وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحنفِيَّةِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِيْ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ وَخَشِيْتُ أَنْ يَقُوْلَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِّنَ الْمُسْلِمِيْنَ وَإِنَّمَا وَقَعَ الْخِلَافُ فِي التَّفْضِيْل بَيْنَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى تَسَاوِيْهِمَا فِي الْفَضِيْلَةِ وَحُكِيَ عَنْ مَالِكٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ الْقَطَّانُ وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِيْ كِتَابِ الصَّحَابَةِ أَنَّ السَّلَف اخْتَلَفُوْا
فِيْ تَفْضِيْلِ أَبِيْ بَكْرٍ وَعَلِيٍّ فَقَدْ غَلَطَ فِيْ ذَلِكَ وَوَهِمَ لَاسِيِّمَا وَثَبَتَ بِأَنَّ مَنْ كَانَ بعتقد ذلك من السلف أبو سعيد الْخُدْرِيُّ وَهَذَا بَعِيْدٌ وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِيْ زَمَانِ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ فَنُخَيِّرُ أَبَا بكر ثم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَاب رَسُوْلِ اللهِ ﷺ لا نفاضل بينهم وقد أنكر ابن عبد البر صحة هذا الخبر وقال إِنَّهُ غَلَطٌ لِوَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ حُكِيَ عَنْ هَارُوْنِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعت يَحْيَى بْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ مَنْ قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَرَفَ لِعَلِيٍّ سَابِقَتَهُ وَفَضْلَهُ فَهُوَ صَاحِبُ سنة ومن قال أبو بكر وعمر وَعَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَعَرَفَ لِعُثْمَانَ سَابِقَتَهُ وَفَضْلَهُ فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ فَذَكَرْتُ لَهُ هَؤُلَاءِ الَّذِيْنَ يَقُوْلُوْنَ أَبُوْ بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَيَسْكُتُوْنَ فَتَكَلَّمَ فِيْهِمْ بكلام غليظ
1 / 41