثم انى تركت هذا الجانب الايمن وجعلت اعمل ذلك العمل بعينه فى الجانب الايسر ولم اكن اطمع فى مثل ما طمعت فيه فى الحانب الايمن بسبب بعد المسافة فى تباعد مثنى العصبة الراجعة الى فوق ومعطفها الذى تعطفه فى هذا الجانب على الشريان الاعظم بالقرب من القلب فلما لم يواتينى الامر على ما كنت وظبت عليه بنفسى رايت انى لا أبرح اصلا دون ان أحتال بهذه الحيلة التى اصفها وهى انى لما كشفت عن العصبة الكبيرة كشفا محكما جميع ما يعلوها من جوهر الاغشية حتى لم تبق الا جوهر العصبة الخاص بها المحض وحده وهو الجوهر الذى بينت لك فيه ان منشاه من الدماغ جعلت اتفقد اى جزء من هذه العصبة قياسه قياس العصبة التى قد تقدمت فشرحتها وفرغت منها فى الجانب الايمن وهو نظير لها فلما وقفت على هذا الجزء الذى هو نظير لتلك العصبة خلصت ذلك الجزء وحده من تلك العصبة الكبيرة واستوثقت منه برباط فلما علمت وتيقنت انى قد استدركت ما كنت قصدت له ووقفت عليه سررت من ساعتى بذلك سرورا عظيما ثم انى لما ضربت بيدى الى هذا العمل عاودته بعد ذلك مرارا كثيرة وأخطى مرة فى الندرة لان الامر فى نفسه امر عسر شاق الوجود والاستدراك وان كان ذلك كذلك فينبغى لك ايضا إن أخطات غرضك فى ذلك مرة او مرتين او ثلث أن لا تيأس لكن ترجو ان تصيب فى المرة الاخرى فلا تجانب التجربة ولا تقطعها وتبعد عنها فانه يسمج ويقبح ان يكون مجى جميع الامم ان يحملون انفسهم بسبب المال على ركوب اللجج العظام من البحر ويحتملون فيها الشدايد العطيمة ويكون مجيؤهم فى العلم بالامور والتعرف لها ان لا يتكلون على معاودة العمل بعينه مرارا كثيرة من غير ان يكون نالهم فى ذلك شى من الاموال فأنا ابنى الامر على انا قد فعلنا هذا وآخذ فى ضرب اخر من العمل بعد ان اذكرك اولا بشى قلته مرارا كثيرة فى كتب شتى وهو انه لا فرق فى تعطيل فعل ما من الحركات الإرادية بين ان تقطع جملة العضلة الفاعلة لتلك الحركة قطعا يبتها عرضا وبين ان تقطع عصبة تلك العضلة وكذلك الامر فى قطع الوتر النابت من تلك العضلة وذاك ان المضرة الحادثة عن كل قطع من هذه الثلثة متساوية فبعد ان نذكر هذا ونحضره ذهنك انظر حيثما امكنك ان تقطع العضلة فضع يدك فى قطعها ايضا وليس ذلك مما يمكنك دايما مثال ذلك ما تجده فى عضل الحنجرة فانه ليس يمكن ان تقطع من الحنجرة العضل الذى فى جوفها دون ان تثقب جميعها فاما العضل الموضوع من خارجها المحيط بها فقد يمكنك ان تقطعه عرضا واذا انت عملت هذا فقد يمكنك اولا ان تقطع عصب العضل الذى يعم المرى والحنجرة وتتثبت فيما يحدث للصوت من التغير ويمكنك بعد ذلك ان تتفقد هذا بان تقطع نفس العضل وذلك ان الصوت ليس يبطل ويذهب اصلا بسبب قطع واحدة من العضلات الأخر بل انما يتعطل وينقطع جملة اذا قطع العضل الذى ذكرناه قبل وقلنا انه يفتح الحنجرة ويغلقها وهو العضل الذى فيه وحده ينقسم العصب الراجع الى فوق ويحدث للصوت بعض المضار ويتغير عن ما كان عليه بحسب قياس منافع العضل الذى يقع به الآفة وقد ذكرنا هذه المنافع فى كتاب الصوت وفى كتاب منافع الاعضاء فالعضل الذى منشاء راسه من المرى واتصاله والتحامه بالغضروف الشبيه بالترس متى أرخى وعطلت حركته او قطع فهو يغير الصوت بضرب من التغيير الا انه لا يعطله جملة وذلك لان فعل هذا العضل انما هو ان يجذب الغضروف الشبيه بالترس الى ناحية المرى وهذا الغضروف اذا جذبه هذا العضل انقبض وانطبق على الغضروف الثانى ولزمه وشد الحنجرة ويوثق منها بأضلاعه فاذا انقطع العصب الملتحم بهذا العضل او قطع كل واحد من العضل نفسه باثنين عرضا إما فى الجانب اليمين من البدن وإما فى الجانب الشمال فان الحنجرة يجذبها من الجانب المخالف للجانب الذى وقعت الآفة بعضله العضل الذى لم يقطع ويبقى الضلع الواحد الذى فى جانب العضل الذى به وقعت الآفة من اضلاع الغضروف مسترخى متعطل الحركة فان قطع العصب من الجانبين كليهما بقى الغضروف الشبيه بالترس فى حال وسط من الميل وكل واحد من جزويه يكون اشد استرخاء مما يجرى عليه امره فى الطبع ومما يكون ذلك اذا وقعت الافة بعصبة واحدة فقط وان انت قطعت العضل قطعا يبته كله من الجانبين صار الغضروف الشبيه بالترس فى غاية الاسترخاء وتعطل الحركة واذا كان ذلك فالحنجرة تتسع اجزاها التى من قدام عند ما يريد الحيوان ان يصوت وذلك مما يعين فى ثقل الصوت لا فى انقطاعه وذهابه وان انت أقلبت الحنجرة كلها قليلا وهذا العضل قد وقعت به آفة على هذا النحو امكنك ايضا ان توقع بعضلها الخلف الذى به تفتح آفة على ضربين إما بان تقطع الجزء الذى ياتيها من العصب الراجع الى فوق وإما بان تقطع العضل نفسه والعضل نفسه موضوع على الغضروف الثانى ولذلك صار متى كشط وقلع العضل الذى يصل ما بين المرى والغضروف الشبيه بالترس تبين ذلك العضل للبصر حٓ فاذا ما قلبت الحنجرة على ما وصفت قبل ذلك فانه لا يتبين للبصر واما الغضروف الثالث فليس يمكن ان توقع به آفة على مثل ما اوقعت بالغضروف الشبيه بالترس وبالغضروف الثانى بغير ان تقطع العصب ولا بقطع العضل نفسه وذلك لان جل اجزاء هذا العضل يدخل فى الموضع النافذ فى الحنجرة ولو كان يمكن ان يوقع بهذا العضل ايضا آفة مع العضل الذى من خلف معا لكان اذا تتثبت الحنجرة لا يحركها الا العضل الذى يغلقها ويطبقها من داخل فقط ولم يخلو ذلك من احد امرين إما ان يضر به الصوت فى غاية الحدة وإما ان يختنق به الحيوان جملة وانما تعرف حقيقة ذلك وصحته متى كنت ذاكرا لما قلنا فى كتاب حركات العضل الذى بينا فيه انه متى ذهب وتعطل الحركة من صنفى عضل احدهما موضوع بحذاء الاخر ومقابله اذا كان الصنف الذى يقنح من البدن جزء وكان موكل بفتحه انجذب ذلك الجزء بالعضل الذى يغلقه وجذبه هذا الى نفسه وبقى قايم على ذلك الشكل لا يزول عنه وان انت ايضا اضررت بعصب العضل الذى يضم الاجزاء السفلية من الغضروف الشبيه بالترس الى الغضروف الثانى كان ما ينزل بالصوت من الآفة والمضرة مقدار يسير جدا وذلك ان الحنجرة تصير فى هذا الجزء من اجزاها اشد رخاوة وقد قلنا ايضا انها اذا كانت اشد رخاوة عرضت واتسعت واذا عرضت واتسعت عرض من ذلك بحسب ما يجب عن هذا العارض ثقل فى الصوت فان انت عطلت عضلها الفرق عن الحركة وقطعته عرضا عرضت ايضا واتسعت بذك اعنى بقولى العضل الفوق العضل الذى اعلمناك ان منشاه من ضلع العظم الشبيه باللام واتصاله والتحامه بالغضروف الشبيه بالترس وهذا العضل الذى قد ذكرناه ايضا قبل حيث وصفنا تشريح الحنجرة والعظم الشبيه باللام وكما ان هذا العضل يجذب الغضروف الشبيه بالترس الى فوق ويجذب بجذبه لهذا الحنجرة كذلك العضل الذى ياتى القس من الغضروف الشبيه بالترس يجذب الى اسفل الغضروف الشبيه بالترس والحنجرة ايضا فالمضرة والآفة انما تنزل وتقع بحسب منفعة كل واحدة من العضل وهذا امر ينبغى لك ان تذكره فى جميعه عامة واذا انت نظرت الى ما فى الحنجرة فقد بقى عليك بعد ذلك ان تنظر الى العصبة التى بقيت فى العنق من العصب الذى يجى من الدماغ الى ناحية اسفل وهى العصبة التى تخرج فى الثقب النافذ فى العظم الشبيه بالحجر وقد عرض لهذه العصبة ان تكون فى مبداء امرها تختلط مع اعصاب أخر على ما وصفنا وتضبطها اغشية تعمها كلها ولذلك سبق الظن الى هذه العصبة بانها جزء من الزوج السادس ولهذه العصبة امر يخصها وحدها اعنى جسم صغير يتولد عليها شبيه بالشى الجامد المنعقد الذى يتولد على العصب فان هذه العصبة صغيرة واذا نظرت اليها ظننت انها قد تزيدت وعظمت بهذا الجسم الشبيه بالشى الجامد المنعقد وهذا الجسم ليس تراه ينبت جسم على جسم اخر وذلك انك ان حككت هذا الجسم لم يمكنك ان تستبقى العصبة على استواها وحدها لكنك تظن ان هذا الجزء منه الشبيه بالشى الجامد المنعقد انما يولد عنها من غلظ وثخن جميع جوهر العصبة وهذا الثخن امر يعرض لهذه العصبة فى مبداء العنق واسفل ايضا عند منتهاه فى الموضع الذى يقع فيه هذه العصبة فى الصدر ويقع فى الوهم ان هذه العصبة فى كل جزء منها اذا عرض لها هذا الثخن تصير اثخن مما كانت فى الجزء الذى قبله وهذه العصبة تمر فى الصدر الى ناحية اسفل وتصير الى أصول الاضلاع وتختلط مع عصب المواضع التى فيما بين الاضلاع فان احببت ان تنظر اليها كيف تختلط فبهذا الوجه من العمل يمكنك النطر الى ذلك منها اكشف عن ضلع واحد اى ضلع كان ما يحيط به من الاجسام وليكن كشفك عنه فى الاجزاء منه التى تظهر فيها هذه العصبة التى كلامنا فيها ممدودة عليه فى طول بدن الحيوان فانما يمكنك ان تشكف عن الضلع بان تخلصه وتبريه إما من اجزايه الباطنة فمن الغشاء المستبطن للاضلاع وإما من اجزايه التى من الجانبين فمن العضل الذى فيما بين الاضلاع وإما من اجزايه الظاهرة من خارج فمن عضل الصلب وينبغى لك ان تعمل هذا العمل كله وانت متوفى حاذر غاية التوقى والحذر من ان تقطع من العصبتين اللتين تريد ان تنظر الى اشتراكهما واختلاطهما شى فانك تجد جميع العصب الذى فيما بين الاضلاع مخالط للعصبة التى تنحدر هابطة من فوق مخالطة واحدة بعينها فاذا انت اخذت عن الضلع كما يدور وكشفت جميع ما هو بالقرب من العصبة حتى يظهر لك الضلع وتراه مكشوفا مع العصب وحده وجدت انت ايضا حٓ ما قد وجدناه نحن وذلك انك تجد العصبة المنحدرة من العنق تضام جميع العصب الذى فيما بين الاضلاع وتلتحم به وكما انك اذا كشطت عن الاجزاء الباطنة فى كل واحد من الاضلاع الغشاء المستبطن للاضلاع رايت العصبة التى تاتى من الدماغ تمر وتذهب من قوق الى اسفل كذلك تجد فى الاجزاء الظاهرة من خارج فى كل واحد من الاضلاع عصبة صغيرة ممدودة تضم العصبتين اللتين فى الموضعين اللذين فيما بين الاضلاع وتصل بينهما فان احببت ان تنظر الى اشتراكهما نظرا أشفا وأبين فامسك أصل الضلع الذى أعربته وحركه تحريك يسير حتى يتبين لك المفصل الذى فيما بينه وبين الفقارة ويظهر كيما تقطع فى هذا الموضع الرباط المحيط بالمفصل الملفوف عليه كما يدور فانك اذا فعلت هذا حسنا امكنك ان تقلع عظم الضلع من غير ان تفسخ شى من العصب وتقطعه واذا انت فصلت الضلع رايت التحام العصب فى مثال شكل مدور وذلك لان كل واحدة من العصبتين اللتين فى المواضع التى فيما بين الاضلاع القريبة يضام عصبتين أخراتين ويتصل ويلتحم بهما وواحدة من هاتين العصبتين فى الاجزاء الباطنة والاخرى فى الاجزاء الظاهرة الا ان العصبة التى من داخل تنحدر من الدماغ والعصبة التى من خارج نشوها وكونها من ذلك الموضع بعينه و ليست تنشق من واحدة من العصب المضام بعضه لبعض بل كانها شى ثالث له جوهر لنفسه خاصة وقد ترى مثل هذا الاشتراك ايضا فى العصب الذى عند الإبط فى بعض اجزاه وذلك انك ترى هناك عصبة ثالثة معترضة فيما بين العصبتين اللتين تضامان مرارا كثيرة من غير ان يكون جوهر تينك العصبتين يزيد او ينقص على ما يكون ذلك فى جميع العصب الذى ينقسم وتصغر العصبة الأصلية التى منها انقسمت عصبة اخرى وينقص مقدارها الذى كانت عليه فى اول الامر ويكون مقدار نقصانها وصغرها بحسب مقدار عظم العصبة لتى انقسمت منها واما العصبة التى تاتى عصبة اخرى فتتصل وتلتحم بها وتضامها فانت تراها ايضا تزيد فى مقدار العصبة التى بها تتصل وبها تضام وتفعل ذلك بحسب ما عليه جوهرها الخاص وبقياسه متى كانتا عصبتين تضام احداهما الاخرى بتوسط عصبة ثالثة لا يظهر انهما اصغر ولا اعظم مما كانتا عليه فينبغى لك ان تظن بتلك العصبة المتوسطة بينهما المشتركة لهما انها انما هى رباط لهما ومتى كان ذلك كذلك انما ترى فى المواضع التى ترى فيها عصبة دقيقة تمر وهى غير مستقرة ولا ممكنة فتقطع مسافة طويلة فحٓ تكون هذه العصبة المشتركة العامة