351

Новое в мудрости

الجديد في الحكمة

Исследователь

حميد مرعيد الكبيسي

Издатель

مطبعة جامعة بغداد

Год публикации

1403م-1982م

Место издания

بغداد

الفصل السادس

في |

بيان أن العقل يجب أن يكون حيا مدركا

لذاته ولغيره ( لوحة 348 ) ، وفي كيفية ذلك الادراك

قد تحققت أن إدراك الشيء هو نفس حصول مثاله عند المدرك لا | أمر تابع له ، فإنه لو كان غيره ، لكان إدراك الشيء غير تحصيل | ماهيته ومعناه ، وهو على خلاف ما سبق تقريره . وليس الملاحظ للشيء | وجودا له في المدرك أو عنده ثانيا ، بل نفس حصوله مرة واحدة فقط . | وإلا للزم التسلسل المحال ، فوجود المدرك لمدرك نفس إدراكيته له .

والسواد القائم بالجسم لو كان قائما بذاته ، لكان سوادا لذاته | لا لغيره ، وكذا النور القائم بالجسم ، الذي هو ظهور للجسم ، لو قام | بنفسه ، لكان نورا لنفسه ، أي ظهورا لنفسه .

وهكذا حال الصور العقلية المجردة ، فأنه لما كان حصولها لما يتعقلها | هو نفس تعقله لها ، فلو قامت بذاتها لكانت تعقلا لذاتها لا لغيرها | فكانت مدركة لذاتها .

وقد اتضح بهذا أن ما يكون وجوده لغيره ، لا يدرك ذاته ، فإن | مدرك ذاته يجب أن يكون نفس وجوده إدراكه لذاته . ولهذا لا نجد | ضروريا في إدراك مفهوم أنا إلا الحياة ، التي هي وجود الشيء عند | نفسه . |

Страница 513