352

Новое в мудрости

الجديد في الحكمة

Исследователь

حميد مرعيد الكبيسي

Издатель

مطبعة جامعة بغداد

Год публикации

1403م-1982م

Место издания

بغداد

وتعلم أن جميع ما وراء ذلك خارج عنا : وجوديا كان أو عدميا | لازما للنفس أو مفارقا . وعلى هذا ، فكل ( ما هو ) في المادة فهو | محجوب عن ذاته ، لكون وجوده لغيره ، لا لنفسه . وكل ما لا يحصل | بنفسه ، لا يمكن أن يحصل له شيء ، إذ الحاصل لا يكون بالحقيقة له ، | بل يكون لما هو حاصل له ، ومتحصل به . ومن هذا يظهر أن الهيولي | الجسمية ، والصورة الحالية فيها ، وجميع المركبات والأغراض ، ليس | شيء منها بعاقل ولا حي على الاطلاق .

والعقل لما كان مجردا قائما بذاته ، وجب أن يدرك ذاته ، وأن | يكون إدراكه لذاته نفس ذاته ، لا زائدا عليها ، كما قرر في النفس ، | بدليل أن صورته المطابقة له ، لو حصلت لما من شأنه أن يدرك لكان | مدركا لها ، ولكان نفس حصولها له ، هو إدراكه لها .

فإذا قامت بذاتها ، فمن الواجب أن يكون إدراكها لذاتها ، إذ | قيامها بذاتها ، هو حصولها لذاتها ، ككل واحد من الأعراض لو قام | بذاته . وكل ما يدرك ذاته فمن شأنه أن يدرك غيره ، فإن العلم بالملزوم | يقتضي العلم بلازمه ، إذا كان ذلك اللزوم لذاته . وجميع الماهيات لها | لوازم .

ولو لم تكن إلا لوازمها العامة ، كالوجود والوحدة وغيرهما ، | فتعقل الذات وتعقل الغير متعاكسان ، فإن كل ما يعقل غيره يعقل ذاته ، | وكل ما يعقل ذاته يعقل غيره . وكل ما صح أن يكون معقولا للغير ، | فإنه إذا قام بذاته كان عاقلا لذاته معقولا لذاته .

وتلخيص بيان هذه الدعاوي ، بعد استعانته بما مر ، هو أن | كل شيء يعقل شيئا ، فله أن يعقل أنه يعقل . |

Страница 514