الاخرى أولى بان تكون رباط الى اجزاء القريبة منها وان كانت ايضا تلك المواضع التى تمر فيها هذه العصبة تتحرك حركة دايمة فانها تكون حٓ احوج الى فضل الوثاقة والحرز فتكون بهذا السبب تنتفع بمثل هذا الرباط فى التمكن والثبات فلما كنا نرى جوهر العصب المنحدر من الدماغ المار الى اصول الاضلاع لا يزيد ولا ينقص كان الأولى بان نقوله فيه انه يرتبط مع العصب الذى فيما بين الاضلاع ارتباطا من غير ان يكون يدفع اليه شى منه ولا ياخذ منه شى فالطريق الذى يسلكه هذا العصب فى الصدر هو على هذه الصفة التى أشرفت عليها فاما اذا هو جاز الصدر فكيف يخالط عصب الزوج السادس والعصب النابت من فقارات القطن فسترى ذلك وتشرف عليه فيما يستانف بعد ان نجوز اولا ونخطى الى العصب الكبار الذى هو عصب الزوج السادس وهذا العصب بعد مجاوزته للقلب يعتنق المرى ويخالطه من كل موضع وكانه يرتبط معه واذا هو جاوز ومر معه اتصل والتحم بفم المعدة حتى يصير ذلك الجزء فى العصبانية والقرب من جنس العصب فى حد ليس يدون ما عليه واحد من الاعضاء الأخر فيكون بهذا السبب له فضل حس وقد ياتى من هذا العصب الذى يصير الى فم المعدة شعب ضعيفة الى جميع المعدة ايضا فجل هذا الزوج من العصب على ما وصفت يبقى فى المعدة والبقية التى تبقى منه تختلط مع العصب الذى ذكرناه قبل وهو الذى يجوز الصدر الى أصول الاضلاع ومع شى بعد شى من العصب الذى منشاه من فقارات القطن ثم تنقسم فى جميع الاحشاء وهى الاعضاء الباطنة التى اسفل من الحجاب وفى الامعاء وانا الخص لك ههنا كيف تنظر الى تقسم هذا العصب ايضا نظرا شافيا فاقول اقطع قطعا واحدا على استقامة من عند الغضروف الشبيه بالسيف والشبيه بالخنجر حتى ينتهى الى ملتقى عظمى العانة فاذا انت كشفت الامعاء وجمعت المعدة حتى تنظر الى مجى الشريان الاعظم على وسط الفقار وجدت ههنا معلاق الامعاء يصير الى جدول العروق التى حول الامعاء وجوهر هذا المعلاق جوهر رباط ومنشاه من الفقار الذى بعد الحجاب وانت تجد ههنا للشريان. الاعظم ايضا شعبة فردة لا أخت لها وموضعها فى الاجزاء القدام وهذه الشعبة تنحدر مع معلاق الامعاء وتنقسم بقسمين وتجد لهذه الشعبة مرارا كثيرة فى اول امرها أصلين يضام احدهما الاخر الثانى فى مقدم الشريان الاعظم وكيف كان مبداء هذه الشعبة وعلى اى وجه تنبت ان كانت تنقسم بنصفين وان كانت واحدة فهذه بعد ان تمضى قليلا تنقسم قسمين فجزء منها ياخذ نحو المعدة والكبد والطحال وينقسم مع العروق التى فى هذه المواضع والجزء الاخر ينقسم فى الجدولين اعنى فى الجدول الايمن والجدول الايسر وقد ذكرنا امر هذه قبل فحسبك ههنا ان اقول لك هذه الواحدة وهى ان الشريانات اذا جات مع معلاق الجدول وابتدات التقسم فى الجدول فانت تجد فى ذلك الموضع بعينه العصبة التى تتولد من ذلك العصب الذى ذكرناه تنقسم مع الشريانات فى جميع استدارات الامعاء وبطونها فاذا انت نظرت الى ذلك فقد حان لك ان تقلع الامعاء كلها وتدع الجدول وانما تقدر على قلعها بان تحل وتنقض جلالها الذى يغطيها من خارج وهو غشاء يتصل بالصفاق على ما وصفنا قبل وعلى هذا النحو يقلعون القصابين ايضا الامعاء التى عند الصلب وكيما يصح لك ويستبين أمر اتصال العصب واتحاده اكثر قد تحتاج ايضا الى اخراج المعده فانه اذا انكشفت لك هذه المواضع وبانت هذا البيان رايت شعب العصب التى تاتى الكبد والطحال وهى شعب صغار جدا ثم رايت بعدها الشعب التى تاتى الجدول واما الشعب التى تاتى الكليتين فجلها من العصب الذى صار الى الصدر واتصل واتحد باعصاب أخر وهى التى ذكرناها قبل هذه بقليل فهذا الذى وصفته لك هو تقسم العصب الذى ياتى من الدماغ فاما ساير الاعضاء الأخر فكلها يصير اليها عصب من العصب النابت من النخاع وانا ذاكر تشريح هذا العصب فى المقالة التى بعد هذه تمت المقالة الرابعة عشر من كتاب جالينوس فى عمل التشريح والحمد لله حق حمده والصلوة على نبيه محمد وآله وصحبه PageV01P27 9
[book 15]
Страница 280
بسم الله الرحمن الرحيم المقالة الخامسة عشر من كتاب جالينوس فى عمل التشريح قال إن الاطباء إذا قالوا ازواج شعب العصب ليس يصرفون هذا الاسم على ازواج العصب الذى منشاه من الدماغ فقط لكنهم يصرفونه ايضا على ازواج العصب النابت من النخاع ايضا وذلك لان أصول العصب موجودة فى كل واحد من الجانبين اعنى الجانب الايمن والجانب الايسر وذلك انه ينشعب جزء من نفس الدماغ ومن نفس النحاع ويتلزز ويكتنز ويشتد وبهذا يخالف الٔاصل الذى منه كان منشاه فان النخاع ايضا مثاله مثال الدماغ ومنه منشاه الا انه أصلب منه والمقدار الذى هو به أصلب منه بحسب المقدار الذى به العصب النابت منه هو أصلب منه ولا فرق فيما نريده من الاقتصاص من التشريح بين ان نسمى النخاع بسبب ما ينبت منه من العصب الذى قصدنا ههنا لذكره على ما جرت به عادة لغة اليونانيين مخ صلبى او صلب مطلق فان افلاطون يصرف اسم المخ على النخاع فيسميه مخ الصلب وعلى الدماغ ايضا فيسميه مج الراس ويظهر من امره انه يسمى بهذا الاسم اعنى مخ كل جوهر لين ناعم تحويه عظام وليس طبيعة هذا الجوهر واحدة وذلك لان مخ الراس وهو الدماغ ومخ الصلب وهو النخاع هما مبداء وأصل لجميع العصب الذى فى البدن واما المخ الذى فى العظام فليس يخرج منه ولا عصبة واحدة وبينها ايضا من الخلاف انك اذا طبختها وجدت مخ العظام بعد الطبخ أزيد جدا وحلوا جدا وليس تجد مخ الراس وهو الدماغ ولا مخ الصلب وهو النخاع كذلك وقد أطلقنا امر الاسماء فليسمى كل إنسان كيف شاء ولكن تعلم ان هذه الاعضاء من بدن الحيوان التى نسميها نحن اعصاب باسم مطلق ويسميها غيرنا من الاطباء اعصاب حساسة وإرادية منشاها كلها من الدماغ والنخاع وقد ذكرنا امر جميع العصب النابت من الدماغ فى المقالة التى قبل هذه ونحن الآن ذاكرون امر العصب الذى منشاه من النخاع وقد وصفنا فى المقالة الرابعة كيف ينبغى للرجل ان يقلع ويكشط الجلد الذى حول العنق وقلت انه تستبطن الجلد عضلتين متحدتين رقيقتين مفروشتين تحته وان من تقدمنا كانوا يسلخون هاتين العضلتين مع الجلد فبهذا السبب لم يعرفوهما ومن احب ان لا يسميهما عضلتين سماهما فراش عضلى وقلت ايضا انه يمكن ان تشرح هاتين العضلتين على ضربين مرة بان تسلخهما مع الجلد حتى تصل الى شوك الصلب حيث منشاء الرباط العريض الغشاى الذى هما ملبسين عليه ومرة بان تدع هذه العضلة الرقيقة على مكانها مع بدن الحيوان وهى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة واحدة فى الجانب الايمن وواحدة فى الجانب الايسر وتكشط وتقلع الجلد عنها وتخلصه منها وقد ذكرت عصب هذه العضلة فى المقالة الرابعة ووصفت كيف ينبغى لك ان تمسكه وتربطه برباط وتستبقيه عندما ترده وتقلبه الى ناحية عظم الصلب اذا انت قطعت العضلة وعلى هذا المثال ذكرت من امر العصب الذى فى جانبى العنق وهو عصب هذا الفراش العضلى فى المقالة الرابعة انه ينبغى لك ان تستوثق منه برباط وتحفظه وتستبقيه كيما اذا قطعت العضلة نظرت الى مبداء كل واحدة من هذه الاعصاب الذى من عادة اصحاب التشريح ان يسمونه ايصا أصلا و قوم اخر يسمون هذه الاصول والمبادى شعب وغرضنا كان فى التشريح الذى وصفناه هناك ان نحفظ الفراش العضلى على حاله قطعة واحدة لا خلل فيها لنتعرف بذلك جملة طبيعتها على الاستقصاء وتقف على فعلها واما الآن فغرضنا وقصدنا ان نحفظ هذا العصب بكليته سليم من كل آفة وضرر ونشرح ونقطع الفراش العضلى الذى نرى كل واحدة من ذلك العصب يمر فيه او يركب عليه فان بعض هذا العصب دقاق ولا سيما فى ابدان القرود لان هذا الحيوان جميع ما فى عنقه من العصب دقاق ولان ذلك العضل الذى فيه ينقسم هذا العصب من هذا الحيوان صغار ضعاف فينبغى لك الآن ان تقشر الجلد قشرا محكما عن الغشاء المتصل به بسكين حادة كيما يبقى ذلك الغشاء ثابتا فى بدن الحيوان ممدودا على العنق كما يدور ويكون الجلد وحده قد سلخ وقشر من غير ان يكون معه شى من الجواهر الٔاخر مضام له لا من جوهر الٔاغشية ولا من جوهر العروق ولا من جوهر العصب واكتف فى المرة الاولى بان تكشف عن احد نصفى الرقبة اى نصف شيت اليمين او الشمال كيما يظهر لك تلك العضلة الرقيقة الموضوعة تحت الجلد فتراها كلها باستقصاء على ما وصفت فى المقالة الرابعة فانك ان فعلت ذلك على الاستقامة والصواب رايت هناك عروقا كثيرة صغار جدا بعضها فى مثال غزل العنكبوت وبعهضا فى مثال طاقات الشعر وكلها مما يلى ظاهر البدن وفى ذلك الغشاء ترى ايضا العصب الخاص بالفراش العضلى وترى العصب الذى يمر فيه ويخرج منه حتى ياتى الراس بعضه من جانب العنق كانه ياخذ الى ناحية شحمة الٔاذن إلى الاجزاء القدام والاجزاء الخلف منه وبعضه من خلف الى جانب شوك الصلب الى الراس وللأذن فى كل واحد من الجانبين اليمين والشمال عصبتين وان احببت ان لا تقتصر على ان تنظر كيق يرتقى هذا العصب فقط نظرا بينا لكن تتبعه ايضا فى تقسمه فاكشط جلدة الراس كلها التى حول الٔاذن الى الاجزاء الخلف التى تبلغ من فوق الى الجزء الاعلى من الهامة ومن اسفل الى الموضع الذى يقال له القفا مؤخر الراس وهذا العمل يواتيك بأسهل ما يكون وليس الامر فيه على ما هو فى العمل الذى تعمله اذا كشفت الفراش العضلى وذلك لان الفراش العضلى متصل بالجلد المحيط به فاما جميع الجزء الاعلى من الجلد الموضوع على الراس فيبرا مما تحته بالسلخ بأهون سعى واذا انت كشطت هذا رايت ان من الجزوين اللذين من خلف جزء واحد دقيق يرتقى مستقيما ذاهبا فى الطول حتى يصير الى الجزء الٔاعلى من الراس وان الجزء الاخر يمر على وراب ويصير الى الٔاذن فيما بين العصبتين اللتين كلامنا فيهما ومد كل واحدة منهما الى ناحية فوق واكشف عنها ما يتصل بها من الٔاغشية التى تمر العصبة فى مرتقاها ومصعدها عليها ثم تثبت وتفطن فى منشاها الاول من العمق الى الجلد وانت تراها تخرج بالقرب من شوك الصلب مارة فى الاجزاء العليا من الفراش العضلى ومن العضل الذى تحته وهو الذى ذكرناه فى المقالة الرابعة من هذا الكتاب والعضلة الاولى من هذا العضل وهى واحدة فى كل واحد من الجانبين عضلة منشاها من الخط المعترض من جملة عظم موخر الراس وقد علمت ان طرف هذه العضلة يتصل بجميع الحاجز المشرف فى وسط عظم الكتف مع انه يعلق بجزء من الاجزاء العالية من الترقوة واما العضلة الثانية التى تحت هذه فإنها تمتد من مبداها وهو أضيق موضع فى عظم موخر الراس الى قاعدة عظم الكتف ثم عضلتين أخراتين منشاهما من جميع عظم موخر الراس الواحدة منهما وهى التى تحت العضل الذى ذكرناه قبل فردة القسم والاخرى التى تحتها ذات قسمين فى اكثر الامر وربما كانت ايضا ذات ثلثة اقسام فقد علمت من امر هذا العضل انه يميل الراس الى خلف من جملة العنق فهاتين العصبتين تنفذان جميع هذا العضل وتجوزانه الى جانب شوك الصلب حتى اذا قلعت هذا العضل نظرت الى العصبتين نظرا شافيا ورايت كل واحدة منهما على المكان فى منشاها الاول نفسه الذى نذكره بعد فاما قبل ان يقلع ويكشط هذا العضل الذى ذكرناه وذهاب هذا العصب الى خلف يكون بين العضل الصغار الذى يحرك مفصل الراس وحده وهو فى كل واحد من الجانبين اربع عضلات اعنى الجانب الايمن والجانب الايسر واذ كان هذا على ما وصفت فقد يحتاج إن كنت تريد ان تنظر باستقصاء الى جميع تقسم العصب النابت من النخاع الى ان تشرح اولا هذا العضل الذى ذكرته ههنا وجميع العضلات الٔاخر الموضوعة فى جانب العنق وفى الاجزاء التى منه قدام فانك اذا فعلت ذلك سوف ترى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة تصل ما بين الراس والفقارة الاولى وتضمه اليها وترى عضلتين