ومما يشهد بصحة هذه الجملة من أقوال الأئمة قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه عند المشاهدة لخلقه، ومشاهدته لخلقه أن لا امتناع منه سمعه الإتقان لبريته. وقول علي بن الحسين عليهما السلام في توحيده: سميع لا بآلة بصير لا بأداة. وقول جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في كتاب الأهليلجة: إنما سمي تعالى سميعا بصيرا لأنه لا يخفى عليه شيء.وقول محمد بن القاسم عليهما السلام في كتاب الشرح والتبيين: إنما عنى بقوله تبارك وتعالى سميع بصير الدلالة لخلقه على دركهم وعلمه لأصواتهم التي إنما يعقلون دركها عنه بالأسماع وأنه مدرك عالم بجميع أشخاصهم وهيئاتهم وصورهم وألوانهم وصفتهم وحركاتههم التي إنما يعقلون دركها بالعيون والأبصار، إذ إدراك المخلوقين للأصوات والأشخاص بالأسماع والعيون التي ربما كلت وتحيرت وأخطأت وأدركت ظاهرا دون باطن وقصرت،ودرك الله سبحانه وتعالى لهذا كله درك واحد محيط بما ظهر وما بطن وبما بعد وقرب وهو درك علمه الذي لا يفوته من المدركات شيء.وقول الهادي إلى الحق عليه السلام في كتاب المسترشد: معنى سميع هو عليم،والحجة على ذلك قول الرحمن الرحيم{أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى...الآية}والسر فهو ما انطوت عليه الضمائر.وقوله (تعالى){بصير بالعباد}(آل عمران:15) يريد عالم محيط بكل أمرهم،مطلع على خفي سرائرهم.وقوله في كتاب الديانة: وهو السميع البصير ليس سمعه غيره ولا بصره سواه ولا السمع غير البصر ولا البصر غير السمع.وقول القاسم بن علي (العياني) عليهما السلام في كتاب التجريد: والله فعظيم الشأن قوي السلطان لم يزل مدركا للأشياء قبل تكوينها ولا فرق بين دركه لها بعد تكوينها ودركه لها قبل تكوينها.
Страница 68