يا أيها الذين آمنوا نفاقًا آمنوا إخلاصًا، كذا في التفسير (٥١).
قلت: في كلامه مع مخالفة القاعدةُ في تقديم التأسيس على التأكيد إن كان المنقول، لأن القولين ذكرا عن أهل التفسير.
قوله: إنّه ليخافه.
قال (ح): بكسر الهمزة لا بفتحها لثبوت اللام في خبرها (٥٢).
قال (ع): بل يجوز فتحها أيضًا على أنّه مفعول من أجله، وقد قرئ في الشاذ ﴿أَلَّا إنَّهُمْ لَيَأْكُلُون﴾ والمعنى على الفتح لأنّ أبا سفيان أراد تعظيم أمر النّبيّ ﷺ لأجل أنّه يخافه ملك الروم (٥٣).
قلت: والتعظيم مستفاد من التأكيد في المكسورة وفي اللام معًا، والذي جزم به المعربون في القراءة المذكورة أن اللام زائدة والتقدير ألا إنّهم ليأكلون أي ما جعلناهم رسلًا إلى النَّاس إِلا لكونهم مثلهم في ذلك.
قوله هذا ملك هذه الأُمَّة قد ظهر.
قال (ح): كذا للأكثر بضم ثمّ سكون، وللقابسي بفتح ثمّ كسر، ولأبي ذر عن الكشميهني وحده يملك بلفظ الفعل المضارع.
قال القاضي عياض: أظنها ضمة الميم اتصلت بالميم تصحفت.
ووجهه السهيلي في أماليه بأنّه مبتدأ وخبر، أي هذا المذكور يملك هذه الأُمَّة.
وقيل: يملك نَعْتٌ، أي هذا رجل يملك.
وقال شيخنا: يجوز أن يكون الموصول حذف، أي هذا الذي يملك،
_________
(٥١) عمدة القاري (١/ ٩٣).
(٥٢) فتح الباري (١/ ٤٠) ومبتكرات اللآلي والدرر (ص ٢٣).
(٥٣) عمدة القاري (١/ ٩٣).
1 / 36