أخراتين فى كل واحد من الجانبين على ذلك المثال فى الاجزاء القدام الواحدة منهما تجى موربة قليلا من عظم الراس الى الفقارة الاولى والاخرى ممدودة تحت العضل الذى بمقدم العنق وترى ايضا تلك العضلة التى تصل ما بين الفقارة الثانية والفقارة الاولى من الجانبين فى كل واحد من الجانبين واحدة والعضلتين اللتين تاتيان من الراس الى الفقارة الثانية وهما التى واحدة منهما موربة والاخرى على استقامة فى الطول وهى تتصل ايضا بعضل المقدم من عضل العنق فاعمل على ان هذه الاشياء التى وصفتها لك تكون قد أعددتها وهياتها على ما وصفت فانى أنا أبنى امرى فيما أبتدى به من اقتصاص امر تشريح العصب النابت من النخاع على ان هذا معد مهيا فاقول ان هية ابدان الحيوانات التى يمكن ان تتعرف اعضاها بالتشريح معرفة صحيحة ترى كانها قريبة من هية بدن الإنسان على ان منها ما يسبق الظن اليه بان طبعه بعيد عن طبع الناس بكثير بمنزلة انواع الطيور وانواع السمك والحيات والدود والزنابير والبق والذباب والبراغيث وساير الحيوانات الشبيهة بهذه ممن لا يعرف هيته بسبب صغر البدن فقد يمكنا ان نفكر فيها بالحدس ايضا كانها قريبة من تلك الحيوانات الأخر عند ما نرى بحميعها آلات تحس بها موضوعة فى روسها ونرى موضعها الموضع الذى هى فيه فى ساير الحيوانات بعينه وكذلك نرى لها صدور وأرجل واعضاء يخرج منها برازها وثفلها واما معرفة ما فى بطنها باستقصاء فأمر لا يمكن اذ كان لا يمكن ان يقع عليها عمل التشريح لصغر ابدانها ولكن اذ كان البرهان على ان جميع اجزاء الحيوانات مهياة مصنوعة بحكمة واحدة تعنيها قد بان ووضح فقد ينبغى لنا ان نلتمس تعرف الحال فيما يعسر وقوع البصر عليه فى جنس من اجناس الحيوانات اى جنس كان فى حيوانات أخر يمكن فيهااستدراك ذلك والوقوف عليه باستقصاء اعنى الحيوانات التى تكون تلك الاشياء التى يعسر وقوع البصر عليها فى هذا الجنس أعظم وأضخم فى الطبع مثال ذلك ان الفقارة الاولى من بدن الإنسان والقرد وجميع الحيوانات الٔاخر الشبيهة بهذه صغيرة جدا وكذلك الفقارة الثانية منه فى قياس الاولى فاما الدببة والكلاب والٔاسد والذياب وبالجملة الحيوانات المداخلة الٔاسنان فالفقارات الاولى منها عظيمة جدا والفقارات الٔاخر منها ايضا عظيمة والفقارات الاولى ايضا عظيمة فى ابدان الحيوانات التى لها قرون الا ان عصب ذوات القرون من الحيوانات ليس لها من القوة والعظم ما لعصب الحيوانات المداخلة الأسنان ولذلك التمست ان انظر الى هاتين الفقارتين الاولتين فى ابدان تلك الحيوانات العظيمة الابدان وفى ابدان الكلاب والٔاسد وساير الحيوانات الٔاخر التى هى من هذا الجنس لان مقدار عظم هاتين الفقارتين ومقدار قوة العصب وعظمه لا يدع الحق ان يخفى عن من يعنيه طلب الحق فان جل من كتب لنا الكتب فى التشريح أحسبهم انما كانت شهوتهم ان يشتهروا بها عند جماعة من الناس كثيرة ويرتفع ايضا لهم الصوت لا ان يستخرجوا الحق ويجدوه فاذا انت تفقدت امر هذه الحيوانات التى بسبب عظم مقدار الفقارات الاولى منها صار لها عضل كبار يصلها عصب كذلك وتثبت اولا وتفطنت فيها وحضر ذكرك الموضع الذى منه منشاء العصب ومجازه امكنك ان تعرف ذلك فى ابدان القرود ايضا ومن بعد تشريح العضل الذى ياخذ فقارات العنق كله من خلف يظهر للبصر العضل الذى يحرك مفصل الراس وحده الملتام بينه وبين الفقارات الاولى والثانية شكل مثلث فى كل واحد من الجانبين اعنى الجانب اليمين والجانب الشمال وفى الموضع الوسط من الثلثة الاضلاع التى للشكل المثلث يظهر لك عصبة صغيرة فتنقسم فى ذلك العضل الذى ذكرناه فانك اذا كشطت وقلعت هذا العضل رايت ايضا العضلة الرابعة الصغرة جدا التى تاتى من الراس وتتصل بالفقارة الاولى وهذه العضلة تاتيها ايضا شعبة من هذه العصبة فواحد من اجزاء هذه العصبة ينقسم فى الاربع العضلات التى ذكرناها والجزء الاخر منها يرجع على وراب وينفذ فى الثقب الذى فى جانب الفقارة الاولى وينقسم فى العضل الصغار الذى فى جانبى المفصل ومن العضل الذى قدام فى العضل الذى كانه موضوع مقابل الثمان العضلات الصغار التى من خلف التى ذكرناها قبل لان الفقارة الاولى فيها تلك الثقب الٔاخر فى زوايدها التى فى جانبيها وهى الثقب الموجودة فى الست الفقارات الاولى وحدها كما هى فى الفقاراتالٔاخر وفيها ايضا اربعة اثقاب أخر اثنتين منها موجودتين فى القرود واثنتين فى اجناس أخر من الحيوانات الا ان زوجا واحدا من هذه الثقب وهو الموجود فى جميع الحيوانات يوجه الى فوق ويستتر ويتغطى فى الحفر الموضوعة فى الفقارة الاولى التى تدخل فيها زوايد الجمجمة التى هناك وهذه الزوايد يسميها خلق كثير من اليونانيين باسم لا مذكر ولا مونث قرونا ومن الناس قوم يسمونها باسم مونث مخرجه هذا المخرج وهجاه متغير عن هذا الهجاء وبعض الناس يسمونها الزوايد الشبيهة بحلمتى الثدى فاما الزوج الاخر من الثقب فهو ادق وموضعه فى جانبى الفقارة وهذين الثقبين أخفض من الثقبين العاليين اللذين هما الزوج الاخر من الثقب والعصب ينبت من النخاع من الجانبين كليهما اعنى الجانب اليمين والجانب الشمال ثم إن العصب على المكان ينقسم كل عصبة منه الى حزوين غير متساويين وينقسم فى العضل الموضوع حول هذا المفصل فلما كان خلف هذا المفصل عضل أكثر عددا وأعظم مقادير صار الجزء الاعظم من العصب يتفرق ويفنى هناك والجزء الاخر منه ياخذ متعرج الى جانب ويدخل فى الزوج الذى هناك من ازواج الثقب التى ذكرناها وهو الزوج الذى ينفذه ويجوزه وكل واحد من جزوى العصب ياتى العضل الصغار الذى فى جانبى هذا المفصل وكذلك على هذا المثال ياتى العضل الذى ياخذ المفصل وحده فى الاجزاء التى فى المقدم وهذا العصب يتحد ويتصل فى الموضع بعينه بالزوج الثانى ايضا من ازواج العصب النابت من النخاع وبأزواج أخر من ازواج العصب المنحدر من الدماغ وليس اتحاد هذا الصعب واتصاله على مثال واحد دايما فى الستة الاجناس من الحيوانات ولا حاله ايضا فى اتصاله واتحاده فى كل واحد من انواع كل جنس منها حال واحدة كما انه ليس بواحد فى كل واحد من الٔاشخاص الأفراد التى لكل واحد من انواع هذه الاجناس وذلك لان الامر انما جرى فى الخلقة على ان ربط هذا العصب بعض الى بعض لما فى ذلك من الوثاقة والحرز فقط ففعل به ذلك مرة لان العصب صغار ومرة لانه لين ناعم ومرة لانه ممدود الى مسافة بعيدة ومرة لانه موكل بأفعال قوية شديدة واتحاد العصب واتصاله ببعض ام بعضه بكله هو إنه ليس يكون ابدا على حالة واحدة بعينها بل انما يقع امره فيما أحسب على اخف الوجوه وأسهلها على الطبيعة فى الهية والتثبيت الٔولى وذلك ان الاشياء التى لا فرق فيها بين ان يختار هذا على هذا او هذا على ذلك لا تجدها فى الحيوانات كلها على هية واحدة واذ كان الامر على هذا فليكن هذا حاضرا لذكرك تحفظه فى جميع ما ترى من اتحادات العصب واتصالاته كلها جملة وأنه امر يشملها ويعمها كلها فلناخذ الآن فيما قصدنا له منذ اول الامر فنقول ان اكثر ما نجد الزوج الذى ذكرناه من ازواج الثقب التى فى الفقارة الاولى فى الحيوانات المداخل بعض أسنانها فيما بين بعض ثم قد نجده بعد هذه فى الحيواناتالٔاخر التى فقاراتها الاولى فقارات كبار فاما الحيوناتالٔاخر التى فقاراتها الاولى صغار فقد تجد الفقارة منها مرة فى الندرة غير مثقوبة الا انه وان كانت الفقارة الاولى ليست بمثقوبة من جانبيها فإن تقسم العصب يكون تقسم واحد بعينه فى هذه الحيوانات ايضا ويكون الجزء الواحد من العصب وهو اعظم الجزئين يتفرق وينبث فى العضل الموضوع على المفصل من خلف والجزء الاخر الاقل ياتى على الجانبين والاجزاء القدام الى جانب أصول الحفرة التى يدخل فيها زوايد عظم الراس وذلك انه لما كان العضل الموضوع على المفصل من خلف ثمان عضلات اربع فى الجانب الشمال واربع فى الجانب اليمين وكانت العضلات كلها صغار صار يتفرق وينبث فى ثلث منها متساوية كل واحدة من العصبتين واما العضلة التى تصل ما بين الزايدة الجنبية من الفقارة الاولى وبين الجزء الخلفانى من الفقارة الثانية فصارت هذه العصبة تمتد الى نصفها فاما الجزء الاخر من هذه العضلة التى تنبت من الفقارة الاولى وتصير الى الفقارة الثانية فانه ايضا يصير اليه عصبه من الزوج الثانى وفى اكثر الامر تجد اطراف هاتين العصبتين اللتين ذكرناهما تتحد وتتصل ذكر الزوج الثانى من ازواج العصب النابت من النخاع الحذاق من اصحاب التشريح يتكلمون فى كتبهم فى الزوج الثانى من ازواج العصب النابت من النخاع على انه الزوج الاول وذلك لانهم لا يعرفون بالحقيقة لا منشاه ولا منبته ولا انه موضوع من خلف وينفذ مارا فى الفقارة من ثقب وذلك انه عرض لهاذين الزوجين جميعا شى يخصهما ليس بموجود فى شى من ساير الازواج الٔاخر من ازواج العصب التى مبداها واصلها النخاع اما الزوج الاول منهما فعرض له ان مطلعه ومخرجه من ثقبين فى الفقارة الاولى ليسا فى شى من ساير الفقاراتالٔاخر واما الثانى فعرض له انه يخرج من غير ثقب مستقر تحت الفقارة الاولى والزوج الثانى اعظم مقدارا من الزوج الاول وأحد جزوى هذا الزوج ينقسم فى العضل الذى فى جانبى العنق وفى مقدمه لان للفقارة الاولى عند الفقارة الثانية شى لها خاصة تنفرد به وهو العضل الذى فى الجانبين وهذا شى ليس هو لشى من الفقاراتالٔاخر واما العضل الذى يتصل بها من الراس فى الاجزاء التى فى المقدم فانت تراه فى الحيوانات الأخر التى الفقارات الاولى منها كبار ان له تخطيط يحده ويجوزه خاصة جيازة حقيقية ويقف على ذلك منه من قد راض نفسه فى تعرفه وفى ابدان القرود يكون ذلك العضل الذى من قدام مختلط عسر ما يتميز ومما هو فى القرود ايضا الى الصغر العضل الذى يصل ما بين جانبى الفقارة الاولى والفقارة الثانية ويتفرق وينبث فى هذا العضل كله اجزاء من الزوج الثانى بعد ان يصير الى قدام وهذه العصبة ايضا تتحد بالعصب الذى فى مقدم العنق اتحادا ليس هو فى جميع الحيوانات التى من جنس واحد على مثال واحد واما الجزء الخلف من هذا الزوج فيصير منه ايضا جزء صغير الى العضلة التى تصل ما بين الزايدة الخلف من الفقارة الثانية وبين الراس وقد يوجد مرارا كثيرة العضلة التى تصل ما بين الفقارة الاولى والراس تاجذ جزء من هذه العصبة واكثر ما راينا ذلك روية بينة فى الٔاسد خاصة واما القرود فجميع العصب الذى منها فى هذا العضل ضعيف دقيق عسر ما يقع عليه البصر فهذه الاعصاب كلها التى هى صغار جدا منشاها من الجزء الذى يجى من هذه العصبة الى خلف وهذا الجزء معروف ظاهر فى جميع الحيوانات ويدرك بالبصر فى ابدان القرود كما يدرك فى ابدان غيرها من الحيوانات ومجى هذه العصبة فى ابدان الحيواناتالٔاخر ايضا اولا الى خلف الى قريب من شوك الصلب ثم إنها من هذا الموضع بعد ان تتورب قليلا ترتقى مصعدة وتمر فى الاجزاء الخلف من اجزاء الراس وتنقسم فى ممرها الى ان تبلغ الجزء الاعلى من الراس فى الجلد وفى الأغشية الموضوعة تحته ومجازها ونفوذها فى انعراجها ورجوعها من شوك الصلب الى الراس يكون على مثال جميع الاعصابالٔاخر التى تنقسم فى الفراش العضلى التى ذكرناها فى المقالة الرابعة من هذا الكتاب واما فى الحيوانات التى يكون للعضلة الصدغية فيها من العظم ما يبلغ اصلها الى عظم موخر الراس بمنزلة ما يكون ذلك فى الحيوانات التى لها قرون وفى الحيوانات المداخلة الأسنان فيتشعب من هذه العصبة الموربة جزء وينقسم فى الاجزاء التى تلى ظاهر البدن من هذه العضلة فقد أتينا من ذكر الزوج الثانى واخبرنا من امره بما فيه كفاية وبلاغ وينبغى لنا ان ناخذ فى ذكر الزوج الثالث بعد ان نذكرك بان العضلة التى تصل ما