Ибн Ханбаль: его жизнь и эпоха – его мнения и юриспруденция
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
وينصب نفسه للفتيا بمدينة السلام، وقراءتك عليهم جميعا لكتاب أمير المؤمنين، ومسألتك إياهم اعتقادهم في القرآن، والدلالة لهم على حظهم، وإطباقهم على نفي الشبيه، واختلافهم في القرآن، وأمرك من لم يقل منهم إنه مخلوق بالإمساك عن الحديث والفتوى في السر والعلانية، وتقدمك إلى السندي وعباس مولى أمير المؤمنين بما تقدمت به فيهم إلى القاضيين بمثل ما مثَّل لك أمير المؤمنين من امتحان من يحضر مجالسهما من الشهود، وبث المكتب إلى القضاة في النواحي من عملك بالقدوم عليك، لتحملهم وتمتحنهم على ما حده أمير المؤمنين، وتثبيتك في آخر الكتاب أسماء من حضر ومقالاتهم، وفهم أمير المؤمنين ما اقتصصت، وأمير المؤمنين يحمد الله كثيراً، كما هو أهله، ويسأله أن يصلي على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويرغب إلى الله في التوفيق لطاعته، وحسن المعونة على صالح نيته برحمته
وقد تدبر أمير المؤمنين ما كتبت به من أسماء من سألت عن القرآن، وما رجع إليك فيه كل امرئ منهم، وما شرحت من مقالتهم.
((فأما ما قال المغرور بشر بن الوليد في نفي التشبيه، وما أمسك عنه من أن القرآن مخلوق وادعى من تركه الكلام في ذلك واستعهاده أمير المؤمنين، فقد كذب بشر في ذلك، وكفر، وقال الزور والمنكر، ولم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك، ولا في غيره، عهد ولا نظر، أكثر من إخباره أمير المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص، والقول بأن القرآن مخلوق، فادع به إليك، وأعلمه ما أعلمك به أمير المؤمنين من ذلك، وانصصه عن قوله في القرآن، واستقبه منه، فإن أمير المؤمنين يرى أن تستنيب من قال بمقالته، إذ كانت تلك المقالة الكفر الصراح، والشرك المحض عند أمير المؤمنين، فإن تاب منها فاشهر أمره، وإن أصر على شركه، ودفع أن يكون القرآن مخلوقاً بكفره وإلحاده، فاضرب عنقه، وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه، إن شاء الله، وكذلك إبراهيم بن المهدي، فامتحنه بمثل ما تمتحن به بشراً، فإنه كان يقول بقوله، وقد بلغت أمير المؤمنين عنه بوالغ، فإن قال إن القرآن مخلوق، فاشهر أمره، واكشفه، وإلا فاضرب عنقه، وابعث إلى أمير المؤمنين برأسه، إن شاء الله.
56