والنوم. وإذا استغنين عما يتقدمهما من الطعام والشراب واللباس والنوم لم يكن بعت الأموات إذا كما كانوا أيام حياتهم، فاعرفه. [159]
ويقال لهم: ما قصد كم في القول بإحياء الشخص بعينه، المتبددة أجزاؤه، لمتلاشية أعضاؤه ? ولم لا يجوز إحياؤه من وجه آخر، يكون أقرب إلى القدرة وأبعد من العجز مما وصفتموه? فإن قالوا: إنما قلنا بإحياء الشخص بعينه لأنه هو الذي ركب المعاصى و10 عمل الطاعات، فتلزمها1 العقوبة أو الثواب، ليكون الجزاء عدلا . يقال1 لهم: إن الله تعالى ذكره ذكر فى كتابه أنه يعذب من لم يركب المعاصى من الأشخاص فى قوله: إن الذين كفروا بأيتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. 1 فأخبر جل ذكره أن ذوق العذاب إنما هو للأرواح بقوله «جلودهم». فهي إشارة إلى معنى غير الجلود وبالبدل من الجلود المنضوجة غيرها، وهي لم تركب معصية. فإذا جاز تعذيب الله للجلود4ا التي لم تركب المعاصى للحوق [160)] المعصية بالأرواح المنحصرة فى الجلود ، جاز أن يبعث الله الإنسان لا من جلوده وعظامه ولحومه التى كانت له وقت حياته. ثم الذي يلحق المبعوث من ثواب أو عقاب لاحق بهوية الإنسان الذي هو الجوهر الباقى، فاعرفه إن شاء الله.
وأيضا فإنا وجدنا الصناع الذين قدرتهم ناقصة عن الكمال، إذا صنعوا شيئا
Страница 198