بين الزايدة الخلف من الفقارة الاولى وبين الزايدة الجنبية من الفقارة الثانية قد كنا قلنا ان لها راسين من العضل يتصلان واحد بالاخر فى اطرافهما وواحدهما يبتدى من جانبى الفقارة الاولى والاخر من الاجزاء الخلف خاصة من اجزاء الفقارة الثانية والظن يسبق الى هذه العضلة التى تستعمل كل واحد من هذين الاتصالين اللذين بينها وبين هاتين الفقارتين مرة على انه راس لها ومرة على انه منتهى لها فمتى استعملت هذه العضلة طرفها الذى عند الفقارة الاولى على انه منتهى لها أدارت به هذه الفقارة الى خلف الى الفقارة الثانية ومتى استعملته على انه راس لها ومبدا لها مدت به الفقارة الثانية مدا على وراب الى الفقارة الاولى ذكر الزوج الثالث من ازواج العصب النابت من النخاع الزوج الثالث من ازواج العصب النابت من النخاع يخرج مارا فى الثقب الذى فى الجانبين وهو الثقب المشترك فيما بين الفقارة الثاتنية والفقارة الثالثة على مثال ما يخرج ساير الازواجالٔاخر وهذا الثقب المشترك الذى هو ثقب مستدير استدارة محكمة يتولد فيما بين الفقارتين فيصير له من كل واحد منهما نصف استدارته كما قد وصفنا فى المقالة التى ذكرنا فيها امر العظام ومن عصبتى هذا الزوج اللتان تنبتان اولا اذا هو تقسم من ساعته واحدة تاخذ الى الموضع الخلف وواحدة الى الموضع القدام والتى تصير الى خلف تمتد الى ناحية شوك الصلب وفى ممرها هذا يتفرع منها أقسام وتصير الى العضل العام للعنق والراس شبيهة بغزل العنكبوت فانت ترى هذه الاقسام ظاهرة عندما تتقدم فتشرح ذلك العضل نفسه واذا بلغت العصبة الى شوك الصلب جازوت الرباط الغشايى كما يفعل ذلك العصب للفراش العضلى الذى هو معه ثم تمر من هناك تحت الجلد على وراب كانها تريد أصل الٔاذن وممرها يكون فى الاجزاء التى يظهر فيها ظهورا بينا الخط الذى يجوز المنتهى الاعلى من الفراش العضلى ثم إنها تتفرق وتنبث ههنا بتقسمها فى عضل ال ٔاذن ويتشعب منها ايضا شعبة دقيقة فى مثال غزل العنكبوت تصير الى العضلة الصدغية وذلك فى الحيوانات التى يكون لها هذه العضلة منها بسبب انها عظيمة تمر الى خلف مرا كثيرا واما الجزء من الزوج الثالث الذى يصير الى الاجزاء القدام فانه يتحد ويتصل بالازواج التى قبله وهذا الاتصال والاتحاد يكون فى حيوان دون حيوان على النحو الذى هو عليه فى الحيوان الاخر ويتشعب من هذا الجزء عصبة ظاهرة بينة تاتى الفراش العضلى ومن جملة هذا العصب المتحد على ما وصفت قبل يصير عصبة ذات قدر يعتد به الى الٔاذن وتتقسم فى عضلها الذى يجذبها عند جانب من العنق الى اسفل ويديرها الى الاجزاء القدام وربما اتحدت واتصلت هذه العصبة باطرافها مع جنسين اخرين من العصب احدهما يخرج من الثقب المعروف بالٔاعور والٔاعمى ومنشاه من الزوج الخامس من ازواج العصب النابت من الدماغ والاخر منهما يخرج الى جانب مفصل اللحى ومنشاء هذا ايضا من الزوج الثالث من ازواج العصب النابت من الدماغ وقد ذكرنا هذه فى الموضع الذى ذكرنا فيه امر العصب النابت من الدماغ فلنرجع الآن الى ذكر العصب النابت من النخاع فنقول ان الزوج الثالث من هذا وهو الذى كلامنا هذا فيه يختلط فى هذه الاجزاء القدام التى كان كلامنا الى هذه الغاية فيها مع جزء من الزوج السادس من ازواج العصب النابت من الدماغ ولهذا الزوج فى كل واحد من الجانبين ثلثة اعصاب كما قد وصفنا ذلك فى الموضع الذى ذكرنا فيه امر هذه الاعصاب واما هذا الجزء من الزوج السادس فليس هو عصبة ولا عصبة يمكن ان تذهب عنك او تفوتك متى شرحت بعد ان تكون قد كشفت العضل الذى حول العنق على ما امرتك وهذه العصبة تصير الى العضلة العريضة العظيمة التى هى اول عضلة تظهر للبصر بعد القراش العضلى من العضل الذى ياتى من الراس الى الكتف ومن هذا العصب المختلط تاتى عصبة وتتصل ايضا بالعضلة التى تاتى من الفقارة الاولى الى الاجزاء القدام من الكتف ومرارا كثيرة ترى العصبة التى تاتى هذه العضلة ليس تتشعب من هذا الزوج لكن من الزوج الذى بعد الفقارة الثالثة وهو الزوج الرابع من ازواج العصب النابت من النخاع وكذلك ايضا العضل الذى ينحدر الى الترقوة الذى قلت انه يبتدى من الاجزاء الخلف يصير اليه عصب يكون منشاه مرة من اتحاد العصب الذى بعد الفقارة الثانية ومرة من الاتحاد الذى بعد الفقارة الثالثة ويكون منشاه مرارا ليست باليسيرة منهما كليهما وكذلك ايضا الشريانات والعروق التى ترتقى مصعدة من الرقبة الى الراس ترى العصب يتصل ويلتحم بها من العصب المختلط بعد الفقارة الاولى والفقارة الثانية وههنا اغشية قوية ظاهرة تحتوى على العروق والشريانات وفى هذه الاغشية ترى العصب ينقسم واما فى نفس العروق والشريانات فليس ترى روية ظاهرة ان العصب يتصل ويلتحم بها الا ان يكون الحيوان فى نفسه عظيم البدن يمنزلة ثور او فرس او بغل او جمل او فيل ذكر الزوج الرابع من ازواج العصب النابت من النخاع الزوج الرابع من ازواج العصب النابت من النخاع يخرج مما بين الفقارة الثالثة والرابعة فى ثقب عام مشترك للفقارتين والامر فى ان عصب هذا الزوج عصبتين كساير عصب الازواجالٔاخر واحدة فى الجانب الايمن والاخرى فى الجانب الايسر من بدن الحيوان ظاهر معلوم وهاتين العصبتين متساويتين فى مقدار غلظهما ويخرج كل واحدة منهما من ثقب متساوى للثقب الذى يخرج منه الاخرى وينقسم ايضا كل واحدة منهما فى عضل مساو للعضل الذى ينقسم فيه الاخرى فى مقدار عظمه وفى مبلغ عدده ويظهر لك من العدل والإنصاف فى تقسيم هاتين العصبتين على هذه المساواة امر عجيب وذلك امر تجده عيانا فى جميع ازواج العصب واذ كان الامر كذلك فالشى الذى تراه فى عصبة واحدة من عصب اى زوج كان اعلم انك تجد ذلك بعينه فى العصبة الاخرى لا محالة واذ كان ذلك كذلك فانت تقدر ان تروض نفسك فى بدن حيوان واحد ضربين من الرياضة فى عمل التشريح فى كل واحد من الازواج فانك كل ما رايت كل واحد منها مرارا اكثر كان ذكرك وحفظك لوضع العصبة ومقدار عظمها وللعضل الذى ينقسم فيه اكثر وتحسب ذلك وانما تحتاج الى ذكر ذلك وحفظه لما تلتمسه من البط الذى يقع فى العنق ومن جراحاته وان اردت ان تنظر الى اصل العصبة نفسه فاقطع الفقارة على ما وصفت قبل فى اخر المقالة التاسعة من هذا الكتاب وان احببت ان تتثبت فى تقسيم العصبة بعد اصلها فتحتاج ان تشق قليل قليل وتخلص من العصبة ما يحيط بها من ليف العضل عند مطلعها وهذا العضل من قدام هو العضل المشترك للعنق والراس ومن خلف ليس هذا فقط لكن معه ايضا العضل المعروف بعضل الصلب ومن الجانبين الى جانب منشاء العصب العضل الذى ينحدر الى الصدر وهو العضل الذى اعلمتك قبل انه يبسط الاجزاء العالية من الصدر ويتشعب ايضا شعب من هذا الزوج ومن جميع الازواج التى فى العنق على المكان عند منابتها سواء فتصير الى العضل المشترك العام للعنق والراس ومصيرها اليه من المواضع القدام والمواضع الخلف ويصير منه ايضا شعب الى ما هو من عضل الصلب موضوع فى العنق وللعضلة ايضا المعروفة بالفراش العضلى وان كانت رقيقة فإنها يصير اليها من العصب شى كثير اكثير من قياس مقدارها واعظم من هذه الاعصاب مقادير ما يرتقى منها مصعدا من العمق الى جانب شوك الصلب وهو فى كل واحد من الفقارات عصبة واحدة وهذا العصب هو الذى قلت انه ينفذ ويجوز فى رباط عريض رقيق اذا هو اكتسى بليف لحمى صار منه الفراش العضلى فهذا العصب كله اذا هو مر عرضا حتى يصير الى شوك الصلب صارت منه اقسام دقاق جدا موربة الوضع الى العضل العام المشترك للعنق والراس لان جميع هذه الاقسام مايلة الى فوق وبعد مجاوزتها لأصل ذلك الرباط تمتد ايضا على الرباط بعينه وتتصل بالفراش العضلى وتصير معه الى اللحيين والخدين ويصير ايضا الى الفراش العضلى من المواضع القدام من كل واحد من الفقارات اعصاب اصغر من هذه وممر هذه الاعصاب ايضا ومجيهاالى هذه العضلة على مثال وضع ليفها الذى الاعصاب ممدودة معه واعظم الاعصاب التى تاتى هذه العضلة المعروفة بالفراش العضلى هى الاعصاب التى تاتيها من الازواج الوسط من ازواج العصب الذى يخرج من فقارات العنق وأحد هذه الازواج هذا الزوج الذى كلامنا فيه وكذلك الزوج الخامس والزوج السادس واما الصغار من العصب الذى ياتيها مما ليس بظاهر فى جميع الحيوانات فالذى هو منه فى المواضع السفلية هى شعب من الزوج السابع والثامن والذى فى المواضع العالية شعب من الزوج الثانى والزوج الثالث واما الزوج الاول فليس تجد عصبة تخرج منه الى خارج ولو أصغر ما يكون فى شى من اجناس الحيوانات وذلك انه كما ان العضل المحرك لمفصل الفقارة الاولى الذى عند الراس موضوع فى عمق كذلك الزوج الاول لما كان انما جعل للعضل وحده صار مستترا متوارى كله فى العمق لا يصير منه جزء لا الى العضل العام المشترك للعنق والراس ولا الى الجلد المحيط بهما واما من جميع الاعصابالٔاخر التى فى الرقبة فيخرج جزء ياتى الجلد يشبه فى دقته غزل العنكبوت فهذه من الاشياء التى تعم وتشمل ازواج العصب التى ههنا ومعها ايضا الشعب التى تاتى العضل القدام والخلف الذى هو عام مشترك للعنق والراس والشعب التى تاتى عضل الصلب ومما يخص الزوج الرابع وهو موجود فيه مع هذه الاشياء المشتركة ان جزء منه يصير الى العضل الذى ياتى الترقوة والى العضلة التى تاتى الموضع المشرف من الكتف ومجيها من الفقارة الاولى فى كل واحد من الجانبين ومن هذه العصبة جزء اذا هو جاوز هذه العضلة تقسم فى الاجزاء العالية من العضلة العريضة التى تاتى جميع الحاجز الذى فى وسط عظم الكتف ولهذا الزوج الرابع الذى كلامنا فيه شعبة اخرى وهى شعبة دقيقة تنقسم منه على المكان فى اوله ومسلك هذه العصبة الى اسفل الى جانب الزايدة التى فى جانب الفقارة الرابعة وهذه العصبة تتحد وتتصل بالعصبة التى منشاها من بعد الفقارة الرابعة كما سنصف لك فيما يستانف وربما رايتها فى الندرة تتحد وتتصل بالعصبة التى بعد الفقارة الخامسة ذكر الزوج الخامس من ازواج العصب النابت من النخاع الزوج الخامس من ازواج العصب النابت من النخاع يرتقى مصعدا من الموضع الذى فيما بين الفقرة الرابعة والخامسة وله اشياء يشترك فيها مع هذه الازواجالٔاخر المختلطة به وهى الاشياء التى ذكرناها وله مع هذه الاشياء العامية المشتركة اشياء خاصية له وهى هذه التى اريد ان اذكرها لك ههنا فاقول انى قد قلت ان عصبة تنبت من الزوج الرابع وتصير الى اسفل الى جانب الزايدة الجنبية من الفقارة الرابعة فهذه العصبة تختلط مع الزوج الخامس الذى قصدنا ههنا لذكره وتتحد به وتتصل به فيما بين منشآ زوجين اعنى منشاء هذا الزوج الذى كلامنا هذا فيه وهو الذى من بعد الفقارة الرابعة ومنشاء هذا الزوج الذى بعده وهو الزوج الذى اذا أعددت الازواج منذ اولها كان السادس منها ومنشاه فيما بين الفقارتين الخامسة والسادسة الا ان العصبة التى تاتى هذه الشعبة التى نريد ان نقتص امرها انما تتحد وتتصل بها من الزوج الذى قبلها ويصير جميع هذا العصب يتحد ويتصل بالشعبة التى بعد الفقارة الخامسة وتلك الشعبة فى مقدار عظمها ضعف هذه العصبة واذا هما اختلطا انشعبت منهما شعبة هى اول جزء يراد به ان يلتام منه ومن غيره عصب الحجاب فى كل واحد من الجانبين واحدة ومن بعد هذه الشعبة ينقسم العصبة التى بعد الفقارة الخامسة كما سنصف ذلك فيما يسانف ولا يكاد يوجد تلك العصبة التى بعد الفقارة الرابعة تجى مقابل الحجاب من غير ان تتحد وتتصل بالشعبة التى بعد الفقارة الخامسة الا فى كل حين فى الندرة بل قد يتصل بهذه العصبة على حال شعبة صغيرة من الزوج الذى بعد الفقارة السادسة وان كان لا بد فمن الزوج الذى بعد الفقارة السابعة او من كليهما