والإشادة بذلك، فأقول مستعينا بالله ﷿:
١ - الحافظ الطبراني (٢٦٠ - ٣٦٠ هـ):
إن أول من جمعهم في كتاب مستقل هو الطبراني نفسه، في كتابه " المعجم الصغير "، فقد قال في مقدمته (١/ ٢١).
هذا أول كتاب في فوائد مشائخي الذين كتبت عنهم بالأمصار، خرجت عن كل واحد منهم حديثا واحدا، وجعلت أسماءهم على حروف المعجم. اهـ
وقال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (٢٢/ ٦٤)، في ترجمة الطبراني: صنف " المعجم الصغير " في أسماء شيوخه، وكذا قال ياقوت الحموي، البلدان " (٤/ ٢١).
وقال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (٣/ ٩١٢)، و" النبلاء " (١٦/ ١٢٢): وصنف المعجم الصغير، وهو عن كل شيخ له حديث واحد اهـ.
قال مقيده - عفا الله عنه -: قول الطبراني: خرجت عن كل واحد منهم حديثا واحدا.
هذا في الغالب، وإلا فإنه قد خرج الحديثين، والثلاثة، بل والأربعة، لكنه نادر كما سيأتي إيضاح ذلك عنه في الكلام على مؤلفاته، وقد تشعر هذه العبارة منه أو بعض العبارات المتقدمة عن أهل العلم أنه قد استوعب جميع شيوخه في هذا المعجم، وليس الأمر كذلك فإنه قد فاته شيوخ من شيوخه لم يخرج عنهم فيه، وخرج لهم في كتبه الأخر.
وطريقة العلماء الأوائل في التصنيف في مثل هذه المعاجم وغيرها من المشيخات، إنما تقوم على منهج العناية برواية حديث، أو جزء، أو كتاب، بإسناده إلى مصدره الأول من غير تركيز على صياغة ترجمة الشيوخ، اللهم إلا ذكر أسمائهم، وأسماء آباءهم، وأجدادهم، وأنسابهم، وكناهم مع التطرق إلى مهنهم، أو مذهبهم، وانتمائهم العقدي، في أثناء سياق نسبهم، مع ذكر موطنهم، أو
1 / 25