وقال عن الكفار: ﴿إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾ (١) .
وقال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ (٢) .
ووصفهم بغاية الجهل، كما في قوله تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (٣) .
وقد ذم الله المقلدين بقوله عنهم: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ﴾ (٤) الآيتين، ومع ذلك كفرهم ﷾.
واستدل العلماء بهذه الآية (٥) ونحوها: على أنه لا يجوز التقليد في معرفة الله والرسالة.
وحجة الله سبحانه قائمة على الناس بإرسال الرسل إليهم، وإن لم يفهموا حجج الله وبيناته.
قال الشيخ موفق الدين أبو محمد بن قدامة (٦) ﵀ – لما انجر كلامه في مسألة: هل كل مجتهد مصيب؟ ورجح قول الجمهور: إنه ليس كل مجتهد مصيبا (٧) بل الحق في قول واحد من أقوال المجتهدين
_________
(١) سورة الأعراف آية ٣٠
(٢) سورة الكهف الآيتان ١٠٣،١٠٤.
(٣) سورة الأعراف آية ١٧٩.
(٤) سورة الزخرف آية ٢٢.
(٥) (٩): الآيات.
(٦) عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة، أصولي، فقيه بارز ت ٦٢٠ "تاريخ ابن كثير"١٣/٩٩.
(٧) الأصل:مصيب.
1 / 44