2
وقد أنشد ابن أبي عتيق هذا الشعر، فقال له: الله أرحم بعباده أن يجعل عليهم ما سألته ليتم لك فسقك! وأنشده عبد الله بن عمر، فقال: يا ابن أخي! أما اتقيت الله حيث تقول:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا
كل يومين حجة واعتمارا
فقال له عمر: بأبي أنت وأمي! إني وضعت ليتا حيث لا تغني.
بيد أنه لا يصح لنا أن ننسى أنه لم يكن يفوز في كل مرة بما يبغي شيطانه من زيارة تلك المناسك والتعرض لكرائم النساء، فقد روي أن امرأة جميلة قدمت مكة، فنظر إليها وهو يطوف فوقعت في قلبه، فدنا منها فكلمها فلم تلتفت إليه، فلما كان في الليلة الثانية جعل يطلبها حتى أصابها، فقالت له: إليك عني يا هذا، فإنك في حرم الله وفي أيام عظيمة الحرمة! فألح عليها يكلمها حتى خافت أن يشهرها، فلما كانت الليلة الأخرى قالت لأخيها: اخرج معي فأرني المناسك فإني لست أعرفها، فأقبلت وهو معها، فلما رآها عمر أراد أن يعرض لها، فنظر إلى أخيها معها فعدل عنها، فتمثلت المرأة بقول النابغة:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له
وتتقي صولة المستأسد الحامي
وقد قال المنصور حين حدث بهذا الخبر: وددت أنه لم تبق فتاة من قريش في خدرها إلا سمعت بهذا الحديث. •••
وقد وقع له مثل هذا مع أبي الأسود الدؤلي إذ حج ومعه امرأته، وكانت جميلة، فبينما هي تطوف بالبيت إذ عرض لها، فأتت أبا الأسود فأخبرته، فأتاه أبو الأسود فعاتبه، فقال له عمر: ما فعلت شيئا. فلما عادت إلى المسجد عاد فكلمها، فأخبرت أبا الأسود فأتاه في المسجد وهو مع قوم جالس، فقال له:
Неизвестная страница