،، قال أهل القولين: والدليل على أنه تعالى يستحق صفاته لذاته أنه قد ثبت أن الله تعالى قادر عالم سميع بصير فلا يخلو إما أن يستحقها لذاته أو لغيره،والغير لا يخلو إما أن يكون فاعلا أو علة،والعلة لا تخلو إما أن تكون معدومة أو موجودة، والموجودة لا تخلو إما أن تكون قديمة أو محدثة،والأقسام كلها باطلة سواء أنه يستحقها لذاته إما أنه لا يجوز أن يستحقها للفاعل فلأنه قد ثبت أنه تعالى قديم فلا فاعل له، وأما أنه لا يجوز أنيستحقها لمعان معدومة فلأن العدم مقطعة الاختصاص (والعلة لا توجب إلا لشرط الاختصاص) فإذا زال الشرط زال المشروط،وأما أنه لا يجوز أن يستحقها لمعان قديمة كما تقوله الأشعرية كما يأتي فلأنه لو جاز ذلك عليه لوجب في تلك المعاني أن تكون أمثالا لله تعالى لمشاركتها له في القدم الذي به فارق سائر المحدثات وقد ثبت أن الله تعالى لا مثل له على ما يأتي بيانه إنشاء الله تعالى،ولأنه إذا ثبت أن هذه الصفات واجبة لله تعالى عندنا وعند المخالف ثم لم نحتج في وجوب وجوده تعالى إلى معنى قديم وجب في سائر الصفات أن يستغني في وجوب ثبوتها له سبحانه عن معان قديمة لأنه لا مخصص يقضي حاجة بعضها إلى معنى قديم دون الآخر.
Страница 77