علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح الأندلسي أبو محمد أصل آبائه من قرية إقليم الرواية من كورة نبلة من غرب الأندلس وسكن هو وأبوه قرطبة وتالا فيها جاها عريضا وكان أبوه عمر أحمد بن سعيد أحد سعيد العظماء من وزراء المنصور محمد بن عبد الله بن أبي عامر ووزر لابنه المظفر بعده وكان ابنه الفقيه أبو محمد هذا وزيرا لعبد الرحمن المستظهر بالله بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر لدين الله ثم نبذ هذه الطريقة وأقبل على قراءة العلوم وتقييد الآثار والسنن وعني بعلم المنطق وألف فيه كتابا سماه كتاب التقريب لحدود المنطق بسط فيه القول على تبيين طرق المعارف واستعمل فيه أمثلة فقيهة وجوامع شرعية وخالف أرسطوطاليس واضع هذا العلم في بعض أصوله مخالفة من لم يفهم غرضه فكتابه من أجل هذا كثير الغلط بين السقط وأوغل بعد هذا في الاستكثار من علوم الشريعة حتى نال منها ما لم ينله أحد قط بالأندلس قبله وصنف فيه مصنفات كثيرة العدد شريفة المقصد معظمها في أصول الفقه وفروعه على مذهبه الذي ينتحله وهو مذهب داود بن علي بن خلف الأصفهاني ومن قال بقوله من أهل الظاهر وذكر ابنه أبو رافع الفضل أن مبلغ تآليف أبي محمد هذا في الفقه والحديث والأصول والتاريخ والنحل والملل ولادب وغير ذلك نحو أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة وله نصيب وافر من النحو واللغة وقرض الشعر والخطابة ولد في آخر يوم من شهر رمضان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وتوفي سلخ شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة. علي بن أحمد العمراني الموصلي العالم بالحساب والهندسة وكان فاضلا جماعا للكتب يقصده الناس للاستفادة منه ومنها يأتي إليه الطلبة من البلاد النازحة للقراءة عليه توفي في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وله من الكتب. كتاب شرح كتاب الجبر والمقابلة لأبي كامل شجاع بن أسلم الحاسب المصري. كتاب الاختيارات. عدة كتب في النجوم وما يتعلق بها.
علي بن عبد الله بن أماجور كان فاضلا هذبه أبوه وادبه بهذا الشأن وله تصانيف.
علي بن أحمد الأنطاكي أبو القاسم المجتبي من أهل أنطاكية واستوطن بغداد إلى أن توفي بها وكان من أصحاب عضد الدولة بن بويه المقدمين عنده يقوم بعلم العدد والهندسة غير مدافع في ذلك وله من هذا النوع تصانيف جليلة وكان مشاركا في علوم الأوائل مشاركة جميلة وكان فصيح اللسان عذب البيان إذا سئل أبان وأتى بالمعاني الحسان وله تصانيف شريفة منها. كتاب التخت الكبير في الحساب الهندي. كتاب الحساب على التخت بلا محو. كتاب تفسير الارتماطيقي. كتاب شرح إقليدس. كتاب استخراج التراجم. كتاب الموازين العددية. كتاب الحساب بلا تخت بل باليد. وذكر هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ في كتابه ف سنة ست وسبعين وثلاثمائة في يوم الجمعة الثالث عشر من ذي الحجة توفي أبو القاسم علي بن أحمد الأنطاكي الحاسب المهندس.
على الرقي هذا طبيب مذكور عالم بصناعة الطب وقد فسر مسائل حنين بن إسحاق في الطب وذكر عنه أنه ما كان يفسر إلا إذا سكر وهذا الفعل نادر وسبب ذلك أن يكون الدماغ مائلا إلى البرد فإذا أسخنه بخار النبيذ تحرك وقوي على الفعل.
علي بن الحسن أبو القاسم العلوي المعروف بابن الأعلم صاحب الزيج رجل شريف عالم بعلم الهيئة وصناعة التسيير مذكور مشهور في وقته وكان قد تقدم عند عضد الدولة يقف الملك عند إشاراته في الاختيارات ويرجع إلى قوله في أنواع التسييرات وعمل زيجه المشهور الذي عليه أهل زمانه في وقته وبعد زمانه إلى أواننا ها ولما توفي عضد الدولة تقصت حاله وتأخر أمره عند صمصام الدولة ولده القائم بالأمر من بعده فانقطع عنهم وأقام منقطعا وحج في شهور سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وقضى الحج وعاد فمات بمنزلة تعرف بالعسيلة في يوم الأحد الثامن من المحرم سنة خمس وسبعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
علي بن الراهبة كان طبيبا للمتقى وهو كبير القدر يكرمه المتقى ويحترمه وكان هو وبختيشوع وأتوش وثابت بن سنان بن ثابت يشتركون في طب المتقى.
علي بن إبراهيم بن بكش أبو الحسن كان طبيبا فاضلا ماهرا بصناعة الطب متقنا لها غاية الإتقان ولما عمر عضد الدولة البيمارستان ببغداد جمع الأطباء من الآفاق فاجتمع فيه أربعة وعشرون طبيبا وكان من جملتهم أبو الحسن على هذا وكان يدرس فيه الطب ويفيده الطالبين وكان مكفوفا وكان قليل التصنيف إلا أنه عمل مقالات صغارا ولوالده كناش متوسط ما بين الكبير والصغير.
وذكر هلال بن المحسن الصابئ في كتابه قال وفي ليلة الجمعة لأربع بقين من ذي القعدة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بكش المتطبب وكان عارفا محذقا وقد قرأ من الكتب شيئا كثيرا ولم يخلف بعده مثله لكنه كان بصيرا فإذا أراد معرفة سحنات الوجوه وجال بول المرضى عول على من يكون معه من تلامذته في وصف ذلك له وكان لا يرى ولا يتصرف إلا شارب نبيذ وهو مع هذه المناقضة منه مبرز في علمه وعمله.
علي بن إسماعيل أبو الحسن الجوهري المنعوت بعلم الدين البغدادي المعروف بالركاب سالار علم في العلم والذكاء والفهم بارع في علم الهندسة والرياضيات من ظرفاء بغداد وفضلائها حكيم النفس فيما يعمله ويستعمله من الآلات الفلكية والملح الهندسية وبأيدي الناس من عمله ومستعمله كل طرفة لطيفة وتحفة ظريفة وله شعر فائق وأدب رائق ومن شعره:
تحسن بأفعالك الصالحات ... ولا تعجبن بحسن بديع
فحسن النساء جمال الوجوه ... وحسن الرجال جميل الصنيع
وله أيضا:
Страница 102