جميعا من كل واحد منهما شى يسير جدا لانى لم ار قط فى شى من الحيوانات عصبة الحجاب أصلها واحد فرد لكن إما أن يكون لها ثلثة اصول وإما لا محالة أصلين ذكر الزوج السادس والسابع والثامن والتاسع من ازواج العصب النابت من النخاع الازواج التى بعد هذا الزوج الذى ذكرناه من ازواج العصب النابت من النخاع وهى اربعة ازواج عدد تاتى الاجزاء المرتفعة المشرفة من عظم الكتف والاجزاء الغايرة العميقة منه والعاتق والعضد أما السادس فمن بعد الفقارة الخامسة واما السابع فمن بعد الفقارة السادسة واما الثامن فمن بعد الفقارة السابعة ووضع الزوج التاسع فى نفس الصدر من بعد الفقارة الثامنة على ان قوما يظنون انه ليس يصير الى اليدين من الصدر ولا عصبة واحدة واكثر من جحودهم لهذا يجحدون ان يكون ياتى اليدين من العصب شى من بعد الفقارة التاسعة حتى ان رجلا ممن يزهو بنفسه ويفتخر بعمل التشريح جعل يتهزا برجل من اصحابنا عند ما قال انه ياتى العضدين عصبة منشاها من الموضع الثانى من المواضع التى فيما بين الاضلاع على ان هذه العصبة ليس يعسر كشفها وإظهارها وكذلك العصبة التى بعدها تخرج من الموضع الثالث من المواضع التى بين الاضلاع وتاخذ الى ناحية الإبط وذلك لان كل واحد من هاتين العصبتين وان كانت ادق من العصبة التى فى الموضع الاول من المواضع التى فيما بين الاضلاع بكثير الا انها على حال أسهل وأهون ظهورا وانكشافا للبصر عند ما يكشط ويقلع على ما ينبغى جميع الاجسام التى فى الإبط وحول الإبط وينبغى لك ان تستثنى بعمل تشريحها من العضلة التى اغفلوها اصحاب التشريح وهى العضلة التى ترتقى مصعدة من الخاصرة الى مفصل الكتف وهى من جنس الاغشية رقيقة فلذلك لما كانوا يسلخونها مع الجلد لم يعرفوها واما انت فليكن تشريحك اياها ههنا بخلاف ما وصفت لك فى المقالة الخامسة من هذا الكتاب وذاك ان الاجود كان هناك ان تبتدى من اسفل ثم ترتقى مصعدا الى راس العضد مارا فى الإبط من حيث يبتدى ان يتولد منها وتر عريض واما فى هذا الباب الذى قصدنا له ههنا فالاجود ان تبتدى من فوق ثم تاخذ الى ناحية اسفل وتقطع اولا وترها ثم تمد بيدك الواحدة جملة العضلة بوترها الى قدام والى اسفل وتقطع بيدك الاخرى بسكين حادة قطعا معتدلا الليف الذى به هذه العضلة مربوطة مع الاجسام التى تحتها وتثبت هناك حسنا فى الشريانات والعروق التى تتصل بها وتضامها فانه ربما عرض اذا كان ذلك الحيوان الذى تشرحه حيوان كثير الدم وكان تشريحك اياه بعد ان يموت على لمكان ان يجرى من هذه الشريانات والعروق دم يشوش عليك ويمنعك من استقصاء النظر الى الاجسام التى فى الإبط فان فى هذا الموضع بعد هذه العضلة التى ذكرناها ههنا العصب الذى ياتى اليد كلها موضوع تحتها ومع هذا العصب ايضا العصب الذى ياتى عظم الكتف والعاتق والشريان العظيم ايضا والعرقين اللذين ينقسمان فى اليد كلها هما فى هذا الموضع مع الشعب المتشعبة منهما والاغشية ايضا التى تحتوى على هذه كلها وتعلق بعضها ببعض واللحم الرخو الذى يسند الشريانات والعروق فى جانب تقسمها ويملا ما فى بينها من الخلل بمنزلة الحلب فيما نعبا من الآنية ويوجد هناك ايضا شحم مستدير حول الاغشية دايما وحول العصب متى كان الحيوان خصب البدن سمين فاذا انت شرحت هذه الاشياء فاقطع تلك الاجسامالٔاخر كلها ودع العروق والشريانات والاعصاب كلها وان رايت فى بعض الاوقات ان الشريانات والعروق تمنعك من النظر الى العصب باستقصاء وتحول بينك وبين ذلك منه فاقطع هذه ايضا بعد ان تربط كل واحد منهما برباطين حتى يصير الجزء الذى تقطعه من الشريان ومن العرق فيما بين الرباطين فانك ان قطعت الشريان او العرق من غير ان تشده وتستوثق منه برباط سال منه دم فالاشياء التى فى الإبط ينبغى ان تتقدم فيها وتهيها على ما وصفت له فاما الوجه فى كشف العضل الذى حولها والعضل الذى يجى الى الكتف فقد وصفته فى المقالة الثالثة من هذا الكتاب وانا واصفه لك ههنا ايضا فاقول اما العضل الذى ياتى من الصدر الى مفصل الكتف فابتد فى تشريحه من الاجزاء السفلية ولا تلتفت الى العصب الذى ياتى المواضع الخارجة من الصدر من المواضع التى فيما بين الاضلاع ولا يعنيك امره اذا اردت تشريح هذه الاربعة الازواج التى كلامنا هذا فيها لكن اجعل عنايتك بامر هذه الاعصاب وحدها اعنى الاعصاب التى تمر الى ناحية داخل الإبط واكشط واقلع فى هذا التشريح الذى يجرى امره على هذه الحال جميع العضلة الشبيهة بالدال فى حروف هجاء اليونانيين وهو هذا ∆ قال حنين إن هذا الموضع فى النسخ اليونانية التى رايناها فاسد ولم يكن على ما ترجمنا نحن وانما علمنا بما ترجمنا عليه التى يكون منها معظم لحم الكتف حتى تبلغ ملتقى العصب والكتف فاذا انت خلصت هذا العضل الذى ذكرته لك من العضل الذى يلقاه ويماسه فانظر ساعة ترى شعبة عصب تتشعب من هذه الازواج التى كلامنا فيها وتتصل بعضلة ما واقطع مع هذه جزء من اللحم الذى يقبل تلك العصبة كيما لا يرجع العصبة بعد هذا ويبادر الى أصلها ومبداها ويسهل عليك النظر اليها واللحم محيط بها فان لم تحب ان تفعل هذا على هذه الصفة فاربط على حال واستوثق بالرباط من العصبة التى تنقسم الى شى من ذلك العضل الذى ذكرناه ثم اقطع بعد ذلك العضلة منها ومر فى القطع الى وتر العضلة واذا انت فعلت هذا فجاز ان تقطع جميع العضلة بعد ان تضع فى ذهنك وتحفظ فى ذكرك الى اى عضلة تصير الشعبة التى تربطها من العصب قال حنين لما وجدت فى النسخ اليونانية التى منها ترجمت هذه الكلمة اعنى الى اى عضلة وذلك ان منشاها الاول انت تستدركه وتقف عليه فى اخر الامر فاما ما تاتى من عضلة وكانت تتصل وتلتحم به فليس يمكنك ان ترى ذلك من بعد كشطك وقلعك لهذه فاذا انت فعلت جميع هذه الاشياء فعلا محكما فابعد عظم الكتف من الصدر وخلص العضلة التى فى الموضع المقعر العميق من عظم الكتف من الاجسام التى تحتها ثم تشرح بعد هذه على المكان العضلة العظيمة جدا التى هى خارج الإبط وقد ذكرت امر هذه العضلة فى الموضع الذى ذكرت فيه تشريح العضل المحرك لمفصل الكتف فان انت فعلت هذه الاشياء فعلا صوابا وقطعت من العضل الذى ياتى الصدر من العنق الشى الذى يمنع من النظر الى هذه الشعب ويحول بين البصر وبينها رايت روية بينة جميع المنافذ التى يخرج منها من النخاع عصب هذه الاربعة الازواج التى كلامنا فيها ونظرت ايضا الى اختلاطها اذا اختلطت والتفت والى الاعصاب الطوال التى من بعد الاختلاط تمتد الى كل واحد من هذه المواضع وذلك ان العصبة التى هى اكثر من هذا العصب ارتفاعا تصير من عظم الكتف الى الموضع خاصة الذى منه يبتدى منشاء عنقه ويبتدى الجزء المرتفع من الحاجز الذى فى وسطه أن يصعد ويمتد الى ناحية راس الكتف الا ان هذا يرى قبل ان يكشف ايضا عن مواضع الإبط والثانى مما تراه بعد هذا اعصاب صغار عددها فى اكثر الامر ثلثة وربما كانت فى الندرة اثنتين تصير الى الموضع المقعر الغاير من عظم الكتف ثم الثالث مما تراه بعد هذا الاختلاط والالتحام عصبة اخرى فى عمق مفصل الكتف وهى التى تمر تحت عظم الكتف وتصير الى الموضع الخارج قال حنين وجدنا فى النسخة اليونانية — انه ينبغى ان يكون شعبة وطريق هذه ايضا فى الموضع الغاير العميق من عظم الكتف وجزء منها يسير يذهب الى العضلة التى منشاها من الضلع الاخفض من اضلاع عظم الكتف وهى عضلة ايضا تحرك مفصل الكتف ثم ترى من بعد هذه خمسة اعصاب تاتى العضد ثلثة منها كبار يضام بعضها بعضا والرابع منها صغير وهذه العصبة اقرب الى ظاهر البدن من تلك الاعصابالٔاخر ثم العصبة العظيمة الخامسة تمر فى العمق وقد وصفت كيف تنقسم هذه الاعصاب فى جملة اليد فى المقالة الثالثة من هذا الكتاب وهى المقالة التى اخبرت فيها عن العصبة الصغيرة التى بين الاضلاع فى اى جزء تركب على العضد وكيف تنقسم فى جلدته وانما يتهيا لك ان ترى هذه الاشياء كلها روية بينة اذا انت كشفت على ما وصفت لك تلك المواضع التى ذكرتها لك قبل وانا مقبل على ذكر ازواج العصب النابت من النخاع جاعل مبداء امرى فيها على ان هذه المواضع قد كشفت وفرغ منها وآتيت ذكر واحد واحد منها منذ اول الامر ولا اعتد بما قلته ههنا مما اردت به جميع الكلام فى العصب الذى ياتى عظم الكتف والعاتق والعضد وأجمله جملة وههنا شى نحتاج الى ذكره قبل الكلام فى هذه الازواج العصب ضرورة وهو أنا نجد دايما هذه المواضع التى ذكرناها ياتيها اعصاب واما اختلاط الازواج الذى يخالط به بعضها بعضا من بعد منشاها فلسنا نجده على مثال واحد بعينه فى جميع الحيوانات وان كان الامر كذلك فنحن نذكر من اتحادات ازواج العصب واختلاطاتها ما كان يوجد ويرى مرارا كثيرة فقط وندع ذكر ما هو منها لا يرى الا فى الندرة اذ كان علمنا ومعرفتنا بما هذه حاله من الاتحادات والاختلاطات على غاية الاستقصاء ليس فيه كثير منفعة لنا فيما نحتاج اليه من اعمال الطب من ذلك ان الذى كنت ذكرته قبل فى المقالة الثالثة من الاصابع الصغار بسبب الرجل الذى كان أصابه فيها من اصابع يده خدر وعسر حس ليس فيه شى يضطرنا الى الاستقصاء وبلوغ المعرفة اليقينة من امر العصبة التى تنقسم فى تلك الاصابع التى كانت أصابتها العلة هل هى من الزوج الثامن ام من الزوج التاسع اذ كان علاج مثل هذه العلة ومداواتها يتم ويبلغ ما نريد من غير ان نستقصى هذا الاستقصاء الشديد لان الٔادوية التى توضع على الموضع تحتوى على الفقارتين جميعا واذ كان ذلك كذلك فقد كنا نكتفى بان نعلم يقينا ان العصبة التى بها العلة هى جزء من احد هاذين الزوجين فاما ان تعلم بجزء من ايهما هى فليس فى ذلك درك فيما تحتاج اليه من مداواة العلة ذكر الزوج السادس من ازواج العصب النابت من النخاع الزوج السادس من ازواج العصب النابت من النخاع منشاه من بعد الفقارة الخامسة وهو اغلط كثيرا من جميع الازواج التى موضعها فوق موضعه ومن هذا الزوج فى كل واحد من الجانبين اليمين والشمال عصبة واحدة فكل شى تراه فى احد الشقين فاعلم يقينا انك ترى ذلك بعينه متى انتقلت الى الشق الاخر ولذلك أجعل انا كلامى ههنا فى واحدة من العصبتين واول ما أبتدى به من ذلك هذا اقول ان العصبة التى منشاها من بعد الفقارة الخامسة تقبل من ساعتها العصبة التى هى اعلى موضعا منها وهى التى ذكرتها قبل وعند اتحادهما واتصالهما منشاء الجزء الاعلى من العصبة التى تاتى الحجاب فاما العصبة التى تكون من اتحاد العصبتين اللتين ذكرناهما فإنها تنقسم على المكان الى ثلثة اجزاء والجزء الاعلى من اجزايها تراه يصير الى اجزاء عظم الكتف التى عند راس الكتف ودع البحث عن تقسيم هذا الجزء كيف ينقسم حتى نبحث عنه فيما بعد والجزء الثانى من اجزاء هذه العصبة تراه ياتى الموضع المقعر الغاير من عظم الكتف ودع البحث عن هذا حتى تبحث عنه بعد قليل كيف ينقسم واما الجزء الثالث منها وهو اخفضها كلها فان له شعبة تاخذ الى ناحية الحجاب أصغر من الشعبة الاولى وهذه الشعبة تتحد وتتصل بالشعبة التى ذكرتها قبل ومن بعد هذه الشعبة يتحد ويتصل بجزء واحد من الشعبة التى بعد الفقارة السادسة وانا اذكر لك امر هذه العصبة بعد قليل فى الموضع الذى اقتص فيه امر الزوج السابع واما ههنا فالكلام انما هو بعد فى الزوج السادس ومن هذا الزوج على ما وصفت يرتقى عصبة واحدة الى طرف عظم الكتف ثم عصبة اخرى الى الموضع الغاير المقعر من عظم الكتف فاتبع انت ايضا اولا العصبة الاولى التى ذكرناها بعد ان تقلع من حولها جميع ما يتصل بها حتى اذا رايتها قد اخذت فى التغلغل والدخول فى عمق الاجسام الموضوعة تحت راس الكتف واقطع العضلة الشبيهة بالدال اليونانية وهى هذه التى يتولد منها معظم لحم الكتف