Ибн Ханбаль: его жизнь и эпоха – его мнения и юриспруденция
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
أصلحك الله. إنه يقول سميع من أذن، بصير من عين. فقال إسحاق لأحمد بن حنبل ما معنى قوله سميع بصير؟ قال هو كما وصف نفسه. قال فما معناه؟ قال لا أدري، هو كما يصف نفسه.
ثم دعا بهم رجلاً رجلاً، كلهم يقول القرآن: كلام الله، إلا هؤلاء النفر قتيبة وعبيد الله بن محمد بن الحسن، وابن البكاء وعبد المنعم بن إدريس ابن بنت وهب بن منبه، والمظفر بن مرجا، ورجلاً ضريراً ليس من أهل الفقه ولا يعرف بشيء منه، إلا أنه دس في ذلك الموضع، ورجلاً من ولد عمر بن الخطاب قاضي الرقة، وابن الأحمر، فأما ابن البكاء الأكبر فإنه قال: القرآن مجعول لقول الله تعالى ((إنا جعلناه قرآناً عربياً)) والقرآن محدث لقوله ((ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث)) قال له إسحاق فالمجعول، مخلوق؟ قال نعم، قال فالقرآن مخلوق؟ لا أقول مخلوق، ولكنه مجعول، وكتب مقالته.
فلما فرغ من امتحان القوم، وكتب مقالاتهم اعترض ابن البكاء الأصغر، فقال أصلحك الله إن هذين القاضيين أئمة فلو أمرتهما، فأعادا الكلام.
قال له إسحاق هما من يقوم بحجة أمير المؤمنين، قال فلو أمرتهما أن يسمعانا مقالتهما لتحكي ذلك عنهما. قال له إسحاق إن شهدت عندهما بشهادة، فستعلم مقالهما، إن شاء الله.
فكتب مقالة القوم رجلاً رجلاً، ووجهت إلى المأمون فمكث القوم تسعة أيام، ثم دعا بهم. وقد ورد كتاب المأمون جواب كتاب إسحاق بن إبراهيم في أمرهم وها هو ذا:
الكتاب الثالث
(بسم الله الرحمن الرحيم) أما بعد: فقد بلغ أمير المؤمنين كتابك جواب كتابه، فيما ذهب إليه متصنعة أهل القبلة، وملتمسو الرياسة فيما ليسوا له بأهل من أهل الملة من القول في القرآن، وأمرك به أمير المؤمنين من امتحانهم وتكشيف أحوالهم، وإحلالهم محالهم.
تذكر إحضارك جعفر بن عيسى، وعبد الرحمن بن إسحاق عند ورود كتاب أمير المؤمنين مع من أحضرت من كان ينسب إلى الفقه، ويعرف بالجلوس للحديث
55