﴿فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ ١.
والنصارى غلوا فيهم عبدوهم كما قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ ٢.
واليهود انحرفوا في النسخ حتى زعموا أنه لا يقع من الله أو لا يجوز عليه، كما ذكر الله عنهم إنكاره في القرآن حيث قال: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾ ٣.
والنصارى قابلوهم، فجوزوا للقسيسين والرهبان أن يوجبوا ما شاءوا، ويحرموا ما شاءوا، وكذلك تقابلهم في سائر الأمور.
فهدى الله المؤمنون إلى الوسط فاعتقدوا في الأنبياء ما يستحقونه، ووقروهم، وعزروهم، وأحبوهم، وأطاعوهم واتبعوهم ولم يردوهم كما فعلت اليهود، ولا أطروهم ولا غلوا فيهم فنزلوهم منزلة الربوبية كما فعلت النصارى.
وكذلك في النسخ، جوزوا أن ينسخ الله، ولم يجوزوا لغيره أن ينسخ، فإن الله له الخلق والأمر، فكما لا يخلق غيره لا يأمر غيره.
وهكذا أهل الاستقامة في الإسلام المعتصمون بالحكمة النبوية، والعصبة الجماعية، متوسطون في باب التوحيد والصفات بين النفاة المعطلة وبين الشبهة الممثلة.
وفي باب القدر والعدل والأفعال بين القدرية والجبرية والقدرية المجوسية.
وفي باب الأسماء والأحكام بين من أخرج أهل المعاصي من الإيمان بالكلية
_________
١-سورة البقرة، آية:٨٧.
٢-سورة النساء، آية:١٧١.
٣-سورة البقرة، آية:١٤٢.
1 / 42