تخصيص أبواب في كتبهم للحديث عن ما سموه: «علم معرفة الصحابة» رضوان الله عليهم أجمعين، مثل صنيع أبي عمرو ابن الصلاح-﵀ في مقدمته، وغيره.
ومع وفرة المصادر وتتابع التأليف في حياتهم، فإن المؤلفين استدركوا فوات من سبقهم، هذه العملية التي بدأت منذ القرن الثاني الهجري، واستمرت إلى عصر ابن حجر، وكان هذا العمل إما استقلالا في مصنفات ومعاجم مفردة، وإما اشتراكا في كتب الطبقات والتاريخ.
ومن الذين تصدوا للتصنيف في تراجم الصحابة عالم الأندلس وفقيهها أبو عمر ابن عبد البر القرطبي في كتابه"الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، ولا يخفى على كل مهتم بالدراسات الإسلامية ما تبوأه هذا الكتاب من المنزلة الرفيعة بين كتب الصحابة، فقد حمله الحفاظ والعلماء، وعكفوا عليه بالدراسة والتذييل والتمحيص والاختصار والاستدراك، وكان من بين هذه الاستدراكات مستدرك الحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى بن سعيد المعروف بابن الأمين القرطبي المتوفى سنة ٥٤٤ هـ، موضوع الدراسة والتحقيق في هذا البحث.
دوافع البحث:
لقد أخذ مني اختيار موضوع البحث وقتا ليس بالقصير، اقترحت فيه العديد من المواضيع المتعلقة في الغالب بعلوم الحديث وعلم الرجال، حتى استقر الرأي على استدراك ابن الأمين القرطبي، ووافق عليه أستاذيّ المشرفين، فوقع في نفسي موقع القبول، وانشرح صدري لهذا انشراحا كبيرا، وزاد سروري حين زودني شيخي الجليل الدكتور محمد الراوندي بنسخة منه لأطلع عليه.
كانت جملة من البواعث وراء اختياري هذا الموضوع، منها:
1 / 14