وافصلها من موضع التحامها بالعضد ثم مدها الى فوق كيلا يمنعك من النظر الى العصبة التى كلامنا فيها فانك اذا فعلت ذلك وجدت رباط يربط عنق عظم الكتف الى طرف الحاجز الذى فى وسطه اعنى الطرف الذى يصعد الى راس الكتف وذلك انه لما كان لكل واحد من هذين العظمين اللذين ذكرناهما شبيه بأصل واحد مشترك صارت تحدث هناك زاوية على نحو هذا المثال الذى أرسمه لك اسفل مع ان نقطة آ الموضع الذى منه يبتدى اول كون زايدتى عظم الكتف وأن احدى الزايدتين وهى عنق عظم الكتف فى مثال خط آج وأن طرف الحاجز الذى فى وسط عظم الكتف وهو الذى يقال له العين فى مثال خط آب وافهم عنى ان نقطة بۤ هى راس الكتف نفسه فقد يجب انكان الامر على هذا أن يكون فيما بين خطى بآ آج زاوية عند نقطة آ فالعصبة التى كلامنا فيها تنفذ وتمر وتخرج من هذه الزاوية وكيما لا تنجذب فى بعض الاوقات الى فوق عند خط آب ولا الى قدام جعل هناك رباط ياتى من خط آب ويصير الى خط آج رقيق من جنس الٔاعشية الا انه مع رقته قوى وهذا الرباط يحصر هذه العصبة ويحويها فى موضع ملتقى خطى ﺏآ آج ولا يدعها أن ينفذ ويخرج ويزول عن الموضع الذى ينبغى ان يكون فيه وهذا الرباط ان انت قطعته رايت ان هذه العصبة تصير رخوة حتى تنظر الى شعبها التى تنقسم فى العضل الموضوع على عظم الكتف وفى وسطه الحاجز الذى فى وسط عظم الكتف وهو العضل الذى اعلمتك من امره انه يمد راس العضد الى فوق مع تمييل منه له الى الجانبين يسير فهذا العضل يصل اليه الحس والحركة من هذه العصبة واما العصبة الاخرى التى قلت انها تاتى الموضع الغاير العميق من عظم الكتف فاتبعها ايضا على ذلك النحو بعد ان تكشط وتقلع عنها كل ما حولها مما يمنع من النظر اليها غشاء كان ذلك او بالجملة جسم ما قريب منها وانت ترى هذه العصبة اذا مرت يتشعب منها ثلث شعب الى الموضع العميق الغاير من عظم الكتف وتجدها فى الندرة انما تتشعب منها شعبتين ثم يرتقى الجزء الذى يبقى منها مصعدا الى مفصل الكتف أسفل من عنق عظم الكتف فيصير لعنق الكتف من كل واحد من الجانبين عصبة واحدة أما من فوق فالعصبة التى ذكرناها قبل المتقسمة فى العضل المرتفع من عضل مفصل الكتف وأما من اسفل فهذه العصبة التى كلامنا فيها وجزء من هذه العصبة يتفرق وينبث فى العضل الذى يرتقى من الضلع المنخفض من اضلاع عظم الكتف الى الكتف وأما جل هذه العصبة فيرتقى الى العضلة الشبيهة بالدال فى حروف هجاء اليونانيين وهو هذا ∆ وممره تحت عنق عظم الكتف مما يلى الموضع الخارج من مواضع المفصل حيث يتصل ويلتحم بالعضلة الشبيهة بالدال وجزء منه تراه ينقسم ايضا فى العضلة القريبة واما جميع ما يبقى منه فيخرج الى الجلد وينقسم فى الموضع الخارج المرتفع من العضد مما يلى ظاهر البدن وأحضر ذكرك الآن ان العصبة التى بعد الفقارة الخامسة عند ما انضمت اليها العصبة التى تاتيها من العصب الذى بعد الفقارة الرابعة انقسمت الى ثلثة اجزاء قد مر بمسامعك تقسم حزوين منها ثم يقال بعد ذلك فى الجزء الباقى منها وهو الثالث الذى قلت انه يختلط بواحد من جزوى الشعبة التى بعد الفقارة السادسة وستسمع فيما استانف من القول كيف تصير هذه العصبة الى الموضع الاول من العضد بعد ان تسمع منى فى ذلك قبل القول الذى اقوله بعد ان القسمة التى قلت ان العصبة تنقسم بها الى ثلثة اجزاء بعد اتحاد الزوجين اللذين ذكرناهما اعنى الزوج الخامس والسادس ليس تجدها تكون ابدا على هذا من الحال وذلك انها ربما انقسمت فى بعض الاوقات الى جزءين وانا مخبرك فيما بعد بما يكون من تقسم هذه الازواج وساير الازواجالٔاخر وما يكون من اختلاطها وأذكر من ذلك ما يكون على اكثر الامر فأقبل بنا الآن على تشريح الزوج السابع على ان هذه الاشياء تكون على هذه الصفة ذكر الزوج السابع من ازواج العصب النابت من النخاع قد كنا قلنا ان الجزء الثالث من عصبة الزوج السادس يتصل ويتحد بواحد من جزوى عصبة الزوج السابع وذلك مما يدل على ان هذا الزوج يصير مضاعف بعد منشاه على المكان فاجعل الآن هذا مبداك فى النظر الى عصب الزوج السابع وذلك ان كل واحد من جزوى هذا الزوج اذا صعد وطلع انقسم الى جزءين وجزء واحد منه وهو ارفع الجزءين يتصل ويتحد بالجزء المنخفض من العصبة التى بعد الفقارة الخامسة على ما وصفت قبل وعلى المكان عند الاتحاد والاتصال ينشعب منه شعبة صغيرة تصير الى شى بعد شى من العضل القريب جدا وابحث عن هذه الشعبة وأصلها بعد ما تتبع اولا العصبة العظيمة اذا صارت الى العضد وليس تجى هذه العصبة الى العضد وهى بسيطة مفردة بعد ولا غير منقسمة ولكنها على المكان من بعد الشعبة الصغيرة التى ذكرتها قبل تنقسم فيذهب الجزء الواحد منها وهو العظيم الى راس العضلة التى فى مقدم العضد والجزء الاخر ينقسم باثنين فجزء واحد منه وهو ارفع الجزءين يركب على العضد اسفل من العصبة التى ذكرتها قبل وقلت انها تاتى مبداء العضلة التى فى المقدم واما الجزء الاخفض فانه بتصل ويتحد بجزء من عصبة الزوج التابع لهذا ثم إنه من بعد الاتحاد والاتصال ايضا ينقسم الى عصبتين غير متساويتين فى الغلظ وتصير العصبتين كلتيهما الى العضد والواحدة منهما وهى الارفع هى ادق والاخرى وهى الاخفض هى اغلظ كثير فيصير مبلغ جملة الاعصاب التى تمر فى الإبط وتاتى العضد ما حصل منها الى هذا الموضع من كلامنا هذا فقط اربعة اعصاب ويختلط بعضها ببعض كما تختلط الاعصاب التى فى العنق غير ان هذه تختلط بعضها ببعض اختلاط اكثر تفننا واشد أشتاتا من اختلاط تلك الاعصابالٔاخر وذلك لان الاعصاب النابتة من هذه الفقارات تمضى الى مواضع بعيدة وهى مع هذا متعلقة لا مستقر لها ولا ثبات لها فلها فى اتصالها والتحامها واتحادها بعض ببعض قوة يكسبها بذلك كل واحد منها على حدته وجملتها معا من ذلك ان الزوجين اللذين ذكرناهما قبل اعنى الزوج السادس والزوج السابع تجدهما عيانا يختلطان ليس على هذا الوجه فقط بل على وجوه أخر وذلك انى قد قلت قبل هذا بقليل انى رايت الزوج السادس اذا انضم اليه الزوج الذى قبله انقسم الى ثلثة اجزاء مرارا ليست باليسيرة وقد رايته مرة فى الجنين ينقسم الى جزءين وواحد من جزويه وهو المرتفع منهما ينقسم ايضا الى اثنين وواحد من هذين الاثنين وهو ارفعهما يصعد الى الموضع الذى قدمنا ذكره فى الرسم والمثال المتقدم حيث قلت ان هناك أصل عنق عظم الكتف فاما الجزء الاخر فانى رايته يتحد ويتصل بالنصف من الزوج السابع بعد ما ينشق بنصفين وكذلك ايضا النصف الاخر من القسمة الاولى يتحد ويتصل بالجزء الاخر من الزوج السابع وقبل اتحاده واتصاله يتشعب منه الشعب الثلاث التى تاتى الموضع المقعر الغاير من عظم الكتف وقد راينا هذا ايضا مرارا شتى ينشق وينبث على المكان فى اول الامر بعد القسمة الاولى وقد رايناه مرارا كثيرة بعد قليل ومرة راينا انه تنبت عصبة واحدة وتنقسم بثلثة ومرة انه تنبت عصبتين وتنقسم احداهما باثنين ومرارا يسيرة على ما وصفت راينا عصبتين صغرتين تضامان الموضع المقعر الغاير من عظم الكتف وتتصلان به الا ان هذه الشعب على كل حال رايناها فى جميع القرود نابتة من العصب الممتد الى البعد وترى ايضا هناك العصبة التى تنحدر من الزوج السادس من بعد ما يخالط الزوج السابع وتنبث ذاهبة الى راس الكتف وانما تقف على ذلك منها فى استقصاء جل ليف الاعصاب المتحدة المتصلة بعض ببعض ومن بعد ان يتصلان ويتحدان ايضا جزوى الزوج السادس بجزوى الزوج السابع على ما وصفنا قبل يظهر للبصر فى جميع القرود شعبة عصب تصير الى معظم لحم الكتف فتكون هذه الشعبة ايضا أن يوجد منها من الزوج السادس ما يفضل على ما فيها من السابع وإما أن يوجد فيها من الزوجين كليهما مقدار سواء اعنى من الزوج السادس والزوج السابع وذلك ان الذى يصير بعد اتحاد جزوى الزوج السادس والزوج السابع واتصالها عصبتين وواحدة من هاتين العصبتين وهى ارفعهما تنقسم الى جزءين وواحد من جزءيها يسلك الطريق الذى سلكته العصبة منذ اول الامر مار بالموضع الغاير العميق من عظم الكتف حتى يصير الى راس الكتف على ما وصفت قبل ويجوز اسفل من عنق عظم الكتف الموضع الخارج من المفصل واما الجزء الاخر من هذه العصبة الذى هو ارفع فانه يتحد ويتصل بالزوج الذى بعد الفقارة السابعة على ما سنصف لك بعد قليل واما الآن فانى اصير بالقول الى العصبة الاخرى التى بقيت من العصبتين اللتين قلت انهما صارتا من الزوجين جميعا اللذين اتحدا واتصلا واحد بالاخر اعنى الزوج السادس والزوج السابع فاقول ان هذه العصبة تنشعب منها على المكان شعبة تاتى العضلتين اللتين ترتقيان من القس الى مفصل الكتف ثم إنها من هذا الموضع تمر وتتصل وتتحد فى ممرها بشعبة منها تذهب عرضا بعصبة اخرى من الزوج الذى بعد هذا ونحن ذاكرون امر هذا الزوج بعد قليل ومن بعد ما تنشعب منها هذه الشعبة تمر وتتصل بالعضد الى جانب العرق الذى ياتيه مار بالإبط واما العصبة التى قلت انها تخالط الزوج الذى بعد الفقارة السابعة وهى العصبة لتى وعدت بذكرها بعد قليل فانها على المكان فى الاتصال والاتحاد تنشعب منها شعبة صغيرة تاخذ الى ناحية اسفل وتنقسم فى العضلة الكبيرة التى خلف الإبط ثم انها بعد ذلك تمر مستقيم فتاتى العضد اسفل قليلا من الشعبة التى ذكرناها وفى بعض الاوقات تكون هذه الشعبة التى تاتى العضلة الكبيرة لها جزء يتحد ويتصل بها من منشاء العصب الذى بعد الفقارة الثامنة ذكر الزوج الثامن من ازواج العصب النابت من النخاع منشاء الزوج الثامن من ازواج العصب النابت من النخاع من بعد الفقارة السابعة ويتحد ويتصل به على المكان بعد منشاه الاول الزوج الذى يتلوه حتى تظن اذا رايت ذلك ان الذى فى هذا الموضع أصل واحد متى لم تكشف حسنا عن مناشى هذه الاعصاب ما يحويها من الاجسام وفى هذا الموضع ايضا الشريان الذى ياتى اليد وعلى مثال االشريان ايضا العرق الذى ياتيها والفروع التى تتفرع منهما بمنزلة الاغصان من الشجر بعضها ما يتفرع منها فى الإبط نفسه واذ كان الامر كذلك فينبغى لك ان تتثبت حسنا وتقلع جميع ما يحويها كيما لا ينشق شى من هذه العروق والشريانات ويملا ذلك الموضع دم وقد كنت قلت لك قبل ان الدم ينشق عليك فى تشريح ابدان القرود ولو كنت قد تقدمت فخنقت القرد من العشى واخذت فى تشريحه بالغداة فهذه الاعصاب ساعة تطلع تتحد وتتصل وهذا هو اعظم ألاسباب فيما يسبق الظن الى ان الذى ينشو من بعد الفقارة السابعة انما هو عصبة واحدة عظيمة من غير ان ينضم اليها عصبة اخرى وليس الامر كذلك لان هناك عصبة واحدة نشوها ظاهر ومنشاها من الموضع الاول من المواضع التى فيما بين الاضلاع وهذه العصبة تتصل وتتحد بتلك عند منشاها والعصبة التى اتحدت من هاتين العصبتين كلتيهما اذا مرت الى قدامها قليل انقسمت من الزوج السادس حتى أنى مرارا كثيرة لما تفرست وتثبت فى النظر ظننت ان العصبة التى هى ثالثة فى موضعها من الاعصاب التى قلت انها تاتى العضد كلها محاذية للعصبة التى منشاها من بعد الفقارة الثامنة كما ان العصبة الاخرى محاذية للعصبة التى منشاها من بعد الفقارة السابعة والعصبة التى وضعها ثالث من وضع الاعصاب التى تركب على العضد هى اغلظ بدنا من جميع ذلك العصب جدا وبعد هذه فى الغلظ العصبة التى هى آخرها ثم الصعبة الثانية من الاثنين الاولتين وههنا اقل من هذه كلها عصبة خامسة وهى العصبة التى مجيها فيما بين العصبة الثالثة والعصبة الرابعة مما يلى ظاهر البدن وأنا جاعل كلامى فيما أخبر عنه من امر هذه كلاما عاما شاملا لجميعها اذ كانت هذه الازواج لم تزل تراها دايما تتصل وتتحد من ساعتها بعد منشاها الاول ثم ينقسم بعد ذلك الاتصال والاتحاد الزوج الذى هو ارفع