الفريق الثاني: قالوا إن الله تعالى يستحق هذه الصفات الأربع لمعان،وهذا قول أكثر المجبرة ثم افترقوا في ذات بينهم فذهبت الكلابية إلى أن الله تعالى عالم بعلم لا يوصف بحدوث ولا قدم ولا وجود ولا عدم إذ هو صفة والصفة عندهم لا توصف وإلا لزم التسلسل عندهم وربما لقب هؤلاء بالصفاتية لأنهم أثبتوا لله صفات حاصلة عن معان ثم جعلوا تلك المعاني صفات لا توصف فرارا مما يلزمهم من المحال إن وصفوها بالقدم أو الحدوث،وقولهم ظاهر البطلان لتناقضه لأنهم جعلوها معاني وذوات ثم ادعوا بعد ذلك أنها صفات وبينهما فرق جلي وقد وافقهم الأمورية في أن الصفات لا توصف لكنهم أبطلوا قولهم بأنهم جعلوها ذوات فيلزمهم وصفها وإبطال هذا الأصل سيقرع سمعك.وقالت الأشعرية والكرامية: بل الله يستحقها لمعان قديمة توجب تلك الصفات والمعاني هي العلم والقدرة والحياة ونحو ذلك،وتلك المعاني قائمة بذاته لكن الأشعرية يقولون أنها قائمة بذات الله لا على وجه الحلول، ويقولون أيضا أن تلك المعاني ليست إياه ولا بعضه ولا غيره فرارا مما يلزمهم لو جعلوها مستقلة مغايرة لله تعالى من أن يكون مع الله تعالى قدماء غيره،وفي قولهم هذا مناقضة ظاهرة لأنهم قالوا ليست إياه ولا بعضه ولا غيره وهذا محال لأنه قد ثبت أن كل مذكورين يجب أن يكون أحدهما غير الآخر إذا لم يكن بعضا له.
Страница 78