87

قالت: «خير لك أن تكتب إليها، هذا أسهل».

قال: «الحق معك».

ودعا تحية فأقبلت واجفة القلب فابتدرها بقوله: «سنسافر فاستعدى».

فريعت، وتوهمت أن مكروها حاق بأحد من الأهل، ولمح آية الجزع والفزع فى محياها، ووخزته نفسه وهمست فى أذنه: يا شيخ حرام عليك». فتبسم وقال: «إلى الشام».

فوضعت يدها على صدرها وتنهدت، ثم سألته: «الشام؟»

قال: «نعم بأسرع ما نستطيع». قالت: «ولكن الشام؟ هذا.. كلا. ليس الآن».

قال: «ماذا تعنين؟ الشام قلت، وإلى الشام سنذهب».

فهمست نفسه فى أذنه معجبة به راضية عنه: «هكذا يتكلم الرجل ... برافو ...».

قالت: «ولكنك غير فاهم، ليست المسألة أنى لا أريد السفر فإنى أريده وأشتهيه ولكن.. ولكن..».

وتلعثمت واتقد وجهها كالجمرة، وغضت من بصرها، فدنا منها وأحاطها بذراعه وسألها بحنو: «مالك؟»

Неизвестная страница