وتحقيق الكلام في هذا المقام أن التجويز قد يكون معناه الحكم بإمكان الشي المجوز وأنه ليس محالا في نفسه بل هو جائز كسائر الممكنات، وقد يكون معناه الاحتمال أي أن الشي المجوز محتمل الوقوع فهو منتصف بالأدكات في نفسه وحد ذاته ومنتصف أيضا بما هو أخص من الإمكان، فإن احتمال وقوع الشيء وثوبته في الواقع أخص من إمكانه في نفسه بخلاف التجويز بالمعنى الأول فإنه ليس متصفا إلا بمجرد الإمكان وعدم الاستحالة، إذا تقرر هنا الفرق بين معنين التجويز فالاحتمال للتقايض .... إلى .... قويه فالاحتمال بضعفية التي ليست ناشئة من جهت العقل ولا حاصل في أنفسها وإنما العقل لا يأناها إذا عرضت عليه أي لا يحكم بأنها محال في نفسها وهي مثل تجويز انقلاب الجبال ذهبا والبحار دما.
قال: العقل لا يحكن بأن ذلك ممحال عير مقدور للباري تعالى فأمثال هذا التجويز والاحتمال لا يمنع من الجزم بخلافه؛ لأنه تجويز ضعيف واحتمال مطرفه وعن معقد..... بل ليس ثمة احتمال في الحقيقة وقد وجدت في كلان نجم الدين الكاتبي رحمه الله تعالى ما ينبي على أمثال هذه التجويزات منتفية في الحقيقة وإنما غايتها أن العقل لا يحكم بأنها محال فليراجع كلانه في أوائل شرحه للمحصل حيث اعترض على بعض شراح المحصل حيث سلم بثوت هذه التجويزات، وق أوردها المنكرون للبديهيات كما حكاه عنهم الإمام الرازي فنفيه أي نجم الدين الكاتبي للتجويزات يالمذكورة بصدد المعنى الثاني من المعنيين المذكورين وهو ظاهر.
Страница 140