وقال عيسى بن يونس: حدثنا الأعمش أربعين حديثا فيها ضرب الرقاب لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق، ولا يخفاك أن هذه الأحاديث التي فيها ضرب الرقاب إنما هي مما يزعم النواصب وأمراء الجور أنها أباطيل توجد عندهم القتل كالأحاديث التي في حق علي وأهل ابيت رضي الله عنهم، وذم أمراء الجور وسلاطين العدوان، ووجوب الخروج عليهم فإن الأعمش رحمه الله تعالى كان يرى الخروج عليهم والقيام بالسيف بل قد عدوه من رجال الزيدية وضعفوه بهذا المأثور عنه، حتى قال المهدي والعباس: لو علمت موضع قبره لأحرقته، وسبب ذلك أنه شعى بشريك بن عبد الله النخعي المتقم ذكره رحمه الله تعالى أبو أمية إلى المهدي أنه حدثع عن الأعمش عن سالم عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فغن زاغوا عن الحق فضعوا سيوفكم على عواتقكم، ثم أبيدوا خضراهم)) فأمر له المهدي فلما دخل عليه قال له: أنت حدثته بهذا، قال: لا فقال أبو أمية: علي المشي إلى بيت وكل مالي صدقة إن لم أكن سمعته منه، فقال: شريك علي كرم الله وجهه في الجنة علي مثل ما عليه، فقال: أبو أمية يا أمير المؤمنين عندك أدهى العرب مني مثل الذي علي من الثياب، فقال المهدي صدق أحلفقف كما حلف، فقال نعم قد حدثته، قال المهدي، ويل شارب الخمر يعني الأعمش، وكان يشرب المنصف كما فالوا، ولو علمت موضع قبره لأحرقته، فقال شريك: لم يكن يهوديا كان رجلا صالحا، فقال: زنديق، فقال شريك: للزنديق علامات بتركه الجماعة وجلوسه مع الفتيان وشربه الخمر، فقال: والله لأقتلنك، قال: أبتلاك الله بمهجة، قال: اخروجوه وجعل الحرس يخرقون ثيابه ويمزقون قلنسوته، انتهى كما نقله بعض المؤرخين، فهذا ونحوه مما أشرنا إليه سابقا مما بينه المنصف على ما كان من أمراء الجور وأرباب الملك العضوض من التهور في الغي على أهل البيت وشيعتهم وسد الطرق من رواتيهم ورد الأحاديث المنادية بفضائلهم والدالة على مذاهبهم وزجر من جاء منهم أو فيهم بحديث او منقبة وتبديعه وتضليله ومقابلته بالصغار والإذلال....... الخسف والنال، ولم يزل هذا الحيف والظلم والجور يعشق ونيرانه حتى رسخ في صدور العوام او استحكم أعظم استحاكم.... علماء السوء بذلك إلى الولاة والحكام وتقربوا بتأدييده إلى الوزراء والأمراء الخالعين لأثواب الحيا من الله تعالى ومن سيد الأنام عليه وعلى آله الصلاة والسلام فصار المقسمون بعلم الحديث يقولون في جق أهل البيت وكل من علموا ... فيه ..... ولو قليلا فلان يدعي فلان شيعي فلان مجروح فلان مقدوح فلان مجهول فلان غير مقبول إلى غير 1لك من ألفاظهم الحائفة في حق هذه الطاءفة وهنا يصدق قول ابن دقيق [174] العيد رحمه الله تعالى: التعرص للاعراض حفرة من حفر النار، وقد وقف على شفيرها، و........ من الناس المحدثون والحكام أو كما قال.
Страница 371