125

Ибн Хазм: его жизнь, эпоха, взгляды и юриспруденция

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Издатель

دار الفكر العربي

Место издания

القاهرة

ثم تناقشوا في مرتكب الكبيرة أهو مؤمن فاسق أم كافر خارج عن الإسلام أم هو بين هؤلاء وهؤلاء. وقد قال الأول جماعة المسلمين، وقال الثاني الخوارج، وقال الثالث المعتزلة، وقالت طائفة رابعة لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

وأثاروا أيضاً مسألة صفات الذات العلية ومسألة خلق القرآن، أثار ذلك الجهم بن صفوان والجعد بن درهم في العصر الأموي، ثم اشتد أمر هذه المسألة في عهد المأمون، وأبلى فيه الإمام أحمد بن حنبل بلاء حسناً، وهذه المسائل كانت موضع دراسة، وكانت من مواضع دراسة ابن حزم خالف فيها من خالف، ووافق من وافق، فكان حقاً علينا أن نشير إلى هذه الفرق بكلمات موجزة.

الجبرية:

١٥٧ - خاض المسلمون في آخر عهد الصحابة في حديث القدر، وقدرة الإنسان وإرادته بجوار قدرة الله سبحانه وتعالى وإرادته، ولكنهم كانوا لا يتعمقون في بحث هذه المسائل. ولم يكن لهم إمام إلا كتاب الله وسنة رسوله. أما بعد عهد الصحابة واختلاط المسلمين بغيرهم من أهل الديانات الأخرى فقد كثر القول في هذه النواحي، وتعمقوا في دراستها. ولذلك اختلفوا.

فالجبرية قالوا: إن الإنسان لا يخلق أفعال نفسه، وليس له مما ينسب إليه من الأفعال شيء، فنفوا بهذا الفعل عن العبد، وأسندوه كله إلى الرب وقالوا: إنما يخلق الله تلك الأفعال كما يتحرك النبات وكما يثمر الشجر، وكما يجري الماء وتغيم السماء وتمطر، وتزدهر الأرض وتثبت.

ولقد قيل إن أول من دعا بهذه الفكرة بعض اليهود، وقيل إن أول من قام بالدعوة إليها الجعد بن درهم الذي كان أول من خاض في مسألة خلق القرآن (١)، وقد تلقى ذلك عن يهودي بالشام، ونشره بين الناس

١) قتل في العهد الأموي قتله والي خراسان من قبل الأمويين خالد بن عبد الله القسري.

125