منها وتاتى العضد عصبتين عظيمتين تمران على استقامة بحذاء هذه الازواج احداهما العصبة التى قلت انها ثالثة من المرتبة والوضع وتنقسم فى العضل الخارج من جميع العضد والعصبة الاخرى وهى التى بعد هذه تاتى الراس الداخل من العضد وقد رايت ايضا هذه الاعصاب التى ذكرتها ان العصبة التى تاتى منها الراس الداخل من العضد كانها على استقامة بحذاء العصبة التى منشاها من بعد الفقارة السابعة ومرارا كثيرة تكون على استقامة بحذاء العصبة التى منشاها من بعد الفقارة الثامنة وفى بعض الاوقات يكون لها من العصبتين كلتيهما حصة سواء وقد علم مما قلته فى هذه العصبة ان العصبة الاخرى التى هى ارفع من هذه ظننت بها فى بعض الاوقات ان جملتها واكثرها من الزوج الثامن وفى بعض الاوقات من الزوج التاسع وفى وقت اخر منهما جميعا وكما ان واحدة من هاتين العصبتين وهى اخفضهما تاتى الراس الداخل من العضد كذلك العصبة التى ارفع العصبتين تمر نحو راسه الذى الى خارج وتلتف على عظم العضد كما يدور من الاجزاء الخلف فى الموضع الذى منه منشاء جل العضلة التى هى اصغر عضله الذى من قدام وفى مجى هذه العصبة الى العضد يتشعب منها شعبة بعد المخالطة على المكان تصير الى العضلة الكبيرة التى تاتى العضد من مقدم الصدر مارة على الإبط من داخل وأنا راجع الى كلامى فاعود فى ذكر هذين الزوجين كليهما اللذين كلامنا فيهما لما فى ذلك من الإيضاح والشرح فاقول ان الزوجين الاخرين من الازواج التى تاتى اليدين من النخاع يتصلان ويتحدان على المكان عند مخرجهما الاول ثم إنهما ينقسمان ايضا الى عصبتين كل واحدة منهما يتصل ويتحد بالعصب الذى من الزوج السابع ومما لا خفاء به ان هذا الزوج الذى من بعد الفقارة السادسة ومرارا كثيرة يتصل ويتحد بالزوج الذى من بعد الفقارة السابعة جزء ايضا من الزوج الذى من بعد الفقارة الخامسة ولان الاتصال والاتحاد يكون بضروب مختلفة وليس يوجد فى جميع القرود على شى واحد دايما قد رايت ان استقصاء هذا الاتصال وهذا الاتحاد ما امكن منه ما هو نافع والشى النافع من هذا هو ان تعلم من اى زوج منشاء كل واحدة من العصب الذى يمتد الى عظم الكتف والعضد وينبغى لنا ان نذكر اولا مبلغ عدد هذه الاعصاب ومراتبها فى الموضع ثم نعمل على حسب ذلك فيما نقضى به على ما يظهر منها للبصر دايما وما يظهر على اكثر الامر فاقول ان الذى يظهر للبصر دايما مراتب هذه الاعصاب فى وضعها فالاول منها كلها عصبة معتدلة فى مقدار عظمها تاتى الموضع المرتفع من عظم الكتف والثانى بعد هذه ثلثة اعصاب صغار تاتى الموضع الغاير المقعر من عظم الكتف والثالث بعد هذه عصبة اخرى تاتى معظم لحم الكتف ومن بعد مجى هذه العصبة ياتى اربع عصبات تنقسم فى عضل اليد كلها ومع هذه عصبة اخرى خامسة صغيرة تنقسم من اتصال زوجين آخرين وليف هذه العصبة كانه على الاستقامة محاذى خاصة للعصبة التى منشاها من بعد الفقارة الثامنة وليس من هذه العصبة جزء أصلا ينقسم فى عضلة وكذلك الامر فى العصبة التى منشاها من الموضع الثانى من المواضع التى بين الاضلاع فاما تلك الاربعة الاعصابالٔاخر فانها تنقسم فى عضل اليد كلها علبى ما وصفنا فى المقالة الثالثة من مقالات هذا الكتاب فهذا الذى وصفته لك من مجى هذه الاعصاب التى ذكرتها رايته فى جميع القرود على هذا النظام وهذا الترتيب الذى ذكرته الا انى لم ار كل واحد منها دايما يجى من زوج واحد بعينه من ازواج العصب النابت من النخاع من ذلك ان اول شى يجى منها عصبة منشاها من موضع اتحاد الزوج الخامس بالزوج السادس واكثر ما رايت ليف هذه العصبة يجى بحذاء الزوج الخامس وقد ظننت فى بعض الاوقات انه ياتيها جزء يسير من الزوج السادس ايضا وقد ظننت ايضا فى بعض الاوقات بالزوج الخامس من بعد اتحاده واتصاله بالزوج السادس انه يفارقه مرة ثانية بالعصبة التى ذكرتها قبل وبواحدة من العصبتين اللتين تاتيان الحجاب بأن ينحل الزوج الخامس ويتنقض عن اتحاده فتصير منه هاتين العصبتين وطننت به مرة اخرى انه يعطى الزوج السادس شى ومرة اخرى انه ياخذ منه شى وربما كان لا يعطى ولا ياخذ لكن يتصل ويتحد به اتصالا واتحادا فقط ومن هذا الاختلاط اذا وقع على هذا يرتقى العصبة الاولى الى الموضع العالى من عظم الكتف واما شعب الاعصاب التى تاتى الموضع الغاير العميق من عظم الكتف فلم ازل اظن بها دايما انها كانها جزء من الزوج السادس وانها ليس تاخذ فى وقت من الاوقات شى من الزوج السابع ولكن ظننت انها اخذت من الزوج الخامس شى يسير فى اتحاد الليف واتصاله والعصبة ايضا التى تاتى بعد هذه وتاتى معظم لحم الكتف ترى اكثرها وجلها من الزوج السادس كما ان العصبة الاولى التى تجى الى العضد هى عصبة فى اكثر الامر مشتركة من الزوجين كليهما عامة اعنى الزوج السابع والزوج الثامن وان العصبة الثانية التى بعد هذه اكثرها وجلها من الزوج الثامن فاما العصبتين الباقيتين فاكثرهما وجلهما من الزوجين الباقيين فعلى الامر الاكثر انما رايت هذه الاعصاب على هذه الصفة التى وصفتها وقد رايتها مرة اخرى فى الندرة ليست على هذه الصفة وليس للاستقصاء والمبالغة فى مثل هذا كثير منفعة وقد وصفت كيف تجى الاعصاب التى تاتى العضد فيما تقدم من القول فى المقالة الثالثة من مقالات هذا الكتاب فاما العضلة الكبيرة من عضل القس فتاتيها عصبتين صغيرتين وواحدة منهما محاذية للزوج السابع على استقامة والاخرى محاذية للزوج الثامن لا من بعد شى كثير من المنشاء والمنشعب ثم إنهما اذا اتحدا واتصلا تقسما فى تلك العضلة وجزء منهما ينفذ ويخرج الى العضلة التى فى القس اعنى العضلة المرتفعة والى العضلة الخاصية بالضلع الاول من اضلاع الصدر التى منشاها من الترقوة وقد ظننت بها ان العصب يايتها من الزوج السابع وذاك ان اتحاد الازواج واختلاطها يخفى ويغمض امرها فلا يمكن الاستقصاء فى تعرف استقامتها وفوق هذه الاعصاب عصبة اخرى بالقرب من أصل الزوج السادس تاتى العضلة الكبيرة من عضل الصدر التى تتصل بعظم الكتف وتضامه ومن عادتى ان اسمى هذه العضلة مرارا كثيرة المشتركة لعظم الكتف والصدر وكل واحدة ايضا من عصبتى الحجاب اعنى العصبة اليمنى والعصبة اليسرى تراها فى اكثر الامر تكون فى بدن القرد من أصلين وراسين احدهما يكون من الزوج السادس على اكثر الامر فى الموضع خاصة الذى فيه أصل العصبة الاولى من الاعصاب التى تمتد الى عظم الكتف وقد قلنا قبل ان هذه العصبة محاذية للزوج الخامس واما الراس والاصل الاخر وهو اقل من هذا واصغر فمنشاه من العصبة الثانية التى ههنا التى منشاها من الزوج السادس وهذا الراس هو جزء من اجزاء الاعصاب التى تاتى الحجاب والراس الثانى اقل واصغر من الراس الاول على ما قلنا وربما رايت راس اخر ثالث منشاه من العصبة التى بعد تلك الاعصاب فى ابدان الحيوانات التى قدمنا ذكرها واما فى بدن الحيواناتالٔاخر من الذوات الاربع فانك ترى فى اكثر الامر اعصاب الحجاب ثلثة أصول وروس وقد قلنا ايضا انه يتصل بالعضلة العظيمة التى منها يكون لحم الإبط من خلف من هذا الموضع عصبة خاصة واذا انت تفرست وتثبت فى النظر رايت ان هذه العصبة فى بعض الاوقات تنشو من ليف الزوج الثامن وهذه العصبة هى فى اخر جميع العصب الذى يتصل بهذه العضلة بعد اعصاب كثيرة تصير اليها عند مجيها من اسفل الى فوق ولذلك قد رايت ان اذكركم راس العصب الذى ياتى كل واحدة من العضل فى كتاب غير هذا بعد ان أستتم هذا الكتاب الذى انا فيه واذكر ايضا فى ذلك الكتاب تقسم العصب فى جميع الاعضاء واما فى هذا الكتاب فقد ابلغت القول فيما ذكرته قبل ذكرا مطلقا على غير تحديد فليكن حاضرا لذكرك ما قلته لك فى الشعبة الاولى والثانية من هذه الازواج من ان الشعبة الاولى ترتقى مصعدة الى العضل الذى يحتوى على الحاجز الذى فى وسط عظم الكتف وان الشعبة الثانية تنقسم فى الموضع الغاير العميق من عظم الكتف وان الشعبة الثالثة تاتى العضلة التى عند معطم لحم الكتف وقد رايت فى بعض الاوقات جزء من هذه العصبة يقع على العضلة المرتفعة التى تبسط مفصل المرفق وقلت ايضا ان طرفها يخرج الى الجلد فإنه ينقسم فى الموضع الخارج من العضد ذكر ساير الازواج من ازواج العصب النابت من النخاع من بعد الفقارات السبع التى ذكرناها قبل يتصل بها اثنا عشر فقارة موضعها خلف الصدر ومنشاء العصب من النخاع ومخرجه يكون فى العنق من أثقاب ومنافذ مشتركة فيما بين كل فقرتين تلتقيان وتضامان وهذه الفقارات كلها ما خلا الفقرتين الاولتين متساوية فى الإعانة على كون الثقب والمنافذ المشتركة فيما بين جمع تلك الاجزاء واما الفقارات التى من خلف الصدر فالفقارة السفلية تراها اقل حفرا ولا يزال يمضى أمر هذه الفقارات على هذا ويزيد الامر فيه اولا فاولا تزييدا يبلغ به الى ان يكاد العصبة تجوز وتنفذ فى فقارة واحدة وهى ارفع الفقارتين واما فى القطن وهو موضع الخمس الفقارات التى بعد فقار الصدر فالعصبة كلها تطلع بالحقيقة من الفقارة التى هى ارفع ولا سيما فى الفقارات الٔاواخر منه والاعصاب الخارجة مما بين الفقارات لها اشياء مشتركة تعمها وتشملها كلها واشياء تخص كل واحدة منها اما الاشياء المشتركة العامية فمنها ان من بعد خروج كل واحدة من هذه الاعصاب من الفقار على المكان يذهب جزء منها الى الموضع الخلف على ما وصفنا من امر الاعصاب التى تخرج من العنق والجزء الاخر يصير الى الموضع القدام ومنها ايضا ان جميع الاجزاء التى تصير الى خلف تقع فى عضل عظم الصلب وفى العضلاتالٔاخر التى لها روس ومناشى من عظم الصلب وهذه العضلات التى من خلف الصدر هى عضلتى عظم الكتف والعضلة الثالثة من العضل المرتفعة من عضل الصدر وهى عضلة غشايبة والامر فى ان وضع جميع هذه فى كل واحد من الجانبين اعنى اليمين والشمال يجرى على مثال واحد بين معلوم ومنها ان الاعصاب التى تاتى المقدم من النخاع الذى فى الفقارات التى من خلف الصدر كلها تمر فى المواضع التى فيما بين اضلاع الصدر وهى فى ممرها بالقرب من الاضلاع التى هى ارفع ولا سيما عند منشاها وأنا أصف لك مع هذه الاشياء العامية ما يخص كل واحد منها من شى بعد شى بعد ان افصل واميز اولا أصناف هذه الاشياء الخاصية وفصولها فان من هذه الاشياء اشياء بالحقيقة خاصية وهى الاشياء التى انما هى لواحد واحد منها على الانفراد أيها كان ومنها اشياء خاصية لثلثة او لاربعة او لمقدار من الٔاعداد فأنا واصف لك اولا الاشياء الخاصية لواحد واحد على الانفراد فقد فاقول ان العصبة الاولى من جميعها التى قد ذكرتها فى القول المتقدم منشاها ومطلعها من ثقب ومنفذ مشترك عام فيما بين الفقارة الثامنة والتاسعة وتماس الضلع الاول ثم إنها من ساعتها تميل الى ناحية فوق وتمر وحدها الى العلو حتى تجوز عظم الضلع الاول فاذا هى صارت الى هذا الموضع خرجت الى المواضع الخارجة الى ناحية الإبط واتصلت واتحدت بالتى قبلها وقد وصفت قبل بقليل كيف تمران هاتين فى الإبط الى العضد وتنقسمان فى اجزاء اليد فهذا امر يخص هذه العصبة وهى منفردة به واما العصبة الاخرى فانها تخرج من الموضع الثانى من المواضع التى فيما بين الاضلاع وتصير الى العضد وقد اخبرتك بالحال فى هذه العصبة ايضا قبل واما الاعصاب التى من المواضع التى فيما بين الاضلاع التى من بعد هذا فالعصبة التى من الموضع الثالث من المواضع التى فيما بين الاضلاع تنقسم فى الاجسام التى مما يلى ظاهر البدن من الإبط والعصب الذى من الموضع الرابع والخامس والسادس والسابع كله ينقسم فى العضلة الرقيقة التى تصير فى الإبط وتصعد الى مفصل الكتف واجزاهالٔاخر تخرج الى الجلد الموضوع حولها وقد قلت فى هذه العضلة ان اصحاب التشريح