ج - تفرده، وهو الحافظ الثقة، بأمور لا توجد عند غيره؛ فعلى سبيل المثال: نقل لنا خطة الذهبي لكتابه "التاريخ المحيط الكبير" الذي لم يؤلفه الذهبي، وقد أفادتنا ذكر هذه الخطة في تفهم مفهوم التاريخ عند الذهبي (^١).
د - إضافته وزيادته على بعض مصادره؛ فمثلًا: حينما أفاد من رسالة الذهبي: "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" لم يكن ناقلًا فحسب، بل كان يزيد ويضيف.
ولذا قال عبد الفتاح أبو غدة (^٢): "فكان صنيع الذهبي أشمل وأجمع، وصنيع السخاوي أقعد وأنفع".
هـ - محاولته إعطاء تفاصيل دقيقة عن الكتب والمؤلفات؛ فمثلًا يقول: "وقفت على مجلد منه" أو "رأيت قطعة مسوَّدة بخط فلان" أو يصف حجمه فيقول: "في جزء كبير" أو "في مجلدات" أو: يذكر أماكن وجوده، فيقول: "وقفت عليه بأوقاف كذا" أو "بمدرسة كذا" كما كان يهتم بذكر الأجزاء المفقودة من الكتاب، وينبه ما إذا كان الكتاب كاملًا أو ناقصًا، كما يعدد الذيول على الكتاب، وغير ذلك من الفوائد الدقيقة التفصيلية.
و- يعد كتابه من كتب الفهرسة وتوثيق الكتب لمؤلفيها.
* (٨) الملاحظات على الكتاب:
أ - إغفاله الإشارة، وهو قليل، إلى المصدر والمؤلِّف معًا؛ فمثلًا: أفاد من مقدمة "الوافي بالوفيات" للصفدي، وأفاد من رسالة الذهبي: "ذكر من يعتمد قوله
_________
(^١) انظر: ص ١٦١ - ١٦٥؛ بشار عواد، الذهبي ومنهجه، ٦٠ - ٦١.
(^٢) انظر: أربع رسائل في علوم الحديث، ص ١٦٦.
1 / 35