Ибн Таймийя, его жизнь и убеждения
ابن تيمية حياته عقائده
2 - في ذكر حروبه (ع)، يقول: وعلى (رضى الله) لم يكن قتاله يوم الجمل وصفين بامر من النبى (ص)، وانما كان رايا رآه! وهو الذى ابتدا اهل صفين في القتال! وعلى انما قاتل الناس على طاعته، لا على طاعه الله!! ويضيف قائلا: فمن قدح في معاويه بانه كان باغيا، قال له النواصب: وعلى ايضا كان باغيا ظالما! قاتل المسلمين على امارته وصال عليهم!.. فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الارض والفساد، وهذا حال فرعون!! والله تعالى يقول: ( تلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعقبه للمتقين ) فمن اراد العلو في الارض والفساد لم يكن من اهل السعاده في الاخره، وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ومانعى الزكاه فان الصديق انما قاتلهم على طاعه الله ورسوله، لا على طاعته، فان الزكاه فرض، فقاتلهم على الاقرار بها، بخلاف من قاتل ليطاع هو!.
قال: ومن قال ان حرب على كحرب الرسول، فان الحديث (حربك حربى وسلمك سلمى) كذب. ولو كان حربه كحرب الرسول، والله تعالى قد تكفل بنصر رسوله، كما في قوله تعالى: ( انا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحيوه الدنيا ويوم يقوم الاشهد )، وكما في قوله تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * انهم لهم المنصورون * وان جندنا لهم الغلبون ) لوجب ان يغلب محارب رسول الله(ص) ولم يكن الامر كذلك ، بل الخوارج لما امر النبى (ص) بقتالهم وكانوا من جنس المحاربين لله ورسوله انتصر عليهم! فلو كانت محاربته محاربه للرسول لكان المنتصر في آخر الامر هو، ولم يكن الامر كذلك ، بل كان آخر الامر يطلب مسالمه معاويه!.
وفى هذا الكلام النابى ونحوه جاءت الفتوى من بعض علماء عصره بعده في المنافقين، استنادا الى الحديث الصحيح الثابت عن النبى (ص) انه قال لعلى(ع) : (لايحبك الا مومن، ولا يبغضك الا منافق).
Страница 176