Имамат и политика

Ибн Кутайба d. 276 AH
163

شيء، فأما السلاح والدواب فقسمه علي بيننا، وأما المتاع والعبيد والإماء فإنه حين قدم الكوفة رده على أهلها.

قال: ولما أراد علي الانصراف من النهروان، قام خطيبا، فحمد الله ثم قال: أما بعد، فإن الله قد أحسن بلاءكم، وأعز نصركم، فتوجهوا من فوركم هذا إلى معاوية وأشياعه القاسطين، الذين نبذوا كتاب الله @QUR@ وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.

أسنة رماحنا، فارجع بنا نحسن عدتنا، ولعل أمير المؤمنين يزيد في عدتنا عدة، فإن ذلك أقوى[ (1) ]لنا على عدونا. فأقبل علي بالناس حتى نزل بالنخيلة، فعسكر بها، وأمر الناس أن يلزموا معه عسكرهم، ويوطنوا أنفسهم على الجهاد، وأن يقلوا من زيارة أبنائهم ونسائهم، حتى يسيروا إلى عدوهم من أهل الشام، فأقاموا معه أياما، ثم رجعوا وما معه إلا نفر من وجوه الناس يسير، وترك العسكر خاليا. [فلما رأى ذلك دخل الكوفة، وانكسر عليه رأيه في المسير][ (2) ].

خطبة علي كرم الله وجهه

قال: فقام علي على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، استعدوا للمسير إلى عدو في جهاده القربة إلى الله، ودرك الوسيلة عنده، فأعدوا له @QUR@ ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ، وتوكلوا على الله، وكفى به وكيلا،

(3) ] فمنهم المعتل، ومنهم المتكره، وأقلهم من نشط، فقال لهم علي: عباد الله، ما لكم إذا أمرتكم أن تنفروا في سبيل الله @QUR@ اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة بدلا[التوبة: 38]، ورضيتم بالذل والهوان من العز خلفا، كلما ناديتكم إلى الجهاد دارت أعينكم، كأنكم من الموت في سكرة، وكانت [ (1) ]في الطبري: أوفى.

[ (2) ]ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.

[ (3) ]في الطبري: وما الذي ينظرهم. وفي ابن الأثير: يبطئ بهم.

Страница 170