واعظات وما وعظت بشيء .... مثل وعظ السكوت إذ لا يجيب وأخذه صالح من نثر لأرسطاليس حين ندب الإسكندر فقال: طالما كان هذا الشخص واعظا، ناصحا، بليغا، وقط ما وعظ بموعظة أبلغ من موعظته بسكوته الآن. وقد نقل عن اليونانية هذا الكلام عن ارسطاليس وترحم عليه فقال: كان أمس يعظنا بكلامه وهو اليوم يعظنا بسكوته.
* لأبي العتاهية:
تعطش وجع إن كنت تطلب رأفة .... وعلما بعطشان الزمان وجائعه
ولا تنسين الموت في كل لحظة .... فإنك منه راتع في مراتعه
أخبرني أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، سمعت أبا العباس بن عمار يقول: كان أبو العتاهية ينظم شعره ويصوغه على الأحاديث، وإنما أخذ هذا من قول يوسف النبي عليه السلام لما قيل له في سني المجاعة: أتجوع وتحتك الخزائن؟ فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع.
* وأنشد أبو العتاهية:
كل حي سوف يلقى حتفه .... في مقام أو على ظهر سفر
اذكر الموت وجد ذكره .... إن في الموت لذي اللب عبر
وكفى بالموت فاعلم واعظا .... لمن الموت عليه قد قدر
لا يغرنك عيش ساكن .... قد توافى بالمنيات سحر
* وكان لمحمد بن حسان الضبي ابن يحبه، فمات، فرثاه بهذه الأبيات:
طامن حشاك فكلنا ميت .... وإذا ظفرت فقصرك الفوت
فبني لأحمد في الثرى بيت .... وخلى له من أهله بيت
فكأن مولده ووقت وفاته .... صوت دعا فأجابه صوت
* أنشد ابن دريد، للرقاشي:
وإنك لا تجدي عليك مودة .... إذا ضمنت يوما صداك قليب
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه .... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة .... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب
* مات ابن لأعرابي فقلق عليه فلما أدخل قبره أنشأ يقول:
لما ملا أعينا كانت تؤمله .... وشد ركني واشتدت له عضدي
وقلت: عوني على ما كان من زمني .... البسته مكرها أكفانه بيدي
وقلت: أدخل في غبراء مظلمة .... يا حزن منفرد يبكي لمنفرد
* محمد بن أبي العتاهية قال: قال إبراهيم بن المهدي لأبي: عظني فأنشده:
Страница 263