ومن رذائل العشق عند هوميروس أن العاشق يقضي شبابه ولا يدري، ثم يمضي طور الرجولة في الندم على ضياع الشباب، وفي الكبر يفنى في العزلة والاحتقار.
وقد قال الشاعر:
مما أضر بأهل العشق أنهم
هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم
في إثر كل قبيح وجهه حسن
وإن كان البعض قد وصف العشق بأنه سريع العطب، فإن بعض الفلاسفة قد نعته بأنه باطل: «لم أر حقا أشبه بباطل من العشق، ولا باطلا أشبه بحق منه. هزله جد، وجده هزل. وأوله لعب وآخره عطب». •••
وقد يصل حد العشق بالمعشوق أنه لا يخشى الموت مثل خوفه من فراق معشوقته له. وفي ذلك قال أمير المؤمنين ابن المعتز:
وأفجع الناس من سارت حبائبه
ولا عناق ولا ضم ولا قبل!
Неизвестная страница