Ислам в двадцатом веке: его настоящее и будущее
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Жанры
لو عاد محمد عليه السلام
من الأماثيل التي تعاد ولا تمل أمثولة للكاتب الروسي (ديستيفسكي) عن السيد المسيح ومحكمة التفتيش في قصة الإخوة كرامزوف.
وخلاصة الأمثولة: أن السيد المسيح عاد إلى الأرض، وأخذ في وعظ الشعب وتبشيره بالملكوت، فأقبلوا عليه، واستمعوا له، وأوشكوا أن ينفضوا عن وعاظهم ودعاتهم المعهودين، فأشفق هؤلاء على مكانتهم، وأوعزوا إلى رئيس محكمة التفتيش فاعتقله وتوعده بالمحاكمة والحكم عليه لتضليله الشعب والانحراف به عن تعاليم السيد المسيح! ... وقال له: إن هؤلاء الذين يقبلون عليك اليوم هم أول الثائرين عليك، وأسبق المبادرين إلى تنفيذ القضاء فيك.
أمثولة تعاد ولا تمل؛ لأن العبرة بها لا تنقضي في حقبة واحدة، ولا تزال عبرة الدهر كله في أحاديث المصلحين والمفسدين.
ولم يبالغ الكاتب العظيم في تخيله، فإنما يكون مبالغا لو كان ما تخيله بعيدا أو غريبا في بابه، ولكنه في الواقع أقرب شيء إلى الاحتمال مع هذه البشرية التي تختلط فيها الشيطانية والخنزيرية والحمارية في وقت واحد، فلا تزال حربا على من ينفعها، وألعوبة في أيدي العابثين بها، وإن كرروا العبث بها كل يوم مرات بعد مرات.
لو عاد السيد المسيح لأنكره كثيرون ممن يعيشون باسمه وينتحلون هدايته.
ولو عاد محمد عليه السلام لكان له نصيب كذلك النصيب ممن يرفعون العقيرة بهداية الإسلام، والإسلام بريء منهم، وكل ما هنالك من خلاف أن المسألة لا تمر بتلك السهولة التي توهمها رئيس محكمة التفتيش، أو من يتصدى في الإسلام لمثل عمله، وأنه سيندم على فعلته ندما يكفر عن سيئاته، إن كانت سيئاته مما يقبل التكفير.
وأسأل نفسي كيف ينتفع المسلمون على أحسن وجوه النفع بعودة النبي عليه السلام فترة قصيرة من الزمن؟ وما هي المسائل التي يرجعون بها إلى شخصه الكريم، فيسمعون منه فصل الخطاب فيها؟
أسأل نفسي فتخطر لي مسائل خمس يرجع فيها إلى شخصه الكريم، ويغني جوابه فيها كل الغناء، فلا لجاجة ولا اختلاط، ولا حاجة إلى الاجتهاد والتأويل من مجتهد أو مقلد، وما أشبه الاجتهاد والقليد في هذا الزمن!
تلك المسائل الخمس هي: مسألة الأحاديث النبوية، ومسألة الروايات في قراءة الكتاب المجيد، ومسألة الخلافة والملك، ومسألة الرسالة والنبوة بعد خاتم المرسلين، ومسألة المذاهب الاجتماعية الحديثة وحكم الإسلام عليها وقول نبي الإسلام فيها.
Неизвестная страница