Ислам и человеческая цивилизация
الإسلام والحضارة الإنسانية
Жанры
ولو أن كتاب الدعوات الإسلامية خلا من الدعوات المدخولة لكان في الطليعة من الكتب التي يحق لها النشر بين الأوروبيين من وجهة النظر الإسلامية ، ولكننا نستكثر على مؤلف غير مسلم أو مؤلفة غير مسلمة أن يعمل لإبراز الإسلام على هذه الصورة المثلى، وحسبه أنه يعف عن محاسنه فلا يطمسها. •••
أما الكتاب الآخر عن الإسلام ووحدة الجماعة فقد كتبنا عنه منذ شهرين في مجلة منبر الإسلام، وخلاصته في بضعة سطور أن الدعوة المحمدية كانت دعوة تجديد بين أناس غير محافظين، لأن كفار قريش كانوا قد تبدلوا في معيشتهم وخالفوا سنن البداوة العربية من قبلهم، ولكن الفارق بين تجديدهم وتجديد الإسلام أن الإسلام أعطى ضمير الفرد «مثلا أعلى» يستقيم عليه وجوده بين أبناء قومه وبين بني الإنسان عامة، وأنه أعطى الجماعة الإسلامية كيانا يسمى «الأمة» ويجعل لها من ثمة قبلة واحدة وإمامة واحدة تثبت على تقلبات الأيام وصروف التاريخ.
وإنما نعود إلى الكتاب على هذه الصفحات لنعلق على تعليق الصحيفة الإنجليزية، فإن ناقد التاريخ - على خلاف العادة في هذه الصحيفة - قد أنحى على الكتاب ومؤلفه إنحاء يكاد أن ينحدر إلى الإهانة والتنديد، ولعله بهذا المسلك العجيب يعزز الشبهة التي تساور أذهان قراء الصحيفة في السنوات الأخيرة، وهي شبهة الهوى المصبوغ بصبغة التطرف الاجتماعي الذي يقترن أحيانا بالإسرائيليات ونزعات الهدم والفوضى في الفن والأدب، وكأنما استحق الدكتور مونتجومري ذلك الإنحاء عليه من ناقده المتطرف لأن كتابته في نظره قد تحسب من قبيل المحاباة للإسلام، وإن تكن في نظر القارئ المسلم دون حق الإسلام في التعظيم والتحقيق.
وأكبر مآخذ الناقد على مؤلف الكتاب أنه نسي «قابلية الدين» للمفارقات وهو يكتب عن الإسلام وعن النظم السياسية والاجتماعية في تاريخه، فاستعظم على الإسلام أن ينجو من الاتهام بمصادمة الواقع ومخالفة المعقول، كأنه كان يطالب المؤلف بتكرار المقال عن جمود النظام الاجتماعي في الإسلام؛ لأنه لم يقرر مبادئ الاجتماع التي تتابعت بعد قيام دعوته لينقض بعضها بعضا إلى هذا الزمن الأخير، وليس تعليقنا على هذا التعليق إنكارا لما ادعاه عن موقف الإسلام من المذاهب الاجتماعية التي ظهرت منذ قيامه ولا تزال تظهر إلى اليوم، ولكننا نعلق عليه لنقول: إن الإسلام قد استوفى شرط الدين حقا؛ لأنه عقيدة تثبت على تقلب المذاهب الاجتماعية ولا تزول مع كل عقيدة منها، وقد يزول نظام رأس المال ويزول غيره من النظم التي تعاديه أو تواليه، ولكن الإسلام يقيم للمجتمع نظاما قويما لا يعنيه تبدل الأسماء حين يكفل له تحريم الاحتكار ويوجب فيه إنصاف العاملين ومعونة العاجزين عن العمل، وأيما نظام يمتنع فيه كنز الذهب والفضة وتداول الثروة بين الأغنياء، ويلتزم فيه المجتمع بأعباء الضعفاء والمحرومين، فهو نظام إسلامي مشروع، وهو كذلك نظام إنساني متجدد، والمسلمون الذين يطبقونه أناس مفروض فيهم أنهم خلائق عاقلة، تنطلق أيديها بتدبير مصالحها ولا تملى عليها قبل ولادتها إملاء الحروف والبنود، لكي تطاع على السماع، ولا تسمح لمن تملي عليهم بموقف غير موقف الخضوع والاتباع.
الفصل الثاني والعشرون
أطلس العالم العربي والشرق الأوسط1
ظهر في العهد الأخير أطلس العالم العربي والشرق الأوسط باللغة الإنجليزية، وفيه نحو أربعين خريطة جغرافية للبلاد العربية وبلاد الشرق الأوسط على العموم، مع بيان مرسوم لمواطن المسلمين في قارتي آسيا وأفريقيا وبعض المواقع الأخرى من العالم المصطلح على تسميته بالعالم القديم.
واختتم الأطلس ببحث مطول عن تاريخ العرب والإسلام كتبه الأستاذ بكنجهام
beckingham
أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة منشستر، وقال في فذلكته ما خلاصته:
Неизвестная страница