171

Илиада

الإلياذة

Жанры

فقال في وسطهم «بوسايدون» - مزلزل الأرض - وتكلم أولا، فقال: «أبتاه زوس، هل يحق بعد ذلك لأي فرد من البشر على وجه الأرض الواسعة الفلا، أن يعلن فكره ورأيه على الخالدين ؟ ألا ترى أن الآخيين ذوي الشعر المسترسل قد عادوا إلى بناء سور لأنفسهم، دفاعا عن سفنهم، ومن حوله حفروا خندقا، ولم يقدموا للآلهة ذبائح مئوية عظيمة ؟ ما من شك في أن صيتهم سيطير إلى حيث ينتشر الفجر، وسوف ينسى الناس السور الذي أقمته أنا وأبولو بالكدح من أجل المحارب لاوميدون.»

فقال له «زوس» - جامع السحب - وقد غضب لذلك كثيرا: «ويحي، يا مزلزل الأرض، وواسع السلطان. أي قول هذا الذي قلت! من حق أي رب آخر، أضعف منك بكثير في القوة، أن يخشى هذا الأمر، في حين أن صيتك بالغ ولا بد إلى حيث ينتشر الفجر. فاذهب - إذا ما رحل الآخيون ذوو الشعر المسترسل بسفنهم إلى وطنهم العزيز - واشطر السور شطران، واجرفه كله إلى البحر، وأعد تغطية الساحل العظيم بالرمال، حتى لا يبقى لسور الآخيين العظيم أي أثر يدل على فعلك.»

بذلك تكلم كل منهما إلى الآخر، حتى غابت الشمس وتم عمل الآخيين، وذبحوا الثيران في جميع الأكواخ، ثم تناولوا طعام العشاء وكانت سفن كثيرة قد وصلت من ليمنوس محملة بالنبيذ، أرسلها ابن جاسون المدعو «يونيوس» - الذي أنجبته «هوبسيبولي» لجاسون، راعي الجيش - وكان يونيوس قد أحضر ألف كيل من ذلك النبيذ خصيصى لولدي أتريوس - أجاممنون ومينيلاوس - فاشترى الآخيون ذوو الشعر المسترسل، النبيذ لأنفسهم من تلك السفن؛ بعضهم مقابل برونز، وبعض آخر مقابل حديد براق، وآخرون مقابل جلود، وغيرهم مقابل ماشية حية، وغير هؤلاء لقاء عبيد. ثم أعدوا لأنفسهم وليمة فاخرة. فقضى الآخيون - ذوو الشعر المسترسل - الليل بطوله يولمون. كما فعل الطرواديون وحلفاؤهم في المدينة مثل ذلك. أما زوس، المستشار، فقد بات الليل بطوله يدبر لهم الشر، مرسلا الرعد بصورة مخيفة. فألم بهم فزع شاحب، وتركوا الخمر تراق من كئوسهم فوق الأرض. ولم يجرؤ أحد منهم على أن يشرب إلا بعد أن يقدم لابن كرونوس تقدمة من الشراب. ثم استقلوا، وحظوا بنعمة النوم.

الأنشودة الثامنة

... رفع الأب كفتي ميزانه الذهبيتين، ووضع فيهما مصيرين من الموت المفجع: واحدا للطرواديين، وآخر للآخيين، ثم أمسك قب الميزان من منتصفه ورفعه.

كيف تذكر «زوس» عهده بأن يقتص من «أجاممنون» لما حاق بأخيل من ظلم؛ ومن ثم دعا الآلهة إلى أن تكف عن الحرب، و... و... للطرواديين النصر.

اجتماع فوق جبل أوليمبوس

أخذ الفجر، ذو الثوب الزعفراني ينتشر على وجه الأرض، فعقد «زوس» - الذي يقذف الصواعق - اجتماعا للآلهة فوق أعلى ذؤابات جبل أوليمبوس الكثير القمم، وأخذ يخطب فيهم - بينما جميع الآلهة يصغون - فقال: «أصغوا إلي أيها الآلهة والربات جميعا، كي أفضي إليكم بما يأمرني به قلبي الكائن في صدري، ولا يعارضن أحدكم قولي - ربة كانت أم إلها - أو يرفضن كلمتي، بل عليكم جميعا بلا استثناء - أن توافقوا على كلامي، حتى يتسنى لي التعجيل بتنفيذ هذه الأمور، إن كل من يقع عليه بصري فأراه مبتعدا عن الآلهة، معتزما السعي لنجدة الطرواديين أو الدانيين - على السواء - سيرجع إلى أوليمبوس مضروبا بلا شفقة، أو فسأقذف به إلى تارتاروس الرازحة تحت الضباب، بعيدا جدا، إلى أعمق هوة تحت الأرض: أبوابها من الحديد، وعتبتها من البرونز، وتبعد عن هاديس - في العمق - بعد السماء عن الأرض في الارتفاع! وعندئذ ستعلمون أنني أقوى الآلهة طرا، هيا تعالوا، جربوا أيها الآلهة، كي تعرفوا جميعا! ... أدلوا من السماء بحبل من ذهب، وأمسكوا جميعا بطرفه - أيها الآلهة والربات - وعندئذ لن تستطيعوا أن تجذبوا «زوس» - المستشار الأعلى - من السماء إلى الأرض، ولو بذلتم أقصى جهد. أما أنا، فمتى عقدت العزم، ففي وسعي أن أجذبكم بسهولة - مع الأرض ذاتها والبحر كذلك - ثم أربط الحبل بعد ذلك حول إحدى ذؤابات أوليمبوس، فتظل كل هذه الأشياء معلقة في الفضاء، بهذه الدرجة أتفوق أنا على جميع الآلهة والبشر!»

هكذا تكلم «زوس»، فخيم الصمت على الجميع؛ إذ أدهشتهم كلماته، لأنه كان يخاطبهم بسيطرة تامة. وأخيرا قامت الربة «أثينا» - ذات العينين النجلاوين - وقالت: «أبانا كلنا، يا ابن كرونوس، يا سيد جميع السادة، إننا أنفسنا نعلم يقينا أن قوتك لا تقهر، غير أننا نشفق على الرماحين «الدانيين» الذين سيفنون الآن ويسوء مصيرهم. ومع ذلك فنحن سنمتنع عن القتال - كما تأمر - غير أننا سنقدم النصح للأرجوسيين بما فيه صالحهم، حتى لا يهلكوا جميعا بسبب غضبك.»

عندئذ ابتسم «زوس»، جامع السحب، وتحدث إليها فقال: «لا تخافي، يا «تريتوجينيا»،

Неизвестная страница