Ибрагим Тани
إبراهيم الثاني
Жанры
وصاحت به، وقد رفع فمه: «هل جننت؟ دعنى».
قال: «نعم جننت». وأهوى عليها مرة أخرى بفمه المضطرم. وعادت هى تحس بلسع النار من فرعها إلى قدمها، وحاولت عبثا أن تقاومه فقد كان كالوحش الضارى. ثم أمسك فجأة وخلاها، وتراجع خطوة، وهو يقول: «أتظنين أنك تستطيعين أن تقصينى إلى ما لا نهاية؟ إذن فاعلمى أن هذا يزيدنى جنونا. ولماذا تقاومين ما كتب الله كما تقولين؟ لقد بذلت من المقاومة ما فيه الكفاية ولقد انهزمت أخيرا. حولى وجهك عنى إذا شئت. سيان. لقد ظللت أنتظر أن تسنح لى مثل هذه الفرصة، وقد شاءت إرادة الله أن تسنح، فأنا اغتنمها. لقد كنت إلى الان كأنك فوق منصة عالية تلقين منها الأوامر إلى. أما بعد الآن، أما اليوم فأنت امرأة ليس إلا».
فكادت تيأس. ولكنها أحست ومض أمل خافت بأن النجاة ليست مستحيلة. وكان إحساسها بالغريزة وحدها لا بالعقل، كما يحس الحيوان المطارد. وكانت تعلم أنها معه هنا كأنها فى قلب غابة تحترق، ولكنها مع ذلك لم تفقد الأمل. وأيقظ الفزع نفسها فقالت: «ومع ذلك تقول إنك تحبنى» فصاح بها: «إيه؟ أتجرئين على الشك فى هذا؟ هل تريدين امتحانى؟ أتريدين أن أقدم لك الدليل؟»
قالت: «نعم».
فأخلى سبيلها وقالى: «والان ماذا؟»
فكادت تسقط بعد أن فك إسارها بغتة. وخطر لها أنه ما أطلق سراحها إلا ليسخر منها. وخيل إليها أنها تنظر فى عين نمر، ولكنها تشددت وقالت: «والآن يجب أن نتفاهم».
فضحك ملء شدقيه وقال: «نتفاهم؟ ألم تفهمى أن مثلى حين يريد شيئا يأخذه ولا ينتظر أن يعطاه؟»
فاعتدلت فى وقفتها وقالت له بلهجة كلها كبر: «أو تظننى من اللواتى يؤخذن؟ أو تحسبنى ملكك؟ إذا كنت تظن ذلك أو تتوهمه فإنه ينقصك أن تعرفنى. ولا أنا مع الأسف كنت أعرفك».
فقال: «نعم، أعتقد أنك ملكى، وأنك لى، ويجب أن تعترفى لى بأنى كنت صبورا جدا».
قالت: «كلا. إنك تبنى على أساس من الرمل، ولخير لك أن تدرك خطأك بسرعة. لقد عاملتك كما ينبغى أن يعامل القريب وزدت فعددتك صديقا. وتوهمت أن من الممكن أن أثق بك، ولكنى لن أرتكب هذا الغلط مرة أخرى».
Неизвестная страница