============================================================
المقالة الاولى ايضا في اثبات البعث للانفس التي ها بعث بالحقيقة ، ودعوتهم في دار المعاد ، ياناي و بالصدق وهو الناطق الذي جاء بالقرآن المبين ، وما يصنع بصدق لهجته، وقد نزه الله خاطره عن الكذب . فقال : ما كذب الفوآد ما رأى فإذا كان لاحد من الصفوة واللطافة والعصمة ان لا يكذب فوآده في فيضان خواطره ، فكيف يتوهم على لهجته الكذب . فقد صح بهذه المقدمات العيانية ان الرسل صلوات الله عليهم هم افضل البشر.
الفصل العاشر من المقالة الاولى : ه في ان بين الانبياء صلوات الله عليهم وان كانوا في غاية الفضل تفاوتا" قال الله تعالى ذكره: { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات} واذا كانت الخلقة جرت في العالم الجسيماني على التفاوت في كل نوع ، ثم وجدت الرسل مشاركين للاشياء الجسمانية في الخلقة، كان وجود التفاوت فيهم واجبا . ومثال ذلك ان انواع الاحجار المنعقدة قد انتهت ا الى الذهب ، وفي النبات الحبوبي الى الحنطة ، وفي الاشجار المثمرة الى النخيل ، انتهت اليه الصفوة10 بل تفاوتت اشخاصه : فان نوع الياقوت الاحمر مختلفة اشخاصه بعضها ، اصفى من بعض ، وكذلك نوع الذهب ايضا مختلفة اشخاصها ، بعضها أجود من بعض ، وكذلك انواع الحنطة مختلفة ، وهكذا اشخاص النخيل ، وأشخاص الناس ، بعضها افضل من بعض.
وجب من هذه المقدمة ان تكون اشخاص الرسل بعضها فوق بعض بالدرجة
الفضل ، وانما وقع القصاص بين الرسل من اجل التفاضل الذي يكون بين الامم من جهة ممر الازمان فانه قد يقال ان الناس بزمانهم اشبه منهم بآيائهم ، فإذا (1) في نسخةس وردت الصفاء.
Страница 63