Ибн Хазм: его жизнь, эпоха, взгляды и юриспруденция
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Издатель
دار الفكر العربي
Место издания
القاهرة
Ваши недавние поиски появятся здесь
Ибн Хазм: его жизнь, эпоха, взгляды и юриспруденция
Мухаммад Абу Зухраابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Издатель
دار الفكر العربي
Место издания
القاهرة
بل نقول إنهم أول من اتجهوا إلى التعليق بظواهر القرآن، فكانت مشابهة، وإن لم تكن مشابهة كاملة.
١٥٥ - لا بد لكي نعرف آراء ابن حزم حول المسائل الاعتقادية أن نتصدى بالإجمال للفرق التي سبقته، وتكلمت في الاعتقاد، لنعرف ما الذي اختاره من أقوالهم والمنهاج الذي سلكه بالنسبة لها فإن علماء الاعتقاد كانوا في الأندلس، وكان كثيرون من علماء الكلام، كما ذكر في رسالة العلماء بالأندلس، ولابن حزم مقام محمود في مناقشة آراء العلماء في العقائد، وانتهى من دراستها إلى أن كان ظاهرياً في الاعتقاد، كما كان ظاهرياً في الفقه ولذلك مقامه من الدراسة. وفيه يتبين موضع ابن حزم من السابقين وأثره في اللاحقين.
ولذلك وجب أن نتكلم بإشارة موجزة توضح الفرق الاعتقادية. وتبين خلاصة آرائهم، فنقول في ذلك:
١٥٦ - لقد كان بجوار الخلاف السياسي الذي ظهر في آخر عصر الخليفة الثالث وطول عصر الرابع خلاف حول العقيدة إذ قد صحب الفتن السياسية أن أثيرت آراء دينية، فأثيرت مسألة القدر، وهي المسألة التي شغلت أذهان أصحاب الديانات القديمة وسرت إلى المشركين حتى كانوا يقولون ((ولو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء)).
لقد كثر الكلام في القدر في آخر عهد علي بن أبي طالب، واشتد من بعده فكانوا يقولون: لو كان كل شيء بقضاء فلم الثواب والعقاب. فقال قائل: لا إرادة للإنسان بجوار إرادة الله، ومن أول من قال ذلك الجهم بن صفوان. وقال آخرون: للإنسان إرادة؛ لأن الله سبحانه وتعالى خلق فيه قوة أودعت نفسه يريد بها إرادة حرة، وبذلك تكون التبعات، وأولئك هم المعتزلة.
124