152

Иршад ан-Нуккад

إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد

Исследователь

صلاح الدين مقبول أحمد

Издатель

الدار السلفية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٥

Место издания

الكويت

وَمَعْلُوم عقلا أَن الله تَعَالَى إِذا أَمر بسؤالهم أَنه قد أذن بِقبُول قَوْلهم وَإِلَّا لم يكن لِلْأَمْرِ بِسوء اللَّهُمَّ فَائِدَة قلت إِذا قُلْتُمْ تكلفة هَذَا فِي الِاجْتِهَاد فَمَا أحسن هَذَا المُرَاد وَهَذَا هُوَ مَا أَرَادَهُ من يَقُول بِوُجُوب الِاجْتِهَاد على جَمِيع الْأَفْرَاد مِمَّا لَهُ أَهْلِيَّة فِي فهم مَا يُرَاد وَأحد الْوُجُوه فِي الْآيَة أَن المُرَاد فاسترووهم الْآيَات وَالْأَحَادِيث إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ فالآية أَمر سُؤَالهمْ عَن الْآيَات وَالْأَحَادِيث وَالْآيَة إِلَى هَذَا الْمَعْنى أقرب لِأَنَّهُ تَعَالَى علق عدم علمهمْ بِالْبَيِّنَاتِ والزبر فَالْأَظْهر اسألوهم عَن الْبَينَات والزبر الَّتِي لَا تعلمونها لَا تسألوهم عَن آرائهم وَمَا ترجح لَهُم حَتَّى تكون الْآيَة دَلِيلا على جَوَاز التَّقْلِيد وَإِذا فهم الْمُقَلّد من هَذِه الْآيَة هَذَا الْمَعْنى فَأَي مَانع أَن يفهم من غَيرهَا مَا يعْمل بِهِ فِي غَيرهَا من الْأَحْكَام ويجتهد منع الِاجْتِهَاد كفران لنعمة الله ﷿ على الْعباد وَاعْلَم أَنه لَيْسَ مَعَ المانعين لذَلِك إِلَّا مُجَرّد الاستبعاد واستعظام من وارته اللحود من الْعلمَاء الأمجاد وَأَنه لَا يكون إِلَّا لَهُم الِاجْتِهَاد وَلَيْسَ للمتأخرين إِلَّا جعل أَقْوَال القدماء لأذهانهم كالأصفاد لَا يخرجُون عَنْهَا وَإِن ناطحت علومهم الأفلاك وجاوزت معارفهم أهل الْكَمَال والإدراك وَمَا أرى هَذَا وَالله إِلَّا من كفران النِّعْمَة وجحود الْمِنَّة فَإِن الله سُبْحَانَهُ

1 / 158