17

Иъраб Корана

إعراب القرآن للأصبهاني

Издатель

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Место издания

الرياض

و(لمَّا) في الكلام على ثلاثة أوجه: أحدها: أنّ تدل على وقوع الشيء لوقوع غيره، وهذه محتاجة إلى جواب نحو قولك: لمّا قام زيد قمت معه، والتي في الآية من هذا الباب، فإن قيل: فأين الجواب؟ - قيل: محذوف تقديره: فلما أضاءت ما حوله طفئت، ومثله قوله تعالى (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا» كأنّه قال: فاز أو ظفر، والعرب تحذف للإيجاز قال أبو ذؤيب: عصاني إليها القلبُ إني لأمرِه ... مطيع فما أدري أرشدَ طِلابُها. يريد: أرشدٌ أم غي، ثم حذف. والوجه الثاني: أنّ تكون بمعنى (إلا) حكى سيبويه: نشدتك الله، فعلت، أي: إلا فعلت، وعليه تأولوا قوله تعالى: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) في قراءة من شدد الميم. والثالث: أنّ تكون جازمة نحو قوله تعالى (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ) وهي (لم) قلدت عليها (ما) وهي جواب من قال: قد فعل، فتقول أنت: لا يفعل، فإن قال: فعل، قلت: لم يفعل. و(ما) في موضع نصب؛ لأنَّها مفعول (أضاءت). و(ذهب) فعل ماضٍ مستأنف، والباء من (بنورهم) يتعلق بذهب، وأما (في) نتعلق بـ (تركهم)، وقوله (لا يبصرون) في موضع نصب

1 / 16