74

Ибхадж аль-Му'минин би Шарх Минхадж ас-Саликин ва Тавзих аль-Фикх фи ад-Дин

إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين

Редактор

أبو أنيس على بن حسين أبو لوز

Издатель

دار الوطن

Издание

الأولى

Год публикации

1422 AH

Место издания

الرياض

وأما أرواث الحيوانات المأكولة وأبوالها : فهي طاهرة.

ومني الآدمي طاهر، كان النبي ﷺ يغسل رطبه، ويفرك يابسه(١).


كذلك ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء بموته فيه، أو وقوعه فيه، كالذباب والبعوض والفراش والنحل والنمل والذر والحشرات الصغيرة وأيضًا الكبيرة كالعقرب ونحوه، فهذه إذا ذبحت لا يخرج منها دم فتكون ميتتها طاهرة تسهيلاً على المسلمين؛ لأنه مما تعم به البلوى.

كذلك ما يؤكل فإنه ليس بنجس، ولو كان ميتة؛ كالسمك والجراد فإنه طاهر، فقد ورد في الحديث قوله ﷺ: ((أحل لنا ميتتان ودمان أما الميتتان: فالحوت والجراد وأما الدمان: فالكبد والطحال)) والكبد كلها دم متجمد ولكنها ليست دمًا مسفوحًا، كذلك الطحال.

قوله: (وأما أرواث الحيوانات المأكولة ... إلخ):

أي: وأرواث الحيوانات المأكولة وأبوالها طاهرة أيضًا؛ لقصة العرنيين الذين أرسلهم النبي ﷺ إلى إبل الصدقة وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها؛ لأنها طاهرة مأكولة اللحم، فأبوال وأرواث الإبل والبقر والغنم والظباء والعجول والأرانب والضب والوبر وما أشبهها طاهرة.

قوله: (ومني الآدمي طاهر ... إلخ):

مني الآدمي فيه خلاف كثير، والمؤلف رحمه الله كأنه يختار أنه طاهر وهو

(١) لحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: ((كان رسول الله ﷺ يغسل المني، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب، وأنا أنظر إلى أثر ذلك الغسل)).

رواه البخاري برقم (٢٢٩)، (٢٣٠)، (٢٣١) في الوضوء. ومسلم برقم (٢٨٩) في الطهارة. وفي رواية لمسلم عنها برقم (٢٨٨): ((لقد كنت أفركه من ثوب رسول الله ﷺ فركاً فيصلي فيه)). وفي رواية له عنها برقم (٢٩٠): «لقد كنت أحكه يابساً بِظُفري من ثوبه)».

74