تنبيه:
قال جمهور أئمتنا (عليهم السلام) وأبو الهذيل وأبو الحسين البصري والملاحمية من المعتزلة ومن تابعهم ما تقدم من الصفات الثابتة للباري تعالى بمزايا زائدة على ذاته وليست بذوات على انفرادها بل صفات راجعة إلى الذات والمتفكر في أمر أو معنى زائد على ذات الباري تعالى قد ارتكب خطأ عظيما إذ أثبت التعدد في القدم وتفكر في ذات الباري وفي الأثر الصحيح(من تفكر في المخلوق وحد ومن تفكر في الخالق ألحد)وهو المتصف بالغلو والتجاوز لحد العقل المنهي عنه في قوله تعالى{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}(النساء:171) وفيه يقول الهادي إلى الحق عليه السلام وإلى الله أبرأ من كل معتزل غال ومن جميع الفرق الشاذة ونعوذ بالله من كل مقالة غالية.ولا بد من فرقة ناجية عالية وسيتضح لك من الأدلة على هذا ما ينفي عنك شبه المخالفين وتخيلاتهم الباطلة،وإذا كان ذلك هو المذهب الحق لم يحتج إلى بيان كيفية استحقاق الباري لصفاته هل لذاته أو لغيرها إذ لا شيء غير الذات يحتاج إلى أن يقال فيه أنه مستحق لها والعجب من الدواري حيث بنى على ما بنى عليه المتأخرون من إثبات المزية الزائدة وقال الخلاف في ذلك مع المطرفية فإنهم يقولون إن هذه الصفات ذات الباري لا غير فكونه قادرا ذاته وكونه عالما حيا ذاته أيضا وكذلك سائرها وبعض هذه الصفات هو البعض الآخر لأنه ليس عندهم إلا مجرد الذات.قال وحكي عن أبي الهذيل أن علم الله هو الله وحملة العلماء على أنه أراد به أنه صفة ذاتية انتهى.
Страница 72