ونَظَرةً تَركَت داودَ ذا حَرَق ... عَلى خَطيئَتِه باكٍ أخا كُرَبِ
أبرا إلى اللهِ مِن قَومِ فِعالُهم ... هذا وعَن ذَمّهم ما عشت لم أتُبِ
قال: وأخبرنا أخي ﵀ أن أحمد المذكور أنشدهم ولم يعزها، والظاهر - والله - أنها له:
يا سالِكي سُبُلَ العُدوانِ وَالتُهَمِ ... وَتابِعي نِعَمِ الرَحمَنِ بِالنِقَمِ
وَتارِكي سُبلَ الَمعرَوُفِ عَافِيةً ... وآخِذِي طُرَق الخذلانِ والندَمِ
أَلبَستُمُ الدينَ عارًا مِن فِعالِكُم ... ما ليسَ يَحسُنُ مِن عُربِ ولا عَجَمِ
سَمّيتُمُ الدِينَ مِن لهوٍ ومِن لَعبٍ ... دِينًا وقُربى إلى الرَحمَنِ ذِي الكَرمِ
يا مُشبهي حُمُرَ الصَحراءِ رامِحةً ... لمّا تَمَلّت مِن الخضراءِ والدّيمِ
هل كَان فِيما مَضَى مِن فِعلِ سيَدكُم ... ضَربُ القَضِيب ورفسُ الأرض بِالقَدمِ
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من جميع البدع ما ظهر منها وما بطون وأن يحيينا على سنة نبينا محمد ﷺ، وأن يميتنا على ملته وأن يوفقنا لما يحب ويرضى من القول والنية والعمل والهدى وأن يوزعنا شكر نعمه، ويزيدنا من عطائه وقسمه، إنه على كل شيء قدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
أما بعد: فقد ذكر النبيُ ﷺ في هذه الأحاديث ما فيه كفاية لمن أراد الله رشده وهداه لاتباع سنة نبيه محمد ﷺ، وقد أعلم النبيُ ﷺ: أن كل محدثة بدعة، وأن أمته ستفترق على ثلاثٍ من قبلها وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وإن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع. وقد كثر في زماننا هذا البدع فظهرت، وعمل بها خلق كثير من الناس، وزاولها طريقًا إلى الله تعالى، فمن ذلك: حضور الغناء والمزامير، والرقص، ومؤاخاة النسوان، والحضور مع
1 / 35