بأن يشفي جرحه، فنثر بايون على الجرح بعض العقاقير التي تبدد الألم، فشفاه - إذ لم يكن في الحقيقة من الجنس البشري بأية حال - وكما يعجل عصير التين بزيادة كثافة اللبن الأبيض السائل، فيتخثر بمجرد أن يحركه المرء، كذلك بمثل هذه السرعة ضمد بايون جراح «أريس» الثائر
20
ثم أعانته هيبي على الاغتسال، وألبسته رداء جميلا، وأجلسته إلى جانب زوس بن كرونوس، متهللا في مجده.
عندئذ رجعت هيرا الأرجوسية، وأثينا الألالكومينية، عائدتين إلى قصر زوس العظيم، بعد أن جعلتا أريس، جالب الشقاء على البشر، يكف عن سفك دماء البشر!
الأنشودة السادسة
«... ولكن هكتور ذا الخوذة البراقة لم يرد عليه ببنت شفة، وإنما تحدثت إليه هيلينا بألفاظ رقيقة، قائلة: «أي أخي، يا أخا الكلبة، المدبرة للأذى والممقوتة من الجميع، كم كنت أتمنى يوم ولدتني أمي، بادئ ذي بدء، لو قد حملتني ريح عاتية شريرة وذهبت بي بعيدا إلى جبل ما، أو إلى لجج البحر الشاهقة الصاخبة».»
كيف تعارف «ديوميديس» و«جلاوكوس» أحدهما على الآخر، بعد إذ أوشكا على التقاتل، فافترقا في ود، وكيف عاد هكتور إلى المدينة فودع زوجته «أندروماك» ... إلخ.
مفاخر أخرى لديوميديس
هكذا استمر الصراع الطاحن بين الطرواديين والآخيين يسير على رسله، وكثيرا ما كان القتال يشتد في هذا الجانب أو ذاك، فوق أديم السهل، وكل فريق يقذف الآخر برماحه ذات الأسنة البرونزية، بين نهر «سيمويس» وروافد نهر «كسانتوس».
وكان إلياس بن تيلامون، حصن الآخيين، أول من أحدث ثغرة في صفوف كتيبة من الطرواديين، وحصل على بصيص من نور الخلاص لزملائه؛ لأنه أصاب رئيس التراقيين، «أكاماس»، ابن يوسوروس، وكان شجاعا فارع الطول؛ فقد ضربه أولا على قمة خوذته ذات الخصلة الغليظة من شعر الخيل، ثم غرس الرمح في جبهته حتى نفذت سنه خلال العظم، فغشت الظلمة على عينيه.
Неизвестная страница