اغفلوها وتركوها لانها تسلخ مع الجلد وعلى نظام هذا العصب الذى ذكرناه ومن طبقته العصب الذى يمر فى الموضع الذى بين الاضلاع ويطلع من الصدر وهذا العصب عند ضلوع الخلف يصير الى العضلة التى تصعد الى مفصل الكتف وهذه العضلة اعظم من جميع العضل الذى يحرك هذا المفصل وهى تغطى جميع المواضع التى من خلف ومن خارج من مواضع الإبط وقد قلت انه ينشو ويصير الى هذه العضلة جزء من العصب الذى ياتى اليد مع عرق وشريان ومن الاعصاب طبقة اخرى ثانية وهى الاعصاب التى تنفذ وتخرج من المواضع التى فيما بين الاضلاع ومطلعها بالقرب من موضع الوسط من كل واحد من الاضلاع وتنقسم فى العضل الموضوع على الصدر واطرافها اذا جاوزت العضل قتنبث فى الجلد المحيط بالعضل فما كان من الاضلاع موصولا بالقس فالاعصاب التى فيما بينها تمر فى جميع المواضع التى فيما بين الضلعين وتجوزها حتى تصير الى القس مع العروق والشريانات التى تلقاها وتماسها ثم تخرج الى القس من خارج الصدر وتتصل وتتحد باطراف الاعصاب التى من الطبقة الثانية التى قلنا انها تنقسم نفى العضل الموضوع على الصدر واطرافها اذا جاوزت العضل فتنبث فى الجلد المحيط بالعضل فاما الاعصاب التى فى الاضلاع التى تحت هذه فاطرافها تنقسم فى العضلة التى هى اعظم ساير الاربع العضلات التى على البطن وهى العضلة الموضوعة خارج من جميع هذا العضل واصغر جميع الاعصاب التى فى المواضع التى فيما بين الاضلاع العصبة التى هى اولها كلها وذلك لان الموضع الاول نفسه من المواضع التى فيما بين الاضلاع هو اصغر ساير تلك المواضع ومع هذا فليس يخرج من هذه العصبة جزء اصلا الى الموضع الخارج ولا فى واحدة من الطبقتين فتثبت الآن واستقص النظر الى جميع مسالك الاعصاب ومجيها الى الموضع الخارج الى الصدر التى عددتها لك ههنا كيما إن قطعت فى وقت ما عظما من الاضلاع او عالجت هناك علاجا اخر من العلاجات باليد مما تحتاج فيه الى قطع عظم عرفت يقينا الموضع الذى منه يخرج العصب ثم افتح بعد تثبتك فى هذا الصدر وتثبت ونفطن فى وضع هذه الاعصاب من الموضع الذى فى جوف الصدر وانما تنظر الى ذلك بهذا الضرب من عمل التشريح اعمد الى هذا الموضع الذى ينتهى عنده من كل واحد من الاضلاع ما فيه من طبيعة العظم ويبتدى جزءه الغضروفى فاقطع فى هذا الموضع بعينه قطعا يذهب بالطول من فوق الى اسفل وأجز القطع على الاضلاع كلها على الولاء ومما هو معلوم ان القطع يقع فى الصدر قطعين فى الجانبين كليهما اعنى واحد من الجانب اليمين وواحد من الجانب الايسر والموضع الذى ينتهى عنده طرفى القطعين أمر السكين فيه عرضا من احد الطرفين الى الطرف الاخر ثم خذ بعد ذلك بحاشية هذا القطع ومد جميع القس الى ناحية الموضع الاعلى نحو عنق الحيوان مع ما يتصل به من اجزاء الاضلاع من الجانبين وان انت فعلت هذا حسنا رايت موضع الصدر فى كل واحد من الجانبين واحد وترى الاغشية التى تقسمه فى الموضع الوسط منه تحتوى على غلاف القلب وتحوى معه ايضا القلب وتنظر فى ذلك الوقت نظرا بينا الى العصبة التى فى موضع من المواضع التى فيما بين الاضلاع أن يقربها عرق وشريان وإن شيت ان تكشط ايضا الغشاء الملبس على الاضلاع من داخل وهو الغشاء المعروف بالمستبطن للاضلاع نظرت الى العرق والشريان والعصبة فى كل موضع من المواضع التى فيما بين الاضلاع وترى انها عارية مكشوفة وقد يمكنك ما تلمسه من الزايدة فى استقصاء النظر بان تقطع موضعا واحدا من المواضع التى فيما بين الاضلاع وتستبرئه على التمام من اجزاء الصدر التى قلنا انها كانت تظهر بعد القطع ثم تفرق بين جزوى الصدر فتذهب بواحد منهما الى فوق وبالاخر الى اسفل وفى بعض الاوقات تقلب الى ناحية الموضع الخلف اى الاضلاع شيت إن شيت ضلع واحد وإن شيت اكثر فانك اذا فعلت ذلك كذلك نظرت الى الاعصاب عند اصول الاضلاع تجى من فوق الى اسفل نظرا شافيا وبعض الناس يظن بهذه الاعصاب انها اجزاء من الزوج السادس من ازواج العصب الذى ياتى من الدماغ وقد ذكرنا مبداء هذه الاعصاب فى المقالة السالفة قبل هذه حيث كنا نذكر الاعصاب التى منشاها من الدماغ ووصفنا ايضا كيف تجوز الصدر وأى مشاركة بينها وبين الاعصاب التى تنفذ مارة بالمواضع التى فيما بين الاضلاع وبأى ضرب من عمل التشريح يمكنك ان تنظر اليها حسنا فاما الآن فناخذ فى المواضع التى اسفل من الصدر وينبغى أن تعلم هذا الذى اقوله وهو انه ليس كما فى فقار العنق والصدر يكون العدد فى ابدان القرود وابدان الناس عدد واحد بعينه كذلك فى فقار القطن بل القرد فى هذه الفقارات شبيه بساير الحيواناتالٔاخر التى قسمتها فى اول الامر الى ستة اجناس فان هذه الحيوانات كلها لها فى القطن سبع فقارات على مثال ما للقرد ومن خلف الصدر اثنى عشر فقرة كما للإنسان وان كان ذلك كذلك فحق للاعصاب التى منشاها من بعد الحجاب من النخاع الذى فى القطن أن تكون فى ابدان الناس اعظم مقادير وفى الحيواناتالٔاخر وفى القرود ايضا صغار وذلك ان هذه الحيوانات لما كان لها فقارتين فضل ثم يصير عدد ما فيها من مناشى الاعصاب التى تاتى الرجلين مساو لعددها فى ابدان الناس وان كان الامر على هذا فاعلم ان مشابهة القرد للإنسان فى مناشى هذه الاعصاب التى نريد ذكرها ليس تكون فى الفقرة العشرين ولا فى الفقرة الواحد والعشرين لكن فى الفقرة الاثنين والعشرين وان كان ذلك كذلك فاعلم ان الشى الذى تراه فى تشريح القرد فى الفقرة الاثنين والعشرين هو موجود فى الإنسان فى الفقرة العشرين والذى تراه فى القرد فى الفقرة الثلث والعشرين اعلم انه موجود فى الإنسان فى الفقرة الواحد والعشرين وكذلك ايضا ما تراه فى القرود فى الفقرة الاربع والشعرين افهم ان هذا بعينه فى الإنسان فى الفقرة الاثنين والعشرين والشى الذى تراه فى القرود فى الفقرة الخامسة والعشرين هو موجود فى الناس فى الفقرة الثلث والعشرين وعلى هذا المثال تجد ذلك فى الفقارة الاخرة التى بقيت من فقار عظم الصلب وهى من الإنسان الفقارة الرابعة والعشرين ومن القرود الفقارة السادسة والعشرين والامر يجرى فيهما فى الثقب والمنافذ التى فى العظم العريض على مثال واحد والعظم العريض يقال له ايضا كما قلت قبل العظم الاعظم وهو عظم العجز فانت ترى فى ابدان القرود الثلاث الفقارت التى بعد الحجاب اعنى الفقرة العشرين والفقرة الواحد والعشرين والفقرة الاثنين والعشرين فيها مناشى اعصاب ليست بكبار وهى مع هذا مقسومة باثنين فعصبة واحدة منها ترتقى الى العضل الذى على البطن اعنى الى العضلة التى فى العرض التى هى الاولة من العضل الذاخل والى العضلة الموربة الموضوعة عليها وشى منها يسير يتفرق ايضا فى الاجسام القريبة من هذه واما العصبة الاخرى فتتفرق وتنبث فى عضل عظم الصلب وفى العضل الذى يجذب الاضلاع الاواخر من اضلاع الصدر الى ناحية اسفل وفى راس العضلة الكبيرة التى ترتقى الى مفصل الكتف وتصير الى الجزء الخارج من الإبط والمتنين ايضا وهما العضل المستبطن لعظم الصلب ياخذان من هذه الاعصاب اجزاء وجميع الاعصاب التى ذكرناها تتحد بالاعصاب التى تنحدر من الدماغ وقد ذكرنا هذا الاتحاد فى الموضع الذى ذكرنا فيه تشريح تلك الاعصاب واما العصبة التى منشاها من الفقارة الاثنين والعشرين فياتى منها شى الى العصبة الناشية بعدها وتتحد وتتصل ايضا بالعصبتين الناشيتين من فوق واحدة بالاخرى على ما من عادة هذه الاعصاب أن تتحد فى جميع الفقارت كما اخبرناك قبل واما الفقارة الثالثة والعشرين فهذه الاشياء التى ذكرناها قبل كلها موجودة ومن هذه الفقارة يبتدى كون العصب الذى ياتى الرجلين وذاك ان العصبة التى منشاها من الفقارة الثالثة والعشرين ياتيها جزء صغير من العصبة التى قبلها على ما وصفنا ثم إنها تمر وتنحدر وتتصل بالعصبة التى منشاها من الفقارة الاربع والعشرين فيصير حاصل الثلاثة الاعصاب التى تاتى الرجلين إحديها تمر فى الفقار فى الموضع الخارج منها ثم ينضم اليها عصبة اخرى من العصبة التى منشاها من الفقارة الخامسة والعشرين وتصير بعد ذلك الى الثقب النافذ العظيم فى عظم العانة وهو الثقب الذى يسمى الشبيه بالباب واما العصبة الثانية من هذا العصب فإنها هى ايضا بعد ما تتصل وتتحد بعصبة اخرى من العصبة التى منشاها من الفقارة الخمس والعشرين تمر فى العضلة التى تاتى الزايدة الصغرى من زيداتى قصبة الفخد وينشعب منها شعبة الى هذه العضلة والى العضلة التى بعد الجلد فى الموضع الخلف وهذه العضلة من عضل الفخذ فى قياس العضلة التى معظم لحم الكتف من عضل الكتف فاما العصبة الثالثة وهى اشد ورابا من هذه فانها تجى اولا وهى مرتفعة فى الموضع الخارج من الفقار ثم إنها تجوز شعبة العصبة التى تنحدر الى العصبة الثانية وتركب على الفخذ عند العضلة التى فى مقدمه واما العصبة التى منشاها من الفقارة الخمس والعشرين فانه يصير منها جزء الى العصبة التى تاتى الثقب النافذ فى عظم العانة وجزء الى العصبة التى تاتى الحالب والباقى من هذه العصبة بعد ان يتحد ويتصل بالعصبة التى منشاها بعد هذه يصير الى الموضع الخارج من الرجل مما يلى العصعص واما العصبة التى منشاها من الفقارة السادسة والعشرين فانها تجوز مع العصبة الاولى التى منشاها من العظم الاعظم الى خارج وتصير الى مفصل الورك وبالقرب من العصعص تتحد وتتصل بالعصبة التى منشاها من بعد الفقارة الخامسة والعشرين ومن هذه الاعصاب يتفرع اجزاء بمنزلة الاغصان من الشجر وتصير الى العضل الذى حول مفصل الورك وجزء صغير تصير الى العصبة التى هى اول عصبة منشاها بعد ذلك وهى اعصاب صغار وهذه الاعصاب كلها تتصل وتتحد بالاعصاب التى منشاها من عظم العجز وتتفرق فى جميع الاعضاء التى عند عظم العجز وفى العضل الذى هو ارفع عضل مفصل الورك وذلك ان المثانة واعضاء التناسل وهى من المراة الٔارحام ومن الرجل القضيب والدبر وجميع ما هناك من الاغشية وعضل هذه الاعضاء التى ذكرناها والجلد المحيط بهذه من هذه الاعصاب يصير لبعضها حس فقط ويصير لبعضها حس وحركة إرادية معا فهذه الاعضاء كلها تاخذ من هذه الاعصاب التى ذكرناها حس وحركة دايما كما ان الاربعة الروس الاعصاب التى تاتى الرجلين ترى دايما اعنى الراس الذى عند الثقب المسمى الشبيه بالباب والراس الذى يمر فى الجانب والراس الذى عند العضلة التى من قدام والراس الذى خارج عن مفصل الورك وقد وصفت كيف تنقسم هذه الروس فى جميع الرجل فى المقالة الثالثة من مقالات هذا الكتاب فاما الاشتراك الاعصاب الناشية من الفقار فليس كون على مثال واحد دايما كما لا يكون اشتراك الاعصاب التى تمر فى الإبط وتصير الى اليدين على مثال واحد الا ان الاختلاف بينها فى الاشتراك يسير على ما هو هناك وليس فى معرفة هذا الاشتراك واختلافه شى من المنافع لمن يلتمس اعمال الطب ولو استقصى امره وفتش عنه غاية التفتيش كما قد بينا ذلك فى اليد ايضا واما اتصال الاعصاب الكاين فى كل واحد من اجزاء العضل لا فى هذا العضل الذى ذكرناه فقط لكن وفى العضل الذى فى جميع البدن فأنا مخبرك به فى كلام غير هذا وهو الكلام الذى اريد ان اصف فيه اى العضل له أصل واحد من العصب وايه له اكثر من اصل واحد وكذلك ايضا ساير الاعضاء التى يصل اليها عصب أنا مخبرك فى التشريح الخاص لكل واحد منها كم مقدار عظم ذلك العصب وكم مبلغ عدده وفى اى المواضع من تلك الاعضاء تقسمه قد تمت المقالة الخامسة عشر وتم بتمامها هذا الكتاب الشريف المنيف الذى هو من تصانيف فاعل العجايب مظهر الغرايب أستاذ الاطباء المتقدمين وسيد الحذاق المتاخرين الذى ما جهد فى الطب احد بعد الحكيم العظيم ابقراط مثله فى المبرزين اعنى جالينوس رحمه الله تعالى
Неизвестная страница