126

Ибн Хазм: его жизнь, эпоха, взгляды и юриспруденция

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Издатель

دار الفكر العربي

Место издания

القاهرة

بالبصرة، ثم تلقاه عنه الجهم بن صفوان في العهد الأموي، وقد دأب على نشره، ولذلك نسبت الفرقة إليه، فقيل عنها الجهمية، وإن جهماً وجد الأرض خصبة لدعوته في فارس وخراسان، فإنه ترعرع فيها، إذ كان لها عهد بتلك الأفكار من قبل الإسلام.

١٥٨ - ولقد كان جهم مع دعوته إلى الجبر يدعو إلى آراء أخرى منها:

  1. زعمه أن الجنة والنار تفنيان.

  2. قوله إن علم الله وكلامه حادثان.

  3. أنه لم يصف الله بالحياة لأنها من صفات الحوادث.

  4. نفي رؤية الله يوم القيامة.

  5. أن القرآن مخلوق.

وقد تبعه كثيرون في هذه الآراء كلها، غير أن النحلة التي اشتهروا بها، وصارت خاصة بهم هي الجبر، وأن الإنسان لا إرادة له. وقد تصدى العلماء من السلف والخلف للرد عليهم. ومنهم من قاربهم في الرأي، وإن اختلف عنهم في المنحى، ومنهم من ناقضهم تمام المناقضة.

المعتزلة

١٥٩ - كانت هذه الفرقة مناقضة لأهل الجبر بالنسبة لإرادة الإنسان مناقضة مطلقة، وقد نشأت هذه الفرقة بالعراق في العصر الأموي كما نشأت الجبرية في ذلك العصر.

وقد ظهرت المعتزلة في أول أمرها بأمرين - أولهما - القول بأن الإنسان يخلق أفعال نفسه، وأنه مختار في كل ما يفعل، ولذلك كان التكليف، وكان من أظهر من قال ذلك القول غيلان الدمشقي، وقد أخذ يدعو إليه في عهد عمر بن عبد العزيز، بل إنه كان يكتب إلى عمر رضي الله عنه واعظاً وقد استمر يدعو بدعوته هذه إلى أن قتله هشام بن عبد الملك.

126