Ислам и человеческая цивилизация

Аббас Махмуд Аль-Аккад d. 1383 AH
63

Ислам и человеческая цивилизация

الإسلام والحضارة الإنسانية

Жанры

ولو نظر هؤلاء الباحثون هذه النظرة بعينها إلى علاقة الحضارة بديانات الأمم على اختلافها لاستقاموا على جادة البحث وإن أخطئوا التقدير. نعم إنهم يستقيمون على جادة البحث لو قالوا مثلا: إنهما طريقان لا تلتقيان في كل عقيدة وكل أمة: طريق الحضارة والعلم وطريق التدين والإيمان.

يستقيمون على جادة البحث النزيه وإن أخطئوا الفرض والتقدير.

ولكن الأمر الذي يستحيل عندهم هو بقاء المسلم وحده على التدين مع أخذه بأسباب الحضارة، ولهذا نقول عنهم: إنهم يزنون بميزانين، لا يساوون بين الحكمين في القضية الواحدة.

إنهم لا يقولون: إن الانتماء إلى الدين على سنة التدين في جميع العصور مستحيل على أمم الحضارة العصرية.

كلا! إنهم لا يقولون ذلك، فلماذا يقولون : إن حضارة المسلم وتدينه هما المستحيل بين أمم العالم وحضاراته؟

يقولون ذلك لأنهم يذكرون غيرهم ولا يذكرون أنفسهم حين يتحدثون عن المشرق والمغرب، وأول ما ينسونه أن الديانة المسيحية التي بقيت في الغرب هي ديانة شرقية المنبت، شرقية الأصول والجذور، شرقية الروح والفطرة، ولكنها استغربت مع الزمن مرة بعد مرة، ووجدوها غربية قبل أن يظهروا هم إلى عالم الوجود غربيين.

الفصل الرابع عشر

ديمقراطية رعاوية في شمال الصومال1

هذا الكتاب واحد من مئات الكتب التي تصدر اليوم تباعا عن القارة الأفريقية باللغات الأوروبية. وقد بدأ التأليف في هذا الموضوع بالإجمال عن القارة في عمومها تاريخا واقتصادا وسياسة وأخلاقا وعادات أو عبادات في المجلد الواحد والمجلدين، ثم تشعبت البحوث، واتسع نطاق العناية بها بين قراء الغرب حتى بلغ بها التخصص والتحديد أن يصدر المجلد الضخم عن شعائر القبيلة الواحدة في القطر الواحد، مع التزام الشعائر الدينية الاجتماعية دون غيرها من شئون تلك القبيلة فيما يتصل بالجغرافيا أو السياسة أو العلاقات التجارية والاقتصادية، وصدرت عن الصومال وحدها - في شمالها دون سائر جهاتها - مؤلفات عدة يستغرق بعضها مئات الصفحات، ومنها هذا الكتاب في «دراسة الأحوال الرعاوية والسياسية بين أبناء الشمال» وقد فرغ لتأليفه «أ. م. لويس» بعد أن قضى عشرين شهرا في الرحلة بين أقاليم القبائل التي خصها بالكتابة في هذا المجلد، واطلع قبل الرحلة وبعدها على مراجع شتى من رحلات السياح والجغرافيين والمستطلعين. ولا ننسى أن البحث عن «أحوال الإسلام» يتقدم البحوث في كل كتابة عن القارة الأفريقية وعن الأقاليم التي يسكنها المسلمون أو يجاورونها بين أرجاء القارة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وقد تعد الكتابة عن هذه الأقاليم التي يسمونها «قرن أفريقيا» كتابة خاصة بالإسلام والمسلمين، سواء اتصلت بحوثها بالأقطار الإثيوبية أو بالجنوب الذي يسكنه أناس على دين الفطرة وتتخلله الدعوة الإسلامية أو دعوة المبشرين من حين إلى حين.

والمؤلف لا يخفي إعجابه بغيرة أبناء الصومال على العقيدة الإسلامية، ويقول في مقدمة كتابه: «إن الغريب عن الديار لا يسعه أن يتجنب الشعور بإخلاصهم الصادق لعقيدتهم الدينية وامتزاج الفخر بالإسلام عندهم والفخر بالانتساب إلى السلالة الوطنية. ولا يجهل الصوماليون أنهم شعب من شعوب كثيرة تدين بهذا الدين، ولكنهم يتخذون من حماستهم له أداة لإبراز ما هم مطبوعون عليه من الشعور العميق بكرامة الأنساب.»

Неизвестная страница