وأحيانًا يشير إِلى ما يقال دون ورود شيء معتمد في الموضوع (١).
وهكذا كان منهج ابن فرحون في "إِرشاد السالك" منهج الفقيه المهتم بجانب الأحكام يوضحها ويفصلها ويدعمها بالنقول عن أعلام المذهب غالبًا. دون تركيز على استدلال بالأصول إِلا في النادر منها، وكان الاستطراد واضحًا في بعض المواطن (٢)، وكانت له محاولة إِلى سلوك طريق المؤرخين للحرمين جعلته يزود الكتاب ببعض الموضوعات التاريخية دون أن يخرجه ذلك عن هدفه الفقهي الأصلي.
أصوله ومصادره:
إِن ابن فرحون فقيه مالكي واسع الاطلاع على مذهبه، مع مشاركة في المذاهب الأخرى وفي التاريخ والتراجم، وفي الحديث وعلومه. وقد رأينا أن كتابه "إِرشاد السالك" تناول ثلاثة موضوعات طغى أحدها على قسيميه، وهو أحكام المناسك للحج والعمرة، فقد كان لها الحظ الأوفر من أبواب الكتاب وفصوله، بينما نالت الرقائق المرغبة في الحج والعمرة حظًا قليلًا باعتبارها مدخلًا للموضوع الأصلي المقصود بتأليف الكتاب، وكذلك الأمر بالنسبة للمحات التاريخية المتعلقة بالحرمين والتعريف ببعض أماكن بهما والحث على زيارتها، وقد أرادها المؤلف خاتمة مفيدة للحاج، وما كانت من المناسك المشروعة في شيء.
_________
(١) نرى ذلك في ص ٨٣٩ حيث يقول: (لم يرد أثر يعتمد عليه).
(٢) يمكن أن نعد من ذلك الموطن الذي استعرض فيه الفتاوى المتعلقة بحكم تعدد الأيمة في الحرم المكي، وقد سبقت الإِشارة إِلى هذه الفتاوى.
1 / 64